العوابي - محمد بن هلال الخروصي
التاريخ العماني بما يزخر به من كنوز أثرية عريقة عراقة هذا البلد ومهما تعددت الدراسات وتباينت فإن كل حقبة من حقب هذا البلد المتلاحقة تعد مجلدا مفتوحا للدارسين والمثقفين, ويعد كتاب «بين التاريخ والآثار والجيولوجيا» إضافة جديدة للمكتبة العمانية ومنبعا صافيا لمتتبع التاريخ العماني وومضة إضافية لطلاب العلم نظرا لما يزخر به الكتاب من كم هائل وجهد مضن من الحقائق الأثرية والتاريخية والجيولوجية حيث صدر كتاب بين التاريخ والآثار والجيولوجيا - تاريخ عمان والذي يقول فيه مؤلفه حارث بن سيف بن حارث الخروصي: جاءت فكرة تأليف كتابي (بين التاريخ والآثار والجيولوجيا تاريخ عمان) من خلال تجوالي في الأرض العمانية وجمع المقتنيات فأردت مشاركة هذه المعلومات لجمهور القراء داخل عمان وخارجها فالثقافة عبارة عن بناء يتكامل تزداد لبناته حتى يكتمل والكتاب يتكون من 160 صفحة قدمه بقصيدة معمر بن عمر الخروصي ثم ترجم للمؤلف في مقدمة الكتاب ثم يبدأ الكتاب بوصف لعمان وطبيعتها الجيولوجية لكون الموقع والجيولوجيا تمثل عنصرا مهما لمعرفة أي حضارة فالموقع الجغرافي يرتبط بالتبادل التجاري والجيولوجيا ويمثل الموارد المعدنية والمواد المستخدمة في البناء والتشييد ثم يعرض الكتاب شيئا مهما وهو شريان الحياة (الماء) ويسرد تفاصيلا عن الفلج وطريقة تقسيم حصصه ويضرب مثالا على فلج العوابي وهنالك بعض المخطوطات التي تمثل استخدام الإنسان العماني للفلك في تقسيم حصص الماء وهي أدق ساعة في الوجود وعمان تمثل البلد الوحيد في العالم أجمع الذي يستخدم تقنية النجوم في حساب الوقت وينتقل الكتاب بعدها إلى سرد حول الرابط بين الإنسان وبيئته في استخدام المواد الطبيعية المحيطة به مع إضافة اللمسة الجمالية له ويشير إلى عدد من الأمثلة مثل استخدام الصاروج في بناء القنوات المائية واستخدام أحجار الرخام قديما في بناء مقابر بات التاريخية ثم ينتقل إلى صناعة النحاس في عمان قديما قبل ما يقرب من خمسة آلاف عام حيث تعتبر عمان أول بلد في العالم يصدر النحاس وخاصة إلى بلاد ما بين النهرين وحيث اكتشف منجما لاستخراج النحاس في الرستاق وبالقرب منه مصاهر للنحاس وآلاف الأطنان من مخلفات صناعة النحاس وهو يعتبر ميزة لعمان في العصور القديمة مع العلم بأن النحاس يحتاج إلى طاقة كبيرة لصهره و تنقيته من الشوائب وهذا يدل على أن عمان كانت تكسوها طبقة من الأشجار الكبيرة التي استخدمت كوقود لصناعة النحاس وهذا يدل على أن عمان كانت بلدا مطيرا في العصور القديمة حيث امتدت الرياح الموسمية المحملة بالأمطار (المنسون) بعيدا في الجزيرة العربية ثم بدأت بالتقهقر بمرور الوقت حتى شملت اليوم الأجزاء الجنوبية من عمان فقط نأتي بعدها لسرد للأمم التي سكنت عمان حسب ما ورد في المدونات التاريخية وآخر الاكتشافات الأثرية و كان من أهمها نقش يعود للملك الأشوري أشور باني بال الثاني 640 قبل الميلاد يؤرخ لزيارة الملك باد ملق مملكة قاد «عاد» قادما من عاصمة مملكته أزكي ويعتقد الأثريون الأجانب بأن إزكي الموجوده في النقش هي نفسها إزكي المدينة المعروفة في داخلية عمان يأتي بعدها وصف للقبور القديمة المتشرة على هضاب عمان وقد أسفر البحث خلال تأليف الكتاب إلى اكتشاف مقابر قديمة جدا في وادي بني عوف تعود للفترة التاريخية المعروفة بـ"فترة سمد" والحقيقة هذا الكم المهول من المقابر القديمة العروفه محليا (بالعقوق, وعقوق الجهال, والرجم, والبوم) وأما بخصوص اسم عقوق الجهال فهذا الاسم ذو مغزى كبير حيث تقول الأساطير بأن الإنس قديما كانوا لا يموتون ويهرم الناس كثيرا مما يضطرهم لأخذ أبنائهم غلى المرتفعات وعمل مبنى لهم ويزودونهم بالماء والطعام في جرار حتى يموتوا عق الأبناء الأباء وهذا دليل على العثور على بقايا فخارية وعظام الموتى مما جعل الناس يعتقدون بهذه القصة وأكبر القبور المعروفة في عمان هي مقابر الجيلة في المنطقة الشرقية ويمتد ارتفاعها الى سبعة أمتار وهو أمر محير جدا؟؟!!
إذ كيف صمدت تلك القبور طول خمسة آلاف عام والجواب يكمن في عبقرية نادرة للإنسان العماني حيث بنى الجدران بطريقة عبقرية إلى الأرض فلا تتأثر بالزمن وكذلك بنى الإنسان العماني القديم القبور على المرتفعات فلا تتأثر بالأودية ويكون تصريف الماء سريعا فلا يؤثر على القبر كذلك وضع الميت والأغراض في طبقة من الطين وذلك أن الطين قليل النفاذية فلا يفسد المطر الأغراض, ومع كل هذه العبقرية لا نجد اهتمام الباحثين مقبلا إليها فتاريخ عمان أثره عظيم إلا أن التسليط الأعلامي عليه لايزال ضعيفا بسبب الغموض الذي يحيط بالتاريخ العماني ولا أبالغ إن قلت بأن عمان هي أكثر بلد في المنطقة خصوبة أثره وتاريخه المتراكم ونشد على أيدي الباحثين والإعلاميين لينفضوا الغبار عن تاريخ عمان ويظهروه إلى العالم بوجهه المشرق وفي الفصل الأخير من الكتاب نعرض الرسومات الصخرية المنتشرة في أودية عمان ونعرض لمحة عنها منذ عصر الرسم ويعد أكبر تركيز لهذه الرسومات في وادي بني خروص ووادي السحتن ومنطقة شنة وحصاة بن صلت في الحمراء كونها تقع على طرق القوافل القديمة ومن أغرب ما عثرت عليه رسم لسفن سواء في وادي بن خروص أو وادي السحتن حيث ظهرت السفن ثلاثية الأبعاد مع العلم بأن هذه المناطق بعيدة جدا عن البحر وكذلك عثرنا على خط للمسند (العربية الجنوبية) عجز المختصون في فك رموزها لقدمها الذي يعود لألفي سنة قبل الميلاد وهذا دليل على أن الوجود العربي في عمان لم يسبقه إليه أحد وعمان كانت مأهولة منذ أقدم العصور ونتطرق بعدها إلى الكتابات العربية كونها تطورا للرسومات الصخرية ومن أبرز الاكتشافات قبر يعود إلى عام 1176 هجرية كتب عليه الوالد الإمام مسعود بن راشد بن مسعود والقبر يقع ضمن منطقة وادي مناقي بولاية الرستاق ولم نجد لهذه الشخصية أي ذكر في المدونات التاريخية العمانية رغم أن كون فترة حياة هذه الشخصية كانت فترة مهمة في التاريخ العماني حيث شهدت نهاية دولة اليعاربة ومن الأمثلة الأخرى شواهد قبور في قرية الصلوت بالقرب من ستال في ولاية العوابي حيث حملت الشواهد أسمى وصفة في شواهد القبور بالملوك وتعود فترتهم من عام (900 حتى 1100 هجرية) وهذه الشخصيات لم تذكر في تحفة الأعيان للإمام السالمي -رحمة الله عليه- إلا أنها ذكرت في مدونات أخرى أبرزها قصائد للشاعر سالم بن غسان اللواحي الخروصي في ديوانه المعروف بديوان اللواح أو اللواحي طابقت فترة حياتهم.
التاريخ العماني بما يزخر به من كنوز أثرية عريقة عراقة هذا البلد ومهما تعددت الدراسات وتباينت فإن كل حقبة من حقب هذا البلد المتلاحقة تعد مجلدا مفتوحا للدارسين والمثقفين, ويعد كتاب «بين التاريخ والآثار والجيولوجيا» إضافة جديدة للمكتبة العمانية ومنبعا صافيا لمتتبع التاريخ العماني وومضة إضافية لطلاب العلم نظرا لما يزخر به الكتاب من كم هائل وجهد مضن من الحقائق الأثرية والتاريخية والجيولوجية حيث صدر كتاب بين التاريخ والآثار والجيولوجيا - تاريخ عمان والذي يقول فيه مؤلفه حارث بن سيف بن حارث الخروصي: جاءت فكرة تأليف كتابي (بين التاريخ والآثار والجيولوجيا تاريخ عمان) من خلال تجوالي في الأرض العمانية وجمع المقتنيات فأردت مشاركة هذه المعلومات لجمهور القراء داخل عمان وخارجها فالثقافة عبارة عن بناء يتكامل تزداد لبناته حتى يكتمل والكتاب يتكون من 160 صفحة قدمه بقصيدة معمر بن عمر الخروصي ثم ترجم للمؤلف في مقدمة الكتاب ثم يبدأ الكتاب بوصف لعمان وطبيعتها الجيولوجية لكون الموقع والجيولوجيا تمثل عنصرا مهما لمعرفة أي حضارة فالموقع الجغرافي يرتبط بالتبادل التجاري والجيولوجيا ويمثل الموارد المعدنية والمواد المستخدمة في البناء والتشييد ثم يعرض الكتاب شيئا مهما وهو شريان الحياة (الماء) ويسرد تفاصيلا عن الفلج وطريقة تقسيم حصصه ويضرب مثالا على فلج العوابي وهنالك بعض المخطوطات التي تمثل استخدام الإنسان العماني للفلك في تقسيم حصص الماء وهي أدق ساعة في الوجود وعمان تمثل البلد الوحيد في العالم أجمع الذي يستخدم تقنية النجوم في حساب الوقت وينتقل الكتاب بعدها إلى سرد حول الرابط بين الإنسان وبيئته في استخدام المواد الطبيعية المحيطة به مع إضافة اللمسة الجمالية له ويشير إلى عدد من الأمثلة مثل استخدام الصاروج في بناء القنوات المائية واستخدام أحجار الرخام قديما في بناء مقابر بات التاريخية ثم ينتقل إلى صناعة النحاس في عمان قديما قبل ما يقرب من خمسة آلاف عام حيث تعتبر عمان أول بلد في العالم يصدر النحاس وخاصة إلى بلاد ما بين النهرين وحيث اكتشف منجما لاستخراج النحاس في الرستاق وبالقرب منه مصاهر للنحاس وآلاف الأطنان من مخلفات صناعة النحاس وهو يعتبر ميزة لعمان في العصور القديمة مع العلم بأن النحاس يحتاج إلى طاقة كبيرة لصهره و تنقيته من الشوائب وهذا يدل على أن عمان كانت تكسوها طبقة من الأشجار الكبيرة التي استخدمت كوقود لصناعة النحاس وهذا يدل على أن عمان كانت بلدا مطيرا في العصور القديمة حيث امتدت الرياح الموسمية المحملة بالأمطار (المنسون) بعيدا في الجزيرة العربية ثم بدأت بالتقهقر بمرور الوقت حتى شملت اليوم الأجزاء الجنوبية من عمان فقط نأتي بعدها لسرد للأمم التي سكنت عمان حسب ما ورد في المدونات التاريخية وآخر الاكتشافات الأثرية و كان من أهمها نقش يعود للملك الأشوري أشور باني بال الثاني 640 قبل الميلاد يؤرخ لزيارة الملك باد ملق مملكة قاد «عاد» قادما من عاصمة مملكته أزكي ويعتقد الأثريون الأجانب بأن إزكي الموجوده في النقش هي نفسها إزكي المدينة المعروفة في داخلية عمان يأتي بعدها وصف للقبور القديمة المتشرة على هضاب عمان وقد أسفر البحث خلال تأليف الكتاب إلى اكتشاف مقابر قديمة جدا في وادي بني عوف تعود للفترة التاريخية المعروفة بـ"فترة سمد" والحقيقة هذا الكم المهول من المقابر القديمة العروفه محليا (بالعقوق, وعقوق الجهال, والرجم, والبوم) وأما بخصوص اسم عقوق الجهال فهذا الاسم ذو مغزى كبير حيث تقول الأساطير بأن الإنس قديما كانوا لا يموتون ويهرم الناس كثيرا مما يضطرهم لأخذ أبنائهم غلى المرتفعات وعمل مبنى لهم ويزودونهم بالماء والطعام في جرار حتى يموتوا عق الأبناء الأباء وهذا دليل على العثور على بقايا فخارية وعظام الموتى مما جعل الناس يعتقدون بهذه القصة وأكبر القبور المعروفة في عمان هي مقابر الجيلة في المنطقة الشرقية ويمتد ارتفاعها الى سبعة أمتار وهو أمر محير جدا؟؟!!
إذ كيف صمدت تلك القبور طول خمسة آلاف عام والجواب يكمن في عبقرية نادرة للإنسان العماني حيث بنى الجدران بطريقة عبقرية إلى الأرض فلا تتأثر بالزمن وكذلك بنى الإنسان العماني القديم القبور على المرتفعات فلا تتأثر بالأودية ويكون تصريف الماء سريعا فلا يؤثر على القبر كذلك وضع الميت والأغراض في طبقة من الطين وذلك أن الطين قليل النفاذية فلا يفسد المطر الأغراض, ومع كل هذه العبقرية لا نجد اهتمام الباحثين مقبلا إليها فتاريخ عمان أثره عظيم إلا أن التسليط الأعلامي عليه لايزال ضعيفا بسبب الغموض الذي يحيط بالتاريخ العماني ولا أبالغ إن قلت بأن عمان هي أكثر بلد في المنطقة خصوبة أثره وتاريخه المتراكم ونشد على أيدي الباحثين والإعلاميين لينفضوا الغبار عن تاريخ عمان ويظهروه إلى العالم بوجهه المشرق وفي الفصل الأخير من الكتاب نعرض الرسومات الصخرية المنتشرة في أودية عمان ونعرض لمحة عنها منذ عصر الرسم ويعد أكبر تركيز لهذه الرسومات في وادي بني خروص ووادي السحتن ومنطقة شنة وحصاة بن صلت في الحمراء كونها تقع على طرق القوافل القديمة ومن أغرب ما عثرت عليه رسم لسفن سواء في وادي بن خروص أو وادي السحتن حيث ظهرت السفن ثلاثية الأبعاد مع العلم بأن هذه المناطق بعيدة جدا عن البحر وكذلك عثرنا على خط للمسند (العربية الجنوبية) عجز المختصون في فك رموزها لقدمها الذي يعود لألفي سنة قبل الميلاد وهذا دليل على أن الوجود العربي في عمان لم يسبقه إليه أحد وعمان كانت مأهولة منذ أقدم العصور ونتطرق بعدها إلى الكتابات العربية كونها تطورا للرسومات الصخرية ومن أبرز الاكتشافات قبر يعود إلى عام 1176 هجرية كتب عليه الوالد الإمام مسعود بن راشد بن مسعود والقبر يقع ضمن منطقة وادي مناقي بولاية الرستاق ولم نجد لهذه الشخصية أي ذكر في المدونات التاريخية العمانية رغم أن كون فترة حياة هذه الشخصية كانت فترة مهمة في التاريخ العماني حيث شهدت نهاية دولة اليعاربة ومن الأمثلة الأخرى شواهد قبور في قرية الصلوت بالقرب من ستال في ولاية العوابي حيث حملت الشواهد أسمى وصفة في شواهد القبور بالملوك وتعود فترتهم من عام (900 حتى 1100 هجرية) وهذه الشخصيات لم تذكر في تحفة الأعيان للإمام السالمي -رحمة الله عليه- إلا أنها ذكرت في مدونات أخرى أبرزها قصائد للشاعر سالم بن غسان اللواحي الخروصي في ديوانه المعروف بديوان اللواح أو اللواحي طابقت فترة حياتهم.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions