تشاؤل : حوااااار أخبار الشبيبة

    • تشاؤل : حوااااار أخبار الشبيبة

      بقلم - محمد بن سيف الرحبي

      لا توجد أغنية عربية تعزف حاليا على مستويات السياسيين والمثقفين أجمل من أغنية الحوار، يحاولون دبلجتها لتناسب ذائقة أبناء الضاد، ويحاولون تناسي ملحنها الأمريكي وضارب إيقاعها الغربي.

      في مرات شبه مستحيلة يلتقي السياسي والمفكر لتكون لهذا الثنائي المتضاد اتجاها متقاربا، أو متطابقا، فلا يجدون أحلى من مفردة الحوار، يلتقون عليها، ويكادون يتفقون في كل معانيها وأحاسيسها، وبدا بنو الضاد اشبه بجوقة تتمايل استحسانا للإيقاعات الغربية، تقول لهم تحدثوا عن الحوار مع الآخر، نحن الأول والآخر، لا تحاوروا أنفسكم فتتقاتلوا، حاورونا فتسعدوا وتنالوا خيري الدنيا والآخرة.

      حضرت الأسبوع الماضي ندوة في الرياض محورها الحوار بين الشعوب، وفق نظرتين، عربية إسلامية وأخرى غربية، من بين المتحدثين الأساسيين الداعية د. سلمان العوده وكلوفيس مقصود والذي كان مندوب الجامعة العربية لسنوات في الأمم المتحدة، واتسع الحوار (حول الحوار) نحو أربع ساعات، تكرر فيها الكلام كثيرا وتشابه، لكن النقطة الأبرز: من يحاور من؟، وبمعنى آخر: هل بإمكان الضعيف محاورة القوي دون أن يملي عليه مرئياته؟ حينها يتحول المعنى من الحوار إلى الإملاء..

      وهذا ما صار منذ انفجار بركان الكلمة على وقع انهيار برجي نيويورك، وسنكمل العام المقبل عشر سنوات ونحن ندور في فلك يبدو واحدا مع الاختلالات المصاحبة له: نحن المتهمون والمتخلفون والأضعف في حلقة العالم، والتي تبدو دوائرها تزداد قوة شرقا حيث الصين والهند وغربا حيث أوروبا وأمريكا.. ولا عزاء للمتهمين سوى مواصله الحوار. هذه الندوة التي لا أعرف كم عددها ضمن ندوات حضرتها في باريس والكويت وأمكنة أخرى، ذات بعد رسمي أو شخصي ضمن مجموعات مفكرين أجد نفسي بينهم يتحدثون عن الحوار، حتى غصّ حلقي لكثرة تناولي لهذه المفردة. لماذا لم نكن نفكر بهذه الكلمة (بهذه الكثرة) كما نفعل حاليا إلا بعد (غزوة نيويورك) كما أسماها بن لادن؟

      وإلى ماذا يدفعنا الغرب (ويندفع العرب) لنتحاور بشأنه، ونحاور (الآخر) من أجل ماذا؟ هل ليصفح عنا ويرى أننا طيبون ومتسامحون و(آخر حلاوة) واستعداد لنفعل كل شيء من أجل سواد عيونه، حتى إذا أراد منا تغيير مناهجنا الدراسية أو نحمل الصليب فوق رؤوسنا ونقول أننا على استعداد من أجل ابداء تسامحنا واتساع أفقنا أن لا نذهب للمساجد للصلاة كل يوم خمس مرات، ولا نرفع الأذان من فوق المنابر..

      ذلك ما أفهمه من مفردات الحوار والتسامح وغيرها من التي تشكل إملاء امريكيا غربيا مدسوسا في علب الديموقراطية، كأننا لن نكون بهذه الصفات إلا إذا اقتنع ساكنو البيت الأبيض بذلك، وننظم ندوات كبرى وتظاهرات ثقافية يدعا إليها الشرق والغرب.. من أجل هدف واحد، إظهار حسن نيتنا، وأنه لسنا كلنا من خطف الطائرات يوم 11 سبتمبر 2001، ولا نكاد نعرف من حاول تفجير نفسه في محطة قطار.

      كل ما نعرفه كعرب أننا غاضبون لا قتلة، وأن فلسطين هي غضبنا الأول والأخير، وأن العدالة العالمية العمياء التي ترى مقتل إسرائيلي ولا ترى وطنا مسروقا وشعبا يقتله الصهاينة كل يوم هي سبب الغضب العربي والإسلامي، والغضب مفتوح الأشرعة على عواصف لا يمكن تبيّنها، بين عاقل قد يصمد ومتطرف قد يواجه القتل بالقتل، إنما يبدو في نظر المستضعفين البطل الذي تبحث عنه الأمة..

      خرجت من الندوة وفي ذهني مقولة الشيخ سلمان العودة بأن متطرفينا جهلة ومتطرفيهم متعلمون ومنظرون.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions