مسقط - راشد بن أحمد البلوشي

مرت جوهرة مسقط طوال ليلة الأربعاء الفائت برياح سريعة وقوية وصلت سرعتها إلى أكثر من 20 عقدة، وذلك خلال إبحارها إلى محطتها الثانية إلى ميناء جالا السيريلانكية، مما ساعد الجوهرة على الإبحار بسرعة قياسية وصلت إلى 7.8 عقدة. وأفاد طاقم الجوهرة أنه مع بزوغ فجر اليوم التالي انخفضت سرعة الرياح على الرغم من أن الأمواج العاتية والسماء الملبدة بالغيوم تدل على أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة!
ويضيف الطاقم: مع تزايد قوة الرياح بدرجة كبيرة باتجاه الجنوب الشرقي تم إنزال الشراع المزيني كالمعتاد، ثم تكاتف جميع أفراد الطاقم على سطح الجوهرة لإنزال الشراع الرئيسي مع بدء العاصفة المطيرة عند الساعة 1400 بزخات مطر ورياح بلغت سرعتها 43 عقدة، وبعد تأمين الشراعين، لم يكن لدينا أي شيء نفعله غير محاولة البقاء دون بلل وفي حالة دفء بقدر الإمكان والانتظار حتى تمر العاصفة بسلام. والحمد لله لم تستمر العاصفة المطيرة إلا لبضع ساعات على الرغم من أن الأمواج العالية استمرت لفترة طويلة في الليل، وتحولت الرياح بعد ذلك إلى خفيفة جداً، بيد أنه وكإجراء احترازي أبحرنا بالجوهرة بشراع واحد إلى أن بزغ النهار وذلك حتى نتمكن من إجراء الفحص الدقيق للسفينة وتجفيف المنطقة السفلية تحت سطح الجوهرة وترتيبها، وفي الوقت نفسه لتستمتع المجموعة التي أنهت نوبتها الليلية بساعات النوم التي تستحقها بالفعل.
ونتيجة لتلك العاصفة المطيرة والرياح العاتية تعرضت الساريتان لضغط كبير، وقد قام أفراد الطاقم بفحصهما بعد هدوء الأحوال الجوية.
وأضاف طاقم السفينة: كانت الأجواء قبل هبوب العاصفة في حالة هدوء حيث لم يكن هناك إلا نسيم خفيف، لذلك لم تتجاوز سرعة الجوهرة عقدتين فقط لبضع ساعات، ثم أظلمت السماء شيئاً فشيئاً، وازدادت سرعة الرياح، مما ساعد الجوهرة على الإبحار بسرعة 4 عقد، وكانت السحب الكثيفة في الشمال الشرقي تدل على أن المطر قد يتساقط، لذلك قام أفراد الطاقم بعمل الاستعدادات اللازمة بما في ذلك تأمين كافة المعدات والأجهزة على سطح السفينة، وإغلاق الفتحات والأبواب، والأهم من كل هذا وذاك تغطية أسرّة أفراد الطاقم في الطابق السفلي بأغطية بلاستيكية. لم يتساقط المطر ، ونأمل أن يستمر الحال على ما هو عليه. مشيرين إلى أن الإبحار وسط المطر لا يمثل أية مشكلة، لكن محاولة النوم على أسرّة مبتلة أمر صعب حقا. بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد أهدافنا المحددة للرحلة يتمثل في تسجيل قراءات الكمال الليلية لعشرة نجوم، ولا يمكننا أن نفعل ذلك عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم.
وحول عشاء اليوم الثاني من إبحار الجوهرة من كوتشن الهندية قال الطاقم كان اليوم الثالث عشر من الشهر الجاري حافلاً، وله طعم خاص حيث انهم احتفلوا بعيد ميلاد زميلهم قائد فريق مراقبة الميمنة المتميز أريك ستابلس. أتم ستابلس الأربعين اليوم وبعد أن تناولنا وجبة عشاء شهية من الأرز والخضار واللحم المحفوظ، واستمتعنا أيضا بالبرتقال الهندي الطازج. قال إريك إنه أفضل من كعكة عيد الميلاد، ولا شك أن أفراد الطاقم يشاركون عائلة إريك وأحباءه وأصدقاءه في كل أنحاء العالم هذه المناسبة الخاصة ويتمنون له عيد ميلاد سعيد.