سأسرُد حادثة الأمس.. بعدما غادرتني عبير مسكت اللاب توب .. دخل عليّ أخي سُلطان..كنتُ أتحدّث معهُ وبعدما نسقت التّدوينة .. أخذتُ أتحدّث مع بعض الأصدقاء على الماسِنجر .. وأخي لجانبي نتحدّث...جاءت بنات عمي .. وعندما رأتني اِبنة عمي الكُبرى أنّني جالِسة .. غير مستلقية وأستخدم الكمبيوتر وأخي لجانبي .. اِنفجرت عتبا وغضبا وسبّا.. أخذت تُعاتِب أخي بِعُنف في البداية تقبّلتُ الأمر .. وكنتُ أمزح ..تقول لأخي " إنتوا واجد مدلعينها ومخلينها على راحتها .. لا وجالس معها .. شيل الكمبيوتر وارميه هذا ما يفترض يكون هنا .. وهالكتب كلّها تنرمي ..لو مكانك أصفعها كف إذا جلست ......" .. أخي يضحك ويقول لا أستطيع... أنا قدّمت خدِّي لأخي لـ يصفعني محاولةً إسكاتها .. لكنّها هجمت بعدها على أُمِّي..وجاء أخي الأكبر ووجّهت له المزيد من العتب واللّوم .. فأخذنا الموضوع بمزح .. قمتُ أُغنِّي لها وأخي الكبير يردُّ ورائي ويُصفِّق .. وهي تغضب أكثر ..في نهاية الأمر شعرتُ أنّ الأمر فوق احتمالي .. فـ انفجرت فيهم .. بعدما هجم الكُل ...جميع بنات عمِّي .. وحرّضن أُمِّي .. وكان كوب الشّاي أمامي .. فـ كرهته لأنّهنّ كرّهنني فيه بالكثير من العتب ..
ماما بعدها أخذت تُعاتِب ..وأنا أكره العتب .. أكره الاهتمام المُبالغ فيه.. أكره أن أكون مريضة..كانت أقصر زيارة وأثقلها على الرُّوح رُغم محبّتي الكبيرة لـ بنات عمِّي ..إلا أنّهن لم يتركن أحد كلّ من دخل من أخواني عاتبنهُ .. و حرّضنه .. وكُبراهن كانت تنتظر والدي .. أقسمت حينها "بغضب" أنّني لن أُسامحها إن أوصلت الأمر لـ أبي.. وأقسمت هي أنّه لا يُهمّها .. والحمدُ لله أبي كان في غُرفته.. وإلّا لـ كان الأمر مُختلِفا...

بعدها ظننتُ أنّ باب الضُّيوف أُغلِق.. كانت التّاسعة والنِّصف جاءتني زوجة اِبن عمِّي ..لا أُحب زيارات بعد التّاسعة ..لم تمكث كثيرا .. وجلسنا أنا وأُمِّي وأخويّ وزوجتاهما ..كانت الجليلة حينها قد غادرتني .. أخي .. يقول " الجليلة كأنها قايمة بعموتها.. ما جيت إلا وأشوفها هنا" ... حبيبتي هذِه الصّغيرة .. بالأمس مُباشرة وصلت من المدرسة رمت حقيبتها وجاءتني ..لم تتناول غداءها .. طلبت منها أن تعود لمنزلها تبدِّل ملابسها وتعود لي لـ تستقبل ضيوفي _ لأن المنزل يغطُّ في قيلولة الظُّهر وأساسا لا أحد غير أُمِّي معي_ وتتغدّى معي ...سريعا عادت.. استقبلت نجاة وتناولت الغداء معنا.. وبعدها ذهبت لـ استقبال عبير .. كانت الجليلة في هدوء وأدب .. كما كانت كذلك عبير .. ما أن استأذنتنا نجاة عند الثّالثة والنِّصف.. حتّى بدأت الفوضى ..الجليلة بطبعها هادِئة عند الضُّيوف .. و عبير لم أعتدها مجنونة كما كانت بالأمس .. لم نشعر بمرور الوقت .. وكان صباحي بالأمس نشيطا استيقظتُ قبل السّابِعة ..واستقبلتُ عمّتي وبناتها وزوجات أبنائِها ..وأول يومٍ لـ وصولي كان قد استقبلنا أخي واِبنهُ "خالِد المُشاكِس" وماما .. و صاحبتي عبير الّتي ما التقيتها في المطار .. تأخّرت الطّائِرة قليلا.. يالله كنتُ بين الدّقيقة والأُخرى أنظر للسّاعة .. مُتعبٌ الانتظار ..عندما تبقّت ساعتان كان الفرحُ يملؤني .. وأخيرا سـ تُعانِق عيناي أرض الوطن... أعان الله من يتغرّب بالسّنوات أو الأشهر .. أُسبوع فقط وأراني امتلأتُ شوقا ..أخي كان يطلب منِّي أن نبقى ريثما يتحسّن الوضع على الأقل يومين لكنّني رفضتُ بشدّة كنت قد كرهتُ البِلاد لدرجة أنّني أحلم بنساء تايلانديّات يقتلنني ..ليلتها استيقظتُ خائِفة ..
عندما بدأت ملامح البلاد تتضح.. أقول له .." شوف هالجبال الغبرا .. والله أحلى من كل هذيك الخضرة" .. ربّما كانت زيارتي لـ تايلاند في وضعٍ سيئ .. استعجلتها .. مع أنّه كان قد اتفقنا أن نذهب لها بعد أشهر .. ربّما كنتُ سأحبُّها _ مع الكثير من الشّك_أممممم قد يكون لأنّني لم أُغادر بانكوك المليئة بالقرف والهواء المعبّق بروائِح كريهة .. مشكلتي في حاسّة الشّم .. قد أكره وأُحب من روائِح ..
من ضمن المواقِف .. أنّني قد أُطلق أحكام بيني ونفسي على من أرى.. كان رجُلا ربّما أربعينيّا عماني رأيته رزين في مطار مسقط .. لكن في مطار بانكوك حال وصولِنا انكسرت تلك الصُّورة لـ يحل محلّها رجُل سكِّير يترنّح ويهذي في المطار .. وصاحبهُ تبدو عليه ملامح العربدة بجلاء ..سُبحان الله .. يبدو أنّني "طيبة زيادة عن اللُّزوم" .. بعدما راجعنا الطّبيب _ أشعر بألم الآن يالله_ مساءً وقبل أن أدخل المُستشفى .. ذهبنا لعمل مساج للأقدام .. هُناك دخل شابٌّ عربي .. كان غرضهُ دنيئ ..طلب أن يكون المساج الخاص بِه في الغُرفة الدّاخليّة .. و بكلِّ أدب رفضت .. فـ خرج ..يا للغرااابة ... ( ما البلاد مليانة بائعات هوى ..) ..أمممممم .. عقّدوني بـ " مدام" .. وأقول لأخي وجودك مخلِّي الكل يشك فيني D: ... هو يضحك ويقول يتعجّب الجميع كيف هالعملاق يأخذ هالمفعوصة ... ههههههه...في آخر يوم قرّر أخي أن نذهب لـ مركزٍ تجاريٍّ هُناك ..لأنّ الطبيبة قالت لا مانِع من المشي لـ ساعتين .. كان الأمرُ بالنّسبةِ لي عادي .. ذهبنا لـ الأم بي كي .. كثيرة هي الأشياء الجميلة لكن لا رغبة لي بشراء شئ .. ابتعت دفتر جميل لي ولـ عبير و لأخواتي وبنات أخواني ..أخي يسألني ألا أودُّ شراء شئ .. وأنا أُجيب بـ " لا" ..خرجنا لـ نستمع لـ فرقة موسيقيّة بالخارِج .. موسيقاهم جميلة .. وشوارعهم مزدحمة D: ..عُدنا .. نزلنا الفُندق صلّينا .. وخرجنا لـ صالونٍ مُجاور .. لا رغبة لي بشئ .. هو قرّر الحِلاقة .. وأنا لا شئ يهمّني قلت له حسنا سـ أُرتِّب أظافري .. لم أتأخّر كثيرا على عكسه.. وعندما أتعبتني الجلسة.. تركته وذهبت لـ الفُندق.. مللت البقاء وحدي اتّصلت بِه أن سـ أنزل لك .. لكنّ الصّالون كان ممتلئ بالشّباب العرب .. لم أدخل تمشّيتُ قليلا.. ولم يُبهجني المشي وحيدة فـ عدتُ أدراجي لـ الفُندق.. اتّصل بي بعدها أخي أن أنزلي الآن.. خفّت الزّحمة .. نزلت لهُ لم يكن الصّالون مُزدحم شابّان وأخي .. اِنتهي من تقليم أظافره والحِلاقة .. و خرجنا لـ مقهىً عربي لشُرب الشّاي .. وبعدها للعشاء .. وكان أخي مُصر أن أرى ملامِح " البغاء" .. والـ " ليدي بوي" .. الجنس الثّالِث الّذين لم أستطع أن أُفرِّق بينهم وبين النِّساء الحق .. جوّهم خانِق وصارِخ بهذِه الأشياء ..لكنّهم ألفوه..
أمممممممم .. عن ماذا أودُّ إخباركم بعد..؟... صحيح المُضحك هُنا الكُل يستنكر ضُعفي .. ربّما لـ ثقافتنا العربيّة الّتي تمجِّد " السّمنة" .. يُعجبني ضُعفي فقط أُريد أن أكون بخير بهذا الضُّعف هههه ... هُناك العاملات في الصّالون وفي محل المساج .. لفتهن الضُّعف إذ يندر أن تكون الخليجيّات هكذا.. ويعتبرن الأمر جدّا جميل ...وكان للأبيض دور في إظهار ذلِك ... أحببتُ أن اصطحب معي البياض ..في كلِّ لبسة كان البياضُ حاضِرا ..رحلة ليست سيِّئة جدّا .. لكن على ما يبدو أنّني من عُشّاق النّظافة والجو النّظيف ..والهدوء ..
ما أن وصلتُ مسقط .. واحتضنتُ هوائه .. حتّى خالطتني نشوةٌ لا مثيل لها .. كنتُ أرى فراغات كثيرة .._ ربّما مقارنةً بما عايشته أُسبوع_ كنتُ أتمنى أن احتضن كلّ شئ .. أتخيّل بوابة منزلنا .. شمسنا كانت مُختلِفة .. كلّ شئ مُختلِف حتّى بيتنا .. كنتُ أشعر بأنّ ثمّة أشياء متغيِّرة.. سماؤنا زرقاء كـ الحُلم ..أشجارنا شديدة الخُضرة .. شمسُنا رُغم حرارتها جميلة ذهبيّة .. فراغات ومساحات كثيرة قرأتُها في بيتنا الواسِع..كان شوقي مُختلِفا..
عبير ..كنت أقول لكِ نُحبُّ بلادنا لأنّنا ألفناها .. اليوم أقول نُحبُّها لأنّها جميلة تُشبه أرواحنا ... ولا عليّ من كلِّ ما يحدُث خلف الكواليس ..
عدتُ ...وداخلي مُنكسرٌ جدّا ..لكن لي أصدقاء يجب أن أشكر الرّب عليهم .. ولي أهلٌ أُغبط على وجودهم .. أممممممم لا أودُّ أن أتحدث عن الإنكسار أكثر .. أحمدُ الله أنّ الأمر لم يُفضِ إلى استئِصال الرّحم ..وعددٌ محدودٌ من الأطفال خيرٌ من لا شئ .. على قولة زوجة أخوي ( يكفوش لـ عذاب ..وبتشوفيهم واجد) ...شيئا فشيئا ووقفة زوجات أخواني .. وأصدقائِي .. بدأتُ أُشتّت تفكيري بالأمر ولكلِّ حادِثٍ حديث..

الألم الآن ينهشُ في جُرحي .. ربّما أطلتُ الجُلوس .. وبدأتُ إهمالي للأدوية _ أمانة لا تخبروا أحد_ أول يوم لـ وصولي مزاجي ليس جيِدا للأدوية فتجاهلت مقويات الدّم صباحا .. بالأمس تجاهلتُ أدوية ما بعد الغداء .. ومساءً قبل أن أنام تذكّرتُ أنّني لم أتناول أدويتي عندما بدأ الألم يُصرِّح بوجودِه.. الألم تطهير .. جميلٌ أن نتألم لـ نشعُر بالحياة ..هكذا أقنعتُ نفسي D: .. ونُمت... صباحا مزاجي ليس جيِّدا للأكل .. شربتُ القليل من اللّبن والشّاي .. و أخذتُ فقط مقوِّيات الدّم.. أمّا مُسكِّنات الألم .. فـ لستُ بحاجة لها ... ( كثرة الأدوية ما زين هههههه) ...
زُوِّدت بمسكِّنات في حالة الضّرورة فقط أتناولها .. مساااااكين أنا المُسكِّنات الواجِبة لا أتناولها عاد في الضّرورة ..لا شئ آخر .. اليوم كلّما دخل عليّ أحد أرمي الجهاز جانِبا .. ماما من الصّباح تقول لي " بنتي ما ينفعك الكمبيوتر" ...وأنا أقول " ياااا أمي ملل ..." .. بعدها جاء أبي وأخي وزوجته وأخي الأصغر وماما .. جلسنا نتحدّث ...

يبدو أنّني ثرثارة ... الآن سـ أتوقّف أُحاول المشي قليلا لـ تسكُن وخزات الألم ...
زرقاؤكم الأقوى ؛) ...
محبّتي!
11:37
4إبريل2010-04-05


المصدر : مدونة بدرية العامري