
فن الاتصال/ هناك خطأ شائع عند العاملين في مجال إجراء المقابلات الذين لم يمارسوا المهنة لفترة مناسبة أو غير المدربين منهم – هو الضيق والملل من فترات الصمت التي تتخلل أحاديث الطرف الآخر، وشعورهم بأن عليهم أن يملئوا هذه الفترات بإلقاء بعض الأسئلة أو التعليقات العامة.
هذا مع أن احترام الصمت غالبا ما يكون أكثر فاعلية وفائدة وعونا للمتحدث. فأحيانا ما يلوذ المتحدث بالصمت لشعوره بعدم الرغبة في تكملة الحديث، أو لأنه لا يعرف تماما كيف يصوغ ما يريد أن يدلى به أو يشرحه. فإذا أحدث الشخص الذي يجري المقابلة مقاطعة عاجلة بدون ترو فقد يحول بذلك نهائيا دون معرفة الجزء المهم من القصة الذي لم يستطيع المتحدث أن يتناوله، ولا شك أن الصمت قد يعزى أحيانا إلى أسباب أخرى، وإذا ما أتيحت له الفرصة للاستمرار فقد يسبب حرجا للمتحدث. فقط يكفي هنا تشجيعه بملاحظة دقيقة أو بسؤال حتى يستأنف حديثه.
إن مجرد الإصغاء إلى قصة المتحدث يكون نافعا في حد ذاته في معظم الأحيان. فنحن نعرف فائدة محاولة العمل على تخفيف حدة التوتر، فإذا حدث لشخص ما شيء يثيره أو يجعله متوترا كالمجنون فإنه يستطيع أن يجد شخصا عطوفا يصغي إلى حديثه الصاحب، وعندئذ يمكنه أن يعود إلى استخدام طاقته بطريقة نافعة. أما إذا لم يجد أمامه فرصة للإفضاء بما في داخله فإنه قد يظل يغلي بضعة أيام، وهو في الواقع لا يحتاج إلا إلى شخص يستمع إليه ويتفهم ما يقوله، ويعرف إلى أي حد هو ثائر، وللأسف فإن هذا النوع من الناس- الذي يحسن الإصغاء يندر وجوده في حياتنا اليومية. لذا يجب تدريب النفس يوميا على مهارة الإصغاء.