سؤال أهل الذكر 7 من ربيع الآخر 1424هـ 8/6/2003م

    • سؤال أهل الذكر 7 من ربيع الآخر 1424هـ 8/6/2003م

      (1)


      الموضوع : عام


      السؤال :
      عندي زميلة كانت على علاقة بشخص ، واستمرت علاقتهما تقريباً إلى ست سنوات وتمت المقابلات والأحاديث عن طريق الهاتف وعند كل مقابلة يمارسون حياتهم كأنهم متزوجون ولكن لم يحدث بينهم إيلاج ولم يتم فض غشاء البكارة وعلاقتهم كانت مستمرة وتقول زميلتي إن الشخص جاء ليخطبها عند أهلها لأنه يحبها جداً ، فهل يصح الزواج من هذا الشخص حيث أنها تحبه وهو يريد أن يقترن بها وأن يتوبا وأن يعيشا حياة سعيدة ، فما حكم ذلك سماحة الشيخ ، أرجو مساعدتهم لأنهما لا يريدان أن يفترقا عن بعضهم .


      الجواب :
      بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
      فإنه مما يؤسف له أن نجد الأمة تقع في هذه المنعطفات الخطيرة ، وتهوي إلى هذا القرار السحيق ، وذلك بسبب بعدها عن التمسك بالأخلاق ، وانحسار التربية الإسلامية الصحيحة التي يجب أن يتربى عليها المؤمن والمؤمنة ، ويجب أن يستمسكا بأهدابها وألا يفرطا في أي جزئية منها . إن الإسلام الحنيف جاء بالطهارة والنقاء وحسن المعاملة والأدب والحياء ، جاء الإسلام الحنيف ليقيم حاجزاً من الحياء والعفاف بين الرجل والمرأة إلا إذا ما اقترنا بالعلاقة الزوجية ، وهذا واضح مما نجده في كتاب الله ، ومما نجده في حديث الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام ، فالله تبارك وتعالى يقول ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (النور:30-31) ، ويقول سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59) ، ونرى في القرآن الكريم التوجيه لأمهات المؤمنين اللاتي وصفهن الله تبارك وتعالى بأنهن لسن كغيرهن من النساء مع تقواهن لله سبحانه وتعالى ، وجههن الله سبحانه وتعالى إلى أن يلتزمن الحشمة والأدب والعفاف والطهارة والنزاهة والترفع وألا يكون الخطاب بينهن وبين الرجال إلا خطاباً محاطاً بسياج من هذه الأخلاق الرفيعة والآداب الفاضلة لئلا تتزلزل نفس أحد من أولئك الذين في قلوبهم مرض مع أنهن في كنف بيت النبوة ، ومع أنهن في مجتمع المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، الذين مثلهم في التوراة والإنجيل ، فكيف بغيرهن من النساء ، الله تبارك وتعالى يقول ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً*وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً*وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ) (الأحزاب:32-34) ، نعم هذا هو التوجيه الرباني لبيت النبوة ، لنساء النبي صلى الله عليه وسلّم مع كونهن أمهات للمؤمنين ، ولكن هذه الأمومة لم تجعل الصلة بينهن وبين المؤمنين صلة مبتذلة ، صلة تتعدى فيها الحدود وتنتهك فيها الحرم ، إنما هي صلة كما شاءها الله تبارك وتعالى صلة مقدسة ، صلة تقوم على أساس الطهر والعفاف والنزاهة والحياء والأدب .
      ونجد في الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم التشديد البالغ في العلاقة التي تكون بين الرجال والنساء ، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام يقول : إياكم والدخول على النساء . فقال له رجل من الأنصار : أرأيت الحمو يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلّم : الحمو الموت . وقال صلى الله عليه وسلّم : ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم . وقال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة إلا مع ذي محرم . وقال : ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما . وماذا عسى أن يفعل الشيطان عندما يكون ثالث اثنين . أليس الشيطان هو الذي يدعو إلى تعدي حدود الله واقتحام المخاطر وإلقاء النفس إلى التهلكة بحيث يدعو إلى معصية الله سبحانه وتعالى وعدم مبالاة الإنسان بنفسه أن تنقلب إلى عذاب الله والعياذ بالله .
      ولإن كان النبي صلوات والله وسلامه عليه يشبه حما المرأة وهو أخو زوجها بالموت لما في دخولها عليها من الخطورة فما بالكم بالرجال الأبعدين ، وما بالكم بأولئك الذين تسول لهم أنفسهم وتدعوهم شهواتهم إلى الوقوع في محارم الله سبحانه وتعالى .
      وأنا أتعجب أين البيت المسلم الذي يراقب الفتاة المسلمة ويراقب الفتى المسلم ؟
      أين الحفاظ على العرض ؟
      أين القيم ؟
      أين الأخلاق ؟
      أين الغيرة
      أين الشهامة ؟
      أين الرجولة ؟
      ما بال هذا الإنسان يسمح لابنته وهي جزء من عرضه بأن تكون مبتذلة إلى هذا الحد ، وأن تكون عرضة لذئاب البشر .
      ماذا عسى أن تكون وقد التقت برجل أجنبي ؟ التقت بشاب وهو في ميعة الشباب في حال فوران الشهوة .
      ولماذا إذا كانت هنالك رغبة في الاقتران بين الاثنين لا يعجل في هذا الاقتران حتى يلتقيا وهما زوجان بحيث يجوز بينهما كل ما يجوز بين الرجل وامرأته .
      ما بالهما يلتقيان وهما أجنبيان فيكون بينهما ما بين الزوجين .
      إنا لله وإنا إليه راجعون . إن دل هذا على أمر فإنما يدل على ما أصاب هذه النفوس من المسخ ، وما أصاب الفطرة من التعفن ، وما أصاب الأخلاق من الانحطاط ، وما أصاب الشهامة والمروءة والنجدة والحمية من فساد ومسخ لا يكاد يحد بأي حد كان ،.
      هذه أمور في منتهى الخطورة ، والناس يظنون بأنهم بهذا إما يسايرون المدينة ويمشون في ركابها ، وهذه مدنية تسوقهم والعياذ بالله إلى الجحيم ، فعلى الناس أن يتفطنوا لهذا الأمر .
      ولا ريب أن العلاقة الزوجية علاقة مقدسة ، علاقة شرف ، علاقة محبة في الله تبارك وتعالى ، الله تبارك وتعالى يقول ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21) ، نعم علاقة الزوجية هي علاقة سكون وطمأنينة ، وهذا السكون ليس هو سكون الجسم وإنما هو سكون القلب وراجحة البال وطمأنينة النفس واستقرار الروح ، هو لقاء روحي بين اثنين قبل أن يكون لقاءً جسدياً ، فلذلك جعل الله تبارك وتعالى بين الزوجين المودة والرحمة لأن شأن البشر يختلف عن شأن الحيوانات العجماء التي تلتقي ثم تفترق ولا تبقى بينهما رابطة . إنما أراد الله تبارك وتعالى للإنسان أن يبني مدنية من خلال هذا اللقاء بين الزوجين ، وأن يكون هنالك امتداد لحياتهما في أعقابهما ، في الذرية الصالحة ، فلذلك يجب أن تكون الحياة الزوجية غير مشوبة بشيء من شوائب الفساد .
      هذا ، وقد شددً أصحابنا في نكاح الزاني بمزنيته بسبب أن الاستقرار يفقد بينهما ، ولأجل سد باب الشهوة أمام الشهوانيين ، وهم وإن ترخصوا فيما إذا كان ما حصل من سوء أدب ، وما حصل من تعد على الحرمات دون الزنا لأجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي يقول : العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان ، ثم قال : ويصدق ذلك ويكذبه الفرج . أي أحكام الزنا إنما تنبني على المباشرة بين الرجل والمرأة بحيث يقضي الوطر منها ، إذ هذه المباشرة هي التي تعد تصديقاً للفرج بالزنا ، ولكن مع هذا كله فإن الإنسان يبقى تساوره الوساوس وهو قد جرب مثل هذه التصرفات الماجنة الخليعة مع امرأة وإن كانت هي دون الزنا ، فلذلك يستحب عند الجميع أن لا يكون بينهما زواج بعد مثل هذه التصرفات الماجنة الخليعة الفاسدة ، وإن كان ذلك لا يؤدي إلى الحرمة .
      وعلى أي حال نحن ندعوهما إلى تقوى الله وطاعته ، والتوبة من كل ما وقعا فيه من الإثم ، وأن يكونا صادقين في التوبة ، فالتوبة لا بد فيها من ندم بحيث يندم الإنسان على ما فعل من معصية ، وبحيث يتمنى أن لو استقبل من أمره ما استدبر حتى لا يأتي ما أتاه ، وأن يقلع عن تلك المعصية ، وأن ينوي عدم العدم إليها كما لا تعود الألبان إلى ضروعها ، وأن يسأل الله تبارك وتعالى غفران خطيئته معترفاً بهذه الخطيئة ، والله تبارك وتعالى أعلم .



      السؤال :
      هل معنى ذلك أنه يجوز له أن يتزوجها ؟


      الجواب :
      لا أقول بالمنع ، وإن كانت نفسه لا تطمئن إلى امرأة هذا شأنها ، ولا تطمئن نفسها إلى رجل هذا شأنه ، والله المستعان
      .



      يتبع بإذن الله تعالى
    • (2)

      السؤال :
      ما هي حدود التعارف المسموح بها شرعاً بين الخاطب ومخطوبته ؟


      الجواب :
      يجب أن يكون هذا اللقاء بينهما في حدود ما أذن به الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلّم عندما قال : لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يخلو بامرأة إلا مع ذي محرم . وقال : ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم . فيجب أن يكون اللقاء مع وجود ذي المحرم لا أن يكونا يلتقيان بنفسيهما هكذا ، وحتى الاتصالات بالهاتف عندما تكون هذه الاتصالات رقيقة الحاشية ، بطريقة مثيرة للعواطف ، مهيجة للشهوات فإنها أيضاً تحرم ، إذ الوسيلة تحرم بسبب حرمة الغاية التي تؤدي إليها ، وسد ذرائع الفساد من الواجب على المسلمين ، والله تعالى أعلم .



      السؤال :
      ورد في الحديث الحث للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته ، هل ينسحب هذا على الرغبة في معرفة مستواها الثقافي وفي معرفة مستواها السلوكي وما شابه ذلك ؟


      الجواب :
      لا مانع من أن يطلع على ذلك ، لكن هذا لا يعني أن يطلع على مخابئ الفتنة منها ، وإنما يباح له أن ينظر إلى الوجه والكفين لا إلى ما عدا ذلك .


      السؤال :
      أنا شخص لم أكن مهتماً بالدين كثيراً ، فكنت أقوم بعبادتي على أساس التقليد دون التحري ، وفي بعض الأحيان بالإهمال ، وأنا الآن أتثبت في أموري ، وتبت إجمالاً عما بدا مني سابقاً ما علمته وما لم أعلمه، سائلاً الشرع عما ارتبت فيه سابقاً ، دائناً بالتوبة عما لم أعلمه لو علمته ، هل يكفي لي هذا أم عليّ أن أتتبع أبواب الفقه بفروعها علني ألتقي عما اقترفته سابقاً مع ما في ذلك من الصعوبة والحرج ؟


      الجواب :
      هذه المعاصي إما أن تكون فيها حقوق للبشر ، وإما أن تكون حقوقاً لله تبارك وتعالى ، فما كان من حق الله سبحانه وتعالى فإن الله أولى بالعفو كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام الربيع من طريق أبي عبيدة أنه قال سمعت ناساً من الصحابة يروون عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال : الذنب ذنبان ، ذنب بين العبد وربه ، وذنب بين العبد وصاحبه ، فالذنب الذي بين العبد وربه من تاب منه كمن لا ذنب له ، والذنب الذي بين العبد وصاحبه فلا توبة منه حتى يرد المظالم . فعلى أي حال لابد من أن يسأل حتى يتخلص لئلا تكون هنالك مظلمة يجهلها ، إن كان يحفظ حاجة بعينها ، يحفظ قضية بعينها ولا يعرف حكم الله فيها فعليه أن يتثبت من الحكم لعل عليه تباعة .
      وحقوق الله أيضاً لا بد من أداء هذه الحقوق وإن كان من ناحية المقارفات ، إن كان قارف أموراً فإنه إن تاب منها تقبل الله توبته ، ولكن هنالك أمور لا بد من مراعاتها منها أنه إن ترك الصيام فعليه قضاؤه مع الكفارة الواجبة ، وكذلك إن ترك الصلاة فلا بد من الكفارة ، وكذلك إن كانت هنالك أيمان فلا بد من كفارات هذه الأيمان ، وسائر الكفارات الواجبة لا بد من أدائها ، والله تعالى أعلم
      .



      يتبع بإذن الله تعالى
    • (3)

      السؤال :
      أنا من ولاة أمور مجتمع انتشرت فيه بعض البدع المخالفة للسنة وهي من المسائل الفرعية في الدين ، هل يجوز لي التدرج في اجتثاث تلك البدع ، وأثناء ذلكم التدرج أتبع بعض الأقوال المرجوحة كي لا أنفرهم حتى نتخلص من تلكم البدع ؟


      الجواب :
      على أي حال الداعية عليه أن يكون كالطبيب ، والدعوة إنما هي بالحكم والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ، والإنسان ينظر ، بعض البدع تكون بدعاً خطيرة جداً ، بدع ربما تزلزل العقيدة وتؤثر عليها ، وبعضها هي أهون من ذلك . وعلى أي حال فإن الإنسان ينظر إن كان يتمكن من قطع دابر بدعة بسرعة فعليه أن لا يتردد في ذلك ، وإن كان لا يتمكن فإن الله تبارك وتعالى لم يكلفه عسيرا ، وإنما كلفه يسيرا ، الله تبارك وتعالى يقول ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(البقرة: من الآية286) ، ويقول ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا)(الطلاق: من الآية7) ، فعليه أن يسعى بقدر مستطاعه مع مراعاة الحكمة في ذلك ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      ما هو الفرق بين من يقول يا فارق الفرقان ومنزل القرآن ، وبين يا فارق القرآن ومنزل الفرقان أيهما الأصوب وهل هنالك فرق ؟


      الجواب :
      القرآن فرقان ، والفرقان أعم من القرآن ، لأن الفرقان يوم بدر سمي يوم الفرقان لأنه فرق بين الحق والباطل ، وقد آتى الله موسى وهارون الكتاب والفرقان كما جاء في القرآن ، وكل ما فرق بين الحق والباطل فهو فرقان ، والقرآن هو على رأس الفرقان لأنه فارق بين الحق والباطل ، فبذلك لا حرج على من قال هذا أو قال ذلك ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      رجل يسكن في الشرقية ولكنه الآن يعمل في مسقط وقد استأجر بيتاً في إحدى ولاياتها ويذهب بين الحين والآخر إلى بلده ، هل يقصر الصلاة أم يصلي تماماً ؟


      الجواب :
      إن كان ساكناً مطمئناً مستقراً فعليه الإتمام ولا يجوز له القصر .


      السؤال :
      البعض يعمل في الدوائر الحكومية ويظن أن عمله ربما بإذن الله سيمتد إلى عشرين أو ثلاثين سنة وهو أيضاً مستأجر بيتاً في مسقط ، فهل هذا يعتبر مطمئناً ؟


      الجواب :
      نعم هو مطمئن لأن عمله غير محدود بزمن .



      السؤال :
      والدتها لديها فشل كلوي وفي رمضان أفطرت ثلاثة أيام ووزعت عن كل يوم طعاماً فهل يكفيها ذلك أم تبدل ؟


      الجواب :
      إن كانت قادرة على القضاء فعليها القضاء لقوله تعالى ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(البقرة: من الآية184)، وإن كانت غير قادرة فإن ذلك يجزيها ، والله تعالى أعلم
      .



      يتبع بإذن الله تعالى
    • (5)

      السؤال :
      حجاب المرأة هل يشمل تغطية الوجه أم يكفي تغطية الشعر فقط ؟


      الجواب :
      اختلف العلماء في الوجه والكفين هل هما داخلان في عورة المرأة ، أو غير داخلين في عورتها ، وهذا الاختلاف منذ قديم ، منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم من التابعين ومن بعدهم ، والذي نذهب إليه أن الوجه غير عورة وكذلك الكفان من غير عورة المرأة ، والدليل على ذلك أن المرأة مطالبة بأن تكشف عن وجهها عندما تكون محرمة وبطبيعة الحال هذا إن لم تكن عند الرجال الأجانب ، وهذا دليل على أن الوجه غير عورة إذ لا يتعبد بكشف شيئاً من العورة ، لا يكون كشف شيء من العورة عبادة ، ولكن مع ذلك عندما تكون خائفة من الفتنة فعليها ستر وجهها لسد ذريعة الفساد ، لا لأجل أن الوجه عورة لأجل ستر العورة ، وإنما ذلك لأجل سد ذريعة الفساد ، و وذرائع الفساد يجب سدها ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      رجل عمل حادثاً وقتل فيه إنساناً ، فما الذي يجب عليه ؟


      الجواب :
      عليه مع الكفارة الواجبة عليه شرعاً الدية لأولياء القتيل ،إن كان هذا القتل خطأً ، اللهم إلا إن أسقطوا هذه الدية وعفوا فإن عفوهم إنما هو نزول عن حقهم ، وبما أن الحق لهم فهو يسقط بإسقاطهم إياه ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      هل عليه أن يكفر بالصيام قبل الدية ؟


      الجواب :
      على أي حال سواءً قدّم الصيام أو الدية ، أو في أثناء الصيام أدى الدية كل من ذلك جائز .


      السؤال :
      الصوم في السفر هل يشمل أيضاً الكفارة ؟


      الجواب :
      على أي حال لو أراد أن يصوم في السفر فلا مانع من ذلك إذ لم يكن هنالك دليل على منع الصيام في السفر وإنما أبيح للمسافر أن يفطر في نهار رمضان لأجل التوسعة له ، ولو صام فذلك الصيام خير كما جاء ذلك في حديث أنس رضي الله تعالى عنه .



      السؤال :
      خطب امرأة وعقد عليها القران إلا أنها أهلها يمنعونه من أن يراها وأن يأخذها معه ، فهل يصح لهم ذلك ، ما الذي عليه أن يفعله ؟


      الجواب :
      هذا مما يرجع إلى الأعراف ، ربما كانت الأعراف تقتضي ذلك وإلا فالأصل بعد عقد زواجه بها هي حليلته يحل له منها كل ما يحل للرجل من امرأته ، والله تعالى أعلم .




      السؤال :
      من أدرك الإمام في صلاة الجمعة بعد الركوع من الركعة الثانية فماذا يصلي وكيف تكون نيته ؟


      الجواب :
      هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، منهم من قال بأنه إن فاته ركوع الركعة الثانية فليصل في هذه الحالة أربعاً ، أي تكون ظهراً ، لأن صلاة الجمعة فاتته ولكن لا تفوته الجماعة إلا أن تلك الركعة لم يدركها ، وبما أنه لم يدركها فعليه أن يصلي أربعا . وقيل بل بما أن الإمام يصلي الجمعة ويصلي ركعتين فلتكن الجمعة ركعتين ، ولعل القول السابق أرجح بدليل الحديث الشريف حديث النبي صلى الله عليه وسلّم ( من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصلاة ، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك الصلاة ) حيث جعل إدراك الصلاة منوطاً بإدراك الركعة ومعنى ذلك أن من لم يدرك الركعة فهو غير مدرك الصلاة ، وعلى هذا تكون قد فاتته الجمع ، وبما أنه فاتته الجمعة فليصل أربعا هكذا يبدو ، والله تعالى أعلم
      .



      يتبع بإذن الله تعالى
    • (6)


      السؤال :
      هل يصح للمرأة غير الطاهرة أن تلمس الشريط الذي يحوي القرآن الكريم ؟


      الجواب :
      المرأة غير الطاهرة ممنوعة من مس المصحف ، و الشريط لا نستطيع بأن نقول حكمه حكم المصحف ، لأن الشريط بمثابة الذاكرة التي تحفظ القرآن ، إذ يمكن أن يتلى من خلال الشريط في حال تشغيله ، وأي إنسان كان يمكن أن يحفظ القرآن كاملا ، ولكن لا يعني هذا أن من كان ذا حدث أكبر يمنع أن يمس ذلك الذي يحفظ القرآن ، فيبدو لي أن الشريط حكمه حكم حافظ القرآن ، وليس حكمه حكم المصحف ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      أنا امرأة متزوجة ولدي سبعة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 12 سنة ، هل يمكنني أن أطلب من زوجي أن يأتي بخادمة تساعدني في عمل المنزل ، علماً بأنني مصابة بمرض الدم ، وأعاني من مضاعفات حادة جداً تعيق عملي كربة بيت ، كذلك بعض أطفالي يعانون من نفس المرض ويحتاجون إلى رعاية ، زوجي يعمل مهندساً ولديه معارف كثيرون ولا أقدر بأن ألبي له متطلبات الضيافة من أكلات وغيره .
      وما هي الشروط التي يمكنها أن تتوفر في الخادمة ؟


      الجواب :
      أولاً قبل كل شيء أسأل الله تعالى لها ولأولادها العافية والصحة وزوال البأساء والضراء ، وأن يبارك فيها وفي زوجها وفي أولادهما ، وأن يجعل هذه الذرية ذرية صالحة مؤمنة قائمة بأمر الله ، ثم بجانب ذلك بالنسبة إلى الخادمة بما أنها لا تستطيع أن تتحمل أعباء البيت فلا مانع من أن تطلب من يساعدها على ذلك ، ولكن مع ذلك لتحذر أن تكون هنالك خلوة ما بين هذه الخادمة والزوج فإن هذه الخلوات كثيراً ما تكون سبباً للفساد والانحراف والعياذ بالله ، وعلى كل واحد منهم أن يتقي الله تبارك وتعالى ربه .
      أما بالنسبة إلى أوصاف هذه الخادمة فينبغي أولاً قبل كل شيء أن تكون مسلمة وأن تكون محافظة على صلاتها ومحافظة على عباداتها ، وأن تكون أمينة ، وإن أمكن أن تكون غير شابة صغيرة السن ، أي غير مغرية فذلك أولى خشية الفتنة ، والله تعالى الموفق .


      السؤال :
      امرأة أرضعت عدداً من الأطفال من آباء مختلفين وجميعهم أرضعتهم قبل أن يكملوا السنتين ، فهل هؤلاء يعتبروا أخوة ، وما هي الأحكام المترتبة على ذلك ؟


      الجواب :
      الرضاع كالنسب ، فإذا كان الأولاد الذين تلدهم المرأة في مدد متفاوتة وأعمار مختلفة ولو كان بين الواحد والآخر أكثر من عشرات السنين فهم أخوة ، فكذلك الذين ترضعهم ولو كانت المدد التي تفصل بين رضاع هذا ورضاع الآخر متفاوتة فإنهم جميعاً أخوة ما دامت أرضعتهم امرأة واحدة ، هم جميعاً أولاد تلك المرأة ، وزوج تلك المرأة هو أب لهم ، فهم بينهم وبين قرابة تلك المرأة من الأحكام ما يكون بينهم وبين قربة أمهم من الأحكام ، فأخوها خالهم ويحرم عليه أن يتزوج أي واحدة من اللاتي رضعن منها ، وأختها خالتهم يحرم على كل واحد منهم أن يتزوجها ، وكذلك بناتها جميعاً هن أخوتهم يحرم الزواج بين هذه البنات وبين كل من رضع منها ، وأبناؤها هم أخوتهم فيحرم على هؤلاء الأبناء أن يتزوجوا بأي واحدة من اللاتي رضعن منها ، ثم كذلك من قبل الزوج كل ما يحرم عليهم من قبل أبيهم يحرم عليهم من قبل ذلك الزوج ، أي زوج المرأة لأنه والدهم من الرضاع ، فلا تعتبر المدد المتفاوتة ، لا يعتبر أيضاً أن هذا رضع مع هذا أو هذا رضع مع ذاك ، لا ، إنما الكل هم أخوة ، والله تعالى أعلم
      .



      تمت الحلقة بعون الله وتوفيقه
    • [COLOR='00008B']ش[/COLOR][COLOR='080389']ك[/COLOR][COLOR='110687']ر[/COLOR][COLOR='190A84']ا[/COLOR][COLOR='210D82']ً[/COLOR][COLOR='2A1080'] [/COLOR][COLOR='32137E']ل[/COLOR][COLOR='3A177B']ك[/COLOR][COLOR='431A79'] [/COLOR][COLOR='4B1D77']أ[/COLOR][COLOR='532075']خ[/COLOR][COLOR='5B2473']ي[/COLOR][COLOR='642770'] [/COLOR][COLOR='6C2A6E']ع[/COLOR][COLOR='742D6C']ل[/COLOR][COLOR='7D306A']ى[/COLOR][COLOR='853468'] [/COLOR][COLOR='8D3765']ه[/COLOR][COLOR='963A63']ذ[/COLOR][COLOR='9E3D61']ا[/COLOR][COLOR='A6415F'] [/COLOR][COLOR='AF445C']ا[/COLOR][COLOR='B7475A']ل[/COLOR][COLOR='BF4A58']م[/COLOR][COLOR='C84D56']ج[/COLOR][COLOR='D05154']ه[/COLOR][COLOR='D85451']و[/COLOR][COLOR='E1574F']د[/COLOR][COLOR='E95A4D'] [/COLOR][COLOR='F15E4B']ا[/COLOR][COLOR='F96148']ل[/COLOR][COLOR='FC6346']م[/COLOR][COLOR='F46444']ب[/COLOR][COLOR='EC6542']ا[/COLOR][COLOR='E3663F']ر[/COLOR][COLOR='DB673D']ك[/COLOR][COLOR='D3683B'] [/COLOR][COLOR='CA6938']ج[/COLOR][COLOR='C26A36']ع[/COLOR][COLOR='BA6B34']ل[/COLOR][COLOR='B16C31']ة[/COLOR][COLOR='A96D2F'] [/COLOR][COLOR='A16E2D']ا[/COLOR][COLOR='986F2A']ل[/COLOR][COLOR='907028']ل[/COLOR][COLOR='887126']ه[/COLOR][COLOR='7F7223'] [/COLOR][COLOR='777221']ف[/COLOR][COLOR='6F731F']ي[/COLOR][COLOR='67741D'] [/COLOR][COLOR='5E751A']م[/COLOR][COLOR='567618']ي[/COLOR][COLOR='4E7716']ز[/COLOR][COLOR='457813']ا[/COLOR][COLOR='3D7911']ن[/COLOR][COLOR='357A0F'] [/COLOR][COLOR='2C7B0C']ح[/COLOR][COLOR='247C0A']س[/COLOR][COLOR='1C7D08']ن[/COLOR][COLOR='137E05']ا[/COLOR][COLOR='0B7F03']ت[/COLOR][COLOR='038001']ك[/COLOR][COLOR='027D03'] [/COLOR][COLOR='047907']و[/COLOR][COLOR='07750B']إ[/COLOR][COLOR='097110']ن[/COLOR][COLOR='0B6D14'] [/COLOR][COLOR='0E6818']ش[/COLOR][COLOR='10641C']ا[/COLOR][COLOR='136021']ء[/COLOR][COLOR='155C25'] [/COLOR][COLOR='185829']ا[/COLOR][COLOR='1A532D']ل[/COLOR][COLOR='1D4F31']ل[/COLOR][COLOR='1F4B36']ه[/COLOR][COLOR='21473A'] [/COLOR][COLOR='24433E']ي[/COLOR][COLOR='263F42']ن[/COLOR][COLOR='293A47']ت[/COLOR][COLOR='2B364B']ف[/COLOR][COLOR='2E324F']ع[/COLOR][COLOR='302E53'] [/COLOR][COLOR='332A58']ب[/COLOR][COLOR='35265C']ه[/COLOR][COLOR='372160'] [/COLOR][COLOR='3A1D64']ا[/COLOR][COLOR='3C1969']ل[/COLOR][COLOR='3F156D']م[/COLOR][COLOR='411171']س[/COLOR][COLOR='440D75']ل[/COLOR][COLOR='46087A']م[/COLOR][COLOR='49047E']و[/COLOR][COLOR='4B0082']ن[/COLOR]
      كـــــــــــــــــــــــــــــــن مــ الله ــع ولا تبــــــــالي
      :):)
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      شكرا لك أخي أبو زياد على هذا المجهود الرائع الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة.

      تحيااااااااااااتي
      أبو الأئمة
      [/CELL][/TABLE]