الأطفال والشخير

    • الأطفال والشخير

      الأطفال الشخارون أقل نباهة وقابلية للتعلم من الأطفال العاديين

      قد يشخر الطفل بسبب السمنة المفرطة او بسبب خلل جسدي او مرض في جهاز التنفس، وقد يختلف الاطباء حول اسبابه هذه، لكنهم يتفقون على ان الشخير يضعف قابليات الطفل.
      ويقول الباحثون الاختصاصيون في شؤون الاطفال ان شخير الطفل في المساء يؤثر على قابلياته التعلمية ويضعف تركيزه ونباهته بالمقارنة مع الاطفال غير الشخارين.
      وجاء في دراسة اعدتها طبيبة الاطفال لويز اوبراين من جامعة لويزفيل ان الاطفال الشخارين نالوا درجات اقل من غيرهم حينما خاضوا اختبارات الذكاء والتركيز. اجرت اوبارين دراستها على اطفال تترواح اعمارهم بين خمس وسبع سنوات في مختبرات النوم التي تديرها، وثبت من خلال المراقبة والاختبارات اللاحقة ان الاطفال الشخارين فشلوا في التفوق على ذكاء ونباهة غير الشخارين.
      وتعتقد الباحثة ان الشخير يمكن ان يفسر ضعف هؤلاء الاطفال، لانه العامل الذي يفاقم ضعف الطفل في التركيز وتراجع قدرته على التعلم، خصوصا لدى الاطفال الاكثر عرضة من غيرهم لهذه الحالة. وترى الطبيبة الاميركية ان سبب ضعف قابليات الاطفال الشخارين في النهار يعود الى شخيرهم المسائي الذي يسلب ادمغتهم من الاوكسجين الكافي، فالشخير يعني حالة زفير اكثر تطرد الاوكسجين من رئتي الطفل كما انه يعرقل حالة النوم العميق ويسبب استيقاظ الطفل لعدة مرات غير محسوسة كل مساء.
      وذكرت اوبراين ان الدراسات السابقة اثبتت بشكل قاطع ان الاطفال الذين يعانون ليلا من اضطراب التنفس او انقطاع النفس المؤقت او من حالة انعدام النوم هم اقل تقدما ونباهة في الدراسة في المدارس من الاطفال الاعتياديين، وثبت للاطباء ايضا ان تخليص الطفل من الحالات المرضية التي تقلق نومه مثل السليلات (البوليب) في المجاري التنفسية او اللوزتين، يحسن قدراته على التعلم والتركيز.
      وهذا يعني ان الطب قادر على تخليص الاطفال من المشكلة اذا كانوا يعانون من مشكلة عضوية ظاهرة او مرض ما، لكنه يعجز عن مساعدة الاطفال الشخارين لاسباب مجهولة، ولهذا فإن التشخيص الدقيق يلعب دورا مهما جدا في معالجة الاطفال وتحسين مستواهم الدراسي وتركيزهم، واعترفت اوبراين بان مختبراتها غير قادرة فعلا على مساعدة الاطفال الشخارين الذين لا يعرف الاطباء سببا لشخيرهم هذا.
      ويعرف العلماء ان للنوم تأثيرا بالغ الاهمية على الاطفال وعلى قدراتهم العقلية والذكائية. وسبق لدراسة اسرائيلية ان اشارت الى ان نوم الطفل لساعة اكثر في الليل يجعله اكفأ من غيره في تأدية نهاره في المدارس، وتقول الدراسة التي شملت 77 طفلا من اطفال المدارس، ان حرمان الطفل من النوم الجيد ينعكس سلبا على قابلياته، ويكفي ان ينام الطفل ساعة اقل من المعدل الاعتيادي يوميا لخفض درجاته في الدروس بشكل مؤثر.
      وحرص الاطباء في الدراسة على ان ينام الاطفال نومهم الاعتيادي في المختبرات مرتين فقط من مجموع خمس مرات، ومنح الاطباء الفرصة لمجموعتين اخريين من الاطفال للنوم ساعة واحدة اكثر من المعتاد او ساعة اقل من المعتاد بغرض مقارنة النتائج، وظهر من الدراسة ان الاطفال الذين كانوا ينامون سلفا اقل من المعتاد حققوا علامات اسوأ من غيرهم في اختبارات الذكاء والتركيز، وتحسنت نتائج هؤلاء الاطفال في الاختبارات اللاحقة حينما سمح لهم بالنوم لمدة ساعة واحدة اكثر يوميا، وطبيعي فقد زادت علاماتهم الاختبارية سوءا حينما قلص الباحثون فترة نومهم لساعة كاملة كل مساء.

      تـــحـــيـــاتـــي |e