زراعة عمرها 30 عاماً في السلطنة إرث خلفة الاجداد وتعليمة الشباب
نزوى-سالم بن سليمان المسروري
تعد صناعة السكر الأحمر من الصناعات الموسمية التي يشتهر بها عدد من ولايات السلطنة ذات الرقعة الزراعية الممتدة في سهولها الخصبة وتعتبر هذه الصناعة مصدر دخل للكثير من المزارعين الذين دأبوا على ممارسة هذا النشاط الزراعي بشكل متوارث لما له من مردود اقتصادي جيد ، وتأتي ولاية نزوى ضمن الولايات التي تشتهر بزراعة محصول قصب السكر وانتشار مصانع عصر القصب وصناعة السكر الأحمر بأنواعه المختلفة، وفي السطور التالية نتابع معا عملية صناعة السكر الأحمر بولاية نزوى.
محطتنا الأولى بمزرعة العاقودية حيث تتبعنا عملية قطف محصول القصب الذي حدثنا عنه صاحب المزرعة سعيد بن عبد الله الريامي قائلا: "إن المزرعة من المزارع الشهيرة في الولاية والتي تعنى بزراعة القصب ذات الجودة العالية من حيث الحجم/ وكمية العصير المتوفرة فيه السبب الذي جعل بذور هذا النوع مطلوبة بشدة من مزارعي ولاية نزوى والولايات المجاورة". وأضاف ابنه أحمد: "العام القادم سوف تشهد الولاية محصولا مضاعفا بإذن الله ويعزى ذلك لارتفاع منسوب المياه في الولاية وخصوصا مياه الأفلاج التي تسقي معظم مزارع القصب مما دفع المزارعين لحراثة أراضيهم وزراعة القصب".
موعد القطف
واختلفت الطرق التي يعتمدها المزارعون لمعرفة مواعيد القطف كما أفاد خميس بن جمعة المياحي، حيث قال:" في القديم كان أجدادنا يعتمدون على معرفة موعد عملية قطف محصول القصب على نجم يسمى (نجم كوي) وهو نجم يظهر جانب الشمال الشرقي وذلك عند دخول الصيف وهذا دليل على تحول العصير إلى المذاق الحلو وفي وقتنا الحاضر يبدأ موسم القطف في منتصف شهر فبراير ويستمر إلى منتصف شهر إبريل وذلك حسب نوعية القصب التي يبدأ البعض منها بالتغيير في المذاق مع اشتداد حرارة الصيف
وعن نوعية محصول القصب المتواجد في السلطنة ذكر جمعة بن مسعود المياحي :"هناك نوعان من القصب الأول يطلق عليه إسم "القصب العماني" وهو يتميز بمذاقه المميز وقيمته المرتفعة أما النوع الثاني فيسمى بـ"ذو القصبة الحمراء" وهذا النوع على الغالب من أصل هندي ويتميز بوفرة عصيره وهو يزرع في السلطنة منذ أكثر من 30 عاماً".
عملية العصر وأنواع المنتج
وعن عملية العصر وأنواع المنتج حدثنا سالم بن خلفان الريامي الذي يعمل في زراعة وصناعة السكر الأحمر منذ 30 عاما ويدير مصنعه الخاص منذ 4 سنوات ،حيث قال :"عند عصر القصب عن طريق آلة العصر بكافة أنواعه يصب العصير في حفرة تسمى (الخابية) وذلك بعد تصفيته من الشوائب كمرحلة أولى للتصفية ويسمى وقتها العصير بـ"الشارج" وعند امتلاء الحفرة التي غالبا ما تكون ذات قياس بوحدة تسمى "القلعة". تكون الحفرة مدرجة بوحدة القلعة أو القلعتين أو القلعة والنصف حسب وفرة المحصول بعد ذلك يسحب العصير عن طريق آلات الشفط الكهربائي في حين أنه في السابق كان يتم غرفه ونقله في أوانٍ إلى المرجل في محطته الثانية ليطبخ بالنار لمدة 3 ساعات يتخللها مرحلتين للتصفية وإزالة الرغوة التي تعلق بها الشوائب في وقت يهتم فيه أحدهم بنظام النار في مكان يسمى "الميسم" ويكون هذا الشخص مسؤولا عن درجة اشتعال النار بوضع الحطب من الحين والآخر إلى أن تأخذ الطبخة وقتها عندها يغرف السائل السكري المتكون ويصب في حفرة تسمى "البركة" ويترك فيها مدة 10 أيام ثم يستخرج من البركة ويوضع في ظروف مصنوعة من سعف النخيل فإذا كان السكر رقيقا سمي ( قطف) أما إذا اكتسب طابع التماسك فيسمى (نزالة)، وتتيح ظروف سعف النخيل الغربلة للسكر المتكون وذلك بعد أن يسيل منه باقي السائل الذي يسمى "الخمير" وهو عسل السكر الذي يعتبر منتجا آخر لقصب السكر أما المنتج المتكون في الظروف فيطلق عليه "السكر المصلول" المنتج الرئيسي للقصب أما بالنسبة لمنتج "الزيج" فيطبخ لمدة ساعة ونصف إلى ساعتين لضمان بقاء عامل السيولة فيه كما إنه يصفى بالبيض ويخلط معه ماء الورد والهيل والزنجبيل ولا ننسى منتج آخر وهو سكر "البلوج" وهو سكر خفيف يصنع في قوالب ولكننا لا ننتجه في مصنعنا رغم مطالبة الكثير من الأهالي بذلك ولكنه يحتاج إلى مهارة وأوانٍ خاصة".
أنواع آلات العصر
وعن آلات عصر قصب السكر القديمة والحديثة قال عيسى بن صالح السالمي: "كانت آلات العصر قديما تدور عن طريق الحيوانات وهي نوعان : نوع مصنوع من الخشب والتي تكون على الغالب من شجر القرط أو السدر المعروف بصلابته، وآخر مصنوع من الحديد وهذا النوع ظل فترة زمنية رغم تطور الآلات من سنة الى أخرى من حيث الحجم وقوة تروس العصر (السفن) كما إن استبدال محركات الديزل بمحركات الكهرباء أضاف الكثير لهذه الصناعة من ناحية النظافة، وتميزت بسهولة الحركة وسرعة الإنجاز، ولا ننسى جهود وزارة الزراعة والثروة الحيوانية التي قامت بإمدادنا بهذه الآلات الحديثة".
صعوبات المهنة
فايز بن خميس المياحي أحد العاملين في قطف القصب أشار إلى أن الصعوبات تخبو مع اتباع المزارعين للإرشادات كما إننا نعمل على أساس توجهات من مسؤول القطف الذي يقرر متى نبدأ وكيف يقوم العمل وتقسيماته حسب الخبرة الميدانية، وأنا سعيد بأن أشارك هذا العام لأول مرة في هذه العملية، فعلاوة على إنها تكسبني أجراً جيداً فهي تكسبني خبرة وإتقاناً يمكن بها أن اتغلب على الصعوبات التي قد تواجهني مستقبلاً خصوصاً إنني أعمل مع كبار السن الذين أخذوا هذه المهنة الزراعية أباً عن جد ومارسوها طوال السنوات الماضية ولا أخفي عليك إنني استمتع معهم وأطمح إلى أن انتقل إلى أحد المصانع للعمل بها في مهنة العصر وصناعة السكر".
بينما يرى خالد بن محمد الريامي أن الصعوبة تكمن في طهي العصير وذلك لأن عدد المزارعين الذين يأتون لعصر محصولهم في ازدياد من سنة إلى أخرى، ويضيف:" نحن نستقطب مزارعين من ولايات منح والحمراء وبهلاء وأدم وولاية المصنعة بمنطقة الباطنة ولذلك تكمن الصعوبة في قلة الحطب المستخدم في الطبخ ورغم محاولاتنا استخدام آلات طبخ تعمل بالغاز إلا إنها لم تثبت جودتها رغم حجمها الكبير ونأمل في المستقبل الحصول على آلات خاصة لهذا الغرض تفي بالمطلوب" .
خلاصة
لقد تتبعنا هذا الإرث الزراعي الذي خلفه الأجداد لنا فهو إرث يمكن أن يدر ربحاً وفيراً إذا ما وجد الأيادي المتقنة له وتعلمه الشباب وانخرطوا في ممارسته واهتموا بالمحاصيل الزراعية الأخرى التي تزخر بها بلادنا واستغلوا وجود أناس من ذوي الخبرات معهم لأخذ هذه الصنعة بكل جوانبها مع وضع التخطيط السليم لجعلها ذات جدوى اقتصادية جيدة فمحصول قصب السكر يعتبر اللبنة الأساسية لجميع أنواع السكر.
نزوى-سالم بن سليمان المسروري
تعد صناعة السكر الأحمر من الصناعات الموسمية التي يشتهر بها عدد من ولايات السلطنة ذات الرقعة الزراعية الممتدة في سهولها الخصبة وتعتبر هذه الصناعة مصدر دخل للكثير من المزارعين الذين دأبوا على ممارسة هذا النشاط الزراعي بشكل متوارث لما له من مردود اقتصادي جيد ، وتأتي ولاية نزوى ضمن الولايات التي تشتهر بزراعة محصول قصب السكر وانتشار مصانع عصر القصب وصناعة السكر الأحمر بأنواعه المختلفة، وفي السطور التالية نتابع معا عملية صناعة السكر الأحمر بولاية نزوى.
محطتنا الأولى بمزرعة العاقودية حيث تتبعنا عملية قطف محصول القصب الذي حدثنا عنه صاحب المزرعة سعيد بن عبد الله الريامي قائلا: "إن المزرعة من المزارع الشهيرة في الولاية والتي تعنى بزراعة القصب ذات الجودة العالية من حيث الحجم/ وكمية العصير المتوفرة فيه السبب الذي جعل بذور هذا النوع مطلوبة بشدة من مزارعي ولاية نزوى والولايات المجاورة". وأضاف ابنه أحمد: "العام القادم سوف تشهد الولاية محصولا مضاعفا بإذن الله ويعزى ذلك لارتفاع منسوب المياه في الولاية وخصوصا مياه الأفلاج التي تسقي معظم مزارع القصب مما دفع المزارعين لحراثة أراضيهم وزراعة القصب".
موعد القطف
واختلفت الطرق التي يعتمدها المزارعون لمعرفة مواعيد القطف كما أفاد خميس بن جمعة المياحي، حيث قال:" في القديم كان أجدادنا يعتمدون على معرفة موعد عملية قطف محصول القصب على نجم يسمى (نجم كوي) وهو نجم يظهر جانب الشمال الشرقي وذلك عند دخول الصيف وهذا دليل على تحول العصير إلى المذاق الحلو وفي وقتنا الحاضر يبدأ موسم القطف في منتصف شهر فبراير ويستمر إلى منتصف شهر إبريل وذلك حسب نوعية القصب التي يبدأ البعض منها بالتغيير في المذاق مع اشتداد حرارة الصيف
وعن نوعية محصول القصب المتواجد في السلطنة ذكر جمعة بن مسعود المياحي :"هناك نوعان من القصب الأول يطلق عليه إسم "القصب العماني" وهو يتميز بمذاقه المميز وقيمته المرتفعة أما النوع الثاني فيسمى بـ"ذو القصبة الحمراء" وهذا النوع على الغالب من أصل هندي ويتميز بوفرة عصيره وهو يزرع في السلطنة منذ أكثر من 30 عاماً".
عملية العصر وأنواع المنتج
وعن عملية العصر وأنواع المنتج حدثنا سالم بن خلفان الريامي الذي يعمل في زراعة وصناعة السكر الأحمر منذ 30 عاما ويدير مصنعه الخاص منذ 4 سنوات ،حيث قال :"عند عصر القصب عن طريق آلة العصر بكافة أنواعه يصب العصير في حفرة تسمى (الخابية) وذلك بعد تصفيته من الشوائب كمرحلة أولى للتصفية ويسمى وقتها العصير بـ"الشارج" وعند امتلاء الحفرة التي غالبا ما تكون ذات قياس بوحدة تسمى "القلعة". تكون الحفرة مدرجة بوحدة القلعة أو القلعتين أو القلعة والنصف حسب وفرة المحصول بعد ذلك يسحب العصير عن طريق آلات الشفط الكهربائي في حين أنه في السابق كان يتم غرفه ونقله في أوانٍ إلى المرجل في محطته الثانية ليطبخ بالنار لمدة 3 ساعات يتخللها مرحلتين للتصفية وإزالة الرغوة التي تعلق بها الشوائب في وقت يهتم فيه أحدهم بنظام النار في مكان يسمى "الميسم" ويكون هذا الشخص مسؤولا عن درجة اشتعال النار بوضع الحطب من الحين والآخر إلى أن تأخذ الطبخة وقتها عندها يغرف السائل السكري المتكون ويصب في حفرة تسمى "البركة" ويترك فيها مدة 10 أيام ثم يستخرج من البركة ويوضع في ظروف مصنوعة من سعف النخيل فإذا كان السكر رقيقا سمي ( قطف) أما إذا اكتسب طابع التماسك فيسمى (نزالة)، وتتيح ظروف سعف النخيل الغربلة للسكر المتكون وذلك بعد أن يسيل منه باقي السائل الذي يسمى "الخمير" وهو عسل السكر الذي يعتبر منتجا آخر لقصب السكر أما المنتج المتكون في الظروف فيطلق عليه "السكر المصلول" المنتج الرئيسي للقصب أما بالنسبة لمنتج "الزيج" فيطبخ لمدة ساعة ونصف إلى ساعتين لضمان بقاء عامل السيولة فيه كما إنه يصفى بالبيض ويخلط معه ماء الورد والهيل والزنجبيل ولا ننسى منتج آخر وهو سكر "البلوج" وهو سكر خفيف يصنع في قوالب ولكننا لا ننتجه في مصنعنا رغم مطالبة الكثير من الأهالي بذلك ولكنه يحتاج إلى مهارة وأوانٍ خاصة".
أنواع آلات العصر
وعن آلات عصر قصب السكر القديمة والحديثة قال عيسى بن صالح السالمي: "كانت آلات العصر قديما تدور عن طريق الحيوانات وهي نوعان : نوع مصنوع من الخشب والتي تكون على الغالب من شجر القرط أو السدر المعروف بصلابته، وآخر مصنوع من الحديد وهذا النوع ظل فترة زمنية رغم تطور الآلات من سنة الى أخرى من حيث الحجم وقوة تروس العصر (السفن) كما إن استبدال محركات الديزل بمحركات الكهرباء أضاف الكثير لهذه الصناعة من ناحية النظافة، وتميزت بسهولة الحركة وسرعة الإنجاز، ولا ننسى جهود وزارة الزراعة والثروة الحيوانية التي قامت بإمدادنا بهذه الآلات الحديثة".
صعوبات المهنة
فايز بن خميس المياحي أحد العاملين في قطف القصب أشار إلى أن الصعوبات تخبو مع اتباع المزارعين للإرشادات كما إننا نعمل على أساس توجهات من مسؤول القطف الذي يقرر متى نبدأ وكيف يقوم العمل وتقسيماته حسب الخبرة الميدانية، وأنا سعيد بأن أشارك هذا العام لأول مرة في هذه العملية، فعلاوة على إنها تكسبني أجراً جيداً فهي تكسبني خبرة وإتقاناً يمكن بها أن اتغلب على الصعوبات التي قد تواجهني مستقبلاً خصوصاً إنني أعمل مع كبار السن الذين أخذوا هذه المهنة الزراعية أباً عن جد ومارسوها طوال السنوات الماضية ولا أخفي عليك إنني استمتع معهم وأطمح إلى أن انتقل إلى أحد المصانع للعمل بها في مهنة العصر وصناعة السكر".
بينما يرى خالد بن محمد الريامي أن الصعوبة تكمن في طهي العصير وذلك لأن عدد المزارعين الذين يأتون لعصر محصولهم في ازدياد من سنة إلى أخرى، ويضيف:" نحن نستقطب مزارعين من ولايات منح والحمراء وبهلاء وأدم وولاية المصنعة بمنطقة الباطنة ولذلك تكمن الصعوبة في قلة الحطب المستخدم في الطبخ ورغم محاولاتنا استخدام آلات طبخ تعمل بالغاز إلا إنها لم تثبت جودتها رغم حجمها الكبير ونأمل في المستقبل الحصول على آلات خاصة لهذا الغرض تفي بالمطلوب" .
خلاصة
لقد تتبعنا هذا الإرث الزراعي الذي خلفه الأجداد لنا فهو إرث يمكن أن يدر ربحاً وفيراً إذا ما وجد الأيادي المتقنة له وتعلمه الشباب وانخرطوا في ممارسته واهتموا بالمحاصيل الزراعية الأخرى التي تزخر بها بلادنا واستغلوا وجود أناس من ذوي الخبرات معهم لأخذ هذه الصنعة بكل جوانبها مع وضع التخطيط السليم لجعلها ذات جدوى اقتصادية جيدة فمحصول قصب السكر يعتبر اللبنة الأساسية لجميع أنواع السكر.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions