اختيار أنسب البدأئل لأنجاز هدف معين

إن كل منا يتخذ قرارات في حياته بعضها تحمل من الاهمية ما يحدد مسار حياته ومنها البسيطة التي تكاد تكون يومية وبهذا تتدرج نوعية القرارات في حياتنا من البسيطة الى المعقدة ومن الاقل اهمية الى الهامة جدا وعملية اتخاذ القرار هي عملية اختيار أنسب البدائل المتاحة أمام المقرر لإنجاز الهدف او الاهداف المرجوة او حول المشكلة التي تنتظر الحل المناسب .

وهي عملية حسم لموقف مشكل يعتمد على الوظيفة العقلية اي انها عملية معرفية تنطوي على سلسلة من الفعاليات العقلية كالانتباه والادراك والتصور والمبادأة من اجل تحقيق الهدف المطلوب بعد التعريف بالبديل المطلوب بتأن وروية.

ونجد ان أغلب أشكال السلوك الإنساني مكتسبة بالتعلم وكذلك أنماط التفكير وأساليب صنع وإتخاذ القرارات وحل المشكلات، يتعلمها الإنسان من مواقف الخبرة والتجربة التي يمارسها ، ويختلف الناس فيما بينهم في قدرتهم على اتخاذ تلك القرارات وترجع اسباب ذلك لعوامل عدة منها العوامل الشخصية ، التنظيمية ، أو البيئية ، والعوامل التقنية ، فمن العوامل الشخصية (نمط إتخاذ القرار، الخصائص الشخصية والوظيفية، حدود التفاعل والتأثير). أما العوامل التنظيمية فهي (التدريب، تفويض الصلاحيات ودرجة اللامركزية)، أما العوامل التقنية فهي( فاعلية المعلومات)

. وهناك أسس عامة تساعد في اتخاذ القرارات :

1. الادراك : اي ادراك الفرد للمشكلة وتحديدها ومحاولة نقل نتائج التجارب السابقة لدى تعامله مع مشكلة مطروقة لتسهيل اتخاذ القرار .

2. التركيب الفكري : إن مدى تأثر متخذ القرار بالمعلومات المتراكمة يرتبط بتركيبه الفكري ومحاولة استخدام الخطط التكاملية في مواجهة المشكلات ومعالجتها .

3. مستوى الطموح : يؤثر مستوى الطموح في كفاءة الفرد خلال تطبيق خطط القرار في ظروف البيئة المختلفة ويسهم مستوى الطموح في تحديد المشكلات وتقويم البدائل والقدرة على اختيار البدائل ، وهناك ثلاثة عوامل تؤثر في مستوى الطموح واتخاذ القرار هي الخبرات السابقة الناجحة منها والفاشلة ، وتحديد الاهداف ووضوحها ، وتقدير النتائج وتقويمها ويمكن تحديد المراحل التي تمر بها عملية اتخاذ القرار في المراحل التالية (تحديد المشكلة ، تحديد البدائل ، تقويم البدائل ، اختيار البديل).

وهناك قرارات متنوعة ومختلفة إذ يمكن تقسيم انواع القرارات وفق طبيعتها الى :_ 1. قرارات ارتجالية : وتتخذ عشوائياً دون اتباع الأسلوب العلمي في اتخاذ القرار وغالباً ما تكون هذه القرارات ضعيفة وليست ذات كفاءة ولا تؤدي الى النتائج التي تحقق الاهداف الموضوعة لانها تفتقد الى المعلومات الكافية والخبرة المطلوبة.2. القرارات الرشيدة : تعتمد على الاسلوب العلمي في اتخاذها إذ تتضافر في عملية صنعها كافة المقومات العلمية التي تزيد من دقة القرار بما يؤدي الى تحقيق النتائج المطلوبة .

وتقسيمها وفق المدى الزمني للقرار الى :

1. قرارات استراتيجية : ذات محتوى بعيد وتهدف الى تحقيق اهداف بعيدة المدى لذلك فهي تعد من اصعب القرارات وتحتاج الى معلومات كثيرة ومؤكدة حتى يتم تحقيق تلك الاهداف.2. قرارات تكتيكية : وتتمثل بتجزئة القرارات الاستراتيجية الى مراحل زمنية قصيرة الامد ويغلب عليها طابع المرحلية في تنفيذ السياسة العامة ولكن في اطار الاتجاهات العامة التي تهدف اليها تلك القرارات .

3. قرارات تشغيلية : وتشمل القرارات النمطية المتكررة يومياً والتي تسعى الى تحقيق فاعلية وكفاءة عالية للقرار المتخذ .

واخيرا ان القدرة على اتخاذ القرار تعد هدفاً مرغوباً من اهداف النظام الاداري والتربوي والمهني وهذه الانظمة مطالبة باعداد افراد قادرين على اختيار افضل بديل من جملة بدائل مقترحة للسلوك ضمن حدود معينة وعلى مستويات تـناسب المواقع التي يحتلونها في العمل والحياة وباستقلال نسبي عن الآخرين