في حوار قصير مع الأخ حمود عصام اقترحت أن يكتب كل منا مقالة حول 10 أشياء يجب أن نتجنبها لكي لا نفقد أعصابنا، ويبدو أنني ورطت نفسي هنا لأنني لا أعرف إن كان لدي 10 أشياء أم لا، لكن سأحاول، وهذه قائمتي:
1- الأخبار: منذ سنوات وأنا لا أتابع الأخبار، اليوم مثلاً اكتشفت مصادفة أن هناك قمة عربية، يا إلهي ... لدينا غمة عربية أخرى، هي غمة على القلب لأن الكلام البارد الرسمي وغير الرسمي والتهريج الذي يقال فيها سيخنقني، سأتذكر ذلك اليوم الذي تحدثوا فيه عن مبادرة السلام وفي اليوم التالي تحدثت إسرائيل بأفعلها وجعلتنا نشاهد الرد الذي يؤكد أنها لا تريد أي سلام، مع ذلك ... مع ذلك عاد البعض لاحقاً ليتحدث عن "أحياء" مبادرة السلام، عدونا يتحدث بأفعله فيبني المستعمرات ويهدم المنازل ويطرد الناس ويقتل ويدمر ونحن نتقن الحديث عن السلام.
في بعض الأحيان أود لو أستخدم كلمات يمكن أن أصفها بالشوارعية لوصف ما يحدث.
أرأيتم؟ هذا ما يجعلني أتجنب الأخبار وأفضل الآن مشاهدة قناة يابانية تتحدث عن حدائق كيوتو ورجال أعمال مغامرين من أوساكا والطبيعة الجميلة في هوكايدو، أعيش في هذا الجو الجميل لأهرب من واقع مرير، واقع تابعته منذ صغري ولا زالت صور حروب المنطقة محفورة في ذاكرتي، الحرب الأهلية اللبنانية، الغزو السوفيتي لأفغانستان، الحرب العراقية الإيرانية، حرب الخليج الأولى والثانية، غزو العراق وأفغانستان وكل يوم هناك أخبار من فلسطين.
الأخبار في الماضي جعلتني أشكل صورة عن العالم، لكنني الآن أستخدم الكتب لفعل ذلك والكتب أكثر فعالية وأكثر عمقاً، أما الأخبار ومتابعتها يومياً فلم تعد تفيدني اليوم، هناك أنماط تتكرر في كل عام أو بين حين وآخر ومشاهدة الأخبار لا تزيدني إلا هماً على هم لذلك تركتها وأرحت نفسي وهربت من الواقع أو من بعضه لكي أحفظ بقايا عقلي ووجدت بعد عدة سنوات من فعل ذلك أنني لم أفقد شيئاً بتوقفي عن متابعة الأخبار.
2- الناس: أنا مؤمن بما قاله الشافعي رحمه الله:
[INDENT]الناس داء وداء الناس قربهم وفي اعتزالهم قطع المودات
[/INDENT]لدي استعداد لتحمل عواقب قطع المودات، الاقتراب من الناس يتعبني، الاختلاط بالناس يمتص طاقتي، هذا شيء لن يفهمه إلا من يشاركني نفس الشعور، هذا شيء لن يفهمه الأشخاص الاجتماعيون الذين يجدون نشاطهم في الاختلاط بالناس، عندما أكون في مكان يكثر فيه الناس أجد نفسي رغبة في الهروب لأن هذا موقف يجعلني أحاول التظاهر بشخصية مختلفة وأنا لا أطيق ولا أتقن فعل ذلك.
الحاجة للعزلة والبقاء وحيداً ضرورية لي كحاجة البعض للتواصل الاجتماعي دائماً، أجد سعادتي في عزلتي عن الناس، أجد سعادتي في أن أكون وحيداً ولا يعني هذا أن أحبس نفسي في غرفتي بل حتى عند الخروج للمشي أو التسوق، أن أكون بعيداً عن الناس أمر ضروري وعندما يقتربون مني أستعجل المشي أو الشراء أو حتى لا أشتري وأخرج.
هذا أمر لن يفهمه البعض أبداً، يظنونه سخيفاً وغير معقول، يظنونه مبالغة كعادتهم في الحديث معي حيث أنا الذي أبالغ في كل شيء ولاحظ "كل" هذه، لا بأس، لا داعي لفهم الأمر، أريد البقاء لوحدي، يمكنك فهم ذلك فلا تجبرني على أي تواصل اجتماعي لا أرغب فيه.
ربما هذا يفسر لماذا لا أحب الاعتناء بمظهري، فعندما أخرج لأي مكان آخر شيء أريده هو لفت الانتباه، ولا يهمني حقيقة ما قد يقوله الناس، لا يهمني تقييم الآخرين لي من خلال مظهري، من الخطأ الحكم على الآخرين من خلال المظهر، لكن إن خسرت فرصة وظيفية أو سقطت من عين أحدهم بسبب مظهري فليكن، لا يهمني، أنا لست الثياب التي ألبسها ولا النعل التي أمشي عليها وإن كان أحدهم يقيمني بسبب مظهري فهذه سطحية في التفكير.
3- الأطفال: أنا عم لأكثر من 10 أطفال، بعضهم يعيش معنا في المنزل، لا أطيق الإزعاج بكل أشكاله وإزعاج الأطفال لدينا لا أحتمله مع أنني بدأت أتعايش جزئياً معه، بدأت منذ وقت طويل أتقبل الإزعاج في أوقاته المناسبة، في الصباح أو بعد الظهيرة لكن أطفال المنزل لديهم ساعات تعمل بشكل مختلف ويحبون الإزعاج حتى منتصف الليل أو بعد ذلك وهذا ما يجعلني أضيفهم لهذه القائمة، للأسف لا يمكنني تجنبهم.
أحاول أن أكون العم الطيب معهم وهذا ما أفعله عندما ألعب معهم، لكن خارج وقت اللعب هذا وعندما أكون في غرفتي لا أريد سماع إزعاجهم ولا بكائهم، لا تقل لي "ستتزوج وستنجب الأطفال" لا لن أفعل، وإن فعلت سأرسلهم مباشرة إلى دار الأيتام ... حسناً أنا أبالغ هنا.
عندما أحاول الالتزام بالنوم في ساعة محددة ثم أجد صعوبة في فعل ذلك بسبب الإزعاج والبكاء، أقوم من فراشي لأنه لا أمل أبداً في عودة النوم إلي إلا بعد طلوع الشمس وعندما أكون متعباً حقاً، لا أبالغ ويبدو أن شكواي المتكررة لا يهتم بها أحد وهذا ما يضايقني أكثر، أنا جاد في الأمر، أريد أن أنام مبكراً لكي أستيقظ مبكراً وأمارس المشي الذي لم أمارسه منذ عام الفيل ثم أذهب بتفائل ونشاط لإنجاز أعمال المنزل المختلفة والضرورية والتي أجلتها مراراً وتكراراً لأنني أنام كالخفافيش، لا أقصد أنني أتعلق بالسقف باستخدام رجلي! بل أنام في النهار، ثم إذا بقيت مستيقظاً فهذا يعني أنني سأمارس عادات غير صحية في ما يتعلق بتناول الطعام، مثل تناول وجبة دسمة ثقيلة في الثانية صباحاً ونتيجة لذلك وزني ازداد بشكل كبير وكل جهودي لممارسة الرياضة لم تجدي.
أعلم أن هذه أمور صغيرة وسخيفة وقد سبق أن حذفت عدة مواضيع لم أنشرها تتعلق بأمور شخصية لا تهم أحداً لكنها كانت وسيلة مناسبة لتفريغ شحنات سلبية من المشاعر، على أي حال، اللوم لا يقع على الأطفال بل على الوالدين، ولأن الكلام لم يجدي أضيف الأطفال للقائمة، أريد تجنبهم إلا عندما ألعب معهم، هذا كل شيء.
4- المؤسسات الحكومية: نعم، لا أحب الذهاب للمؤسسات الحكومية على اختلاف أشكالها ولا أظن أن هناك من يستمتع بفعل ذلك، بالنسبة لي الأمر متعلق بالناس كما قلت في النقطة الثانية ثم بالإجراءات، قرأت في كتب الإدارة والتطوير الشخصي ثم عن قصص الشركات ونجاحاتها ولا زلت أقرأ في هذا المجال ولا يمكنني الذهاب لأي مؤسسة حكومية دون عقد مقارنة بينها وبين ما أقرأ، الأمور تغيرت بالطبع واليوم نحن في حال أفضل من الأمس وأريد أن نكون غداً في حال أفضل من اليوم.
مع تطور الممارسات الإدارية لا زلت أرى أموراً لا أفهمها ولا أجد منطقاً لتبريرها، أوراق تطلب في حين أنها غير ضرورية، تأخير طويل في حين أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء، توقيع مدير لا يمكن الوصول له مع أنه موجود في مكتبه مع شلة من الموظفين يحتسون الشاي ويمكنه بكل تأكيد تحريك يديه وإمساك القلم ثم توقيع الورقة وهذا لن يحتاج إلى أكثر من 20 ثانية لكن سعادته "مشغول" كما تقول الحسناء أمام مكتبه.
وما يضايقني حقاً عندما أتحدث لموظف ما عن معاملة ما ثم يبدأ التحقيق معي عن الأوراق "كيف ما جبت هذي الورقة؟ معقولة مواطن ما يعرف أن هذي الورقة مطلوبة؟" ما شاء الله! الأخ يريد أن ينزل علي الإلهام قبل أن أصل للمؤسسة فأعرف بقدرة خفية ما تحتاجه المعاملة لكي أنجزها، ولا يقل لي أحدكم "اتصل بهم قبل أن تذهب لهم، زر موقعهم على الشبكة" لأنني أفعل ذلك وبقدرة عجيبة وسحر مريب يمكن للموظف أن يخرج لي نقصاً في أوراقي ثم يسألني السؤال السخيف: كيف ما تعرف؟!
5- الإنترنت: أمارس التناقض هنا، الإنترنت لها جانبان سلبي وإيجابي، وما أريد تجنبه هو السلبي بالطبع، إدمان الجلوس أمام الحاسوب لساعات وتضييع الوقت في استهلاك محتويات مختلفة، الاتصال الدائم بالشبكة يجعل الوصول لأي شيء سهل جداً ومغري، سأبحث عن كلمة لأضيع بعدها 3 ساعات، لا يمكنني التركيز على القراءة لأن الشبكة تقدم ما هو أكثر إثارة وتشويقاً، الجديد يصل كل ساعة وهناك دائماً شيء جديد أو شيء لم تره من قبل، سبق أن قلت أنني أكثر سعادة عندما أجبر نفسي على الابتعاد عن الشبكة واستخدامها لأقل حد ممكن ... لكنني حتى الآن لم أفعل شيئاً لتطبيق ذلك، لا ألوم إلا نفسي.
6- النقاشات العقيمة: ماذا أريد على العشاء؟ ويندوز أفضل من لينكس أو العكس، الحكم كان سبب خسارتنا، أي نادي تشجع؟ هل تفضل أن نذهب الآن ثم نأكل لاحقاً أم نأكل الآن ونذهب لاحقاً؟
كثير من النقاشات لا تهمني ويحاول البعض إقحامي فيها، النقاش حول الأندية مثلاً يجعلني أضطر في بعض الأحيان أن أقول بأنني أشجع فقط نادي الهلال السوداني، أحدهم أتهمني أنني أكره نادي الهلال السعودي، كيف يجرأ؟! لا يوجد أي نادي في العالم يستحق حتى أن أكرهه، لا أهتم بالكرة ولا الأندية وأرى الأمر سخيف جداً، أعني العصبية والتشجيع والبكاء كالأطفال عندما يخسر الفريق ... أوههاع ... الكلمة السابقة تعبر عن مدى اشمئزازي من منظر ذكور يبكون لخسارة فريقهم!
ثم هناك النقاشات التقنية العقيمة التي عرفتها منذ أن دخلت الإنترنت وحتى اليوم، كنت في الماضي أشارك فيها لكن تبين لي لاحقاً أن التعصب التقني لا يختلف كثيراً عن التعصب الكروي، كلاهما يثير الغثيان، وأفكر بالأمر الآن لأجد أنني لم أستفد من معظم هذه النقاشات خصوصاً تلك التي تدور رحاها بين فريقين من المتعصبين، أناس يرون هذا النظام أو تلك التقنية بنظرة كمال لا يمكنها أبداً أن تعترف بوجود نقص أو عيب.
وهناك الأشياء اليومية البسيطة والتي يحولها البعض لنقاشات تستمر لنصف ساعة أو أكثر، يا ربي أنزل علي صبرك، نقاش حول ما نريد تناوله في الغداء أو العشاء، جوابي واحد منذ سنوات "كله واحد، أي شي" لكن مع ذلك هناك من يصر على أن يطرح السؤال نفسه دون كلل أو ملل، وهذه النقاشات الصغيرة تتكرر كل يوم وبعدة أشكال وجوابي غالباً لا يختلف، أنا لا يهمني، اختر أنت ما تشاء وأنا معك، في حالات قليلة جداً أشارك لكي أعبر عن ضيق الوقت لأنني فعلاً أريد الذهاب لمكان ما أو إنجاز عمل ما.
7- التسوق: أن أذهب لشراء شيء هو أمر أحب ممارسته ولن أنكر ذلك، المشكلة هي مرة أخرى الناس، أريد أن أذهب للسوق في وقت لا يوجد فيه أحد غيري، هل هذا طلب غير معقول؟ حسناً أن أذهب في وقت لا يوجد فيه ازدحام وهذا ما أفعله في الصباح، الذهاب للتسوق في المساء يضايقني بسبب الازدحام والنساء لكن الحصار النسائي أصبح صباحياً أيضاً ولأننا في الإمارات فهو حصار متعدد الجنسيات!
اختلاف الجنسيات يعني أن أرى مناظر لا يمكن تجنبها إلا بعدم التسوق وهذا ما أفكر فيه جدياً بالمناسبة، يمكنني الاعتماد على الآخرين لكنني أكره فعل ذلك، لا أريد أن أكون عالة عليهم، ربما علي أن أنتظر ظهور متجر إماراتي يسمح بالتسوق في المتصفح، لشراء أي شيء حتى لو كان صابوناً توجه فقط لهذا المتجر، هذا حلم أتمنى أن يتحقق، لن يكون هناك عذر للخروج من البيت للتسوق.
8- المساعدة: لا أعني أنني أتجنب مساعدة الآخرين فهذا ما أحب فعله، بل أعني أن يساعدني الآخرون، نعم هذا الأمر يضايقني، أظن أنني سأكتفي بما قلت هنا.
9-التعقيد: يمكنني أن أصف نفسي بالبسيط، لا أحب التعقيد بكل أشكاله، أتجنبه بقدر الإمكان وهذا يعني في بعض الأحيان أن أتخلص من هاتفي النقال الذي يراه البعض شيئاً لا يمكن أن نعيش بدونه، يرونه شيئاً مستهجناً في حين أنني التخلص منه وسيلة للتبسيط حتى لو كان الأمر مؤقتاً.
أحب التخلص مما أمتلكه وقد حاولت إقناع نفسي أنني أحب جمع الكتب لأجد أنني أتخلص من الكتاب بعد قرائته ولا أحتفظ إلا بما يعجبني حقاً وهي كتب قليلة، هناك أمور لم أشترها أو لم أستخدمها لأنني لا أريد تعقيد حياتي، بعض هذه الأشياء يراها الناس من الضروريات التي يجب على أي شخص أن يمتلكها أو يفعلها ولا يستطيعون تخيل شخص بدونها، السيارة مثال جيد.
10- البطيخ: حقيقة لم أجد نقطة عاشرة لذلك أضع البطيخ لكي ألتزم بوعدي وأكتب 10 نقاط، لا أحب البطيخ ولا أطيق رائحته، كنت أظن أنني محصن من هذا الشعور تجاه أي طعام، كنت أظن أنني أستطيع تناول البطيخ حتى لو كنت لا أحبه، لكنني حولت مرتين وفي المرتين كدت أن أعيد العشاء الذي تناولته لتوي إلى طاولة العشاء، ما الذي يجعلني أكرهه لهذا الحد؟ لا أدري.
كنت صريحاً أكثر من اللازم في هذا الموضوع، يمكنك أن تشكل صورة عني فأنا شخص أناني مزعج بلا شك وعزلتي عن الناس خير لهم ولي لأنني أكف شري عنهم، التواصل على الشبكة مختلف لأن الشبكة ستبقى حاجزاً مهما حاول البعض أن يصور بأنها كالتواصل الطبيعي وجهاً لوجه.

المصدر : مدونة عبدالله المهيري
1- الأخبار: منذ سنوات وأنا لا أتابع الأخبار، اليوم مثلاً اكتشفت مصادفة أن هناك قمة عربية، يا إلهي ... لدينا غمة عربية أخرى، هي غمة على القلب لأن الكلام البارد الرسمي وغير الرسمي والتهريج الذي يقال فيها سيخنقني، سأتذكر ذلك اليوم الذي تحدثوا فيه عن مبادرة السلام وفي اليوم التالي تحدثت إسرائيل بأفعلها وجعلتنا نشاهد الرد الذي يؤكد أنها لا تريد أي سلام، مع ذلك ... مع ذلك عاد البعض لاحقاً ليتحدث عن "أحياء" مبادرة السلام، عدونا يتحدث بأفعله فيبني المستعمرات ويهدم المنازل ويطرد الناس ويقتل ويدمر ونحن نتقن الحديث عن السلام.
في بعض الأحيان أود لو أستخدم كلمات يمكن أن أصفها بالشوارعية لوصف ما يحدث.
أرأيتم؟ هذا ما يجعلني أتجنب الأخبار وأفضل الآن مشاهدة قناة يابانية تتحدث عن حدائق كيوتو ورجال أعمال مغامرين من أوساكا والطبيعة الجميلة في هوكايدو، أعيش في هذا الجو الجميل لأهرب من واقع مرير، واقع تابعته منذ صغري ولا زالت صور حروب المنطقة محفورة في ذاكرتي، الحرب الأهلية اللبنانية، الغزو السوفيتي لأفغانستان، الحرب العراقية الإيرانية، حرب الخليج الأولى والثانية، غزو العراق وأفغانستان وكل يوم هناك أخبار من فلسطين.
الأخبار في الماضي جعلتني أشكل صورة عن العالم، لكنني الآن أستخدم الكتب لفعل ذلك والكتب أكثر فعالية وأكثر عمقاً، أما الأخبار ومتابعتها يومياً فلم تعد تفيدني اليوم، هناك أنماط تتكرر في كل عام أو بين حين وآخر ومشاهدة الأخبار لا تزيدني إلا هماً على هم لذلك تركتها وأرحت نفسي وهربت من الواقع أو من بعضه لكي أحفظ بقايا عقلي ووجدت بعد عدة سنوات من فعل ذلك أنني لم أفقد شيئاً بتوقفي عن متابعة الأخبار.
2- الناس: أنا مؤمن بما قاله الشافعي رحمه الله:
[INDENT]الناس داء وداء الناس قربهم وفي اعتزالهم قطع المودات
[/INDENT]لدي استعداد لتحمل عواقب قطع المودات، الاقتراب من الناس يتعبني، الاختلاط بالناس يمتص طاقتي، هذا شيء لن يفهمه إلا من يشاركني نفس الشعور، هذا شيء لن يفهمه الأشخاص الاجتماعيون الذين يجدون نشاطهم في الاختلاط بالناس، عندما أكون في مكان يكثر فيه الناس أجد نفسي رغبة في الهروب لأن هذا موقف يجعلني أحاول التظاهر بشخصية مختلفة وأنا لا أطيق ولا أتقن فعل ذلك.
الحاجة للعزلة والبقاء وحيداً ضرورية لي كحاجة البعض للتواصل الاجتماعي دائماً، أجد سعادتي في عزلتي عن الناس، أجد سعادتي في أن أكون وحيداً ولا يعني هذا أن أحبس نفسي في غرفتي بل حتى عند الخروج للمشي أو التسوق، أن أكون بعيداً عن الناس أمر ضروري وعندما يقتربون مني أستعجل المشي أو الشراء أو حتى لا أشتري وأخرج.
هذا أمر لن يفهمه البعض أبداً، يظنونه سخيفاً وغير معقول، يظنونه مبالغة كعادتهم في الحديث معي حيث أنا الذي أبالغ في كل شيء ولاحظ "كل" هذه، لا بأس، لا داعي لفهم الأمر، أريد البقاء لوحدي، يمكنك فهم ذلك فلا تجبرني على أي تواصل اجتماعي لا أرغب فيه.
ربما هذا يفسر لماذا لا أحب الاعتناء بمظهري، فعندما أخرج لأي مكان آخر شيء أريده هو لفت الانتباه، ولا يهمني حقيقة ما قد يقوله الناس، لا يهمني تقييم الآخرين لي من خلال مظهري، من الخطأ الحكم على الآخرين من خلال المظهر، لكن إن خسرت فرصة وظيفية أو سقطت من عين أحدهم بسبب مظهري فليكن، لا يهمني، أنا لست الثياب التي ألبسها ولا النعل التي أمشي عليها وإن كان أحدهم يقيمني بسبب مظهري فهذه سطحية في التفكير.
3- الأطفال: أنا عم لأكثر من 10 أطفال، بعضهم يعيش معنا في المنزل، لا أطيق الإزعاج بكل أشكاله وإزعاج الأطفال لدينا لا أحتمله مع أنني بدأت أتعايش جزئياً معه، بدأت منذ وقت طويل أتقبل الإزعاج في أوقاته المناسبة، في الصباح أو بعد الظهيرة لكن أطفال المنزل لديهم ساعات تعمل بشكل مختلف ويحبون الإزعاج حتى منتصف الليل أو بعد ذلك وهذا ما يجعلني أضيفهم لهذه القائمة، للأسف لا يمكنني تجنبهم.
أحاول أن أكون العم الطيب معهم وهذا ما أفعله عندما ألعب معهم، لكن خارج وقت اللعب هذا وعندما أكون في غرفتي لا أريد سماع إزعاجهم ولا بكائهم، لا تقل لي "ستتزوج وستنجب الأطفال" لا لن أفعل، وإن فعلت سأرسلهم مباشرة إلى دار الأيتام ... حسناً أنا أبالغ هنا.
عندما أحاول الالتزام بالنوم في ساعة محددة ثم أجد صعوبة في فعل ذلك بسبب الإزعاج والبكاء، أقوم من فراشي لأنه لا أمل أبداً في عودة النوم إلي إلا بعد طلوع الشمس وعندما أكون متعباً حقاً، لا أبالغ ويبدو أن شكواي المتكررة لا يهتم بها أحد وهذا ما يضايقني أكثر، أنا جاد في الأمر، أريد أن أنام مبكراً لكي أستيقظ مبكراً وأمارس المشي الذي لم أمارسه منذ عام الفيل ثم أذهب بتفائل ونشاط لإنجاز أعمال المنزل المختلفة والضرورية والتي أجلتها مراراً وتكراراً لأنني أنام كالخفافيش، لا أقصد أنني أتعلق بالسقف باستخدام رجلي! بل أنام في النهار، ثم إذا بقيت مستيقظاً فهذا يعني أنني سأمارس عادات غير صحية في ما يتعلق بتناول الطعام، مثل تناول وجبة دسمة ثقيلة في الثانية صباحاً ونتيجة لذلك وزني ازداد بشكل كبير وكل جهودي لممارسة الرياضة لم تجدي.
أعلم أن هذه أمور صغيرة وسخيفة وقد سبق أن حذفت عدة مواضيع لم أنشرها تتعلق بأمور شخصية لا تهم أحداً لكنها كانت وسيلة مناسبة لتفريغ شحنات سلبية من المشاعر، على أي حال، اللوم لا يقع على الأطفال بل على الوالدين، ولأن الكلام لم يجدي أضيف الأطفال للقائمة، أريد تجنبهم إلا عندما ألعب معهم، هذا كل شيء.
4- المؤسسات الحكومية: نعم، لا أحب الذهاب للمؤسسات الحكومية على اختلاف أشكالها ولا أظن أن هناك من يستمتع بفعل ذلك، بالنسبة لي الأمر متعلق بالناس كما قلت في النقطة الثانية ثم بالإجراءات، قرأت في كتب الإدارة والتطوير الشخصي ثم عن قصص الشركات ونجاحاتها ولا زلت أقرأ في هذا المجال ولا يمكنني الذهاب لأي مؤسسة حكومية دون عقد مقارنة بينها وبين ما أقرأ، الأمور تغيرت بالطبع واليوم نحن في حال أفضل من الأمس وأريد أن نكون غداً في حال أفضل من اليوم.
مع تطور الممارسات الإدارية لا زلت أرى أموراً لا أفهمها ولا أجد منطقاً لتبريرها، أوراق تطلب في حين أنها غير ضرورية، تأخير طويل في حين أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء، توقيع مدير لا يمكن الوصول له مع أنه موجود في مكتبه مع شلة من الموظفين يحتسون الشاي ويمكنه بكل تأكيد تحريك يديه وإمساك القلم ثم توقيع الورقة وهذا لن يحتاج إلى أكثر من 20 ثانية لكن سعادته "مشغول" كما تقول الحسناء أمام مكتبه.
وما يضايقني حقاً عندما أتحدث لموظف ما عن معاملة ما ثم يبدأ التحقيق معي عن الأوراق "كيف ما جبت هذي الورقة؟ معقولة مواطن ما يعرف أن هذي الورقة مطلوبة؟" ما شاء الله! الأخ يريد أن ينزل علي الإلهام قبل أن أصل للمؤسسة فأعرف بقدرة خفية ما تحتاجه المعاملة لكي أنجزها، ولا يقل لي أحدكم "اتصل بهم قبل أن تذهب لهم، زر موقعهم على الشبكة" لأنني أفعل ذلك وبقدرة عجيبة وسحر مريب يمكن للموظف أن يخرج لي نقصاً في أوراقي ثم يسألني السؤال السخيف: كيف ما تعرف؟!
5- الإنترنت: أمارس التناقض هنا، الإنترنت لها جانبان سلبي وإيجابي، وما أريد تجنبه هو السلبي بالطبع، إدمان الجلوس أمام الحاسوب لساعات وتضييع الوقت في استهلاك محتويات مختلفة، الاتصال الدائم بالشبكة يجعل الوصول لأي شيء سهل جداً ومغري، سأبحث عن كلمة لأضيع بعدها 3 ساعات، لا يمكنني التركيز على القراءة لأن الشبكة تقدم ما هو أكثر إثارة وتشويقاً، الجديد يصل كل ساعة وهناك دائماً شيء جديد أو شيء لم تره من قبل، سبق أن قلت أنني أكثر سعادة عندما أجبر نفسي على الابتعاد عن الشبكة واستخدامها لأقل حد ممكن ... لكنني حتى الآن لم أفعل شيئاً لتطبيق ذلك، لا ألوم إلا نفسي.
6- النقاشات العقيمة: ماذا أريد على العشاء؟ ويندوز أفضل من لينكس أو العكس، الحكم كان سبب خسارتنا، أي نادي تشجع؟ هل تفضل أن نذهب الآن ثم نأكل لاحقاً أم نأكل الآن ونذهب لاحقاً؟
كثير من النقاشات لا تهمني ويحاول البعض إقحامي فيها، النقاش حول الأندية مثلاً يجعلني أضطر في بعض الأحيان أن أقول بأنني أشجع فقط نادي الهلال السوداني، أحدهم أتهمني أنني أكره نادي الهلال السعودي، كيف يجرأ؟! لا يوجد أي نادي في العالم يستحق حتى أن أكرهه، لا أهتم بالكرة ولا الأندية وأرى الأمر سخيف جداً، أعني العصبية والتشجيع والبكاء كالأطفال عندما يخسر الفريق ... أوههاع ... الكلمة السابقة تعبر عن مدى اشمئزازي من منظر ذكور يبكون لخسارة فريقهم!
ثم هناك النقاشات التقنية العقيمة التي عرفتها منذ أن دخلت الإنترنت وحتى اليوم، كنت في الماضي أشارك فيها لكن تبين لي لاحقاً أن التعصب التقني لا يختلف كثيراً عن التعصب الكروي، كلاهما يثير الغثيان، وأفكر بالأمر الآن لأجد أنني لم أستفد من معظم هذه النقاشات خصوصاً تلك التي تدور رحاها بين فريقين من المتعصبين، أناس يرون هذا النظام أو تلك التقنية بنظرة كمال لا يمكنها أبداً أن تعترف بوجود نقص أو عيب.
وهناك الأشياء اليومية البسيطة والتي يحولها البعض لنقاشات تستمر لنصف ساعة أو أكثر، يا ربي أنزل علي صبرك، نقاش حول ما نريد تناوله في الغداء أو العشاء، جوابي واحد منذ سنوات "كله واحد، أي شي" لكن مع ذلك هناك من يصر على أن يطرح السؤال نفسه دون كلل أو ملل، وهذه النقاشات الصغيرة تتكرر كل يوم وبعدة أشكال وجوابي غالباً لا يختلف، أنا لا يهمني، اختر أنت ما تشاء وأنا معك، في حالات قليلة جداً أشارك لكي أعبر عن ضيق الوقت لأنني فعلاً أريد الذهاب لمكان ما أو إنجاز عمل ما.
7- التسوق: أن أذهب لشراء شيء هو أمر أحب ممارسته ولن أنكر ذلك، المشكلة هي مرة أخرى الناس، أريد أن أذهب للسوق في وقت لا يوجد فيه أحد غيري، هل هذا طلب غير معقول؟ حسناً أن أذهب في وقت لا يوجد فيه ازدحام وهذا ما أفعله في الصباح، الذهاب للتسوق في المساء يضايقني بسبب الازدحام والنساء لكن الحصار النسائي أصبح صباحياً أيضاً ولأننا في الإمارات فهو حصار متعدد الجنسيات!
اختلاف الجنسيات يعني أن أرى مناظر لا يمكن تجنبها إلا بعدم التسوق وهذا ما أفكر فيه جدياً بالمناسبة، يمكنني الاعتماد على الآخرين لكنني أكره فعل ذلك، لا أريد أن أكون عالة عليهم، ربما علي أن أنتظر ظهور متجر إماراتي يسمح بالتسوق في المتصفح، لشراء أي شيء حتى لو كان صابوناً توجه فقط لهذا المتجر، هذا حلم أتمنى أن يتحقق، لن يكون هناك عذر للخروج من البيت للتسوق.
8- المساعدة: لا أعني أنني أتجنب مساعدة الآخرين فهذا ما أحب فعله، بل أعني أن يساعدني الآخرون، نعم هذا الأمر يضايقني، أظن أنني سأكتفي بما قلت هنا.
9-التعقيد: يمكنني أن أصف نفسي بالبسيط، لا أحب التعقيد بكل أشكاله، أتجنبه بقدر الإمكان وهذا يعني في بعض الأحيان أن أتخلص من هاتفي النقال الذي يراه البعض شيئاً لا يمكن أن نعيش بدونه، يرونه شيئاً مستهجناً في حين أنني التخلص منه وسيلة للتبسيط حتى لو كان الأمر مؤقتاً.
أحب التخلص مما أمتلكه وقد حاولت إقناع نفسي أنني أحب جمع الكتب لأجد أنني أتخلص من الكتاب بعد قرائته ولا أحتفظ إلا بما يعجبني حقاً وهي كتب قليلة، هناك أمور لم أشترها أو لم أستخدمها لأنني لا أريد تعقيد حياتي، بعض هذه الأشياء يراها الناس من الضروريات التي يجب على أي شخص أن يمتلكها أو يفعلها ولا يستطيعون تخيل شخص بدونها، السيارة مثال جيد.
10- البطيخ: حقيقة لم أجد نقطة عاشرة لذلك أضع البطيخ لكي ألتزم بوعدي وأكتب 10 نقاط، لا أحب البطيخ ولا أطيق رائحته، كنت أظن أنني محصن من هذا الشعور تجاه أي طعام، كنت أظن أنني أستطيع تناول البطيخ حتى لو كنت لا أحبه، لكنني حولت مرتين وفي المرتين كدت أن أعيد العشاء الذي تناولته لتوي إلى طاولة العشاء، ما الذي يجعلني أكرهه لهذا الحد؟ لا أدري.
كنت صريحاً أكثر من اللازم في هذا الموضوع، يمكنك أن تشكل صورة عني فأنا شخص أناني مزعج بلا شك وعزلتي عن الناس خير لهم ولي لأنني أكف شري عنهم، التواصل على الشبكة مختلف لأن الشبكة ستبقى حاجزاً مهما حاول البعض أن يصور بأنها كالتواصل الطبيعي وجهاً لوجه.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions