فعندما يشرع أي واحد فينا إلى التخطيط لقضاء عمل معين ، أو حتى الشروع في تنفيذه ، فإنه يجب عليه أولا أن يخلص نيته لله تعالى ، ويقوي إرادته ويشد الهمة للقيام بذلك على أكمل وجه دون تقصير ، صحيح ربما يعتري مراحل تنفيذ ذلك العمل بعض العقبات والمطبات ، أو قد يفكر بعض الأقوام في مضايقته أو التخطيط لإفشاله ، إلا أن الإرادة والعزيمة أقوى لديه من أية مطبات قد تواجهه .
وعليه أيضا أن يكتم سر ما يقوم به وهذه نقطة مهمة ، ولا يتحدث أو يدلي بأي تصريح أمام الآخرين ربما قد يضره ولا يحقق له أية مصلحة ، فالناس أجناس ولا أحد يعلم ما في القلوب مهما كانت درجة قرابة الآخرين وعلاقتهم معه ، فالغيب بيد الله تعالى هو الذي يعلم ما تكنه القلوب وما تخفيه الصدور ، كذلك أن أعين الناس ونظراتهم للأمور مختلفة وليست بمقياس واحد ، فيسود أعين بعض القوم الحسد والآخر يسود أعينهم الفرح ، وكلا الأعين تلحق الضرر بالآخرين ، فكتمان الأمور بات أمرا ضروري ، يجب على أي فرد منا التحلي به لما في ذلك من مصلحة له ، وعلى سبيل المثال شاب أراد أن يتقدم لفتاة من بلدة معينه وربما حتى ولومن نفس البلدة ، فعليه أن يكتم هذا الأمر ولا يبثه على العامة ، لأن هذا الأمر بيد الخالق عز وجل هو المصرف فيه ـ سواء كانت الكتبة له أو لغيره ، فهو لا يدري هل أن هذا الأمر سيتم أم لا ، هنا يجب كتمان الخبر ولا ينشر ـ إلا بعد أن يتم الموافقة عليه من قبل الطرف الثاني وبعد أن تضبط الأمور بأكملها ، فبرما لو قام ذلك الشاب بنشر الخبر للعامة ، أو حتى لأقرب الناس له فقد تشرع بعض الأنفس الضعيفة إلى إفشال هذا الأمر بأي حجة يرونها مناسبة ، وخاصة من له الغرض في إفشال توجهه ، أو هنالك ضغائن مبيته منذ فترة زمنية ومخفية في الصدور ، قد تظهر في هذا الوقت بذات وتعرض هذا الأمر للفشل لأي سبب كان ، فأنه بالطبع سوف يولد في نفسه بعض الإحباط أو الإحراج ، فاستعينوا على حل أموركم بالكتمان ، فرسولنا الكريم حثنا على كتم الأمور وليس بثها قال عليه الصلاة والسلام . فقال عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف "" داروا أموركم في الكتمان "" صدق رسول الله .