بيبي عائشة وادفالا
يوم الاثنين الماضي، كان هناك كثيرون على موقعي فيسبوك وتويتر وضعوا رسالة تذكير تقول: "احذروا الخامس عشر من مارس" (وهي إشارة إلى التاريخ الذي قتل فيه يوليوس قيصر سنة 44 ق م). ضحكت من هذه الخرافة. ولكن تماما كما فشل قيصر في إدراك خيانة بروتوس، فشلنا نحن في موقع إسلام أون لاين في رؤية الغدر الذي سيحل بنا في ذلك اليوم.
لم نكن غافلين، ولا كالنعام واضعين رؤوسنا في الرمال؛ كنا فقط نبدي الثقة. وعندما قامت جمعية البلاغ الثقافية، الشركة القائمة على الموقع في قطر، بفرض املاءاتها على هيئة تحرير إسلام أون لاين، وأصدرت خطوطا إرشادية لمحتوى محافظ للموقع، عارض العاملون الذين يميلون إلى التعددية هذا التدخل في التحرير.
لقد كانت التعددية هي ما جذبني إلى إسلام أون لاين. وعندما أبهرني الموقع في أول زيارة له إليه وضعت لنفسي هدفا بالكتابة لإسلام أون لاين. وكان دخولي إلى موقع إسلام أون لاين هو ما حولني من خريجة جامعية متخصصة في العلوم إلى صحفية.
وقد كان إرسالي إلى لبنان في مهمة عمل بعد حرب يوليو عام 2006 محفزا لمستقبلي. فقد خلق ذلك في داخلي رغبة لأن أكون صحفية أخبار. وفي عام 2007، مثلت إسلام أون لاين في مؤتمر في جنوب أفريقيا فاز فيه الموقع بفئة الاستخدام الأكثر إبداعا لوسائل الإعلام الحديثة. وفي عام 2009 عدت إلى مصر بعد أن طُلب مني بدء محطة راديو على الإنترنت للنسخة الإنجليزية من إسلام أون لاين.
كامرأة، أشعر بفخر بالعمل في موقع إسلام أون لاين، حيث تجلس النساء بجوار الرجال بلا تفرقة، وحيث فرص السفر للمؤتمرات ليست حكرا على الرجال، كما هو الحال في بعض المنظمات الإسلامية الأخرى. وكمديرة للتحرير أجد الحرية الكاملة في وضع أجندتي التحريرية.
وقد تسبب تشدد وغلظة مجلس الإدارة في استقالة المدير العام للموقع، ومن ثم تم إرسال القطري الدكتور عاطف عبد المغني ليرأس مكتب القاهرة. قام مائتان وخمسون موظفا بالاحتجاج على سلوك مجلس الإدارة، عن طريق التوقيع على عريضة تم إرسالها إلى كل من مجلس الإدارة والشيخ يوسف القرضاوي، الذي تم تأسيس إسلام أون لاين بتوجيه منه. وكان الرد عبارة عن صمت فاتر.
بدأت بعد ذلك مباراة من مباريات التهامس الصينية، مع محادثات إعادة هيكلة وتسريح عمال. وتم إرسال لجنة من قطر للتعامل مع مخاوف الموظفين. ومع ذلك، فقد زاد وجودهم من التكهنات، وخاصة بعد أن تم تسريح بعض العاملين منخفضي المستوى. وبدهاء قام عبد المغني بتخصيص كلمة المرور الخاصة بجهاز الخادم (السيرفر)، وتم تحويل الموقع العربي إلى "سيرفر" أصغر. وبدأت عملية التطهير، بإلغاء الكماليات مثل الحليب وأوراق "التواليت". قدم قليل من العاملين استقالاتهم، خائفين أننا جميعا قد نصبح فريسة للتعطش إلى السيطرة الذي أبداه مجلس الإدارة.
فهل كان باقينا أعمى عن الكتابة على الجدران؟ كلا، بل فقط كنا نبدي الثقة. لقد كنا نثق بالكلمات المهدئة التي تطربنا بها الإدارة العليا، التي ناشدتنا الهدوء. وحيث إنني أمقت نظريات المؤامرة والبارانويا، فقد نبذت أيضا الفكرة القاسية التي كانت تقول إن الموقع سيتم إغلاقه؛ ولكني كنت أتوقع تقليص العاملين. وكنت أعتقد أن محطة راديو إسلام أون لاين ستكون هي الأولى التي ستسقط، حيث إنها كانت مازالت وليدة. ولكن رئيسي طمأنني بأن ذلك لن يحدث.
ولذا، فعندما سقطنا في حفرة الأرنب يوم الاثنين الماضي، أصبحنا مدركين أن ثقتنا خدعتنا. وقد سقطت قطع "الدومينو" واحدة تلو الأخرى عندما علمنا أن قطر قامت بحجب الوصول المصري إلى "السيرفر". ثم كُشف عن أن العقد – الذي لم يكن يبدو أن أي أحد على علم به – بين جمعية البلاغ والشركة الإعلامية الدولية (التي تنتج الموقع لجمعية البلاغ) سينتهي في الحادي والثلاثين من مارس الجاري ولن يتم تجديده، وسيتم تسريح كل العاملين. واستمر نفاق قطر، مع وعود بتعويض من استقالوا. وتنكروا لهذا الكلام بعد يوم واحد.
ترددنا بين الأمل والخوف، ولكننا أبدا لم نيأس. وسادت بيننا روح المقاومة. وفي ظل شعورنا بالوحدة كانت قلوبنا مع هؤلاء الذين يقاومون الاحتلال في الأقصى. كانت هناك تعبيرات عن الغضب جراء عجزنا عن تغطية المصادمات التي تحدث في الأقصى.
وبينما كان البعض حزينا على الفقدان الوشيك لأكثر من ثلاثمائة فرد لوظائفهم، كنت أنا أيضا حزينة على فقدان الكتاب غير النظاميين من كل أنحاء العالم لفرصتهم. لقد بدأت أنا مثل هؤلاء، كاتبة حرة، وحتى هذا الأسبوع كنت أعيش حلمي ببناء محطة إذاعة على الإنترنت على أساس إسلامي.
ولكن كل ذلك قد يصل إلى نهاية شائنة. فالدعوة إلى المزيد من المحتوى الديني، وفي نفس الوقت السلوك بهذا الشكل تجاه العاملين بالموقع، هو إهانة للمبادئ التي بُني عليها إسلام أون لاين.
إن الصدام بين الإسلام المتجانس والإسلام التعددي هو صدام عظيم الأهمية. فنحن في إسلام أون لاين نجعل الأخبار المحلية عالمية، ونربط بحق بين المسلمين وغير المسلمين في كل أنحاء العالم. إننا نقدم محتوى أكثر تنوعا وشمولا من محتويات المواقع الإسلامية الأخرى.
انطلق هتاف له مغزى يوم الاثنين: "أين الشيخ القرضاوي؟" وأخيرا أجاب النداء يوم الأربعاء، في الساعة الحادية عشرة صباحا. تم عقد اجتماع طارئ قام فيه بإبطال قرارات المدير العام لجميعة البلاغ، إبراهيم الأنصاري، ونائبه، علي العمادي. تم توقيف كلا الرجلين على النحو الواجب، وتعيين القطرية، مريم آل ثاني، مديرا عاما. ولكن هذه فقط إجراءات مؤقتة؛ وسوف يتم عقد اجتماع لجمعية البلاغ في غضون أسبوعين حيث سيخضع الرجلان للتصويت.
وفي الأثناء، يتواصل الإضراب إلى أن يتم السماح لنا بالوصول إلى "سيرفر" الموقع واستعادة الوضع الطبيعي. ونحن نستطيع الانتظار لنرى ماذا سيكون الرد النهائي، ونلعب دورنا في تكريس الحقائق بالشكل الذي نراها عليه. وفي النهاية، يجب أن يفوز الإسلام التعددي.
* جنوب أفريقية تعيش في القاهرة وتعمل مديرة تحرير لإذاعة موقع إسلام أون لاين.
يوم الاثنين الماضي، كان هناك كثيرون على موقعي فيسبوك وتويتر وضعوا رسالة تذكير تقول: "احذروا الخامس عشر من مارس" (وهي إشارة إلى التاريخ الذي قتل فيه يوليوس قيصر سنة 44 ق م). ضحكت من هذه الخرافة. ولكن تماما كما فشل قيصر في إدراك خيانة بروتوس، فشلنا نحن في موقع إسلام أون لاين في رؤية الغدر الذي سيحل بنا في ذلك اليوم.
لم نكن غافلين، ولا كالنعام واضعين رؤوسنا في الرمال؛ كنا فقط نبدي الثقة. وعندما قامت جمعية البلاغ الثقافية، الشركة القائمة على الموقع في قطر، بفرض املاءاتها على هيئة تحرير إسلام أون لاين، وأصدرت خطوطا إرشادية لمحتوى محافظ للموقع، عارض العاملون الذين يميلون إلى التعددية هذا التدخل في التحرير.
لقد كانت التعددية هي ما جذبني إلى إسلام أون لاين. وعندما أبهرني الموقع في أول زيارة له إليه وضعت لنفسي هدفا بالكتابة لإسلام أون لاين. وكان دخولي إلى موقع إسلام أون لاين هو ما حولني من خريجة جامعية متخصصة في العلوم إلى صحفية.
وقد كان إرسالي إلى لبنان في مهمة عمل بعد حرب يوليو عام 2006 محفزا لمستقبلي. فقد خلق ذلك في داخلي رغبة لأن أكون صحفية أخبار. وفي عام 2007، مثلت إسلام أون لاين في مؤتمر في جنوب أفريقيا فاز فيه الموقع بفئة الاستخدام الأكثر إبداعا لوسائل الإعلام الحديثة. وفي عام 2009 عدت إلى مصر بعد أن طُلب مني بدء محطة راديو على الإنترنت للنسخة الإنجليزية من إسلام أون لاين.
كامرأة، أشعر بفخر بالعمل في موقع إسلام أون لاين، حيث تجلس النساء بجوار الرجال بلا تفرقة، وحيث فرص السفر للمؤتمرات ليست حكرا على الرجال، كما هو الحال في بعض المنظمات الإسلامية الأخرى. وكمديرة للتحرير أجد الحرية الكاملة في وضع أجندتي التحريرية.
وقد تسبب تشدد وغلظة مجلس الإدارة في استقالة المدير العام للموقع، ومن ثم تم إرسال القطري الدكتور عاطف عبد المغني ليرأس مكتب القاهرة. قام مائتان وخمسون موظفا بالاحتجاج على سلوك مجلس الإدارة، عن طريق التوقيع على عريضة تم إرسالها إلى كل من مجلس الإدارة والشيخ يوسف القرضاوي، الذي تم تأسيس إسلام أون لاين بتوجيه منه. وكان الرد عبارة عن صمت فاتر.
بدأت بعد ذلك مباراة من مباريات التهامس الصينية، مع محادثات إعادة هيكلة وتسريح عمال. وتم إرسال لجنة من قطر للتعامل مع مخاوف الموظفين. ومع ذلك، فقد زاد وجودهم من التكهنات، وخاصة بعد أن تم تسريح بعض العاملين منخفضي المستوى. وبدهاء قام عبد المغني بتخصيص كلمة المرور الخاصة بجهاز الخادم (السيرفر)، وتم تحويل الموقع العربي إلى "سيرفر" أصغر. وبدأت عملية التطهير، بإلغاء الكماليات مثل الحليب وأوراق "التواليت". قدم قليل من العاملين استقالاتهم، خائفين أننا جميعا قد نصبح فريسة للتعطش إلى السيطرة الذي أبداه مجلس الإدارة.
فهل كان باقينا أعمى عن الكتابة على الجدران؟ كلا، بل فقط كنا نبدي الثقة. لقد كنا نثق بالكلمات المهدئة التي تطربنا بها الإدارة العليا، التي ناشدتنا الهدوء. وحيث إنني أمقت نظريات المؤامرة والبارانويا، فقد نبذت أيضا الفكرة القاسية التي كانت تقول إن الموقع سيتم إغلاقه؛ ولكني كنت أتوقع تقليص العاملين. وكنت أعتقد أن محطة راديو إسلام أون لاين ستكون هي الأولى التي ستسقط، حيث إنها كانت مازالت وليدة. ولكن رئيسي طمأنني بأن ذلك لن يحدث.
ولذا، فعندما سقطنا في حفرة الأرنب يوم الاثنين الماضي، أصبحنا مدركين أن ثقتنا خدعتنا. وقد سقطت قطع "الدومينو" واحدة تلو الأخرى عندما علمنا أن قطر قامت بحجب الوصول المصري إلى "السيرفر". ثم كُشف عن أن العقد – الذي لم يكن يبدو أن أي أحد على علم به – بين جمعية البلاغ والشركة الإعلامية الدولية (التي تنتج الموقع لجمعية البلاغ) سينتهي في الحادي والثلاثين من مارس الجاري ولن يتم تجديده، وسيتم تسريح كل العاملين. واستمر نفاق قطر، مع وعود بتعويض من استقالوا. وتنكروا لهذا الكلام بعد يوم واحد.
ترددنا بين الأمل والخوف، ولكننا أبدا لم نيأس. وسادت بيننا روح المقاومة. وفي ظل شعورنا بالوحدة كانت قلوبنا مع هؤلاء الذين يقاومون الاحتلال في الأقصى. كانت هناك تعبيرات عن الغضب جراء عجزنا عن تغطية المصادمات التي تحدث في الأقصى.
وبينما كان البعض حزينا على الفقدان الوشيك لأكثر من ثلاثمائة فرد لوظائفهم، كنت أنا أيضا حزينة على فقدان الكتاب غير النظاميين من كل أنحاء العالم لفرصتهم. لقد بدأت أنا مثل هؤلاء، كاتبة حرة، وحتى هذا الأسبوع كنت أعيش حلمي ببناء محطة إذاعة على الإنترنت على أساس إسلامي.
ولكن كل ذلك قد يصل إلى نهاية شائنة. فالدعوة إلى المزيد من المحتوى الديني، وفي نفس الوقت السلوك بهذا الشكل تجاه العاملين بالموقع، هو إهانة للمبادئ التي بُني عليها إسلام أون لاين.
إن الصدام بين الإسلام المتجانس والإسلام التعددي هو صدام عظيم الأهمية. فنحن في إسلام أون لاين نجعل الأخبار المحلية عالمية، ونربط بحق بين المسلمين وغير المسلمين في كل أنحاء العالم. إننا نقدم محتوى أكثر تنوعا وشمولا من محتويات المواقع الإسلامية الأخرى.
انطلق هتاف له مغزى يوم الاثنين: "أين الشيخ القرضاوي؟" وأخيرا أجاب النداء يوم الأربعاء، في الساعة الحادية عشرة صباحا. تم عقد اجتماع طارئ قام فيه بإبطال قرارات المدير العام لجميعة البلاغ، إبراهيم الأنصاري، ونائبه، علي العمادي. تم توقيف كلا الرجلين على النحو الواجب، وتعيين القطرية، مريم آل ثاني، مديرا عاما. ولكن هذه فقط إجراءات مؤقتة؛ وسوف يتم عقد اجتماع لجمعية البلاغ في غضون أسبوعين حيث سيخضع الرجلان للتصويت.
وفي الأثناء، يتواصل الإضراب إلى أن يتم السماح لنا بالوصول إلى "سيرفر" الموقع واستعادة الوضع الطبيعي. ونحن نستطيع الانتظار لنرى ماذا سيكون الرد النهائي، ونلعب دورنا في تكريس الحقائق بالشكل الذي نراها عليه. وفي النهاية، يجب أن يفوز الإسلام التعددي.
* جنوب أفريقية تعيش في القاهرة وتعمل مديرة تحرير لإذاعة موقع إسلام أون لاين.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions