* مجال أوروبا الجوي مازال مغلقا .. ومسؤولو شركات الطيران يعانون الإحباط.

مسقط -ش- باريس – ستيفن إيرلانجر وجاك إيونج ونيكولا كلارك

خلال اجتماع التقييم اليومي، راجعت الإدارة العليا الموقف المتعلق بسحب الرماد الذي غطى أجزاء من أوروبا، التي تم على إثره إغلاق المطارات وإلغاء الرحلات الجوية.

وما زال إغلاق المجال الجوي والمطارات الأوروبية أمام رحلات الطيران العماني ساري المفعول، وكما سبق التنويه فإن سحب الدخان والرماد الناجم عن البركان يشكل تهديدا كبيرا لسلامة الطائرات.

وقال متحدث رسمي مسؤول في الطيران العماني أمس: ما زال المجال الأوروبي مغلقا أمام حركة الطيران، كما أن الطيران العماني على اتصال دائم مع الركاب الذين احتجزوا في المطارات لإبلاغهم عن حالة الرحلات الجوية والمطارات أولا بأول، وتجري متابعة الموقف عن كثب بصفة مستمرة، كما سيجتمع الفريق الإداري اليوم للمرة الثانية لتقييم التطورات إن وجدت .

ويهيب الطيران العماني بكافة مسافريه الكرام ضرورة التحقق من أوضاع رحلاتهم قبل المغادرة إلى المطار، كما سيتم إخطارهم حول كافة المستجدات في ما يتعلق بهذا الخصوص.

يرجى من المسافرين من مسقط إلى كل من المملكة المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا، أو المسافرين من تلك الوجهات إلى مسقط يومي الجمعة أو السبت 16 – 17 أبريل الراغبين في المزيد من المعلومات، الاتصال على الطيران العماني في مسقط : 2453 1111 968+ المملكة المتحدة : 08444 822309 ، فرنسا: +33 (0)1 47 64 21 50، ألمانيا : +49 69 58300710.

وفي الوقت الذي تظل فيه أجزاء كبيرة من المطارات الأوروبية مغلقة ليومها الرابع ولا تبدي السحابة الرمادية الناتجة عن بركان آيسلندا أية مؤشرات للتراجع، تثار أسئلة حول الآثار طويلة المدى لهذا الغبار في أوروبا التي تحاول التعافي من الركود الاقتصادي.

ومددت خدمات الحركة الجوية الوطنية في بريطانيا حظرها على الرحلات الجوية في فضائها الجوي إلى الساعة الواحدة من صباح اليوم على الأقل، مما دعا الناقل الجوي الوطني، شركة الخطوط الجوية البريطانية، إلى الإعلان عن إلغاء كل رحلاتها الجوية المقرر لها اليوم .

وعايش المسؤولون بالخطوط الجوية وقتا صعبا يخفون فيه إحباطهم من هذا الوضع. ففي مؤتمر عبر الهاتف أمس مع الخطوط الجوية التي تستضيفها شركة "Eurocontrol"، وهي وكالة مقرها بروكسل تقوم بتنسيق إدارة الحركة الجوية في المنطقة، وبخ ممثل لإحدى شركات الطيران بحدة سلطات الطيران المدني القومية على تعارضها في تطبيق القيود على الطيران وأكد على أن حظر الطيران قد تسبب في "عواقب اقتصادية خطيرة".

وفي ظل ترقب الخطوط الجوية لإعادة الطائرات وأطقم الطيران المنتشرة في أنحاء المنطقة إلى مواضعها، بدأت بعض الحكومات في السماح برحلات محدودة منخفضة الارتفاع بدون ركاب، فقد قالت سلطات الطيران المدني الألمانية: إنها سمحت لبعض هذه الرحلات على خطوط لوفتهانزا وإير برلين وخطوط كوندور فجأة، ويتم تشغيل هذه الرحلات بموجب ما يسمى قواعد الطيران البصرية، التي يعتمد بموجبها الطيارون على بصرهم وليس على لوحات قمرة القيادة.

وامتدت سحابة الرماد جنوبا إلى أسبانيا فجأة، مما ينذر بإغلاق الفضاء الجوي في الجزء الشمالي من هذه الدولة، وكان من المتوقع أن تظل المطارات في كل أنحاء القارة مغلقة على الأقل حتى ظهر أمس الأحد، رغم أن دولا قليلة، منها فرنسا وسويسرا، قد فتحت على الأقل أجزاء من فضائها الجوي للسماح بتحليق الطائرات فوق ارتفاع 35000 قدم.

وفي حين أن إغلاق حركة الخطوط الجوية قد أدى سلفا إلى فقدان الخطط والأعمال الحالية للصناعة والفنون وقادة العالم، فإن إمكانية أن يصل هذا الإغلاق إلى أيام، إلم يكن أسابيع، تثير المخاوف بشأن الآثار طويلة المدى على الصحة العامة والعمليات العسكرية والاقتصاد العالمي.

ومن المقدر أن تكلف هذه الكارثة خطوط الطيران مبلغ 200 مليون دولار في اليوم، ولكن الدمار الاقتصادي سيتعدى إلى المزارع ومؤسسات التجزئة وتقريبا أي عمل تجاري آخر يعتمد على الشحن الجوي، وستفسد المنتجات الطازجة، وستبدأ السلع في المجمعات الاستهلاكية في أوروبا، والتي اعتادت على الحصول على إمدادات في كل أوقات السنة، في النفاد.

ولكن ما لم تتوقف الرحلات الجوية لأسابيع، حيث تهدد سلاسل إمدادات المصانع، لا يعتقد الخبراء الاقتصاديون أن الأزمة سيكون لها أثر كبير على إجمالي الناتج المحلي.

وقد أثر إغلاق المطارات أيضا على العمليات العسكرية الأمريكية، فقد تعطلت الإمدادات العسكرية للعمليات في أفغانستان، وقال متحدث باسم البنتاجون: إن كل رحلات الإخلاء الطبي من العراق وأفغانستان إلى ألمانيا، حيث تتم معالجة معظم الجنود المصابين هناك بشكل نموذجي، تم توجيهها بشكل مباشر إلى قاعدة أندروز الجوية في ولاية ميريلاند الأمريكية.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية نصيحة تقول فيها إنه طالما ظلت سحابة الرماد موجودة في الطبقة العليا من الغلاف الجوي، فمن غير المحتمل أن يكون هناك خطر متزايد على الصحة، وحتى الآن، يظهر تحليل الرماد أن ما يقرب من ربع الجزيئات حجمها أصغر من 10 ميكون، مما يجعلها أكثر خطورة لأنها تستطيع الاختراق بشكل أعمق داخل الرئتين، كما تقول منظمة الصحة العالمية.

وفي بريطانيا، حيث تغطي طبقة من التراب الناعم مناطق واسعة من البلاد، تنصح السلطات من يعانون من مشكلات تنفسية بالبقاء في منازلهم أو ارتداء أقنعة عندما يخرجون.

وواصل البركان تحديه للتوقعات، يقول الخبير في البراكين بجامعة كامبريدجكليف أوبنهايمر: إن متوسط فترة ثوران البركان هي شهر أو شهرين، أما في حالة هذا البركان، كما يقول، يحتاج العلماء إلى أن يعرفوا المزيد عن مقدار الصخور المنصهرة أسفله، ولكنها اختتم قائلا "يمكن أن نرى نشاطا متقطعا على مدى الشهور المقبلة".

أما ليو لياو، رجل الأعمال من هونج كونج، الذي تقطعت به السبل في مطار فرانكفورت، فقد كان مبتهجا ويتحدث بشيء من الفلسفة، وقال:" إنها أمر متعلق بالطبيعة، ويجب ألا يشكو أحد، لا يستطيع أحد تغيير هذا".