المذيع المستهتر .. مسؤولية من؟ أخبار الشبيبة

    • المذيع المستهتر .. مسؤولية من؟ أخبار الشبيبة

      * خميس البلوشي: لا يقلون شانا عن غيرهم ان وجدوا الاهتمام .

      * امينة عبد الرسول: التقدير لاهمية المتلقي .. يصنع مذيعا ناجحا.

      * خالد الزدجالي: الظهور للاضواء شطب جانب المسؤولية.

      استطلاع – ناجية البطاشية

      الانبهار بالشهرة، قلة الخبرة، ضعف المستوى الثقافي والمهاري، ندرة التدريب، افتقاد الموهبة، كلها أمور وضعت بعض "المذيعين العمانيين المبتدئين" في قنواتنا المحلية موضع الضعف في التعاطي مع مهنة "المذيع"، فحولته الى شخص يفتقر للالمام بالمسؤولية وباسباب الارتقاء بها.

      ضيوفنا الاعلاميون كان لهم رأي ايضا حيث قال محمد المرجبي: " ليس كل المذيعين المبتدئين تنقصهم عوامل المسؤولية، كما أن ليس كل القدامى مجيدين، ففي الجيلين هناك المجيد وغير المجيد، والمسؤول، ومن لا يشعر باهمية الرسالة والمهمة الملقاة على عاتقه، الا ان الاختلاف ان جيل اليوم هو الاوفر حظا من الذين سبقوه في الحصول على العلم والمعرفة واكتساب الخبرة الجيدة. ولكن بصفة عامة هناك تراجع يحتاج الى وقفة وتشخيص دقيق للحالة التي يمر بعض المذيعين المبتدئين بها للخروج بحلول ناجعة".

      ويؤكد المرجبي: " هذه الظاهرة عامة وليست محلية فحسب، فمن خلال جولة سريعة عبر القنوات الاذاعية والتلفزيونية نرى العجب في مستويات بعض المذيعين والمذيعات ومدى الضعف والترهل، ولكن بالمقابل نجد الالتزام والجودة العالية في عدد من المحطات".

      موضحا اسباب ذلك: " القنوات غير المسؤولة التي اقحمت نفسها بطواقمها التي لا علاقة لها باي التزام، هي في الغالب قنوات خاصة وربحية تنتهج مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، والمؤسف انها استطاعت ان تجر معها احيانا القنوات التي لا ينبغي ان تتنازل عن معايير الجودة. والمشكلة تبدأ عند اختيار مذيع جديد يعد – مشروعا– للاستغلال حيث يكون الاختيار حينها غير موفق ، وفي غياب المتابعة والمحاسبة، والصقل، ما هي النتيجة التي ننتظرها؟ بل السؤال المهم: من الذي يتولى اختيار المذيع او ( المذيعة ) ؟ وما هي معاييره؟ وهل يعي المعايير الصحيحة في اختياره؟ هنا تبدأ المشكلة، التي تفرز جيلا يشكل خطرا على المتلقي، وجيلا لا يعترف بالجيل الذي سبقه، بل ويعتقد انه اتى ليصلح ما أفسده الدهر! والمسألة الاخرى المهمة هي ليست في المستوى المهني فحسب وانما في الهدف والرسالة المراد ايصالها للجمهور، فهناك من يريد الاصلاح ما استطاع، وهناك من يريد الافساد ما استطاع، واذا كنا نتحدث عن المذيعين فينبغي ألا ننسى العناصر الاخرى التي ساهمت في خروجه بتلك الصورة مثل المنتج الاذاعي او التلفزيوني الجيد والمعدين والمخرجين وبعض المهن المساعدة، فالمسألة تحتاج الى الكثير من العمل والتأهيل، لأننا نتحدث عن مهنة واشخاص في غاية التأثير لتحريك او تغيير الرأي العام".التقليد دون دراية؟

      "المذيع العماني المبتدئ لا زال يبحث عن اثبات ذاته والكثير من هؤلاء مع الاسف (متعجل) لاكتساب الشهرة والظهور للاضواء دون ان يهيئ نفسه لهذا وقد يعاب عليه كذلك التسرع وعدم التحضير الجيد للمادة او الموضوع الذي سيقدمه للجمهور" هذا ما جاء على لسان خالد الزدجالي وتابع :" يبدو الكثير من المبتدئين تائها على الهواء غير مدرك لمعنى (الهواء) والبعض منهم ينتهج التقليد للغير دون دراية او معرفة! هذا الى جانب اصرارهم على التحدث بلهجات ولكنات ليست من لهجتنا المألوفة وكأن (اعوجاج) اللسان بلهجات الغير نوع من التميز بنظرهم. ولكن بالمقابل هناك مجموعة جيدة ظهرت على الساحة الاعلامية اثبتت مهارتها ويعتبرون مكسبا جيدا للاعلام برهنوا نجاحهم وحبهم للمهنة".

      متأسفا الزدجالي لحال من اتخذ من المهنة مسلكا "للشهرة" فحسب، ويضيف:" للاسف المذيع الشاب او الشابة أصبحا موضع " الضعف " في الانتاج الذي يحتاجه الجمهور بكافة فئاته مما جعلهما اليوم يقعان في دائرة التقييم لمستواهما الثقافي، والعلمي، والمهاري من الجمهور".

      ** حب المهنة.. اساس

      امينة عبد الرسول تؤكد: "عدم وجود مقارنة ملموسة بين الجيل الحالي ورواد العمل الاعلامي "المذيعين" السابقين ممن لا يزالون يمارسون عملهم على الساحة وتضيف بلا شك أثر جيل الرواد في الاعلام العماني، حيث يمتلك ذاك الجيل الاساس والعوامل التي اهلته ليكون "رائدا" يخدم الوطن وهي: حب المهنة ، احترام الجمهور " المتلقي"، الالتزام" بالوقت والمواعيد، التقدير لاهمية الوقفة امام الميكرفون، المادة ليست آخر اهتماماته كما هو الحال اليوم ، مثقف وقارئ للاحداث بمجهوده الشخصي، مطلع على قضايا مجتمعه وباحث عن الحلول لها بل متلذذ بكل ما يهم مجتمعه، مدرك للرسالة الاعلامية وحامل مسؤوليتها، ساع من الدرجة الاولى لصقل شخصيته، معلوماته، ورؤاه في مختلف مجالات الحياة، محب لزملائه في المهنة، هذه المميزات جعلت منه "مذيعا" اعلاميا ناجحا وقادرا على التعامل مع مختلف التحديات والعراقيل التي تواجه اي شخص وفي اي مجال لانه تعامل مع المحيط "بجدية وحنكة". وهناك جانب مهم لا بد ان يلتفت اليه المذيع المبتدئ وهو ان السر الذي جعل الكثير من شرائح المجتمع لا تنصت "للمذيع العماني المبتد" هو افتقاده للترابط الصحي بينه وبين من يهديه اذنه وعينيه وتركيزه وهذه تحتاج الى وقفة ليعرف كيف يمكن كسب " المتلقي "، متمنية: ان تُنشأ لجنة او جهة مختصة لتقييم اداء المذيعين واختيار افضلهم للظهور على الشاشة".

      ** تطوير المهارات.. هدف

      خميس البلوشي رأى: " لا نستطيع الحكم المطلق على جميع المذيعين المبتدئين بانهم غير ملمين بالمهنة. ومهنة " المذيع" كغيرها من المهن لا بد ان تتوافر فيها اولا ملكات الموهبة، وتأتي بعدها مرحلة صقل اي موهبة بالدراسة او الدورات التخصصية من الجهات والمؤسسات الاعلامية، علما ان المذيعين العمانيين لا يقلون شأنا عن غيرهم ان وجدوا الاهتمام".مؤكدا ان المجال الاعلامي واسع ومن السهل ان يحكم المستمع او المشاهد على المذيع بالفشل او النجاح، ويواصل حديثه قائلا: " اعتقد ان المذيع المبتدئ عليه ان يطور من مهاراته بالقراءة الكثيرة والمتابعة المستمرة لزملاء المهنة في القنوات الاخرى للاستفادة من تجاربهم".

      ويضيف: "في وقتنا الحالي لا بد من المثابرة لتطوير الاداء وهذا الامر يأتى بالقراءة في معارف الحياة الواسعة وفي الدراسات الاعلامية المتجددة، ويأتي أيضا من الحذر من الوقوع بحفرة الاعتقاد انه وصل الى قمة العطاء، فالعمل الاعلامي عمل تراكمي،والمذيع الجيد يفرض نفسه منذ البداية لانه مجال لا يمكن المجاملة فيه"، مشيرا الى وجود عوامل ساهمت في ظهور جيل "سطحي وهزيل" منها القنوات التلفزيونية العربية التي اعتمدت على معايير خاصة ليس لها علاقة بالحرفة الاعلامية.

      ** اين المسؤولية المهنية؟

      الممارسة الميدانية للعمل تساهم في تعليم المذيع المبتدئ اساسيات العمل، ويكتسب من خلالها الخبرة الكافية لصقل موهبته التي من خلالها يرتقي الى مستوى المذيع الناجح، هذا ما اكدته زمزم الراشدية، واضافت: لا بد من اعطاء المذيع العماني فرصة ليثبت ذاته اولا ومن ثم يتعلم. وكما تعلمون فاي مبتدئ دائما يكسو بداية حياته العملية الحماس والاندفاع الزائدان والذي يعتبر امر طبيعي مررنا به في بداياتنا، علما اننا مجتمع فتي ودائما يبحث عن " الشباب " للاعتماد عليه في المجالات المختلفة ليأخذ دور " حمل المسؤولية " والمنافسة الشريفة في هذا الحقل ، وبالمقابل فهناك المستمع " الشاب " ايضا والذي يبحث عن اجوائه الشبابية من خلال الاصوات والوجوه الشابة التي تتناسب معه. ولكن لا يجب ان نخفي ان " العماني " يمر بمرحلة " الاعتماد على النفس " في تقديم المستطاع "كاجتهاد شخصي".

      موضحة: ان بعض القنوات تستقطب الوجوه الشابة ذات الخبرات والمهارات البسيطة جدا بهدف انعاش برامجهم وقنواتهم بكوادر جديدة وهذا ليس بالامر السيئ ولكنهم لا يدركون وسط ذاك الحماس والانتقاء السريع ان ليس كل صوت او وجه يستطيع ان يكون " مذيعا " ناجحا!؟ هو امر ليس صحي لاننا ندفع بوجوه شابة الى ساحة التنافس دون ان نؤهلهم او نصقلهم ليصبح " المذيع المبتدئ " هو الضحية امام العروض والمساحات الفارغة لتبنيه وبالتالي تحمل مسؤولية قد تثقل كاهله مع مرور الايام خاصة عندما يبدأ المتلقي الواعي جدا بالانتقاد..!؟

      وتلقي اللوم الراشدية على الطرفين" المذيع والمتلقي" قائلة: الكل ملام في المسألة سواء المذيع او المتلقي او الجهات المعنية او رواد مؤسسي هذا المجال ولا احد معفي من المسؤولية!؟ فالمذيع مسؤول لانه يجري وراء " التقليد الاعمى " الذي افقده حتى هويته المحلية؟! والمتلقي الجيد والواعي مسؤول لانه تنحى جانبا وترك المجال مفتوحا للشباب الذين نستطيع ان نقول ان البعض منهم " غير واع " في التعاطي مع مسؤولية الطرح والتواصل!، والجهات المعنية مسؤولة " كالجامعات والكليات " والتي مهمتها فقط التعليم داخل مقاعد الدراسة وترك الجانب الميداني والذي يعتبر مهما للتطوير كواقع فعلي لا بد من الالتفات له ليس في المجال الاعلامي فحسب وانما في كل المجالات. اما عن رواد ومؤسسي هذا المجال فمسؤوليتهم كانت تلزمهم بعدم التفرج على ما يحصل فقط لهذا الجيل.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions