فحوصات قبل الزواج لتدارك المشكلة قبل تفاقمها

القاهرة- ش

الإجهاض هو انتهاء الحمل قبل أن يتم 24 أسبوعاً، أما إذا انتهى الحمل بعد ذلك فهذه الحالة ولادة مبكرة.. وتؤكد الإحصاءات أن 15% من كل حالات الحمل تنتهى بالإجهاض وغالباً ما يحدث الإجهاض في الشهر الثالث، أي في المدة من 8 إلى 13 أسبوعاً ويعتبر الإجهاض المتكرر أحد أشكال عدم القدرة على الإنجاب فالحمل يحدث ولكنه لا يستمر.

ويؤكد استشاري أمراض النساء والتوليد وعلاج العقم بمستشفيات الشرطة د.صفوت محمود شلبي: "إن أسباب الإجهاض بعضها معروف وبعضها غير معروف ومن أكثرها شيوعا حدوث خلل في تكوين الجنين أو الأنسجة المحيطة به وعادة لا يتكرر الإجهاض لهذا السبب ويحدث حمل سليم بعد ذلك ويستمر حتى موعد الولادة ، ومن الحالات المشابهة لهذه الحالة حدوث الإجهاض نتيجة إصابة الأم بارتفاع شديد في درجة الحرارة أو لإصابتها بالجدري أو الملاريا أو بعض الطفيليات الأخرى وكلها إصابات يحدث فيها الإجهاض مرة واحدة ولا يتكرر. أما الحالات التى يحدث فيها الإجهاض المتكرر فمنها إصابة الحامل التى ليس لديها مناعة سابقة بمرض "التكسوبلازما" الذي ينتقل من بعض الحيوانات ومنها القطط أو عن طريق تناول اللحوم غير كاملة النضج مما يتسبب في حدوث تشوهات خلقية في الجنين، إذا حدثت الإصابة به في الأسابيع الأولى من الحمل وهو نفس ما يحدث عند الإصابة بالحصبة الألمانية ويعتبر الإجهاض في هذه الحالات رحمة للأم والطفل معا". ويضيف د•صفوت: "أن نقص الهرمونات، خاصة في الحالات التي يحدث فيها الحمل بعد استعمال المنشطات أو الإصابة بأمراض في الغدة الدرقية ووجود العيوب الخلقية داخل الرحم أو ضعف عنق الرحم أو تشوهات الرحم كل هذا يؤدي إلى حدوث الإجهاض المتكرر وقد يتسبب الرحم نفسه في بعض الأحيان في حدوث الإجهاض عند وجود حاجز بداخله ويصبح تجويفه مثل شكل القلب أو قد يكون الحاجز كاملاً حتى عنق الرحم ويتم اكتشاف هذه الحالة عن طريق تصوير تجويف الرحم بمادة تظهر في الأشعة ويطلق عليها "أشعة الصبغة" ويمكن تشخيصها أيضاً بالموجات الصوتية أو بمنظار وتتم إزالة الحاجز جراحياً، ويتسبب أيضاً ظهور الأورام الليفية في الرحم، خاصة إذا امتدت إلى تجويف الرحم في حدوث الإجهاض ومن السهل إزالة هذه الأورام جراحيا ولكن أحياناً لا يكون في الإمكان إزالة الورم بدون إزالة الرحم.وتؤدى إصابة الأم بمرض البول السكري "السكر" أو الالتهاب الكلوي المزمن أو الضغوط النفسية أو قلة الغذاء إلى الاجهاض ولا ننسى أن حوادث السقوط أو الارتطام يمكن أن تؤدي إلى انفصال الجنين عن جدار الرحم مما يسبب الاجهاض وتشير أيضًا بعض الدراسات إلى أن نسبة الإجهاض أعلى من النسبة الطبيعية عند المدخنات ولذلك يجب امتناع الحامل عن التدخين. وتكرار الإجهاض - من وجهة نظر د. صفوت- لا يعني بالضرورة ثبات فترة الحمل في كل مرة ولكنها تختلف من مرة إلى أخرى فقد يحدث الإجهاض الأول في الشهر الخامس ثم ينتهى الحمل الذي يليه في الشهر السابق والذي يليه في الثامن وفي كل مرة يكون الطفل حياً وطبيعيًا ولكنه يموت بسبب صغر عمره ووزنه وهذه الحالات تفسر بعدم اكتمال نمو عضلات الرحم والتي تتحسن تدريجيًا من حمل إلى آخر. ويشير د. صفوت شلبي إلى أهم الأجزاء التي تساعد على استمرار الحمل وهي المنطقة ما بين جسم الرحم وعنقه وهي تعتبر الصمام الذي يسمح لجسم الرحم بالتمدد وكبر الحجم بعد الشهر الثالث من الحمل بدون أن ينفتح عنق الرحم.فإذا تهتكت هذه المنطقة أو كانت ضعيفة فإن عنق الرحم يتمدد مع كبر حجم الرحم وينزل الجنين وقد تتهتك هذه المنطقة نتيجة سابقة أو نتيجة عملية توسيع لعنق الرحم خاصة أثناء عملية الإجهاض المفتعل وينتج عن ذلك إجهاض متكرر بعد الشهر الرابع والعلاج في هذه الحالة يكون جراحيًا. ويضيف : "إن الإجهاض الذى يحدث تلقائياً أياً كانت أسبابه ليس له أثر على الخصوبة في المستقبل أما الإجهاض المفتعل الذي يتم بدون أي سبب طبي له مضاعفات كثيرة لأنه غالباً يتم هذا الإجهاض عن طريق الجراحة بإجراء عملية توسيع لعنق الرحم ولهذه العملية مضاعفات كثيرة فقد يحدث تمزق لعنق الرحم مما يؤدي إلى الإجهاض المتكرر بعد ذلك وقد يتسبب في حدوث ثقب في الرحم ونزيف داخلي يستوجب عملية استكشاف فوري قد يزال فيها الرحم وتنتهي الخصوبة نهائياً ومن الشائع حدوث تلوث ميكروبي ينتهي بانسداد الأنابيب أو قد يحدث نزف شديد قد يؤدي إلى حدوث العقم لأن الإجهاض المفتعل يؤدي إلى عدم القدرة على الإنجاب نهائياً لذلك يجب عدم اللجوء إلى الإجهاض إلا للضرورة الطبية"• وينصح د•صفوت بأهمية إجراء الفحوصات قبل الزواج لاكتشاف وجود أي أمراض حتى يتم السيطرة عليها والامتناع عن تناول أي دواء في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل إلا باستشارة الطبيب والابتعاد عن تناول المخللات والسجائر، بالإضافة إلى الراحة وعدم القيام بأي مجهود زائد ويؤكد أيضاً على أهمية المتابعة المبكرة للحمل حتى نتجنب حدوث الاجهاض.

وكالة الصحافة العربية