* السلطنة تعد من المراكز الأصلية للتنوع الوراثي النباتي.

مسقط - ش

تحتل النباتات الطبية والعطرية في الوقت الحاضر مكانة كبيرة في الإنتاج الزراعي والصناعي وتلقى عناية بالغة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا حيث إنها من أهم المواد الاستراتيجية في صناعة الأدوية وتزداد أهميتها بازدياد الأموال المستثمرة في صناعة الدواء وبالتالي زيادة استهلاك المواد الخام في الصناعة الدوائية إضافة إلى ذلك استخدامات هذه النباتات كمواد غذائية مثل التوابل والزيوت وكمستحضرات للتجميل مثل الزيوت العطرية. وتعد السلطنة من المراكز الأصلية للتنوع الوراثي النباتي إلا أن تلك الموارد الوراثية تتعرض للعديد من العوامل البيئية والبشرية التي تسبب التدهور والانقراض وخاصة الأنواع النباتية البرية ومن أهم هذه العوامل ظاهرة التغير المناخي وسيادة ظاهرة الجفاف بالإضافة إلى التوسع العمراني والاعتماد على المستوردة بديلا عن الأصناف المحلية مما يؤدي إلى اختلاط الأصناف المحلية بالأصناف المستوردة في الحقل، كما أن زيادة الحمل الرعوي على المراعي يؤدي إلى تقلص نباتات المراعي. مما يؤدي إلى اندثار العديد من الأنواع النباتية ذات الأهمية الطبية أو الرعوية واندثار المعارف التقليدية الخاصة باستخدام تلك النباتات في المجتمعات والبيئات المحلية لتلك النباتات.

والتنوع البيولوجي مهم للكثيرين بسبب قيمته الحيوية والايكولوجية والجينية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والثقافية والترفيهية والجمالية بالتالي فإن السلطنة تتمتع بتنوعها الوراثي من حيث النباتات البرية والمحاصيل البستانية والحقلية والغابية والطبية والمراعي وغيرها من الأنواع النباتية التي تتم دراستها لتحديد أهميتها الاقتصادية وتعد من الدول الرائدة في سياسة الحفاظ وصيانة الموارد الطبيعية والبيئية وذلك من خلال تعدد الجهات التي تعمل من أجل الحفاظ على تلك المصادر وحسب رؤية مشتركة وتنسيق تام للاهتمام بهذه الموارد الحيوية إضافة إلى ازدياد وعي المواطن العُماني بقيمة تلك الموارد وأهميتها بالنسبة للحياة التي يعيشها وما توفره من مصدر للغذاء والدواء ولاعتبار تلك الموارد جزءاً أساسياً من البيئة التي يعيش فيها، كل ذلك يجعله شريكا أساسياً مع الحكومة في المحافظة عليها والعمل على تنميتها لضمان استدامتها له وللأجيال القادمة.

إن هذه المصادر النباتية والتي يمكن اعتبارها إرثا معرفيا مهماً ويتم عليها بأشكالها المختلفة حيث تمثل ركناً أساسيا في البحث العلمي ومستقبل الأجيال القادمة. ومن هذا المنطلق فإن السلطنة تولي اهتماماً بالغاً في مجال المحافظة على تلك المصادر بالتعاون مع الجهات المحلية والإقليمية والدولية المتخصصة في هذا المجال. وتقوم وزارة الزراعة بالسلطنة ممثلة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بجمع وحفظ هذه النباتات وإجراء المسوحات العلمية لتحديد أماكن وجودها ودراسة خصائصها الطبية ومدى الاستفادة منها اقتصادياً وتأثيرها في تحقيق مصدر جديد للدخل في المجتمعات الزراعية.

** إنتاج النباتات الطبية والعطرية في السلطنة

تعد السلطنة من المراكز المهمة للتنوع الوراثي النباتي الذي يعني وجود أعداد كبيرة من هذه النباتات، حيث يعد التنوع البيولوجي مهما للكثيرين بسبب قيمته الحيوية والايكولوجية والجينية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والثقافية والترفيهية والجمالية. وتعد جبال السلطنة في الشمال والجنوب من أغنى المناطق من حيث التنوع الوراثي وذلك من خلال عمليات الحصر والدراسات التي أجريت في السلطنة. وقد قدرت أعداد هذه الأنواع بـ(1204) أنواع من ضمنها (1182) نوعا من النباتات الزهرية أو مغطاة البذور والتي تحتوي على (568) جنسا في (119) عائلة كما تشمل (3) أنواع من عاريات البذور حيث تشكل هذه المجموعة ثروة نباتية لابد من الاهتمام بها والمحافظة عليها. تتركز معظم أنواع النباتات العطرية في محافظة ظفار حيث تشكل 72% من مجموع النباتات التي تم حصرها كما أن 5% من هذه الأنواع هو خاص بالمحافظة فقط. وقد قدرت الدراسة نسبة 60% من هذه الأنواع توجد في الجبال الجنوبية، كما أن 25% من مجموع هذه النباتات منتشرة في المناطق الصحراوية.

يعد اللبان من أشهر المنتجات العطرية التي تنتجها وتشتهر بها السلطنة حيث عرفت السلطنة منذ القدم بأنها بلد اللبان الذي يمتاز بخصائصه العطرية الكثيفة وهو من المنتجات الثمينة التي موطنها ظفار. وقد حظيت شجرة اللبان، عبر مسيرتها، بحضور تاريخي كبير جعل منها جسراً للتواصل بين حضارات العالم القديم قبل أكثر من 7 آلاف سنة. ولأجلها تحركت القوافل التجارية، في مسارات شاقة من ظفار بجنوب السلطنة، إلى شواطئ جنوب العراق، وإلى الشام ومصر القديمة، وحتى غزة، والتي حملت منها السفن ثمار الشجرة الظفارية إلى البلدان الأوروبية، وخاصة روما القديمة. وتنمو أشجار اللبان العمانية Boswellia sacra بارتفاعات تصل إلى خمسة أمتار تقريباً، وهي من فصيلة الأشجار البخورية كأشجار المر Myrrh والتي يتميز أعضاؤها بوجود مجارٍ راتينجية في لحائها. ويتم جني الثمار غالبا في أوائل شهر أبريل من كل عام عندما تميل درجة الحرارة إلى الارتفاع، بعد أن يقوم المشتغلون بجمع الثمار، بكشط القشرة الخارجية لأفرع الشجرة وجذعها (بتجريح الشجرة في مواضع متعددة)، كذلك تشتهر السلطنة وخاصة منطقة الجبل الأخضر بإنتاج ماء الورد الذي ينتج من الورد Rosa damascene والذي يمتاز بقوة رائحته نظرا لملاءمة المناخ لنمو هذه النبتة.

** أهم أنواع النباتات الطبية والعطرية المنتجة بالسلطنة واستخداماتها

القائمة التي وضعت من قبل الباحثين بمختبر بحوث البذور والمصادر الوراثية التابع للمديرية العامة للبحوث الزراعية تضم ما مجموعه 101 نوع من النباتات الطبية المحلية تنتمي إلى 90 جنسا وإلى 48 عائلة وتنقسم إلى 85 نباتاً عشبياً و10 نباتات من محاصيل الخضر و4 نباتات من المحاصيل الحقلية ونوعين من محاصيل الفاكهة، تم تخطيط زراعة النباتات بأصص بلاستيكية متفاوتة الأحجام بحيث تضم أربع نباتات من كل نوع وقد تمت زراعة ما يقارب من 48% من هذه الأنواع وجارٍ استكمال الأنواع الأخرى من خلال مهمات الجمع السنوية التي يقوم بها المختبر لمختلف مناطق السلطنة (مرفق بالطي).

ويبين الجدول رقم (1) بعض النباتات ذات الأهمية الطبية والتي تم جمعها من الجبل الأخضر بالمنطقة الداخلية.

** جدول رقم (1): نباتات ذات أهمية طبية تم جمعها من الجبل الأخضر بالمنطقة الداخلية.

الاسم العربي الاسم العلمي الاستخدام
الجعدة Teucrium sp. طبي - للتخسيس
الياس Myrtus communis مستحضرات عطرية
الورد Rosa spp. مستحضرات عطرية
العرعر Juniperus excelsa طبي
البوت Monotheca buxifolia ثمار يؤكل
المنتن Daphne mcronata التحنيط - الألياف
النمت Sageretia spiciflora الشوع Moringa peregrine طبي - زيت مأكول
المحلب Psoralea plicata
الغلقة Pergularia temontisia طبي