..... بالغد سوف تعود خالتها إلى المدينة بعد أن قضت ثلاث ليال جميلة بين ربوع البلدة هي وبناتها بعدما كانت ترافقهم ليلى في زيارات أهلها ، كانت فرصة أن تتعلم منهن بعض الأمور مما زاد من فضولها لمعرفة اكثر التفاصيل عن أسلوب حياتهن ، أنهن اكثر اختلاف منها في أمور شتى ـ طريقة الأكل والملبس ولغة التعامل والجدية وحرية الحوار والنقاش دون قيود ــ ألمحت رغبتها في أن تأتي معهن إلا أنها لا تقوى على طرح هذا الأمر لعلمها برأي أبيها في هذا .
تكفلت خالتها بإقناع أمها في أن تأتي معهم إلى المدينة ، استقبلت أمها الأمر وانتظرت كيف تستطيع أن تطرحه على أبيها دون معارضة منه وكان لها ما أرادت ، فزفت الخبر إلى ليلى والتي ظهرت عليها ملامح السعادة ، فأخذت تبني تصور عن العالم الذي سوف تراه ، جهزت حالها ورتبت حقيبتها وكل ضرورياتها وهي تفكر بالا تكون قد نست شيئا .
في صباح يوم تال بعد إفطار سريع تودعها أمها بالدموع ، لأول مرة سوف تنام خارج بيت أبيها ضمتها وطالبتها أن تحافظ على نفسها وان تحسن التصرف ، وليلى مشاعر عدة تتصارع في مخيلتها فراق أمها وما رسمته عن أجواء المدينة وما سوف تراه ، أنها سوف تقطع مسافة طويلة بالسيارة وتنتقل من طريق ترابي إلى طريق مسفلت والذي رأته مرات عدة عندما زارت مركز قريتها أثناء بعض المناسبات والأعياد وعندما كان أبيها يأخذهم للتسوق مع هذا لم تتجاوز ابعد من ذلك الطريق .
إن الطريق إلى قلب العاصمة بالسيارة سوف يستغرق وقت لذا عم السكون بعد أن شعر الجميع بالإرهاق فلم تعد هناك رغبة للكلام ، وهي تتفحص عالمها الجديد وترى أشكال لم تعهدها من قبل كلما اقتربت من العاصمة .. سيارات ومباني لم تكن تراها إلا في كتب الدراسة .
كانت خالتها قد استقرت بأن يكون لليلي سرير مع ابنتيها بنفس الغرفة نظرا لتقارب السن بينهن ، وبعد مشوار طويل مضني خلال ذلك النهار وصلن ، أخذت تراقب الخارج من خلال شرفات الغرفة تسترجع دخولها للفيلا والشارع وما مرت به من معالم طوال تلك الطريق الطويلة من قريتها إلى هنا .
على الغداء تحدد موعد المساء ذلك ما تطرقت إليه خالتها فهناك دعوة لحضور خطوبة أحد معارفهم وسيخرج الجميع للمشاركة فيها لذا سوف تجهز هي الهدايا وعليهن التجهيز لهذا الأمر . حاولت أن تعتذر فهي لم تحضر معها ما يتناسب ومثل هذه المناسبات إلا أن بنات خالتها تكفلن بحل الأمر وبدئن بتجهيزها ، لأول مرة تستخدم تلك الأدوات ، تتعامل معها باستغراب وحذر استطعن إظهارها بشكل آخر ، غطت وجهها الألوان وملابس يصعب عليها التحرك فيها كشفت أجزاء منها أصابتها بالارتباك والدهشة لولا أن رأت بنات خالتها على شاكلتها ، قبلت راضخة وإن لم تستحسنه ، طوال الطريق تتفحص حالها وتسأل هل يمكنها أن تنزل بتلك الملابس وهي التي تعودت الحشمة حملت ارتباكها معها ولم تستطع التحدث رغم أن خاطرها مشغول بذلك .
في أجواء حديقة عامرة بالضيوف أضيئت بها الأنوار الخافتة ، يتولى الخدم فتح أبواب السيارات وبعضهم يتكفل بنقلها إلى المواقف المخصصة لها تصل السيارة وينزل الجميع ، تتعمد أن تكون وسطهم خطوة حددتها مسبقا أن تمشي بحذر لم تتعود على حذاء مقوس عالي ، مشيتها أصبحت بطيئة نوع ما فلقد تأكد لها احتمال سقوطها إذا ما فكرت بان تسرع من خطواتها ، همست لإحداهن بان تراعي ذلك وان تكون بقربها اكثر نظرت إليها وابتسمت وطالبتها بان تستعيد ثقتها في نفسها وان الأمر اسهل مما تتصور شعرت بشي من عدم الارتياح فلا أحد يشعر بمعاناتها أو يرغب في الاستماع إليها .
ينشغل الجميع وتشعر ليلى بأنها وسط عالم غريب لم تعهده أبدا يربكها الموقف تحاول البحث عن من جاءت معهن أنهن منشغلات مع مجموعات مختلفة فتأخذ الجانب البعيد يطول بها الجلوس فتفضل المشي خارج حدود الحفل حتى تستعيد ذاتها ، تتمنى العودة إلى المنزل ، وبين ممرات تنقطع الأضواء فيها تحت الأشجار العالية تتعثر وهذا ما كانت تخشاه أصابها ألم صرخت ، كان مروره بقربها صدفة جعله يتجاوب مع صرختها رمي ما كان بيديه بدون شعور وهب لمساعدتها على الوقوف بعد أن هدأ من روعها استطاع من خلال الحوار معها أن يتبين بأنها غريبة على هذه المجتمعات إلا أن بساطة أسلوبها وجمالها وهي معه أثناء العودة لملتقى الحفل زاد من فضوله للتعرف عليها اكثر جلسوا في اقرب كرسي لترتاح التفتت إليه لأول مرة تتحادث مع شخص غريب يجالسها بهذا القرب ، بدون شعور انسحبت إلى الخلف فهم مغزى رسالتها كبرت في نظره وبدأت كلما ارتاحت من الآلام تسأل خاطرها عنه حتى أتت عيناهما ببعض كان الصمت فيصل لكل ما دار ولنظرة رسول ذهبت بهم إلى عالم أخر تقاربت معه روحيهما في هذا اللقاء السريع .
يصل الجميع إلى الفيلا متأخرين ولا أحد يشعر بليلى أنها بوادر الحب التي تنازعها نفسها وهي لما تتعهدها بعد ، تتوسد لتنام وخاطرها يتساءل هل تفاتح بنت خالتها وتشرح لها ما صار وتبين إحساسها التي تعيش فيه ، لا أحد يستوعب أو يلتفت لما تقول هذا حال ليلى للفجر .
استطاع أن يصل إليها فقد تتبع كل الخطوات وبعد أيام عند منتصف الليل يرن هاتف بنت خالتها وهي نائمة اربك الجميع ذلك الاتصال بأسلوب مهذب تسبقه مقدمة جميلة يعرف بنفسه ويأسف ويتعلل استطاع أن يكلم ليلى تمسك سماعة الهاتف ويدها ترجف حياء لا تعرف ما تقول تفقد صوتها يختصر معها الكلام لعلمه بما يحيط بها .. يطلبها أن تلتقيه عصرا في بقالة الحي ولم يطلب منها الرد واغلق السماعة .
....../ يتبع
تكفلت خالتها بإقناع أمها في أن تأتي معهم إلى المدينة ، استقبلت أمها الأمر وانتظرت كيف تستطيع أن تطرحه على أبيها دون معارضة منه وكان لها ما أرادت ، فزفت الخبر إلى ليلى والتي ظهرت عليها ملامح السعادة ، فأخذت تبني تصور عن العالم الذي سوف تراه ، جهزت حالها ورتبت حقيبتها وكل ضرورياتها وهي تفكر بالا تكون قد نست شيئا .
في صباح يوم تال بعد إفطار سريع تودعها أمها بالدموع ، لأول مرة سوف تنام خارج بيت أبيها ضمتها وطالبتها أن تحافظ على نفسها وان تحسن التصرف ، وليلى مشاعر عدة تتصارع في مخيلتها فراق أمها وما رسمته عن أجواء المدينة وما سوف تراه ، أنها سوف تقطع مسافة طويلة بالسيارة وتنتقل من طريق ترابي إلى طريق مسفلت والذي رأته مرات عدة عندما زارت مركز قريتها أثناء بعض المناسبات والأعياد وعندما كان أبيها يأخذهم للتسوق مع هذا لم تتجاوز ابعد من ذلك الطريق .
إن الطريق إلى قلب العاصمة بالسيارة سوف يستغرق وقت لذا عم السكون بعد أن شعر الجميع بالإرهاق فلم تعد هناك رغبة للكلام ، وهي تتفحص عالمها الجديد وترى أشكال لم تعهدها من قبل كلما اقتربت من العاصمة .. سيارات ومباني لم تكن تراها إلا في كتب الدراسة .
كانت خالتها قد استقرت بأن يكون لليلي سرير مع ابنتيها بنفس الغرفة نظرا لتقارب السن بينهن ، وبعد مشوار طويل مضني خلال ذلك النهار وصلن ، أخذت تراقب الخارج من خلال شرفات الغرفة تسترجع دخولها للفيلا والشارع وما مرت به من معالم طوال تلك الطريق الطويلة من قريتها إلى هنا .
على الغداء تحدد موعد المساء ذلك ما تطرقت إليه خالتها فهناك دعوة لحضور خطوبة أحد معارفهم وسيخرج الجميع للمشاركة فيها لذا سوف تجهز هي الهدايا وعليهن التجهيز لهذا الأمر . حاولت أن تعتذر فهي لم تحضر معها ما يتناسب ومثل هذه المناسبات إلا أن بنات خالتها تكفلن بحل الأمر وبدئن بتجهيزها ، لأول مرة تستخدم تلك الأدوات ، تتعامل معها باستغراب وحذر استطعن إظهارها بشكل آخر ، غطت وجهها الألوان وملابس يصعب عليها التحرك فيها كشفت أجزاء منها أصابتها بالارتباك والدهشة لولا أن رأت بنات خالتها على شاكلتها ، قبلت راضخة وإن لم تستحسنه ، طوال الطريق تتفحص حالها وتسأل هل يمكنها أن تنزل بتلك الملابس وهي التي تعودت الحشمة حملت ارتباكها معها ولم تستطع التحدث رغم أن خاطرها مشغول بذلك .
في أجواء حديقة عامرة بالضيوف أضيئت بها الأنوار الخافتة ، يتولى الخدم فتح أبواب السيارات وبعضهم يتكفل بنقلها إلى المواقف المخصصة لها تصل السيارة وينزل الجميع ، تتعمد أن تكون وسطهم خطوة حددتها مسبقا أن تمشي بحذر لم تتعود على حذاء مقوس عالي ، مشيتها أصبحت بطيئة نوع ما فلقد تأكد لها احتمال سقوطها إذا ما فكرت بان تسرع من خطواتها ، همست لإحداهن بان تراعي ذلك وان تكون بقربها اكثر نظرت إليها وابتسمت وطالبتها بان تستعيد ثقتها في نفسها وان الأمر اسهل مما تتصور شعرت بشي من عدم الارتياح فلا أحد يشعر بمعاناتها أو يرغب في الاستماع إليها .
ينشغل الجميع وتشعر ليلى بأنها وسط عالم غريب لم تعهده أبدا يربكها الموقف تحاول البحث عن من جاءت معهن أنهن منشغلات مع مجموعات مختلفة فتأخذ الجانب البعيد يطول بها الجلوس فتفضل المشي خارج حدود الحفل حتى تستعيد ذاتها ، تتمنى العودة إلى المنزل ، وبين ممرات تنقطع الأضواء فيها تحت الأشجار العالية تتعثر وهذا ما كانت تخشاه أصابها ألم صرخت ، كان مروره بقربها صدفة جعله يتجاوب مع صرختها رمي ما كان بيديه بدون شعور وهب لمساعدتها على الوقوف بعد أن هدأ من روعها استطاع من خلال الحوار معها أن يتبين بأنها غريبة على هذه المجتمعات إلا أن بساطة أسلوبها وجمالها وهي معه أثناء العودة لملتقى الحفل زاد من فضوله للتعرف عليها اكثر جلسوا في اقرب كرسي لترتاح التفتت إليه لأول مرة تتحادث مع شخص غريب يجالسها بهذا القرب ، بدون شعور انسحبت إلى الخلف فهم مغزى رسالتها كبرت في نظره وبدأت كلما ارتاحت من الآلام تسأل خاطرها عنه حتى أتت عيناهما ببعض كان الصمت فيصل لكل ما دار ولنظرة رسول ذهبت بهم إلى عالم أخر تقاربت معه روحيهما في هذا اللقاء السريع .
يصل الجميع إلى الفيلا متأخرين ولا أحد يشعر بليلى أنها بوادر الحب التي تنازعها نفسها وهي لما تتعهدها بعد ، تتوسد لتنام وخاطرها يتساءل هل تفاتح بنت خالتها وتشرح لها ما صار وتبين إحساسها التي تعيش فيه ، لا أحد يستوعب أو يلتفت لما تقول هذا حال ليلى للفجر .
استطاع أن يصل إليها فقد تتبع كل الخطوات وبعد أيام عند منتصف الليل يرن هاتف بنت خالتها وهي نائمة اربك الجميع ذلك الاتصال بأسلوب مهذب تسبقه مقدمة جميلة يعرف بنفسه ويأسف ويتعلل استطاع أن يكلم ليلى تمسك سماعة الهاتف ويدها ترجف حياء لا تعرف ما تقول تفقد صوتها يختصر معها الكلام لعلمه بما يحيط بها .. يطلبها أن تلتقيه عصرا في بقالة الحي ولم يطلب منها الرد واغلق السماعة .
....../ يتبع