مسقط:راشد بن أحمد البلوشي
غادرت جوهرة مسقط بسلام ميناء كوتشن الهندي ، وبدأت رحلتها الثانية إلى مدينة جالا ، بسريلانكا في إعادة لطرق التجارة القديمة من مسقط الى الشرق ، ومن المتوقع أن تأخذ جوهرة مسقط الآن حوالي 10 أيام للوصول إلى منفذ ثان لها الى سنغافورة.
وقد انضم الى طاقم السفينة في المحطة الثانية اسماعيل ، وهو من مواطني سريلانكا.
ومن المتوقع وصول جوهرة مسقط الى جالا في 19 ابريل الجاري. وخلال توقفها سيقوم طاقم السفينة بزيارة المدارس و يتم تقديم عروض عن الحياة في القرن التاسع على متن السفينة وكذلك يوفر جولات سياحية في جميع أنحاء جوهرة مسقط. ودأبت الشبيبة ان تتواصل مع أهالي البحارة بشكل مستمر وتهدف من ذلك نقل تحيات وسلام أهلهم حيث التقت هذا الأسبوع مع أسرة البحار يحيى بن جمعه الفراجي احد الشباب الذين يشاركون بقية طاقم جوهرة مسقط.
حين التقينا بوالده اول مرة لحظة توديع ابنه في ميناء السلطان قابوس وسط جماهير غفيرة كانت عيناه تذرفان بالدموع قال الحمد لله الذي جعلني أعيش هذه اللحظة التي أرى فيها ابني يساهم في رفع علم بلاده ، والحمد لله الجوهرة ببحارتها نجحت في المرحلة الأولى بوصولها الى كوتشن بالهند اسأل الله لهم النجاح وان يعيدوا أمجاد أهلهم وأجدادهم وان يعودوا الى بلادهم رافعين الرأس.
ويقول ابنه زكريا كم كنت سعيدا وأنا أرى أبي في التلفاز عند وصول السفينة إلى كوتشن كمرحلة أولى من الرحلة وسعدت أكثر ذلك الاحتفال الذي اعد لهم عند وصولهم لا سيما المسؤولين العمانيين وهم يلقون التحية والاحترام أثناء دخول السفينة إلى ميناء كوتشن. جوهرة مسقط بالنسبة لنا نحن كشباب مرجع تاريخي يعيد أمجاد عمان في القرن الحادي والعشرين يعرفنا على الدور الذي لعبه أجدادنا في القرون الماضية وكيف يغامرون متحدين أهوال البحار والرياح ، وكم تكون سعادتنا لحظة وصول الجوهرة إلى سنغافورة. ويضيف ابنه زياد الفراجي انا احب والدي كثيرا وأشاهده في التلفاز وهو في السفينة، وأسأل والدي ماذا تعني جوهرة مسقط فيقول جوهرة مسقط اسم أطلقه مولاي جلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله ورعاه على السفينة التي سوف تبحر الى سنغافورة وهي عبارة عن هدية من حكومة السلطنة الى الحكومة السنغافورية، وسوف نعيش في البحر اياما وليالي ولا تخف يا ولدي ما هي الا ايام وسوف اعود انا وزملائي البحارة.
كانت اسئلة الطفل زياد الى والده بمثابة رسالة فخر واعتزاز ، ويقول زياد الحمد لله انا فخور بوالدي لأنه سيكون من الطاقم الذي يقود السفينة في البحر.
وتشاركه أخته الزهراء الفراجية وتقول أبي بحار منذ زمن وكان يذهب إلى البحر في سفينة شباب عمان وصورته معلقة على جدار المنزل وأشاهدها كل يوم وانا اعتز به وافتخر بين زميلاتي اثناء اللعب. لقد قال لي ابي ان البحر جميل وهو يحمل السفينة ويصل بها الى المكان الذي نريده ، ابي دائما يحدثنا عن مغامراته أثناء إبحاره لأنه كل حياته قضاها في البحر وأترقب اللحظة التي يصل فيها والدي الى سنغافورة ويعود الى بيتنا ويعيش بيننا مرفوع الرأس يعيد الى البيت فرحته ويحكي لنا حكايته التي عاشها في البحر .
ويؤكد الأزهر الابن الأصغر الذي يرغب ان يرى والده يلعب معه ، غياب والده عنه ليس لغرض خاص وانما لرفع علم بلاده عاليا، ومن أجل اعادة التاريخ عبر الابحار بسفينة جوهرة مسقط الذي ستصل قريبا الى سنغافورة. الازهر يبتسم ولسان حاله يقول أسال الله أن يعود والدي الى بيتنا غانما سالما.