السّاعة السّادِسة و24 دقيقة مساءً بتوقيت بانكونك .. في فندق " برستيج" ..منذُ الأمس بدأتُ أشعرُ بالمللِ والألمِ معا.. كرهتُ المستشفى . حتّى رائِحتِهِ كرهتها ..بطبعي ما أن يؤذيني شئٌ ما أكره الرّوائِح المتزامِنة والأماكِن وحتّى الطّعام .. نمتُ وحتّى الغِطاء كنتُ قد كرهتُ رائِحته..استيقظتُ صباحا على وجود المُمرِّضة الّتي تُعد لي الأدوية.. مُباشرةً تقدّمت تتساءل كيف كان نومي ، وكيف أشعر الآن.. وإلخ ..يبدو أنّهم أكثر ذوقا من مُستشفياتِنا الخاصّة..سألتها هل يُمكنني الخروج اليوم ..أحبطتني بـ أنّ هذا الأمر ستحدِّده الطّبيبة عندما تأتي لزيارتي ..اِستأتُ جدّا ..فقد اتّفقن مُسبقا أن 3 أيّام فقط في المُستشفى وأنا سئِمت..لم تكن لي رغبة في الأكل ..
جاءت الطّبيبة ..والحمدُ لله يبدو أنّ كلّ شئ يمضي على خيرِ ما يُرام ..بعضُ الآلام الّتي اشتكيتها وقالت شئ طبيعي أوّلا لـ ضُعفي ولـ آثار البِنج وإلخ ..سألتها هل يُمكنني الخُروج اليوم قالت نعم ..فرحتُ كثيرا..لكنّها سألتني لمَ لمْ أتناول طعام الإفطار .. أم أنّه لم يُعجبني .. أجبتها لا رغبة لي .. لا أستطيع تناول شئ ..خرجت .. وبعدها دخلت ثانيةً إذ تذكّرت بعض التّعليمات ..وتصادفت بأخي عند خروجِها .. فـ أخذ يسألها عن كلِّ ما سألتها أنا عنه .. كنتُ سعيدة أنّني سأخرُج ..لكنّ أخي قبلها أصر أن أتناول إفطاري.. كنتُ قلِقة من اِنفعالِه.. لكننّي لاااا أستطيع..قلت له لا يُمكنني ..أخذ ينصحني ..تناولت رُبع النِّصف من تلك البيضة المسلوقة .. وأخذتُ أدويتي ..أخي نزل لـ يُنهي الحسابات.. وجاءوني بـ "صيدليّة" ..مُسكِّنات ..مضادّات حيويّة .. أدّوية لتقوية الدّم ..أظن أكثر من 7 أنواع..خرجنا من المُستشفى .. إلااااهي أنا الّتي ما اعتادت أن تمشي ببطئ اليوم في آخرِ الرّكب.. كنتُ أشعر بالإحراج من أخي .. يالله يضطر أن يُسايرني .. ويأمرني أن لا استعجِل..أتعبتهُ كثيرا..
نزلنا الفُندق.. حجز لي غُرفة بمُفردي ..يبدو ضيِّقا جدّا إلّا أنّهُ نظيف..ذهبنا لغرفتِه إلى أن تجهز غُرفتي .. يقول لي أنّها أفضل من الغُرفة الّتي ستكون لي .. أنا شعرتُ بالاختناقِ فيها ..ضيِّقة جدّا..لا يُمكنني العيش فيها .. ومن حُسن حظِّي أنّ الغُرفة الأضيق لم تفرُغ بعد ..ومدّد صاحبها الإقامة .. فـ فرغت غُرفة أُخرى في الطّابِق السّابِع..لم نذهب لها ..قرّرنا أن نتغدى بدايةً وقبلها كلّمتُ " ماما" ما أن تحدّثت لي إلا وأخذت تبكي فأبكتني ..طمئنها أخي أنّني بخير . ولا تقلق علي.. أبدو قويّة ؛)...بعدها اتّصل " بابا" ووتحدّثتُ إليهِ و " ماما" و زوجة أبي .. و زوجة أخي...بعد الواحِدة سألني اخي ماذا أُريدُ للغداء قُلتُ له لا أُريدُ تناول الغداء هُنا.. أُريدُ أن أخرُج.. خرجنا لـ أحد المطاعِم المُجاوِرة .. تغدّيتُ .. كنتُ أرغب في كوبِ شاي.. لكنّ بعض الألم تمكّن منِّي .. أمرني أخي بالعودة لـ الفُندق وهو ذهب لشراء شاي وبعض العصائِر والفواكِه...عدتُ لـ الفُندُق ..كان الألم قد بلغ محلّهُ ..عاد أخي بالشّاي وبعضِ الأغراض ..وخرج لـ مُعاينة الغُرفة .. اتّصل بي أن تعالي إلى الطّابق السّابِع.. وكنتُ في الثّاني لـ أرى الغُرفة وأُقرِّر أين أسكن ..يووووووه أكره أن أُخيّر .. قلت له أنت أيُّ الغُرف تُفضِّل .. قال لا عليكِ منِّي...بعد أخذٍ و رد.. قال أنّهُ يفضِّل لي الغُرفة الجديدة لوجود طاوِلة أستطيع الجلوس .. على عكسِ غُرفتِه.. انتقلتُ لـ الطّابق السّابِع..غُرفة واسِعة يبدو أنّها هُيِّئت لـ شخصين ..تبدو مُريحة جدّا..وليس بكآبة تلك الغُرفة .. تركني أخي على أن يعود بعد مُراجعته لـ المُستشفى ..نمتُ قليلا... واستيقظتُ عند السّادِسة بتوقيتهم.. رأيتُ رسالة من أُختي..تبادلنا بعضُ الرّسائِل .. أنا مللت البقاء وهم اشتاقوا لي ...بالفعل منذُ الخميس حتّى السّبت في نزوى .. ومن الأحد حتّى السّبت في تايلاند ..
صُرفت لي إجازة لـ مدّة "30" يوم... يستحيل أن آخذها ..سـ أرتاح أُسبوع فقط .. لا أُريدُ لـ الفصلِ أن يتأجّل ..سـ أهتم بنفسي قليلا لكن لن أجلس في البيت 30 يوما .. أُفكِّر في ما بعد العودة ..لا يُثقلني إلّا زيارات " الكِبار" من أهلي ..إلااااهي سـ تُعاد جميع "السّوالف" .. وسـ يبقينَ معي أكثر من نِصف ساعة ..:$ .. أخشى أن تستاء حالتي النّفسيّة عندما أعود ..لذلِك أُخطِّط أن اخرج كلّ يوم من البيت مع صاحباتي .. لا طاقة لي بزيارات عائِليّة " مُتعِبة" خاصّة زيارات النِّساء المشحونة بالكثير من النّصائِح والعتب .. وبعدها الكثير من الأحاديث " الفارِغة" والجدل على مواضيع لا تُعجبني ..
أكرهُ أن يراني احد على فِراش " المرض" أو الألم ..لذلِك أخشى أن أتحامل على نفسي مثلما فعلتها عندما انكسرت قدمي وداومت وحاولتُ كثيرا أن أبدو طبيعيّة ..و طلبتُ من الطّبيب أن ينزع الجبس قبل أن ينجبِر الكسر ..

ظهري بدأ يؤلمني .. واليوم صلّيتُ الظُّهر والعصر بشقِّ الأنفس.. لم أشأ أن أُصلِّيها مستلقية أو جالِسة .. يجب أن أستلقي قليلا .. وبعدها أُصلِّي..
أُدعو لي .. يبدو أنّني الآن في حاجة أكثر لـ دُعائِكم...
19:10 بتوقيت بانكوك
16:10 بتوقيت بيتنا
31مارس/2010


المصدر : مدونة بدرية العامري