[FONT="]خلق الله بني أدم على هذه البسيطة وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنه ، ومن أهم هذه النعم التي تكمن في جسد هذا الإنسان الضعيف هي الحواس الخمس [/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="]ـ ( السمع ، البصر ، والشم ، واللمس ، والتذوق ) كلها مجتمعة تؤثر وتتأثر بما ومن حولك ، وتجتمع لتعلن لك شخص اسمه أنت …مع فطرتك السليمة النقية ستتأثر بماذا تعلمت ، وماذا اكتسبت وماذا قدّر لك وينسى الإنسان في خضم الحياة ..شكر الله ... على ما أعطاه من حواسه الخمس ويلجأ إلى الله عندما يصيبه عارض يعكر عليه صفو حواسه ، ويرتجيه إلى أن يدعو الله ويرجع إلى ذكره وطلب شفائه ، فتطلبه حواسه الخمس المخلوقة للعودة والرجوع للخالق لكننا نتصف دائما بالجحود ونكران الجميل . بل لا نستحي من الخالق، وهو الغفور الرحيم ذو الجلال والإكرام ، سبحان الله وسرعان ما نعود لحالة النسيان أو التناسي أو لنقل بمعنى واضح الجحود[/FONT][FONT="]!!. [/FONT]
[FONT="]يأتي الإنسان من مجلسه وقد سمع عتابا أو كلاما جارحا أو غيبة أو حتى غناء سخيفا ماجنا ، فلا تبالي أذناه بما سمعت ولا حتى نفسه تتجرأ بتغيير ناجح نحو الأفضل، والأصلح للسمع والأذن والنفس في النهاية ، فبمجرد سماعه في جلسة غيبة ونميمة يغتاب شخص أخر ولم يحرك ساكنا ولو بكلمة يدافع عن ذلك الشخص المتحدث عنه ، أو يقوم بإلقاء النصح على الشخص الذي يسعى بالغيبة ، فإنه يعتبر مشارك في هذه الغيبة والنميمة[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]لقد أنعم الله علينا بنعمة البصر ، المتجلية في هذا الجزء الدائري الصغير المسمى بالعين ، وقد تشربت كل ألوان الطبيعة والجمال فلا تشكر الله ، بل تتجرأ وتنظر بوقاحة النفس البشرية الأمارة بالسوء وتعلن الحسد وعدم الرضى ، وتخون صاحبها كما يخونها صاحبها فتشهد عليه (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) سبحان الله تلك العيون تفضح صاحبها .. في حزنه ، في فرحه ، في غضبه ، في خوفه ، في حيائه وكذبه ، والأدهى من ذلك حتى في موته ، فتسأل العين عما قام بها صاحبها في دنياه فتشهد عليه بأنه نظر إلى كذا وكذا من المحرمات التي نهى الخالق عز وجل النظر إليها لما يسبب ذلك إذاء للآخرين[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]إن حاسة البصر فهي بحد ذاتها علميا ـ عالم خاص عجيب بذاته يجعل النفس تسبّح بعظمة وبديع صنع الله. فالله يصنع ويخلق الأفضل ، هناك الكثير من الأمثلة الفريدة إلا أن مثالا سأذكره هنا يوضح قدرة الله في خلق العين والبصر … قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف ، فقط اقرأ قوله تبارك " وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود ، ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشمال، وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد، لو اطّلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا" آية 18. يا له من منظر مرعب لكنه يحكي لنا إعجازا علميا رائع.. كالآتي[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]- [/FONT]
[FONT="]ـ لقد بيّن علم وظيفة العين أن الخلايا النظرية الموجودة في شبكة العين تضعف وتموت تدريجيا إذا بقيت مدّة طويلة في الظلام، والله سبحانه وتعالى جعل أصحاب الكهف أيقاظا !! كيف ؟ بترك جفون العيون مفتوحة!! وسترها ؟ الله أعلم ربما كان ذلك لحفظ عيونهم من العمى حتى لا تتلف شبكية عيونهم . فهل لنا إلا أن نشكر الله على نعمة الإبصار ، وهي أيضا مصدرا لدخول الجنة فسبحان الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="]:" [/FONT][FONT="]إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما بالجنة، يريد عينيه". رواه البخاري. والحمد لله والشكر عدد خلقه وبديع صنعه ..ألم نقرأ دعاءً لرسولنا الكريم يقول فيه: " اللّهم عافني في بدني، اللّهم عافني في سمعي ، اللّهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت[/FONT][FONT="]".[/FONT]
[FONT="]2- [/FONT][FONT="]ـ ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشمال: إنه أسلوبعلمي أساسي في العناية بالمقعدين والمرضى المشلولين يتبعه الطب الحديث في تقليب الجسد كل ساعتين منعا لحصول أعراض خطيرة ووقاية لتقرحات قاتلة… فسبحان الله[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]ـ 3 ـ وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد يعني أن كلبهم متيقظ وينام على جنبه ويخيف كل من يتقرب إليه وهذا الوضع يمنع عنه العمى والتقرح… فسبحان الله [/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]4- [/FONT][FONT="]ـ أنعتبرسباتهم كان صياما وهو ما يتعلق بحاستي التذوق والشم وما أعظم الصيام الذي لا يصحبه فسق ولا جحود فهو أصح للجسد وأفضل علاج لكثير من الأمراض مثل مجاهدة الكفر والفسق وأخيرا ، كثيرة هي نعم الله ، نحن نملك حواسا كثيرة حرم منها الكثير فالحمد لله، نحاول عن طريقها الاستدراك ، لعل وعسى نستدرك أياما ضاعت لم نشكر فيها الخالق ولم نتح لحواسنا الخمس الفرصة في شكره فسبحان الله والحمد لله على نعمه وحسن عطائه والسلام[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]تأتي النفس البشرية المطعم الحلال أو الحرام ولا تبالي فهي تعيش على ذلك منذ زمن ، ولم تتعود السؤال فهي تتذوق كل ما لذ وطاب من أطايب الطعام ، كل شيء صار فيه جانب تذوق ، فاللسان سخرها رب العباد للإنسان من أجل تذوق نعمه التي أنعمها عليه في دنياه الفانية والتي كسبها بالرزق الحلال ، لكن هذا الإنسان شرع بأكل أموال الناس بالباطل ، وكسب الرزق بطرق متعددة غير شرعيه ، بطرق الربا المحرم شرعا ، وبطرق استغلال حاجة الناس إلى المادة فيقوم برفع السلع عليهم واحتكارها إذا كان مثلا تاجرا ، أو إقراضهم واستغلال حاجتهم للمادة بطلب زيادة عن المبلغ الأصلي وهذا محرما شرعا القيام به ، هنا تلك المبالغ التي يكسبها تكون مذاق ما يشراء بها محرم ، كون أن وسائل كسبها أتت من طرق محرمة[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="]لكن نظرنا إلى جانب أخر الإيجابي عندما تسخر اللسان للذكر ، فما أحلى أن تتذوق معاني القرآن الكريم[/FONT][FONT="] فهي البلسم لمكدرات نفسية كثيرة ، وما أحلى أن تسخر في ذكر الله ، وما أحلى الكلام الطيب الذي يتفوه به اللسان عندما يوجه بهدف إصلاح الأمة وهديها بالابتعاد عن طريق الضلال وعصيان المعبود إلى طريق الهداية والرشاد هذا إذا استغلت اللسان استغلالا يليق بها كنعمة يجب على الإنسان شكر خالقه عليها[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]ــ[/FONT]
[FONT="]فتتاح للنفس البشرية حاسة الشم بمختلف الأنواع الحلال والحرام ولا تبالي عقوق القلب السليم ، فنجدها تشم أنواع الخمور المحرمة أصلا ، ولم يكن تحريمها عبثا ، وإنما جاء التشريع بتحريمها لما فيها من أضرار على النفس البشرية ، لكون أن العقل البشري إذا خالطه شيء من هذه الأنجاس ، فأنه حاسته وذاكرته تتغير ويصبح هذا الإنسان الضعيف شبه والعياذ بالله مثل الحيوان في تصرفاته ، فنجده لا يفقه ما يقول وما يحمد التصرف ، فكم من نفس دمر الخمر عقلها ، فشرعت باقتراف أفعالا غير طيبة كالشروع في الزنا والقتل ، وكذلك متعاطي المخدرات بالشم فشرع بيده في تدمير هذه الحاسة بعيدا لما سخرها رب العباد[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]ــ[/FONT]
[FONT="]ثم تأتي الأماكن الكثيرة تتفنن حاسة اللمس في تصوير الحلال أو الحرام ولا تبالي إلا في زمن المرض والحاجة للشفاء والرجوع إلى الله ، ونبدع في تصوير جمال كل هذه الحواس فقط لغرض في أنفسنا وبغية السوء ونشر الرذيلة أما فيما يخص نشر الفضيلة فعفوا صار هذا نوعا من انعدام الذوق والجحود!! بل إنه ينكر عليك[/FONT][FONT="] !![/FONT]
[FONT="]فنجد مثلا شابا يلمس بيده مفاتن فتاة خرجت معه في جلسة خلوية غير مشروعة لا يربطهم أي رباط شرعي ، ونسي هذا العبد أن عين الله تراقب تصرفاته ، وبمقدوره أن ينتزع منه هذه النعمة في غمضة عين[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]لقد أظهر العلم الحديث بلاغة وإعجاز العلم القرآني الواضح في تفسير لماذا تقدمت حاسة السمع حاسة البصر ، وذلك لأنه بات معروفا الآن في علم الأجنة أن حاسة السمع في خلق الأذن وما يتعلق بعملها تتقدم بأسبوع واحد فقط عن تخلّق البصر ويكون التخلق بقدرة الله ، حيث حددت بعض الأوساط الطبية أن تخلّق السمع يبدأ في الأسبوع الثالث من الحمل ويتبعه بأسبوع تخلّق البصر، فالسمع الأساس لنمو مدارك الطفل العقلية والشعورية مثل تهيئتها لتعلم مخارج الحروف بداية بالسماع للكلام ومن ثم نطقها تبعا للسمع والمحاكاة لما يسمعه، ولولاه لتعثر التعلم والفهم ، وهي نعمة كبيرة فيها يبدأ نمو عقل جديد وحياة جديدة، والحمد لله هي تذّكرنا بالكلمة الطيبة قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا طنت إذن أحدكم فليذكرني وليصل عليّ وليقل[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]ذكر الله من ذكرني بخير". رواه الحكيم وابن أنس والطبراني عن أبي رافع رضي الله عنه فهل نتعلم كيف نحافظ على هذه النعمة ونصونها من التحول إلى النقمة[/FONT]
[FONT="]فربنا جل وعلا أعطانا من النعم مالا تعد ولا تحصى ولعل من أجلها نعمة الحواس الخمس[/FONT][FONT="] ..[/FONT]
[FONT="]فنعمة السمع على سبيل المثال نعمة عظيمة لا تعوض بثمن[/FONT][FONT="]!![/FONT]
[FONT="]من أعطاك إياها في حين حرم غيرك منها؟؟[/FONT]
[FONT="]أليس الله جل وعلا؟؟[/FONT]
[FONT="]يقول سبحانه: ( ولئن شكرتم لأزيدنكم[/FONT][FONT="])[/FONT]
[FONT="]إذن لماذا أستعمل هذه النعمة في سماع الحرام من غناء وغيره ؟؟[/FONT]
[FONT="]أهذا شكرها؟؟[/FONT]
[FONT="]يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي[/FONT][FONT="] :[/FONT]
[FONT="]([/FONT][FONT="]إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، أرزق يشكر سواى ، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلىّ صاعد ، أتودد إليهم بالنعم وأنا الغنى عنهم ! ويتبغضون إلىّ بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إلى سؤالي العريض هنا[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]أليس الذي أعطاك النعم بقادر على أن يسلبك إياها في طرفة عين ؟؟[/FONT]
[FONT="]بلى والله[/FONT][FONT="] !![/FONT]
[FONT="]فالبدار البدار يا أخواتي بالتوبة والاستغفار[/FONT][FONT="]..[/FONT]
[FONT="]فحب ألحان الغناء وحب قرآن * في قلب عبد ليس يجتمعان[/FONT][FONT="] ..![/FONT]
[FONT="]وفي البيت الآخر يقول الشاعر البليغ[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]تعصي الإله وأنت تظهر حبه ** هذا لعمري في القياس بديع[/FONT][FONT="]![/FONT]
[FONT="]لو كان حبك صادقا لأطعته ** إن المحب لمن يحب مطيع[/FONT][FONT="] !![/FONT]