الآن .. في فندق "مايك" .. بتوقيتِ تايلند الحادية عشر ونِصف.. وبتوقيتِ "بيتنا" الثّامنة ونِصف..أستمع لـ فيروز سألوني النّاس .. وبعد نِصف ساعة سـ أذهب لـ المُستشفى لـ أستعد لـ العمليّة بعد 6 ساعات ..
بالأمس بعدما ألقيتُ كلمة الخرِّيجين وتخرّجت استأذنتُ قبل أن ينتهي الحفل..وصلتُ المنزِل السّاعة العاشِرة ورُبع..سريعا "شطّبت" ما تبقّى لي ..ونزلتُ قليلا لـ الجماعة الّذين تجمّعوا لأجلي ..إخواني وزوجاتهم..بالمناسبة الجليلة حضرت معي حفل التّخرُّج .. نزلتُ لهم قليلا وغادرنا..كنتُ متعبة جدّا .. فـ يوم التخرُّج كنتُ قد استيقظتُ قبل السّاعة .. وانشغلتُ كثيرا.. ومن نِزوى لـ بيتنا لـ المطار .. كلّ ذلِكَ في أقلِّ من أربع ساعات..نزوى .. تخرُّج.. مسقط.. المطار ..كان الجوُّ كئيبا بطبعي لا أُحبُّ السّفر .. شعرُ معه بعدمِ الاستقرارِ وبمُفارقةِ الوطن..أكرهُ الطّريق الطّويل ...منذُ فترة طويلة حتّى " العين" لا أتشجّع لـ زيارتِها .. وحتّى نزوى تُتعبني السّاعة في الطّريق..6 ساعات..كلّما أغمضتُ عيني أرى نزوى .. يبدو أنّني لم أُعطِ احتفالي حقّه... لم آخذ أي صورة لي إلّا في الغُرفة الّتي كنتُ أنتظر فيها لإلقاء الكلمة ..استلمتُ شهادتي وخرجت مُباشرةً لـ السّكن .. سلّمتُ اللّبس ..ولملمتُ ما تبقّى لي .. فأنا قد أرسلتُ أغلب الأغراض مع أخي الّذي زارني ظُهرا .. وخرجنا لـ الغداءِ معا ..ومنها لـ البيت ..صحيح نسيت بالأمس صباحا مررنا على أساتذتنا أنا وحليمة .. كان عتبُ البعضِ قاسيا.. أن كيف لم نسأل..أممممم قد أكون مقصِّرة في حقِّ البعض إذ لا أُرسِل دائِما لهم...لم ألتقِ بالجميع فقط أعظم أساتذتي .. و آخًريَن ..هذِه المرّة اتّفقت وأُستاذي أن يزورنا في المنزِل..ووافق بذلِك...


23:46 بتوقيت بانكوك
20:46 بتوقيت مسقط
28/مارس/2010







الآن في مستشفى Bumrungrad أُصارِع الألم الّذي ينقضُّ عليّ فتتشنّجُّ أعصاب كتفيَّ.. وتسيلُ دموعي..أتوا لي ببعض الكمادات ..على أن أتحرّك بعد الظُّهر ..أكتبُ الآن..ويدي اليسار يخترِقُها مغذٍ منذُ 24 ساعة...وقبل قليل فقط تناولتُ الطّعام الّذي عبارة عن سوائِل فقط ..منذُ 34 ساعة تقريبا لم أتناول شئ إلا في آخر 12 ساعة سُمح لي بشربِ الماء لـ مرارة طعم المُغذٍّ...

فاصل مقداره ربع ساعة (الألم تملّكني..وبعدها جاءت المُمرِّضة..).. بالأمس حالما وصلنا اتّجهنا لـ فندق مايك بحكم قربهِ من المُستشفى .. سريعا وضعنا حقائِبنا واتّجهنا لـ المستشفى (فاصل)..دخلنا السّاعة الحادية عشر بتوقيتهم وخرجنا السّاعة الرّابِعة...وبتوقيتِ مسقط الواحِدة...وعندما دخلتُ غرفة الأشعة ذهب أخي لشراء بطاقة هاتِف لي وترك هاتفهُ عندي..تأخّر قليلا ..قلقتُ عليهِ وبعدها اتّصل بي..عُملت لي الأشعة.. واتّجهنا لـ الطّبيبة الّتي قرّرت إجراء عمليّة..سألني أخي لم أستطع أن أُفكِّر...سريعا قلت دونما أي تفكير حسنا... اتّفقنا أن أعود للمستشفى عند الثّانية عشر صباحا.. ذهبنا لإجراء فحص الدّم وأشعة للرِّئة_ ربّما أكون مدخِّنة؛)_ودفعنا لهم تكاليف العمليّة والأشياء الأُخرى...خرجنا من هُناك إلى الحي العربيِّ الجامِعِ بين القرفِ وبعضِ الجمال.. المتاجرون بإعاقاتِهم يثيرون حنقي وشفقتي ..لا أستطيع النّظر إليهم وأخي يأمرني أن أتجاهل.. تذكرتُ السّعوديّة وهذا الوضع.. _(فاصِل).. خُلِّصتُ من الكثير من التّوصيلات D: ( ليست كهربائيّة .. فيني بارض أضحك) ..بقى توصيلة مُسكِّن الألم والمُغذِّ..(فاصِل).._ استشارني أخي في المطاعِم وأعلمُ جيِّدا أنّني أُثير غضب إخوتي في موضوع الأكل فأنا دوما لا أعرف.. ولا احفظ إلا ما ندر من الطّعام ..قرّر أن نذهب لـ المطعم الإيراني للغداء ..لم أكن أشتهي شيئا فأنا في نزوى قضيتُ 3 أيّام دونما طعامٍ " مُحترم" عدا يوم التّخرُّج مرّ عليّ أخي وذهبنا للغداءِ معا لأنّنا لن نلتقي مساءً...عُدنا للفندُق صلينا .. وسريعا نمنا .. وأنا في كلِّ إغماضةِ جفنٍ لي لا أحلم إلّا بالتخرُّج يبدو أنّني لم أُعطِ الاحتفال حقّهُ...ولم آخذ أيّ صورة (فاصِل طويل .. الطّاقم كلّه)...اِستيقظنا عند السّابعة .. جهزنا لـ الخروج قليلا.. شربنا شاي في أحد المقاهي العربيّة الضّاجّة بالعرب..وقمنا بعمل مساج للأقدام ..بعدها ابتعنا بعض الفواكِه فأنا منذُ السّادِسة لا يجب أن أتنول إلّا الأشياء الخفيفة ..وعدنا لـ الفُندق..لم أكن متشجِّعة أن أرسل لـ أهلي رقمي .. وأساسا لم أكون أرغب في اِقتناءِ بِطاقةٍ خاصّة .. أُدرِك اِهتمام ( إزعاج) أهلي .. منذُ الصّباح وهي معي أخي سألني هل أرسلت لهم قلت لهُ سأرسل لهم لكن ساطلب منهم أن لا يزعجوني تبسّم وقال "براحتِك" .. أرسلتُ أوّلا لـ عبير ..بعد عدّة مسجات قرّرتُ أن أكتب لـ أهلي وطلبتُ منهم أن لا يسألوا كثيرا " بليز" ...الحمدُ لله إخوتي الخمسة وأخواتي زوجات إخواني جميعهم احترموا رغبتي ..أكبر إخواني معي .. ثانيهم آخذ يتبادل معي "السُّوالِف" اخبرني أنّه لم يبرح التِّلفاز وسجّل الكلمة الّتي ألقيتها كامِلة.. أخذ يمدح وفي الوقتِ ذاتِه " يتمسخر" .. إخوتي شبابٌ رائِعون حفظهم المولى...خرج أخي لـ يتعشّى .. طلبتُ منهُ موصِّل لـ الكهرباء ... اتّصل بي إن كنتُ أرغب بـ بطاقة لـ النِّت .. قلت له ما من داعٍ .. فقط أُريدُ موصِّل لـ أكتب..عاد .. وبعدها ذهبنا لـ قسم الطّوارئ ..لم ننتظر كثيرا كان كلَّ شئٍ على أهبةِ الاستعداد .. ومن أوّلِ ليلة لبستُ لباس المرضى..مع أنّ روحي ليلتها لم تكن مريضة .. اِستأذنني أخي بعدها..عند الواحِدة والنِّص استسلمتُ لـ النّوم ... لم أشعر إلّا والمُمرِّضات يُضئن الغُرفة استعدادًا لـ العمليّة عند الخامِسة ..كنتُ حاضِرة الوعي عندما غُرِز المُغذّي في يدي .. وعندما كانوا يقيسون ضغط الدّم.. وحتّى وصولي لغرفة العمليّات. وفجأة وضعوا شيئا ما على ظهري .. حينها لم استيقظ (فاصِل) أعتذر كثيرة هي الفواصِل لكن الوضع مُتعِب ...استيقظتُ في غُرفة العِناية .. وكانوا قد اتّصلوا بأخي الّذي ينتظرني في الغُرفة.. مفعول المُخدِّر كان حاضِرا بقوّة ..أتحدّث قليلا وفجأة أُغادِر .. وفي كلِّ إغماضةِ جفن أحلمُ بالتخرُّج يبدو أنّني أهذي بِهِ ..

لا شئ آخر .. أشعرُ بأنّ وعي ليس حاضِرا تماما ...أنسى كثيرا ...قبل قليل الدّكتورة قرّرت عمل فحص دم آخر لي :$ لـ كي تُحدِّد أي الأدوية تُجدي معي... وقد جاءتني بصور الورم الّذي اُستئصِل .. يبدو بشِعا ...لكن الحمدُ لله ..(فاصِل أخي اتصل بي) ..لكن فِعلا المرض ذُل لـ أول مرّة أنام في المُستشفى .. ولأول مرّة أُجري عمليّة ..لكنّني أشكرُ الله على هذِهِ الرُّوح والقوّة ... نعم قلبي يتفطّر لـ رؤية دم .. أول إعاقة أو جُرح أو إهانة أحد.. لكنّني الآن وثاني يوم لـ العمليّة والحمدُ لله الحمدُ لله...

شُكرا جدّا لـ جميع من سأل ...أُحبُّكم صِدقا...

9:59 بتوقيت بانكوك..
6:59 بتوقيت مسقط
30/مارس/2010م


المصدر : مدونة بدرية العامري