بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
رغبت في تقديم أبي نواس بحلة جديدة ( مختصرة )في بعض من نواحي سيرة حياته التي قد يجهلها البعض .
الشاعر العباسي أبو نواس .
أبو نواس : واسمه الحسن بن هانىء أبو علي الحكمي .
ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة وسمع من حماد بن سلمة وهو إمام مشهور وقرأ القرءان على يعقوب وأخذ اللغة عن أبي زيد .
مدح الخلفاء والوزراء ،ونظمُه في الذروة .
قال فيه أبو عبيدة : أبو نواس للمحْدَثين كامرىء القيس للمتقدمين ، وسمي بأبي نواس لضفيرتين كانتا تنوسان على كتفيه أي تتحركان .
من شعره وهو فتى صغير :
حامل الهوى تعبُ .... يستخِفّهُ الطربُ
إن بكى يحقُّ لهُ .... ليس ما به لعبُ
تضحكين لاهيةً .... والمُحِبُّ ينتحبُ
تعجبين من سقمي .... صِحتي هي العجبُ
كلما انقضى سببٌ .... منكِ عاد لي سببُ
ومن شعرِه أيضا :
ألا كلُّ حيٍ هالِكٌ وابن هالٍكٍ .... وذو نسبٍ في الهالكين عريقِ
إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشفت .... لهُ عن عدوٍ في ثياب صديقِ
ولأبي نواس أخبار وأشعارٌ في الغزلِ والخمرة ،.
وليعلم أن أكثر ما نسب إليه من التهتك والخلاعة والمجون لا أصل له وإن
غالب ما ذكره صاحب الأغاني عنه منحول ومكذوب ،ولا سيما ما
دار بينه وبين الرشيد لأن هارون الرشيد كان خليفة صالحا يُحب العلم
والعلماء ، وكان يجاهد عاما ويحج عاما ويصلي في الليل أكثر من مائة
ركعة .
ومما قاله أبو نواس في وصف ( النرجس) في تعظيم الله تعالى :
تأمّلْ في رياض الأرض وانظر.... إلى آثـــــار ما صنع المليكُ
عيون من لجين شاخصــاتٌ .... بأحداق من الذهب السبيكُ
على قُضُب الزبرجدِ شاهداتٌ .... بأن الله ليس له شــريكُ .
مات سنة مائتين وست وتسعين للهجرة .
وقيل سار في جنازته الإمام الشافعي رضي الله عنه .
وروي أنه لما مات رؤي في المنام فقيل له ما فعل الله بك ؟
قال غفر لي .
قيل بمَ ؟
قال بأبيات قلتها قبل موتي وهي تحت وسادتي
فنظروا تحت الوسادة فوجدوا رقعة مكتوب فيها :
ياربُ إن عظمت ذنوبي كثرة :: فلقد علمت بأن عفوك أعظمُ
إن كان لا يرجوك إلا محســنٌ :: فبمن يلوذ ويسـتجيرُ المجـرمُ
أدعوك ربي كما أمَرت تضرعا :: فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجــا :: وجميــلُ عفوكَ ثـم أني مسلـمُ
المراجع التي نقلت عنها:
ديوان أبي نواس ،
تاريخ بغداد .
وفيات الأعيان .
أخبار أبي نواس لابن منظور
سير أعلام النبلاء
