اقتراب معدل التطعيم ضد السل في السلطنة إل

    • اقتراب معدل التطعيم ضد السل في السلطنة إل

      مسقط - الشبيبة:
      ضمن احتفالاتها باليوم العالمي للدرن (السل) الذي يوافق الرابع والعشرين من شهر مارس من كل عام الذي أتى هذا العام تحت شعار (في حركتنا لمكافحة السل.. لنبتكر ما يسرع وتيرة العمل) نظمت وزارة الصحة بمستشفى النهضة أمس الأربعاء حفلا بالمناسبة تحت رعاية سعادة الدكتور عبـدالله بن محمد الفطـيسي رئيس المجلس الـعماني للاختصـاصات الـطبـية.
      تضمن برنامج الحفل كلمة ترحيبية للدكتور صلاح العويدي مدير دائرة مراقبة ومكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة أشار فيها إلى أهمية اليوم العالمي للسل وأهداف تنظيمه وأهمها اطلاع العاملين في مجال السل على الجديد حول هذا المرض وتطوراته عالميا ومحليا. والجهود المبذولة للحد من انتشاره. والتدابير الجديدة الموضوعة في هذا الشأن خاصة مع مستجدات المرض والتطورات التي تطرأ عليه. من جانبه قدم الدكتور سليمان البوسعيدي مدير دائرة المختبرات بوزارة الصحة محاضرة عن ضمان الجودة في المختبرات الطبية. تناول فيها المختبرات الطبية وكيفية تحسين الجودة بها بما ينعكس على الخدمات المختبرية المتعلقة بمرض السل وأهمها جودة التشخيص للمرض. أما الدكتور علي اللواتي مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل والجذام بالإنابة بوزارة الصحة فقدم في محاضرته تحليلا لوضع مرض السل دوليا ومحليا حيث تناول مستجدات المرض على مستوى العالم وعلى الصعيد المحلي. واستعرض جهود وزارة الصحة المبذولة على مدى السنوات الماضية للتصدي ومكافحة مرض السل والإنجازات التي تحققت حتى الآن. كذلك تطرق اللواتي إلى مضامين شعار الاحتفال هذا العام (في حركتنا لمكافحة السل.. لنبتكر ما يسرع وتيرة العمل) من حيث ابتكار طرق اكتشاف سريعة للمرض وطرق علاج ذات فترة أقل وفعالية أكبر.
      ويعتبر السل أحد أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية، يسببه نوع من البكتريا تسمى المتفطرات السلية أو عصيات كوخ نسبة إلى العالم الألماني روبرت كوخ الذي اكتشفها أول مرة في 24 مارس 1882 حيث أصبح هذا اليوم خالداً يحتفل العالم به وتتكاتف خلاله الجهود محلياً وعالميا لدحر السل والحد من انتشاره.
      وكان السل من الأمراض التي شكلت في الماضي واحدا من أهم المشاكل الصحية التي واجهت وزارة الصحة؛ إذ بلغ عدد الإصابات المسجلة عام 1981م (928) إصابة انخفضت إلى (230) إصابة في عام 2009م ، وذلك نتيجة للجهود المستمرة والمتواصلة على مدى أكثر من 29 عاما وهو العمر الزمني للبرنامج الوطني لمكافحة السل الذي خضع خلاله للعديد من مراحل التحديث والتطوير بهدف زيادة فعالية اكتشاف الحالات الجديدة وعلاجها وكذلك اكتشاف وتقديم العلاج الوقائي للحالات الكامنة للسل من جراء فحص المخالطين لمرضى السل. ونظرا لرفع وتحسين كفاءة العلاج وزيادة معدلات الشفاء بالإضافة إلى تحسين نظام الترصد الوبائي والتبليغ والمتابعة فقد انخفضت نسبة الإصابات بهذا المرض إلى حوالي (75%) بين عامي 1981م و 2009م ، وعلى نفس المنوال تقريبا انخفضت معدلات الوفيات السنوية من (45) وفاة عام 1981م إلى (8) حالات وفاة عام 2009. ومعظم هذه الوفيات ترجع سببها إلى أمراض أخرى مصاحبة للسل كالسكري وأمراض الشرايين والقلب ومرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" والحوادث.
      وقد ساهم تطبيق الاستراتيجيات الست التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية للقضاء على مرض السل والعناصر التي تشملها كل استراتيجية في تحقيق نتائج مهمة تمثلت في معدلات شفاء عالية تصل إلى أكثر من 90% بالإضافة إلى اكتشاف حالات الدرن الإيجابية للقشع (البلغم) وصلت إلى أكثر من 91% . غير أن السل أصبح يمثل حالة طوارئ عالمية خاصة بعد أن عاد هذا المرض بالظهور ليصبح مشكلة صحية رئيسية في العالم مما جعل منظمة الصحة العالمية تدق أجراس الخطر. حيث إن مرض السل يقضي على أرواح مليوني شخص في العالم سنويا، حيث تتكاتف جهود دول العالم للقضاء على هذا المرض.
      وتعد السلطنة من الدول السباقة في تطبيق استراتيجيات منظمة الصحة العالمية الست التي من شأنها تحقيق الأهداف المحلية والعالمية في القضاء على هذا المرض. حيث قامت وزارة الصحة بتبني هذه الاستراتيجيات التي تتمثل في استراتيجية توسيع المعالجة القصيرة الأمد ذات الجودة تحت الإشراف المباشر (DOTS )، واستراتيجية إبراز التحديات خاصة في ما يتعلق بمرض العوز المناعي المكتسب والبكتيريا المقاومة للمضادات. واستراتيجية تقوية النظام الصحي في مكافحة المرض. واستراتيجية مشاركة جميع القطاعات التي تقدم خدمة سواء كانت عامة أو خاصة في توحيد نظام الكشف والعلاج، واستراتيجية مشاركة الناس والمجتمع في القضاء على هذا المرض، وأخيرا استراتيجية توسيع رقعة الدراسات والبحوث التي من شأنها رفع مستوى تقديم الرعاية الصحية والتي تساعد أيضا في الكشف عن طرق جديدة للتشخيص والعلاج. الجدير بالذكر أن وزارة الصحة منذ فجر النهضة المباركة قد اتبعت كل الوسائل والإمكانيات المتاحة لمجابهة ومقاومة مرض السل (الدرن) وذلك من خلال أربع مراحل بدايتها كان عام 1974 حينما طلبت وزارة الصحة خبيرا من منظمة الصحة العالمية للوقوف على حقيقة الوضع الوبائي للسل في السلطنة وتحديد حجم المشكـلة.
      وقد تكررت زيارات خبراء المنظمة خلال الأعوام من 1977 ـ 1979 وهو ما أدى إلى إيجاد آلية منظمة فعالة لدحر السل وإنشاء البرنامج الوطني لمكافحته عام 1981 (لتبدأ المرحلة الثانية من المجابهة)؛ هذا البرنامج الذي عمل على حصر ورصد حالات السل في عموم السلطنة من خلال سجل مركزي وانتظام التبليغ في المناطق. حيث كانت لجهود هذا البرنامج على الصعيدين الوقائي والعلاجي ومن خلال نشاطات الرعاية الصحية الأولية دور كبير في خفض معدلات الإصابة بالسل وكذلك خفض معدل الوفيات الناتجة عنه؛ الأمر الذي مكن البرنامج الوطني لمكافحة السل من الدخول للمرحلة الثالثة وهي تطبيق استراتيجية المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر (DOTS ) في عموم السلطنة في بداية عام 1996، وقد توفرت لهذه الاستراتيجية عناصرها الرئيسية.
      وقد حقق البرنامج وبعد 13 سنة من تطبيق استراتيجية العلاج القصير الأمد تحت الإشراف المباشر نتائج إيجابية مهمة تمثلت في تحقيق معدلات شفاء عالية تصل إلى حوالي 93%، وانخفاض في معدلات الإصابة خاصة السل الإيجابي البصاق، وخفض معدلات الوفيات، وخفض حالات السل المقاوم للأدوية.
      علاوة على الإنجازات التي تحققت حتى الآن اتخذت السلطنة لمكافحة والتخلص من مرض السل مجموعة من الإجراءات الوقائية المتبعة منها إيجاد مصدر المرض عند اكتشاف أية حالة في المخالطين سواء في العائلة أو العمل أو المجتمع السكاني حيث يتم إجراء فحوصات لازمة لجميع المخالطين ومتابعتهم لمدة سنتين كل ستة أشهر، أو عند ظهور الأعراض قبل ذلك. ويتم إعطاء أدوية وقائية للمخالطين الذين تكون فحوصاتهم تدل على وجود السل الكامن. ويتم التركيز والاهتمام بالأطفال ممن هم دون الخامسة من العمر في الأسرة المصابة وكذلك المصابين بفيروس الإيدز؛ حيث يتم إعطاؤهم علاج وقائي. ومن الإجراءات الوقائية أيضا الاهتمام بتطعيم الأطفال عند الولادة وقد وصل معدل التطعيم في السلطنة إلى نسبة مرتفعة تصل إلى أكثر من 99% بالإضافة طبعا إلى التثقيف الصحي الذي من خلاله يتم تكثيف التوعية نحو تحسين ظروف السكن والظروف المعيشية والنظافة العامة والشخصية والتغذية الجيدة والاهتمام بالرياضة.
      إلى جانب ذلك هناك اهتمام كبير بأهمية التشخيص المبكر للحالات وهناك تدريب مستمر للأطباء وخاصة المستجدين في المراكز الصحية في مختلف المناطق لأنه عن طريق التشخيص المبكر يمكن الحد وتجنب إصابة حالات جديدة. كما توجد شبكة متكاملة في مختلف المؤسسات الصحية تتمثل في مقرري البرنامج في المحافظات والمناطق وهم فريق متكامل يتكون من طبيب وممرضة ومراقب صحي وفني مختبر يجري تجديد معلوماتهم ومناقشة المشاكل والمعوقات التي يمكن أن تعترض عملهم كل عام تقريبا من خلال حلقات عمل تقام بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل. كذلك يوجد سجل وطني لمرض الدرن تسجل فيه معلومات متكاملة عن الحالة من بداية اكتشافها وطرق العلاج والمتابعة وكل ما يتعلق بالمريض والمخالطين.
      ومن الأمور الوقائية أيضا التركيز والاهتمام ببعض الفئات التي تكون عرضة للإصابة بهذا المرض أكثر من غيرها مثل مرضى الإيدز والأطفال المخالطين للأشخاص المصابين بالدرن.
      كما أن وزارة الصحة قامت أيضا في سبيل القضاء على مرض السل بتنفيذ عدد من الإجراءات المهمة الهادفة إلى تطوير وتعزيز البرنامج الوطني لمكافحة السل نذكر منها على سبيل المثال تعميم استراتيجية المعالجة القصيرة الأمد ابتداء من يناير 1996 وهو النظام العلاجي الذي يتم تقديمه لفترة قصيرة وتتم مراقبة تناول المريض للدواء بشكل مباشر والذي يتم تنويم المريض بموجبه لمدة شهرين يتلقى فيهما الأدوية المضادة للسل يوميا وبإشراف مباشر. كما يهدف تنويم المريض أيضا إلى الإشراف والمتابعة لحالته وتقييم تقدمه في العلاج أولا بأول وكذلك معالجة أية أعراض جانبية قد تنجم عن العلاج بالإضافة إلى توفر الراحة والغذاء الكاملين له وتقديم الإرشاد والتثقيف الصحي له. كذلك توفير توليفة من الأدوية الفاعلة المضادة للسل التي يتناولها المريض طيلة ستة أشهر، وإعداد دليل عمل شامل حول السل لاستخدامه من قبل العاملين الصحيين، وتشكيل لجنة وطنية لمكافحة المرض. وبالإضافة إلى ذلك فإن البرنامج الوطني لمكافحة السل يقوم بمراقبة ومتابعة كافة الحالات المصابة وضمان توفر الأدوية اللازمة.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions