* مفتي السلطنة: الإنسان خُلق مدنيا بطبعه اجتماعيا بفطرته .
* نقلة نوعية لوضع أسس الفكر الإسلامي في إطار معاصر.
* الندوة تقام بتوجيهات من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس ابن سعيد المعظم - حفظة الله ورعاه.
مسقط - خميس السلطي
انطلقت أمس فعاليات ندوة العلوم الفقيهة في عمان (الفقه الحضاري- فقه العمران) متضمنة العديد من عدة المحاور الفقهية وهي فقه البيئة في الإسلام وفقه المهنة في الإسلام وفقه الأسواق وأدب الطريق وفقه الكون والكائنات وفقه الإنسان.الحفل الذي رعاه مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس والذي قال من خلاله: يأتي يوم إنطلاقة ندوة العلوم الفقيهة في عمان (الفقه الحضاري- فقه العمران) ليشكل نقلة نوعية لوضع أسس الفكر الإسلامي في إطار معاصر يعيشه الإنسان دون الخروج من عقيدته، وما هذه الندوة إلا أتت لتعالج فقه الواقع والحياة، كما للإنسان أن يتدبر ويستنبط الحكمة من كتاب الله العزيز، وما يتضمنه من أخلاقيات التي تشكل سلوك الإنسان، وهذه عوامل ومرتكزات أرادت بها حكومة صاحب الجلالة أن تدشن مرحلة من مراحل التطور والإجتهاد الفقهي في أمور شتى من حياة الإنسان.
كما جاءت فقرات الحفل بافتتاحية لتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، بعدها القى رئيس اللجنة التحضيرية د.عبدالرحمن بن سليمان السالمي كلمة الوزارة تطرق فيها إلى مصطلحُ " الفقهُ الحضاري – العمرانيِ" المتداول لدى الفقهاءِ في الفترة الإسلاميةِ المبكرةِ والوسيطةِ مضيفا السالمي بقوله: إن هذه السنة تم طرح القضية الفقهية فقه العمران والحضارة من وجهتين : الوجهُ المبكَّر والوسيط، والوجه الحديثُ والمعاصر ، فالتجربةُ الإسلاميةُ القديمة، الفقهية والكلاميةُ والعمرانيةُ والتنظيميةُ، غنية بموضوعات العمران البشري والإنساني ، ليس من حيث التنظيمُ والمتابعةُ لجهة ِالأحكامِ ورعاية حياة الناس ، وتسهيلُ مرافقهم ، وصونُ سلامتهِم في سبيلهم وأسفارِهم وسكناهم ومواطن عبادتهم وحسب ، بل ولجهة أو جهات التنمية والتحسين والتطوير.
ويشير السالمي: إن هذه الندوة تقام بتوجيهات من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظمَ -حفظه الله ورعاه-، قائدَ هذه النهضةِ الكبرى في العمران الحضري والبشري في عمان على مدى أربعة عقود ، لأجل تقدمها الحضاري مع جانبيها الديني والروحي.
وألقى المفتي العام للسلطنة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي كلمته بهذه المناسبة مبينا فيها ترابط الإنسان مع أبناء جنسه وعلاقته مع خالقه ذاكرا أن الإنسان خُلق مدنيا بطبعه اجتماعيا بفطرته مبينا أن لكل حضارة خصائص ومميزات فالحضارة الإسلامية تقوم على الأخلاق معللا أن القرآن الكريم اهتم اهتماما كبيرا بهذا الجانب وأثنى على نبيه بتحليه بهذه الصفات كما تطرق إلى الأحاديث الدالة على حسن الخلق ومكارم الأخلاق، واستغرق جُل حديثه حول هذا الجانب مؤكدا أن العمران لا يعتبر إن عرا من هذه الخلال فهو وإن علا بأبراجه يعتبر نازلا بأخلاقه إن هي خلت من ذلك.
وتطرق سعادة الشيخ الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف علي عبدالباقي شحاته في كلمته إلى الحديث عن الكون وما فيه من مكونات حياة الناس محددا رسالة الإنسان بأنها منحصرة في قول الله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ولما همل الناس هذا الواجب بعث الله تعالى إليهم الرسل ليردوهم إلى طريق الصواب وجادة الحق ليستقيم سلوكهم وتنتظم علاقتهم مع السنن الكونية ثم تطرق إلى الخطأ الذي يصدر من بعض الدعاة الذين يجبرون الآخر لقبول آرائهم وأخذ يحثهم إلى التصرف بالحكمة مع الآخر.
أما سماحة الشيخ آية الله أحمد مبلغي من علماء حوزة قم بإيران فقد أكد من خلال طرح كلمته أن الندوة تهتم بجانب "فقه الحضارة" باعتباره منهجا للاستنباط ولو همل كمنهج لخسرنا أبعاده الحضارية ولن نتمكن من الاستفادة منه وإذا فُعِّل فستطور المنظومة الدومية للفقه معتبرا أنه الخيط الرابط لتنظيم المفاهيم الفقهية.
وأشار سماحة رئيس رابطة علماء الشام وهبة الزحيلي في سياق كلمته إلى الحضارة الإسلامية القائمة إلى الوسطية والاعتدال منذ بزوغ فجر تاريخها داعيا العلماء إلى إحياء روح الحضارة في الفرد والمجتمعات والشعوب وركز بنبرة شديدة حول التداعيات التي يدبرها أعداؤنا الذين يسعون إلى تشتيت الوحدة الإسلامية معتبرا أن لصوق ظاهرة الإرهاب في بعض الطوائف هي جانب من خطط التفريق وزرع العداء بين أبناء الدين الإسلامي الواحد.
** مفهوم الفقه الحضاري
الجلسة الأولى للندوة في يومها الأول التي أداراها مساعد المفتي العام للسلطنة د.كهلان بن نبهان الخروصي قدمت بها خمس ورقات الأولى بعنوان (مفهوم الفقه الحضاري .. الوظيفة والغالية) للدكتور رضوان السيد تحدث فيها حول ما توصل إليه ابن خلدون في مقدمته للتاريخ إلى مصطلح للتعبير عن المجمتع الإنساني، مبينا إهتمامته في العمران والحضارة، مجسدا في ورقته ما يقوم به الإنسان الفرد وما لايستطيع في حياته اليومية من مأكل وملبس، وبين أختلاف أهل الدين والفلسفة وآراهم حول هذه المسائل العمرانية والحضارية.
** دور رقابي
كما قدم رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية د. محمد كمال إمام ورقة عمل بعنوان الحسبة ودورها الرقابي تألف بحث المحاضر من مبحثين، الأول: التأليف في فقه العمران والثاني: بعض قواعد فقه العمران، المبحث الأول أفرده الباحث في بيان المؤلفات التي تتعلق في فقه العمران خلال القرنين الثاني والثالث للهجرة في المذاهب الإسلامية. وأشار الباحث إلى بعض قواعد فقه العمران حيث أشار إلى عدد من القواعد الفقهية منها قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" وما يتفرع عنها من قواعد مثل الضرر لا يكون قديماً، والضرر الأشد يدفع بالضرر الأقل، والضرر العام يقدم على الضرر الخاص. كما أشار الباحث في هذا المجال إلى أن مسؤولية الدولة سابقة على مسؤولية الأفراد، لأن مسائل البيئة والعمران في جانبها التنظيمي هي من السياسة الشرعية.
أما سماحة الشيخ أحمد مبلغي المحاضر عالم من علماء حوزة قم بإيران فقد قال في ورقة عمله التي تعنوت بـالقواعد الفقهية لفقه العمران فقد تحدث فيها حول الملكية فقسّمها إلى ملكية خاصة وملكية الدولة وملكية الأمة وملكية الناس، ثم أورد الباحث العديد من القواعد الفقهية التي تتعلق بالأرض غير المعمورة والأرض التي كانت معمورة ولكنها خربت وتحكمها قاعدة "أن الملكية الحاصلة بالعمارة، تزول بالترك المؤدي إلى الخراب" ، وقاعدة انتزاع الأرض من صاحبها إذا خربت بسبب تعطيلها وامتناعه عن إعمارها.
** مصادر تشريعية
أما رئيس رابطة علماء الشام في سوريا، وأستاذ في جامعة دمشق وهبة الزحيلي فقد تطرق في ورقة عمله التي أتت تحت عنوان (المصادر التشريعية لفقه العمران) فقد قسّم المصادر العلمية لفقه العمران لفروعات متعددة منها: آيات القرآن والفقه الإسلامي وأحكامه، وكتب الجغرافيا والتاريخ والحضارة، وعلوم الرياضيات والهندسة والجبر والحساب، إضافة إلى كتب تمصير الأمصار وتمدين المدن وتخطيطها والقوانين والأنظمة واللوائح والتراخيص الإدارية، ومجموعة القيم الأخلاقية والمعنوية التي تؤثر في العلاقات الاجتماعية، وكذلك كتب الأوقاف والسُبل والسقايات والخانات والتكايا والزوايا والمدارس والجامعات والمشافي ودور الحضانة ورعاية المعوقين، وأورد الباحث ما يقارب من سبعين مصدراً ومرجعاً في فقه العمران. وقدم د. إسماعيل الأغبري ورقة عمل حول عهد الإمام الصلت بن مالك الخروصي وعمقه الحضاري ومدى اسيضاح بيان الأسس الحضارية كعامل فقهي وحياتي دنيوي. عقبها جلسة نقاشية من قبل الحضور تداخلت فيها الاراء الفكرية المطروحة.
* ابن خلدون والعمران
وفي الجلسة المسائية التي أدارها د. مبارك بن سيف الهاشمي فقد قدم الباحث د.محمد مالكي ورقة عمل بعنوان (ابن خلدون والعمران البشري) نظرة فقهية تحدث بإسهاب بالغ في هذا الجانب مبينا إسهامات ابن خلدون ومدوناته المساهمة في نهضة العمران البشري.
كما قدم الدكتور إبراهيم كافي دولمز ورقة عمل بعنوان ( فقه الفئات الاجتماعية من خلال الوقفيات) موضحا الأسس الفقهية الحضارية في إطار الفئات الاجتماعية على مختلف جوانبها.
كما قدم الشيخ محمد أيوب صدقي ورقة عمل بعنوان فقه الجيران والضيوف (فقه البيوت لسكنى الضعفاء- الخانات- دور الضيافة) فيما قدم هادي محمدي سن ورقة عمل بعنوان (فقه الرياضة والترفيه والصحة النفسية) تحدث فيها ما يصاحب هذه المسائل من جوانب اجتماعية لإعطاء النفس البشرية حقها في التمتع والترفيه والوصول إلى الأسس المباشرة للصحة النفسية.بعدها أتت فترة مناقشة من قبل الحضور حول استفسارات متعددة في جانب الأوراق المطروحة سابقا.
** فقه المهاجرين
وفي الجلسة الأخيرة، التي أدارها سلطان بن سعيد الهنائي فقد قدم عبدالمجيد النجار ورقة عمل أتت بعنوان (فقه المهاجرين في ظل التحديات المادية) وركزت هذه الورقة على حقوق المهاجرين وقضاياهم المختلفة في ظل التوجهات المادية التي تصاحب ظروفهم المختلفة في قضاياهم.
وقدم فيصل عبدالسلام الحفيان ورقة عمل تحت عنوان (المؤلفات التراثية في فقه الإنسان) تحدث فيها عن العديد من الكتب والمخطوطات الإنسانية الفكرية التي تعنى بالفقه الحضاري الإنساني.
** منظومة عالمية
واختتمت الجلسة بورقة عمل للـ د. سعيد العلوي تحت عنوان (الفقيه والاهتمام بحقوق الإنسان وحريته) تطرق فيها إلى موضوعات متعددة متعلقة بحقوق الإنسان منها: حقوق الإنسان في المنظومة العالمية، وحقوق الإنسان في كليات التشريع الإسلامي والخطاب القرآني، وحقوق الإنسان في الخطاب النبوي وفي الخطاب الأصولي، وحقوق الإنسان في فقه التشريع الإسلامي. وأشار بأنه لا تعارض بين المنظومة الحاصلة عن اجتماع مكونات التشريع الإسلامي (الكليات الثلاث، فقه التشريع العملي واجتماعهما) والمنظومة العالمية لحقوق الإنسان في جانب ثانٍ -مع تمايزهما واختلافهما في المرجعية والمصدر-في قراءة للإسلام تتوخى الفهم عن الله وعن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والوقوع على المعنى الذي كان علماء المقاصد الشرعية يقصدون إليه.
** فعاليات اليوم
أما اليوم في الفترة الصباحية ستقدم العديد من الأوراق من بينها: النصوص الشرعية وحماية البيئة لـ د.مصطفى تسيريتش وأخرى بعنوان مقاصد الشريعة وحماية البيئة للـ د.عبدالله محمد فدعق ويقدم أفلح بن أحمد الخليلي ورقة عمل بعنوان القواعد الشرعية وحماية البيئة كما يقدم برهان كور اوجلوا ورقة عمل بعنوان أخلاقيات البيئة في الإسلام ويقدم فضيلة علي عبدالباقي ورقة عمل بعنوان السلوك الفردي والبيئة في الإسلام كما يقدم د. عصام الدين مصطفى ورقة عمل بعنوان العمل الأهلي والبيئة في الإسلام ويقدم د. عبدالسلام الوجيه ورقة عمل بعنوان المؤلفات التراثية في فقه البيئة والكون والكائنات ويقدم د. علي بن هلال العبري ورقة عمل بعنوان حماية الأرض والثروات الطبيعية "من زاوية الملكية العامة والخاصة" بينما يقدم د. إبراهيم البيومي غانم فقه إدارة المياه وحماية البيئة في الإسلام من خلال نظام الوقف. ويقدم ناصر بن خلفان البادي ورقة عمل بعنوان أحكام المياه وتصاريفها الشرعية من خلال كتابي المصنف وبيان الشرع فيما يقدم محمد جورماز أدب العالم والمتعلم (دراسة مقارنة بين برهان الدين الزرنوجي والحكيم الترمذي) ويقدم الشيخ.د. عبدالله بن راشد السيابي ورقة عمل بعنوان فقه أدب مهنة القضاء فيما يقدم خالص جلبي ورقة عمل بعنوان فقه أدب مهنة الطب ويقدم أ. د.كمال عمران الصادق ورقة عمل بعنوان القسمة وأصول الأراضي والتأصيل للفقه العمراني.
* نقلة نوعية لوضع أسس الفكر الإسلامي في إطار معاصر.
* الندوة تقام بتوجيهات من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس ابن سعيد المعظم - حفظة الله ورعاه.
مسقط - خميس السلطي
انطلقت أمس فعاليات ندوة العلوم الفقيهة في عمان (الفقه الحضاري- فقه العمران) متضمنة العديد من عدة المحاور الفقهية وهي فقه البيئة في الإسلام وفقه المهنة في الإسلام وفقه الأسواق وأدب الطريق وفقه الكون والكائنات وفقه الإنسان.الحفل الذي رعاه مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس والذي قال من خلاله: يأتي يوم إنطلاقة ندوة العلوم الفقيهة في عمان (الفقه الحضاري- فقه العمران) ليشكل نقلة نوعية لوضع أسس الفكر الإسلامي في إطار معاصر يعيشه الإنسان دون الخروج من عقيدته، وما هذه الندوة إلا أتت لتعالج فقه الواقع والحياة، كما للإنسان أن يتدبر ويستنبط الحكمة من كتاب الله العزيز، وما يتضمنه من أخلاقيات التي تشكل سلوك الإنسان، وهذه عوامل ومرتكزات أرادت بها حكومة صاحب الجلالة أن تدشن مرحلة من مراحل التطور والإجتهاد الفقهي في أمور شتى من حياة الإنسان.
كما جاءت فقرات الحفل بافتتاحية لتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، بعدها القى رئيس اللجنة التحضيرية د.عبدالرحمن بن سليمان السالمي كلمة الوزارة تطرق فيها إلى مصطلحُ " الفقهُ الحضاري – العمرانيِ" المتداول لدى الفقهاءِ في الفترة الإسلاميةِ المبكرةِ والوسيطةِ مضيفا السالمي بقوله: إن هذه السنة تم طرح القضية الفقهية فقه العمران والحضارة من وجهتين : الوجهُ المبكَّر والوسيط، والوجه الحديثُ والمعاصر ، فالتجربةُ الإسلاميةُ القديمة، الفقهية والكلاميةُ والعمرانيةُ والتنظيميةُ، غنية بموضوعات العمران البشري والإنساني ، ليس من حيث التنظيمُ والمتابعةُ لجهة ِالأحكامِ ورعاية حياة الناس ، وتسهيلُ مرافقهم ، وصونُ سلامتهِم في سبيلهم وأسفارِهم وسكناهم ومواطن عبادتهم وحسب ، بل ولجهة أو جهات التنمية والتحسين والتطوير.
ويشير السالمي: إن هذه الندوة تقام بتوجيهات من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظمَ -حفظه الله ورعاه-، قائدَ هذه النهضةِ الكبرى في العمران الحضري والبشري في عمان على مدى أربعة عقود ، لأجل تقدمها الحضاري مع جانبيها الديني والروحي.
وألقى المفتي العام للسلطنة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي كلمته بهذه المناسبة مبينا فيها ترابط الإنسان مع أبناء جنسه وعلاقته مع خالقه ذاكرا أن الإنسان خُلق مدنيا بطبعه اجتماعيا بفطرته مبينا أن لكل حضارة خصائص ومميزات فالحضارة الإسلامية تقوم على الأخلاق معللا أن القرآن الكريم اهتم اهتماما كبيرا بهذا الجانب وأثنى على نبيه بتحليه بهذه الصفات كما تطرق إلى الأحاديث الدالة على حسن الخلق ومكارم الأخلاق، واستغرق جُل حديثه حول هذا الجانب مؤكدا أن العمران لا يعتبر إن عرا من هذه الخلال فهو وإن علا بأبراجه يعتبر نازلا بأخلاقه إن هي خلت من ذلك.
وتطرق سعادة الشيخ الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف علي عبدالباقي شحاته في كلمته إلى الحديث عن الكون وما فيه من مكونات حياة الناس محددا رسالة الإنسان بأنها منحصرة في قول الله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ولما همل الناس هذا الواجب بعث الله تعالى إليهم الرسل ليردوهم إلى طريق الصواب وجادة الحق ليستقيم سلوكهم وتنتظم علاقتهم مع السنن الكونية ثم تطرق إلى الخطأ الذي يصدر من بعض الدعاة الذين يجبرون الآخر لقبول آرائهم وأخذ يحثهم إلى التصرف بالحكمة مع الآخر.
أما سماحة الشيخ آية الله أحمد مبلغي من علماء حوزة قم بإيران فقد أكد من خلال طرح كلمته أن الندوة تهتم بجانب "فقه الحضارة" باعتباره منهجا للاستنباط ولو همل كمنهج لخسرنا أبعاده الحضارية ولن نتمكن من الاستفادة منه وإذا فُعِّل فستطور المنظومة الدومية للفقه معتبرا أنه الخيط الرابط لتنظيم المفاهيم الفقهية.
وأشار سماحة رئيس رابطة علماء الشام وهبة الزحيلي في سياق كلمته إلى الحضارة الإسلامية القائمة إلى الوسطية والاعتدال منذ بزوغ فجر تاريخها داعيا العلماء إلى إحياء روح الحضارة في الفرد والمجتمعات والشعوب وركز بنبرة شديدة حول التداعيات التي يدبرها أعداؤنا الذين يسعون إلى تشتيت الوحدة الإسلامية معتبرا أن لصوق ظاهرة الإرهاب في بعض الطوائف هي جانب من خطط التفريق وزرع العداء بين أبناء الدين الإسلامي الواحد.
** مفهوم الفقه الحضاري
الجلسة الأولى للندوة في يومها الأول التي أداراها مساعد المفتي العام للسلطنة د.كهلان بن نبهان الخروصي قدمت بها خمس ورقات الأولى بعنوان (مفهوم الفقه الحضاري .. الوظيفة والغالية) للدكتور رضوان السيد تحدث فيها حول ما توصل إليه ابن خلدون في مقدمته للتاريخ إلى مصطلح للتعبير عن المجمتع الإنساني، مبينا إهتمامته في العمران والحضارة، مجسدا في ورقته ما يقوم به الإنسان الفرد وما لايستطيع في حياته اليومية من مأكل وملبس، وبين أختلاف أهل الدين والفلسفة وآراهم حول هذه المسائل العمرانية والحضارية.
** دور رقابي
كما قدم رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية د. محمد كمال إمام ورقة عمل بعنوان الحسبة ودورها الرقابي تألف بحث المحاضر من مبحثين، الأول: التأليف في فقه العمران والثاني: بعض قواعد فقه العمران، المبحث الأول أفرده الباحث في بيان المؤلفات التي تتعلق في فقه العمران خلال القرنين الثاني والثالث للهجرة في المذاهب الإسلامية. وأشار الباحث إلى بعض قواعد فقه العمران حيث أشار إلى عدد من القواعد الفقهية منها قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" وما يتفرع عنها من قواعد مثل الضرر لا يكون قديماً، والضرر الأشد يدفع بالضرر الأقل، والضرر العام يقدم على الضرر الخاص. كما أشار الباحث في هذا المجال إلى أن مسؤولية الدولة سابقة على مسؤولية الأفراد، لأن مسائل البيئة والعمران في جانبها التنظيمي هي من السياسة الشرعية.
أما سماحة الشيخ أحمد مبلغي المحاضر عالم من علماء حوزة قم بإيران فقد قال في ورقة عمله التي تعنوت بـالقواعد الفقهية لفقه العمران فقد تحدث فيها حول الملكية فقسّمها إلى ملكية خاصة وملكية الدولة وملكية الأمة وملكية الناس، ثم أورد الباحث العديد من القواعد الفقهية التي تتعلق بالأرض غير المعمورة والأرض التي كانت معمورة ولكنها خربت وتحكمها قاعدة "أن الملكية الحاصلة بالعمارة، تزول بالترك المؤدي إلى الخراب" ، وقاعدة انتزاع الأرض من صاحبها إذا خربت بسبب تعطيلها وامتناعه عن إعمارها.
** مصادر تشريعية
أما رئيس رابطة علماء الشام في سوريا، وأستاذ في جامعة دمشق وهبة الزحيلي فقد تطرق في ورقة عمله التي أتت تحت عنوان (المصادر التشريعية لفقه العمران) فقد قسّم المصادر العلمية لفقه العمران لفروعات متعددة منها: آيات القرآن والفقه الإسلامي وأحكامه، وكتب الجغرافيا والتاريخ والحضارة، وعلوم الرياضيات والهندسة والجبر والحساب، إضافة إلى كتب تمصير الأمصار وتمدين المدن وتخطيطها والقوانين والأنظمة واللوائح والتراخيص الإدارية، ومجموعة القيم الأخلاقية والمعنوية التي تؤثر في العلاقات الاجتماعية، وكذلك كتب الأوقاف والسُبل والسقايات والخانات والتكايا والزوايا والمدارس والجامعات والمشافي ودور الحضانة ورعاية المعوقين، وأورد الباحث ما يقارب من سبعين مصدراً ومرجعاً في فقه العمران. وقدم د. إسماعيل الأغبري ورقة عمل حول عهد الإمام الصلت بن مالك الخروصي وعمقه الحضاري ومدى اسيضاح بيان الأسس الحضارية كعامل فقهي وحياتي دنيوي. عقبها جلسة نقاشية من قبل الحضور تداخلت فيها الاراء الفكرية المطروحة.
* ابن خلدون والعمران
وفي الجلسة المسائية التي أدارها د. مبارك بن سيف الهاشمي فقد قدم الباحث د.محمد مالكي ورقة عمل بعنوان (ابن خلدون والعمران البشري) نظرة فقهية تحدث بإسهاب بالغ في هذا الجانب مبينا إسهامات ابن خلدون ومدوناته المساهمة في نهضة العمران البشري.
كما قدم الدكتور إبراهيم كافي دولمز ورقة عمل بعنوان ( فقه الفئات الاجتماعية من خلال الوقفيات) موضحا الأسس الفقهية الحضارية في إطار الفئات الاجتماعية على مختلف جوانبها.
كما قدم الشيخ محمد أيوب صدقي ورقة عمل بعنوان فقه الجيران والضيوف (فقه البيوت لسكنى الضعفاء- الخانات- دور الضيافة) فيما قدم هادي محمدي سن ورقة عمل بعنوان (فقه الرياضة والترفيه والصحة النفسية) تحدث فيها ما يصاحب هذه المسائل من جوانب اجتماعية لإعطاء النفس البشرية حقها في التمتع والترفيه والوصول إلى الأسس المباشرة للصحة النفسية.بعدها أتت فترة مناقشة من قبل الحضور حول استفسارات متعددة في جانب الأوراق المطروحة سابقا.
** فقه المهاجرين
وفي الجلسة الأخيرة، التي أدارها سلطان بن سعيد الهنائي فقد قدم عبدالمجيد النجار ورقة عمل أتت بعنوان (فقه المهاجرين في ظل التحديات المادية) وركزت هذه الورقة على حقوق المهاجرين وقضاياهم المختلفة في ظل التوجهات المادية التي تصاحب ظروفهم المختلفة في قضاياهم.
وقدم فيصل عبدالسلام الحفيان ورقة عمل تحت عنوان (المؤلفات التراثية في فقه الإنسان) تحدث فيها عن العديد من الكتب والمخطوطات الإنسانية الفكرية التي تعنى بالفقه الحضاري الإنساني.
** منظومة عالمية
واختتمت الجلسة بورقة عمل للـ د. سعيد العلوي تحت عنوان (الفقيه والاهتمام بحقوق الإنسان وحريته) تطرق فيها إلى موضوعات متعددة متعلقة بحقوق الإنسان منها: حقوق الإنسان في المنظومة العالمية، وحقوق الإنسان في كليات التشريع الإسلامي والخطاب القرآني، وحقوق الإنسان في الخطاب النبوي وفي الخطاب الأصولي، وحقوق الإنسان في فقه التشريع الإسلامي. وأشار بأنه لا تعارض بين المنظومة الحاصلة عن اجتماع مكونات التشريع الإسلامي (الكليات الثلاث، فقه التشريع العملي واجتماعهما) والمنظومة العالمية لحقوق الإنسان في جانب ثانٍ -مع تمايزهما واختلافهما في المرجعية والمصدر-في قراءة للإسلام تتوخى الفهم عن الله وعن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والوقوع على المعنى الذي كان علماء المقاصد الشرعية يقصدون إليه.
** فعاليات اليوم
أما اليوم في الفترة الصباحية ستقدم العديد من الأوراق من بينها: النصوص الشرعية وحماية البيئة لـ د.مصطفى تسيريتش وأخرى بعنوان مقاصد الشريعة وحماية البيئة للـ د.عبدالله محمد فدعق ويقدم أفلح بن أحمد الخليلي ورقة عمل بعنوان القواعد الشرعية وحماية البيئة كما يقدم برهان كور اوجلوا ورقة عمل بعنوان أخلاقيات البيئة في الإسلام ويقدم فضيلة علي عبدالباقي ورقة عمل بعنوان السلوك الفردي والبيئة في الإسلام كما يقدم د. عصام الدين مصطفى ورقة عمل بعنوان العمل الأهلي والبيئة في الإسلام ويقدم د. عبدالسلام الوجيه ورقة عمل بعنوان المؤلفات التراثية في فقه البيئة والكون والكائنات ويقدم د. علي بن هلال العبري ورقة عمل بعنوان حماية الأرض والثروات الطبيعية "من زاوية الملكية العامة والخاصة" بينما يقدم د. إبراهيم البيومي غانم فقه إدارة المياه وحماية البيئة في الإسلام من خلال نظام الوقف. ويقدم ناصر بن خلفان البادي ورقة عمل بعنوان أحكام المياه وتصاريفها الشرعية من خلال كتابي المصنف وبيان الشرع فيما يقدم محمد جورماز أدب العالم والمتعلم (دراسة مقارنة بين برهان الدين الزرنوجي والحكيم الترمذي) ويقدم الشيخ.د. عبدالله بن راشد السيابي ورقة عمل بعنوان فقه أدب مهنة القضاء فيما يقدم خالص جلبي ورقة عمل بعنوان فقه أدب مهنة الطب ويقدم أ. د.كمال عمران الصادق ورقة عمل بعنوان القسمة وأصول الأراضي والتأصيل للفقه العمراني.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions