امتزجت الوانها واختلطت

ضاعت شمسها فى ليلها الطويل

وانتشرت نجومها على رمال صحرائها

وتناثرت اصدافها

تعشق الالوان الواضحه الصريحه

القويه المشعه

التى تبعث دفئها على اللوحه

تلك الالوان التى عندما تراها تنتشى وتشعر براحه وسعاده

انها عاشقه لكل ماهو محدد

لكل مايبعث البهجه للنفس ويرسم على الوجوة الابتسامات

مالها مااستطاعت ان تضفى من روحها على لوحتها

لماذا تلك اللوحه زرقاء باردة وهى تكرة الازرق

مالها لا تحمل شمس بعيدة تنشر دفئها هنا وهناك

مال نجومها بيضاء

انها تحبها فضيه لامعه

كيف لتلك اللوحه ان تكون لوحتها

انها صماء لا ترسل لها اشارات ولا تستقبل منها

انها دائما تتواصل مع اللوحات

فهى ليست جماد

انها ارواح انطبعت على تلك الاقمشه

واخذت من انامل صاحبها وروحه

لم تستطع ان تحب لوحتها يوما تشعر بحاجز مابينهما

انها تضعها على ابعد جدار عن عينيها

ولكنها تمر عليها كلما دخلت او خرجت

تنظر لها

تنزعها من الجدار

تمسك ريشتها تحاول ان تضفى لها الروح

الا ان اللوحه ترفض ان تمتص الالوان

تندهش

تحاول من جديد بلون الشمس

لعل الدفئ يتسلل لتلك البرودة

ترفض ريشتها ان تخط اللون على اللوحه

ام ان اللوحه ترفض ان تعانق اللون

ان البحر هنا بارد

تهواه تركوازى اللون

لا ارزرق بارد

تعشق شمس ارجوانيه تغازل رمال شاطئ صفراء

تعشق اصداف ملونه تتناثر هنا وهناك

تعشق طيور نورس تحلق عاليا ترحل لتعود

تنظر لاجنحتها

تتامل تلك الريشات تطير معها ولها

تعشق مراكب تفرد اشرعتها

قادمه من بعيد لترسوا فى احضان شاطئ

مروج خضراء منتشيه ازهارها

متناثرة مابين خضرتها كل الالوان

تركض طفله تعانق قدميها العشب

يحنوا عليها

تنظر لتلك اللوحه الصماء

تصرخ فيها

تكاد تمزقها

تشفق عليها من برودتها

من صمتها

لوحه جوفاء

لا تسمع

لا ترى

لا روح فيها

لا تاخذك فيها

لا تنتشلك من عالمك لتحتضنك

وتجعلك تمتزج بخطوطها وتحيا بين الوانها

وتتجول فيها

انها تحاول ان تمتد لتعانقك تشعر بملمس لزج تنفر منه

انها لوحه بلا حياه

القتها بعيدا

فليس لها هنا مكان

انها تشتاق لوحه تناديها فتهمس

ترسم لون

تعانق اللوحه الريشه

تختار الالوان معها

تسمع همس اللوحه فتفهمها

تختار لها شمس غريبة الالوان

بحر متموج ساحر بكل الوان الطيف

سماء تحتضن النوارس والطيور

لا تعرف هجرة ولا رحيل

شواطئ تستقبل ولا تعرف وداع

لوحه تمتلئ بكل الوان الفرح

لها قوس قزح ملون بكل الالوان

لوحه تقف امامها تحتضنها وتسافر معها وفيها

وترحل بين رمال وشطئان

لها لوحتها المجنونه

الساكنه

فهى تلك المجنونه التى تحدث اللوحه فتستجيب لها الالوان