يتعبر الشيخ سعيد بن خلفان الـخليلي من أهم الشخصيات العمانية في الـنصف الثاني من القرن التاسع عشر عالماً وزعيماً ومعارضاً سياسياً سخر كل ما يملك في خدمة فكره السياسي والديني بهدف إعادة الإمامة بعد إنقطاع دام مايقارب قرن من الـزمن . عاصر الشيخ سعيد بن خلفان تلميذه الشيخ صالح بن علي الحارثي وتذكر المصادر التاريخ إن الشيخ صالح بن علي كان موالياً للسلطة في عهد السيد سالم بن ثويني إلا بعد محاولة القتل التي تعرض لها الشيخ صالح من قبل السيد سالم بن ثويني .عمل سوياً بجانب سعيد بن خلفان ويشير الشيخ نور الدين السالمي إلى إن الشيخ صالح بن علي الحارثي أصبح أكثرهم حرصاً على إقصاء السيد سالم (لما وصلت الكتب الى الشيخ ( صالح ) سار بها بنفسه إلى حمد بن مسلم رءيس بني حسن )


في هذا الـموضوع لايهمنا تاريخ إمامة عزان بقدر ما يهمنا الحديث عن حادثة مقتل الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي والتي من وجهة نظري من أهم القضايا التاريخية التي مازال الـجدل فيها مستمراً , ورغم الـظروف السياسية والأقتصادية بل حتي الإجتماعية ، إضافة إلى شخصية عزان (حاكما على الرستاق) وينتمي إلى أسرة أل سعيد إلا أنه ينتمى إلى فرع جذب تاريخياً الكثير من ؤلاءات الزعامات الدينية عبر فترات تاريخية عديدة ..وقد لعب الشيخ سعيد دوراً مؤثرا في إمامة عزان فيما بعد حيث تصفه الـمصادر البريطانية (رئيس الوزراء ) وزوج الخليلي عزان أبنته ( شمسه بنت سعيد بن خلفان الخليلي )..

وبدأت الإمامة في الـظهور ومرت بمراحل الإمامة الإربعة ومن ثم وتعرضت الإمامة لهزات إقتصادية ضخمه إلى درجة دار جدل واسع حول شرعية الإستقراض من الـرعية و الأوضاع الأقتصادية من أهم العوامل التي ساهمت في التعجيل في إنتهاء إمامة عزان ومقتله ومقتل رئيس وزراءه كما تسميه المصادر البريطانية والأجنبية ...



ما أريد أطول عليكم السالفة :



تولى عزان الإمامة بمايعة كل من صالح بن علي وسعيد بن خلفان ومحمد بن سليم الغاربي فؤهلا ثلاثـة فقط وربما يعرف بعضكم ماذا يعني العدد أقل من 6 علماء معتبرين !

لم تدوم إمامة عزان سوى سنتين أنتهت بمقتله على يد (أهالي جعلان ) بني بو علي إنتقاماً لسجن زعماءهم في إمامته وبذلك أنتهت إمامة عزان ..

ومن هنا يبدأ الحديث عن مقتل الخليلي ! ومن هنا دار الجدل حول مقتله ! فتاكد المصادر متفقه على سجن الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي ولكنها أختلفت حول وفاته ! وترددت إشاعات إنه تم دفنه حياً هو أبنـه محمد

ولكن الشيخ نور الدين السالمي ينفي هذه الإشاعة ويبرئ السيد تركي من مقتل الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي بل يذكر السالمي تلميحاً إن السيد تركي على نية بإطلاق سراحه من السجن لولا واحد من عماله دخل على الشيخ وقتله ..



والـمصدر الثاني الذي تناول حادثة مقتل الشيخ سعيد بن خلفان الـخليلي هو الشاعر أبو مسلم البهلاني الرواحي في قـصيدته السماه الميمة :حيث يقول البهلاني :

ويـدفن حياً لاجريمة تقتضي

سوى أنه بالحق لله قائم

أليس من الغم المميت وقوعها

وطرف ولي الثأر في الأمن نائم

إلى إن يقول :

ولا تتركي ثأر المرزا حبرنا

سعيد بن خلفان لمن هو خائم



ثم أخيراً نأتي الى الـمصادر البـريطانية : خاصة الوثائق الرسميه !

طبعاً حالياً ما موجوده الوثائق لذلك بعتمد على الذاكره وفيها الخير والـبركة

أولاً موقف بريطانيا من إمامة عزان : من خلال الوثائق البريطانية تبين لي هناك جدل واسع في الدوائر البريطانية حول مدى قابلية إمامة عزان نحو الإستمرار وبالتالي الأعتراف يعني بالعماني كانت بريطانياً متردده في الأعتراف من عدمه وبريطانيا لايهمها من يحكم عمان الأهم إن يعترف بمصالحها في عمان وإمامة عزان غمزت لبريطانيا بإمكانية الأعتراف بمصالحها في عمان .. ومادام أنتهت إمامة عزان بمقتله وتولى سدة الحكم السيد تركي لم يبقى هناك إلتزام بريطانيا إتجاه زعماء الإمامة بما فيهم الخليلي . ولكن رغم ذلك إلا بريطانيا فور سماعها بنبأ مقتل الخليلي وخاصة الإشاعة التي ترددت عن ضلوع السيد تركي في قتله ..

طلبت حكومة الهند البريطانية من القنصل البريطاني في عمان إجراء تحقيق حول الـحادثه وأنتهى التحقيق إلى عدم إمكانية تبرئة السيد تركي ولا إتهامه وأعتمد التحقيق على روايات شهود إعيان إنهم شاهدوا الشيخ سعيد بن خلفان وكان في حاله ذعر شديد !



من وجهة نظري : أرحج رواية الشيخ نور الدين السالمي . حيث إنه عاصر التقى بالشخصيات التي شاركت في إمامه عزان بن قيس ومنهم الشيخ صالح بن علي الحارثي إضافة إلى قربه من عهد إمامة عزان .. فالسيد تركي كان بحاجة إلى تهدئة الأوضاع أكثر من إثارتها وليس من المعقول إن يقدم على مقتل زعيم بحجم الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي ..