* الرحلة الدولية الحادية عشرة لـ"شباب عمان" تتضمن المشاركة في عدد من السباقات الدولية للسفن الشراعية الطويلة والمهرجانات البحرية.

مسقط - ش

غادرت سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) صباح أمس مياه الوطن في رحلتها الدولية الحادية عشرة متوجهة إلى أوروبا في رحلة تجوب خلالها عدة موانئ أوروبية وتشارك في العديد من الاحتفالات والمهرجانات البحرية الأوروبية والدولية.

رعى حفل توديع السفينة بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية سعادة الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني وكيل وزارة الإعلام بحضور اللواء الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي قائد البحرية السلطانية العمانية وعدد من كبار الضباط، وعدد من المدعوين، وجمع من منتسبي البحرية السلطانية العمانية، وأهالي طاقم السفينة.

ولدى وصول راعي المناسبة مقر الاحتفال عزف سلام الشرف ثم قام سعادة الشيخ وكيل وزارة الإعلام بتفتيش الصف الأمامي من حرس المراسم بمصاحبة موسيقى البحرية السلطانية العمانية، بعد ذلك توجه سعادة الشيخ راعي المناسبة وكبار المدعوين إلى ظهر السفينة (شباب عمان) حيث صافحوا طاقم السفينة واستمعوا إلى إيجاز عن مراحل وخط سير الرحلة والفعاليات البحرية الدولية التي من المقرر أن تشارك فيها السفينة خلال رحلتها الحالية.

بعد ذلك ردد طاقم ومتدربو سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) نداء التأييد والولاء وهتفوا ثلاثاً بحياة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- بعدها أبحرت السفينة بحفظ الله ورعايته متزامنا ذلك مع تبادل التحية والسلام مع المودعين بحسب التقاليد والأعراف البحرية العسكرية لتبدأ (شباب عمان) رحلتها الدولية الحادية عشرة التي ستستغرق أكثر من ستة أشهر وستقطع خلالها ما يقارب من 16 ألف ميل بحري مجسدة بذلك دورها الحضاري في مد جسور المحبة والصداقة في مختلف دول العالم. حيث من المتوقع أن تقوم سفينة (شباب عمان) بحسب خط مسار هذه الرحلة بالمشاركة في عدد من السباقات الدولية للسفن الشراعية الطويلة والمهرجانات البحرية المصاحبة لها في عدد من الدول الأوروبية حيث ستكون انطلاقة المرحلة الأولى للسباقات البحرية الدولية من مرفـأ مدينة اسطنبول التركية متزامنا ذلك مع احتفال مدينة اسطنبول كعاصمة للثقافة الأوروبية للعام 2010 مروراً بمدينة فيارنا اليونانية وصولاً إلى مرسى السفن بمدينة لافريونو اليونانية خلال الفترة من 26 مايو ولغاية 8 يونيو 2010، ومن ثم ختام المرحلة الأولى من السباق والمشاركة في فعاليات مهرجان لافريونو البحري الدولي وحفل توزيع الجوائز، أما المحطة الثانية لـ(شباب عمان) فهي المشاركة في احتفالات مملكة الدنمارك وانطلاق المرحلة الثانية من سباق السفن الشراعية بدءا من مدينة ألبورج بالدنمارك مرورا بمدينة أرندال النرويجية وصولاً إلى ميناء كريستيان ساند بالنرويج من الفترة من 20 يوليو إلى 2 أغسطس 2010، في حين ستكون المحطة الثالثة لها في مملكة هولندا حيث ستنطلق المرحلة الثالثة لسباق السفن الشراعية الطويلة من مرسى السفن بمدينة امسترادم الهولندية وصولا إلى ميناء برمن هفن بألمانيا، حيث ستشهد كلتا المحطتين مهرجانات بحرية عالمية ابتداءً من 18 ولغاية 30 أغسطس 2010.

وتسعى سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) من خلال قيامها بهذه الرحلات البحرية الطويلة وزياراتها لموانئ الدول الشقيقة والصديقة على خط سير رحلتها إلى التعريف بالسلطنة ونهضتها الحضارية ومقوماتها الطبيعية ومزاراتها السياحية والمشاركة في الأنشطة وفعاليات المهرجانات البحرية التي تشارك فيه سفن متعددة ومتنوعة من جميع أنحاء العالم وقد نفذت السفينة خلال وجودها في الموانئ الدولية ضمن رحلاتها السابقة عدداً من المعارض التعريفية بالسلطنة بالإضافة إلى توزيع الكتيبات والنشرات وعرض الأفلام الوثائقية عن السلطنة سعيا منها إلى توطيد علاقات الصداقة مع الدول التي تزورها. كما أنها السفينة الوحيدة التي حصلت على المراكز الأولى لكأس سباق (كاتي سارك) المعروف بمسمى جائزة الصداقة الدولية للأعوام 1996، 1997، 2001، 2005 ومرتين في العام 2008م وهو إنجاز لم يسبق لأي سفينة شراعية أن حققته في مثل هذه المشاركات.

وقال وكيل وزارة الإعلام سعادة الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني (يسرني أن أتشرف برعاية هذه الاحتفالية بمناسبة مغادرة سفينة البحرية السلطانية العمانية "شباب عمان" مياه الوطن للمشاركة في عدد من المهرجانات المختلفة في القارة الأوروبية، والذي يتزامن أيضا مع رحلة سفينة جوهرة مسقط إلى الطرف الآخر من العالم لتمخر عباب البحار، وها هي اليوم سفينة (شباب عمان) تواصل إعادة الأمجاد البحرية العمانية وإيصال رسائل السلام والمحبة ورسالة عمان الحضارة إلى كافة شعوب العالم، جنبا إلى جنب مع الجهود الأخرى المبذولة في هذا الجانب، وفي الختام أتمنى لطاقم السفينة النجاح في مهمتهم وأن يعودوا إلى وطنهم الغالي وذويهم سالمين بإذن الله تعالى.

كما أدلى اللواء الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي قائد البحرية السلطانية العمانية بتصريح قال فيه: بحمد من الله وتوفيقه، وبتوجيهات سامية من لدن مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة احتفلت البحرية السلطانية العمانية في هذا اليوم بتوديع السفينة "شباب عمان" وعلى متنها كوكبة من الشباب العماني، وتقل بين جنباتها وسواريها رسالة السلطنة السامية إلى شعوب العالم لنشر روح المحبة والسلام، وتوثيق علاقات الصداقة والأخوة بين الشعوب، وتعزيز جسور الود والتواصل بين السلطنة والدول التي ستزورها السفينة، لتخلد بذلك الدور الحضاري للبحارة للعمانيين الذين ترددت أصداؤهم في بحار ومحيطات العالم، بوصفهم رواد البحر على مر التاريخ. إن سفينة "شباب عمان" ومنذ التحاقها بأسطول البحرية السلطانية العمانية في العام 1979، وهي بمثابة ذلك السفير العماني في مختلف المحافل الدولية والمهرجانات البحرية.

ولا شك أن مثل هذه الرحلات البحرية الطويلة توفر مناخا مناسبا للتدريب على الإبحار الشراعي، وإكساب البحارة الفنون البحرية والملاحية التي يحتاجها الطاقم، كما أن هذه الرحلات هي فرصة للتعريف بمنجزات السلطنة ونهضتها الحديثة المباركة وتراثها العريق من خلال المشاركة بالفنون الشعبية التقليدية وعرض ما تحمله السفينة من نماذج ومصنوعات حرفية إلى جانب الصور والكتيبات التي تعكس طبيعة حياة الإنسان العماني".

وفي لقاء مع المقدم الركن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائد سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) تحدث قائلاً: تأتي هذه الرحلة في إطار توطيد علاقات السلطنة مع دول العالم المختلفة، وتشمل عدة محطات أوروبية تشارك خلالها في عدد من المهرجانات والمسابقات البحرية الدولية، وكما عودتنا (شباب عمان) دائماً على تحقيق المراكز المتقدمة في مشاركاتها الفائتة عليه نأمل تكرار هذا الفوز في مشاركتنا الحالية.

أما الملازم ثاني بحري سليمان بن علي البلوشي من طاقم السفينة قال: لقد استعدت (شباب عمان) لهذه الجولة الأوروبية عبر عدة برامج تدريبية لمتدربيها في مجال الإبحار والمغامرة والتعامل مع الأشرعة ومختلف الظروف الجوية التي قد نواجهها بخاصة في بحر الشمال حيث الظروف الصعبة والأمواج العاتية، هذا إلى جانب تأهبنا للمشاركة الفاعلة في المسابقات والمهرجانات البحرية آملين مواصلة مشوار التميز وحصد المراكز المتقدمة.

** انطباعات

الرقيب بحري صخر بن حمدان البوسعيدي قال: تشرفت بالإبحار على متن السفينة شباب عمان مرتين من قبل كمصور ضوئي، وبكل تأكيد فإن الصور الضوئية التي التقطتها عدسة الكاميرا اختزلت لحظات التتويج بكأس الصداقة وفرحة طاقم السفينة ومتدربيها، وكذلك رصدت أهوال البحار التي لا تنسى وكيف أن البحار العماني قادر على التعامل مع أحلك الظروف.

الرقيب بحري عبدالله بن سعيد الجهوري قال: شاركت ضمن طاقم السفينة في الرحلات الفائتة حيث أتيحت لي الفرصة لتعلم المهارات المتعلقة بفنون البحر، وتعد شباب عمان هي رمز لعمان وعبق لتاريخها المجيد، وأتذكر التفاعل الكبير معنا حيث كان الزوار يسألون عن تاريخ السلطنة وحاضرها ومواقعها السياحية.

المتدرب ماجد بن جميل السعدي من الجيش السلطاني العماني قال: خضعت مع بقية المتدربين ضمن برنامج عملي على متن سفينة شباب عمان لنتأقلم مع مختلف الظروف، وجميعنا بإذن الله على استعداد تام للقيام بمهمات العمل الموكلة لنا على أكمل وجه، وبإذن الله تعالى عازمون على تحقيق المراكز المتقدمة في مشاركتنا الدولية المقبلة.

المتدرب أنور بن محمد العفيفي من سلاح الجو السلطاني العماني قال: أشعر بالفخر للمشاركة في هذه الرحلة البحرية، وبحسب متابعتي لمشاركات السفينة فإنها تحظى بسمعة دولية مميزة وبحفاوة في الاستقبال أينما حضرت، وأتمنى أن نحقق الهدف الأسمى لهذه المشاركة والتعريف بمنجزات السلطنة وتاريخها وحاضرها المجيد.