"فرقة رضا" نصف قرن من الرقص الجميل أخبار الشبيبة

    • "فرقة رضا" نصف قرن من الرقص الجميل أخبار الشبيبة

      القاهرة - وكالة الصحافة العربية

      قبل نحو نصف قرن، سمع رائد الرقص الشعبي "محمود رضا" مؤسس أشهر فرقة لهذا الفن في مصر والعالم العربي - ولا تزال تحمل اسمه إلي الآن - عن رقصة الحجالة• عرف أنها من تراث البدو، جن بها•• لم يجد بدا من أن يذهب إلي بدو مرسي مطروح، عاش معهم، شاهد الرقصة، صورها وعاد بها إلي فرقته التي لم يكن عمرها آنذاك يتجاوز بضع سنوات، لتصبح (الحجالة) أشهر رقصات الفرقة (التي يضم تراثها أكثر من 300 رقصة)، تحولت الحجالة إلي صيحة أحبها المصريون، ثم أحبها الغرب في عروض فرقة رضا العالمية، لتصبح هذه الرقصة البدوية المحلية مسجلة باسم مصر في كل العالم••!

      الحجالة ليست إلا بصمة من بصمات فرقة رضا التي انطبعت في الوجدان الإنساني وتخطت حدود المحلية، وصارعت الزمن، أليس أهم تابلوه غنائي راقص يروج للسياحة في مصر إلي الآن هو حلاوة شمسنا، الذي أبدعته فرقة رضا في فيلم "غرام في الكرنك" قبل 47 سنة؟! الفرقة ذاتها انتصرت علي الزمن، فهي فرقة الرقص الوحيدة في العالم العربي التي صمدت حتي بلغت الخمسين من عمرها، ولا تزال تحتفظ بتألقها حتي اليوم، مما دفع وزارة الثقافة إلي الاحتفال بمرور خمسين عاما علي إنشائها مؤخرا (تأسست في أغسطس 1959)، وبرغم أن مؤسسيها محمود رضا وفريدة فهمي تركا رئاستها قبل سنوات طويلة (لم تتوقف الخروج علي المعاش بصرامتها - ولو قليلا - أمام عبقريتهما الفنية الاستثنائية) فإن مكانتهما لدي الجميع حتي الراقصين الشباب في الفرقة، ممن لم يعملوا تحت رئاسة أي منهما، لا تزال أعلي مكانة، إنهما الأب والأم لهذه الفرقة، بل الأب والأم للرقص الشعبي في مصر، نقلاه من البارات والصالات، إلي أرقي المسارح في مصر والعالم، وجعلاه فنا من الفنون الرفيعة، يحمل توقيع فرقة رضا! وفي عام 1959 ظهرت فرقة رضا بعد جهود فردية قام بها المهندس حسن فهمي وابنته فريدة فهمي وكانت وقتها طالبة في المدرسة الإنجليزية وشقيقتها وكانت تتولي تصميم الأزياء، وعلي رضا (شقيق محمود) مخرج العروض، ومحمود رضا مصمم الرقصات، قامت الفرقة الشابة فوق أكتاف هؤلاء الرواد، كانت تضم راقصين من مراحل مختلفة، بعضهم كانوا في مراحل دراسية وآخرون كانوا يعملون في بعض وظائف الدولة، أول عروضهم كانت علي مسرح الأزبكية عام 59، إلي أن أصبح مسرح البالون مقرا ثابتا للفرقة 1691.

      ** أشهر الرقصات

      لكل رقصة في فرقة رضا قصة "فالحجالة" سمع محمود رضا بها في مرسي مطروح، وكلمة "رقاصة" عندهم تعني "حجالة" وذهبوا إلي هناك لتعلمها وأخذوا أجهزة تسجيل وآلات تصوير وسينما وقابلوا سكرتير المحافظة وأخبرهم بأنها تعرض في الأفراح وحضر محمود رضا وبعض أعضاء فرقته فرحا لعريس وعروسة هناك ورقص بينهم•• أما "جنية البحر"•• فالفكرة استهوت محمود رضا في الغردقة عندما رأي سمكة قرش علي البلاج والناس واضعون عصا في فمها بعد أن قطعوا بطنها بالسكاكين وأجزاء من القفص الصدري ويدين وأجزاء لإنسان بداخلها•• ساعتها حزن وتذكر زوجته نادية التي توفاها اللّه - أخت فريدة - سنة 1960.

      ** الأب الروحي

      يقول محمود رضا رائد الفنون الشعبية والأب الروحي للرقص الشعبي ومؤسس الفرقة: حكايتي مع الرقص بدأت في الأربعينيات•• فقد هويت الرقص الاستعراضي "المودرن" وكنت أحرص علي مشاهدته في السينما، وكنت أتتبع حركات وأخبار المشاهير الراقصين أمثال: فريد أستر - وجين كيلي، وتعلمت الرقص الاستعراضي المودرن من مشاهدة الأفلام الاستعراضية•• فكنت أذهب إلي نفس الفيلم في اليوم الواحد عدة حفلات وأجلس في نفس الكرسي لأشاهد الفيلم 20 أو 30 مرة طوال أيام عرضه تقريبا وأراقب خطوات الراقصين وأحاول حفظها بل أصمم علي حفظها• وبعد خروجي من السينما كنت أختار (ركنا) في الشارع وأقوم بالرقص محاكيا ما رأيته في الفيلم•• ثم جاءت الفرصة علي غير موعد! تعرفت بفرقة أرجنتينية كانت تعرض في القاهرة وكانت في حاجة إلي راقص، فاختبروني وقبلوني راقصا معهم بجنيهين في اليوم، وبدأت آمالي الراقصة تتحقق وأعيش في جو فني حقيقي بين راقصين محترفين أتعلم منهم كل يوم جديدا، وسافرت مع الفرقة إلي روما وباريس وهناك التحقت باستوديو "فاكيير" لاستكمال دراستي في الباليه، ثم تركت الفرقة وعدت من باريس سنة 1955، وقد اختمرت في رأسي أن أكوّن فرقة للرقص، تستمد موضوعاتها من الواقع الشعبي مدرسة رقص في نادي شركة مثل التي كنت أعمل بها كنت أعلم فيه أولاد الموظفين الأجانب وعدت إلي القاهرة عام 1956، وأنا مصمم علي تكوين فرقة رقص فكونت فرقة من أصدقاء رياضيين يهوون الرقص واستهوتهم الفكرة وقدم لنا المايسترو الراحل علي إسماعيل الموسيقي التي نرقص عليها مجانا• أما المسرح، فقد دخلنا في صراع مع وزارة الثقافة لتؤجره لنا•• ولولا الأقلام الشريفة المستنيرة إحسان عبد القدوس ويحيي حقي ورجاء النقاش وغيرهم التي بدأ أصحابها يحسون بجهودنا ويساعدونا لما كان التفت إلينا أحد وما كانت وزارة الثقافة قد أحرجت وأجرت لنا مسرح الأزبكية لعشرة أيام فقط•• عرفنا خلالها جمهور عريض وبدأنا ننتشر ونحصل علي الاعتراف الشعبي والرسمي والدولي.

      ويضيف: لا أنكر أن مسألة تكوين فرقة رضا دخل فيها عنصر المصادفة كانت هواية الرقص عندي سببها شقيقي الراحل علي رضا لأنه كان بيرقص وأنا دائمًا أتفرج عليه، فأعجبني ثم جاء مؤثر آخر هو الأفلام الاستعراضية الأمريكية التي كنت مولعا بها كما سبق وذكرت، وبعض الأفلام المصرية التي لا أنكر أثرها علي ومنها أفلام نجمتنا المحبوبة الصغيرة والموهوبة "فيروز" وغيرها، كما كانت تأتي بعض الفرق المشهورة إلي الأوبرا مثل "البولشوي" و"موسييف" فزادت من حصيلتي ومعلوماتي حول هواية الرقص، أضف إلي ذلك أنني كنت أمارس رياضة الجمباز وكنت أتمتع باللياقة البدنية العالية•• وكانت عندي إلي جانب هذا وذاك حب التعلم من كل ما أراه أمامي• ويضيف: نحن تميزنا بأننا ذهبنا وتفرجنا علي الفلاحين، وضعت تكنيك الباليه وهو فن عالمي ليس مقفولا علي بلد بعينه وقمت ببنائه علي الحركات الشعبية الأصلية بشيء من التطوير، انشغلت طويلا بمحاولة التعرف علي أسباب الخطوات والحركات التي يقوم بها الراقصون في الأماكن الطبيعية للرقصة، وهي مسألة مرهقة وشاقة للغاية وليس إجابتها حاضرة معظم الوقت، ففي الصعيد أو الشرقية مثلا يكون الرجل - الراقص - مرتديا لجلباب طويل أو حذاء جميل فيسعي لإظهاره برفع إحدي قدميه وذراعيه بأكمامها•• هذا هو الاحتمال.

      ** الرائدة

      "ميلدا" حسن فهمي الشهيرة بفريدة فهمي من الراقصات الممتازات في فن الرقص القومي والشعبي ووالدها المهندس حسن فهمي من أصل الفريق وقد ولدت سنة 1940 بالقاهرة، تقول: عندما طرأت في ذهن محمود رضا فكرة تكوين الفرقة، فبالمصادفة قبل زواجي من شقيقه علي قال محمود نريد تكوين فرقة فريدة من نوعها ونريد أن ننجح في توصيل تراثنا للناس بسهولة وبدون تعقيد، فأخذ علي كلمة فريدة وقال ما رأيك في هذا الاسم بدلا من ميلدا - تقصد اسمها الحقيقي - فأنا متفائل بالاسم، وبالفعل كانت البداية ونجحنا لأن المناخ الثقافي في تلك الفترة كان في أعلي درجاته قبل أن نصاب بهذا التدهور الذي نحن فيه الآن• أعيش مع ذكرياتي الجميلة ففي كل ركن من بيتي بالزمالك أسمع صوت زوجي الحبيب علي رضا وأري أيامنا الحلوة علي جدرانه كأنها شريط سينمائي يمر أمام عيني، أحاول أن أحذف منه لحظة فراقنا لكني لا أستطيع•• فقد كانت أيامي الماضية سعيدة، أما الآن فلا طعم ولا معني ولا رائحة أتحايل عليها باستعادة الذكريات الجميلة.

      وأضافت: لا يهمني أوسمة أو نياشين ولكني يهمني تقدير الجمهور لي وتشجيعهم العظيم لي منذ كنت عضوة أرقص في فرقة رضا وحتي اعتزالي الرقص وتفرغي لتصميم الرقصات والملابس مع محمود رضا، لدرجة أن الكثير كانوا يسألونني باستمرار عن تصميم الملابس خاصة الجمهور العادي، والحقيقة أنني نجحت في تصميم الأزياء الخاصة بعروض فرقة رضا من أهمها الموشحات، كما قمت بتصميم أزياء مسرحية "ريا وسكينة" فأنا لا أصمم أزياء إلا لمحمود رضا وهذا عهد قطعته علي نفسي منذ تلك المسرحية لأنني أثق فيه• لأن التصميم علي الورق شيء وتنفيذه شيء آخر، فعندما يخرج العمل مخالفا لتصوري أو لرسمي علي الورق أشعر بالضيق والقلق، وحتي أتجنب ذلك قررت الابتعاد عن التصميم نهائيا إلا مع محمود رضا الذي أثق فيه•• فأنا كنت أقوم بتصميم الأزياء كهواية وليس إلا• وتمضي في حديثها لتقول: انقطعت عن الفرقة من عام 93 بسبب علي رضا•• موت علي كان كارثة بالنسبة لي جعلتني أتأكد أن هذه الدنيا التي نعيشها ليس لها أي قيمة، فالفرقة كان فيها مشاكل وكانت حربا ونريد أن نثبت ذاتنا وبراءتنا من أي اتهام وأننا ناس دوغري، ولكن لا أحد يريد أن يفهم، وموت علي جعلني أتخلي عن كل شيء فبعد موت علي بعامين ظللت مصابة بعدم الاتزان الذي كان دوره كبيرا في حياتي•• مرتبط بي ومرتبطة به جدا جدا، فالعملية داخله مضفرة في بعض فنيا وعائليا ونفسيا وكله•• فأنا كنت محظوظة جدا لأني عشت وسط 3 رجال عمالقة وأنا والدي كان عنده ثقة كبيرة جدا في محمود في عملي فكان يقول: لي الذي يقول عليه محمود اعمليه•• وكان عمري وقتها 18 عامًا وكنت أنفذ كل ما يقوله لي•• أتمرن أولا أتمرن•• أؤدي الحركة بالطريقة التي يشرحها لي•• كنت مطيعة له في كل شيء محمود زوج أختي وأخو زوجي ومعلمي وزميلي في الرقص، فالعلاقة بيننا متداخلة• ويضيف المطرب محمد العزبي الذي غني للفرقة أحلي أغنياتها: علي ومحمود رضا كونا هذه الفرقة التي سعدنا بالعمل معهم فيها وكانا أعضاء للفرقة الغنائية شهر زاد والثلاثي المرح، واستمررت معهم ولقد تعودنا علي النظام والانضباط•• مافيش تأخير أثناء البروفات وكان كل أعضاء الفرقة يحترمون مواعيد بروفات الفرقة علي التابلوهات أو العروض الفنية المختلفة التي تقدمها للناس وتسعد بها، فكان محمود رضا مثلا لو أن البروفة الساعة 8 مساء يأتي 30.8 يعمل له خصما علي الفور!•• فكانت أيام جميلة وحلوة الحقيقة• وتقول الفنانة نيفين رامز إحدي أشهر فنانات الفرقة في عصرها الذهبي: كنا بنعمل بقلبنا، مكناش ننظر للمادة أو أي شيء آخر•• ويمكن مافيش إنتاج أفلام استعراضية الآن لأنها تحتاج أموالا ضخمة يمكن إحنا قدمنا أفلاما تابعة لمؤسسة السينما بتكلفة عالية• والحقيقة أنا سعدت جدا بعملي في الفرقة وتكريمي كل أعضاء الفرقة.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions