مسقط–زينب الأنصارية
نظم مركز مسقط للتوحد أمس احتفالا في جمعية المرأة العمانية بمسقط وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتوحد والذي يوافق الرابع من أبريل من كل عام برعاية رئيسة جمعية المرأة المكرمة شكور الغمارية.
تضمن مجموعة من الفعاليات والمحاضرات للتعريف بأسباب هذا المرض والوقوف عليه .
قالت مديرة المركز مشاعل شمسان عبد الله في كلمة ألقتها: أنشيء مركز مسقط للتوحد لتقديم رسالته الانسانية والوطنية وهي دمج الأطفال التوحديين بالمجتمع والذين يعانون اضطرابات نمائية تتعلق بقصور في التواصل اللفظي وغير اللفظي وأيضا قصور في التفاعل الاجتماعي ووجود حركات نمطية متكررة وغريبة والتي عادة ما تظهر في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل وتسمى باضطرابات التوحد وذلك وفق استراتيجية تعمل على تحسين اكبر عدد ممكن من الأطفال وتنسيق الجهود على مستوى السلطنة باستخدام الموارد المتاحة وفق إطار التوجه المجتمعي .
وأضافت :إن أهداف وغايات المركز هي توفير خدمات تربوية وعلاجية وتأهيلية من متخصصين وأصحاب خبرة وكفاءة في هذا المجال وفق أسلوب علمي مدروس حسب حالات التوحد كذلك تثقيف المجتمع وزيادة الوعي باضطرابات هذا المرض من خلال عقد ندوات ومحاضرات ودورات تدريبية بالاضافة إلى توفير الدعم والمساندة للأطفال وأسرهم ومساعدتهم في كيفية التعامل مع اضطرابات التوحد وتدريب الكوادر الوطنية من الجنسين على أحدث البرامج التدريبية بالتعاون مع المراكز والمعاهد المتخصصة باضطرابات هذا المرض .
كما شكرت مديرة المركز كل من ساهم في دعم المركز معنويا وشارك في دفع عجلة العمل الى الأمام ليتمكن القائمون عليه من تجسيد رسالته التي يهدف اليها تحت شعار "غدا سأكون أفضل" .
كما قدم د. يحيى بن محمد الفارسي محاضرة أوضح خلالها كل مايتعلق بمرض التوحد من الألف الى الياء وتطرق الى أسباب عدم ايجاد علاج لهذا المرض لحد الآن وكيف ان الأبحاث العلمية تعمل على قدم وساق منذ 70 عاما ولغاية الآن لكنها للأسف لم تتوصل الى السبب الحقيقي لهذا المرض فالمرض يتعلق بالشعيرات العصبية الموجودة على خلايا المخ البشري والتي يضاهي عددها عدد النجوم في السماء .
كما أعطى الفارسي أمثلة عن علماء كبار لهم في مجال العلم نصيب الأسد وقد خلدهم التاريخ وكانوا يعانون مرض التوحد مثل انشتاين ونيوتن كما ان هناك دراسات علمية تقول ان بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت لديه نسبة من مرض التوحد فالمبتلون بهذا المرض يتمتعون بوسامة وذكاء كبير في بعض الأمور لكنهم لايتجاوبون مع المشاعر ومهما قاما الوالدان بتدليله والتفاعل معه لايعيرهم أي انتباه وهذا يعد من الأمور الأساسية والتي يعرف بها هذا المرض . كما نصح الفارسي بالاهتمام بالفحص المبكر لهذا المرض لأن أعراضه تبدأ في السنة الأولى وتشخيصها يتم في السنة الخامسة لأن أي تأخير سوف يفاقم الحالة .
أخصائية التربية الخاصة في المركز نادية محمد أحمد شرحت لنا عن خدمات المركز قائلة : يقوم المركز بتشخيص الحالة وتقييمها من الناحية التربوية والسلوكية من خلال تطبيق المقاييس الحديثة من قبل الأخصائيين لتقييم مستوى أداء الطفل وقدراته كما تتم متابعة اللياقة البدنية والصحة العامة للطفل من خلال أنشطة حركية والعلاج الوظيفي والسباحة وتنمية التوافق العقلي والجسمي مما يمنحهم الشعور بالمشاركة الفعالة ومن ثم يكون وسيطا لتعلمهم الأنماط السلوكية المرغوب فيها اجتماعيا والتخلص من العزلة والانسحاب والنشاط الزائد .
وأضافت: يتم اعداد برنامج تربوي فردي لكل طفل على حدة ويشتمل على تنمية عدة مهارات منها الانتباه والتركيز والنطق والتخاطب وكذلك المهارات الحسية والحركية الكبرى والصغرى بالاضافة الى المهارات الاستقلالية والعناية بالذات والمهارات الاجتماعية والادراكية كما يتم تطبيق برامج اكاديمية فردية لإعداد الأطفال لدمجهم في رياض الأطفال والمراحل الدراسية المختلفة . وواصلت حديثها قائلة: لدينا أيضا قسم الحاسب الآلي يعمل على تنمية المهارات اللغوية وتطوير التوافق الحركي البصري بالاضافة الى برنامج المخيم الصيفي وهو برنامج ترفيهي منظم متميز يساعد اطفال التوحد على قضاء إجازاتهم الصيفية بجو ترفيهي منظم .