* إيالون : المفاوضات في وقت ما من الشهر القادم.

* عريقات: من السابق لأوانه التكهن بموعد محدد.

عواصم - وكالات

الرفض الإسرائيلي للمطالب الفلسطينية الخاصة بوقف الأنشطة الاستيطانية في القدس الشرقية شكل على مدار الفترة الفائتة العائق الرئيسي أمام استئناف العملية التفاوضية بين الطرفين إلا أن الأيام القليلة الفائتة شهدت بعض التسريبات الإعلامية تشير لموافقة حكومة تل أبيب على تجميد واقعي لعمليات بناء المستوطنات في المناطق المتنازع عليها على مدار الشهور الأربعة القادمة وعلى الرغم من عدم استعدادها للاعتراف بهذا التنازل بصورة علنية إلا أن مصادر فلسطينية أشارت إلى إمكانية قبوله حينما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات "من الممكن أن نقبل تجميدا غير معلنا وفعليا للبناء في القدس الشرقية" وأشارت مصادر إلى توصل إسرائيل والفلسطينيين إلى تفاهم بوساطة أمريكية، بما يسمح بدء مفاوضات السلام غير المباشرة التي طال انتظارها في أوائل مايو القادم.

وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعضاء كتلة الليكود في تل أبيب بإمكانية استئناف المحادثات مع الفلسطينيين. وقال نتانياهو :"سأكون سعيدا للغاية إذا ما حدث ذلك فعلا الأسبوع القادم".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إنه يعتزم طرح أفكار توافقية، التي قدمها له المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل مطلع هذا الأسبوع، على قادة الدول العربية في القاهرة في أول مايو المقبل للموافقة عليها. وقال، في حديث للقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي من رام الله :"نأمل أن يكون الرد إيجابيا".

ويبدو أن ميتشل نجح في تحقيق اختراق خلال محادثاته في إجازة الأسبوع في القدس ورام الله . وتتمثل نقطة الخلاف الرئيسية في النزاع على سياسات الاستيطان الإسرائيلية.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن حكومة تل أبيب وافقت على تجميد واقعي لعمليات بناء المستوطنات في المناطق المتنازع عليها على مدار الشهور الأربعة القادمة غير أنها لن تعترف بهذا التنازل بصورة علنية.

وفي الإطار نفسه رفض بنيامين بن إليعازر ، وزير البنية الأساسية الإسرائيلي، تأكيد التقارير الإعلامية غير أنه قال لراديو إسرائيل إنه "بإمكاني القول لكم إن مخرجا جديدا تم التوصل إليه".

ومن جهته قال داني إيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أمس الأربعاء إن إسرائيل تتوقع استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين التي تتوسط فيها الولايات المتحدة في وقت ما من الشهر القادم.

وجاءت تصريحات إيالون متفقة مع تصريحات سابقة لمسؤولين إسرائيليين عبروا خلالها عن تفاؤلهم بشأن استئناف المحادثات المجمدة منذ ديسمبر العام 2008.

وحين سئل إيالون خلال حديث مع راديو إسرائيل عن الموعد الذي يمكن أن تستأنف فيه المحادثات قال "لم يتحدد موعد نهائي بعد لكن تقديري هو أنه خلال نحو أسبوعين".

وكان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي يتحدث من واشنطن حيث أجرى محادثات مع مسؤولين أمريكيين. وعلى الجانب الفلسطيني أكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات أنه من السابق لأوانه التكهن أو التعويل أو القول أو تحديد موعد استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل.

وقال عريقات في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين) أمس "إننا منذ البداية ومعنا العرب قلنا نعم لهذه المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل قبل أن يعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في شهر مارس الفائت عن طرح عطاء لبناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية وهو الأمر الذي طالبنا بوقفه".

وعبر عريقات عن الأمل "أن تختار الحكومة الإسرائيلية السلام إذا ما خيرت بينه وبين الإستيطان". وشدد على "أن ما يعنينا الآن ليس ما يقال هنا وهناك إنما ما يهمنا هو الحقائق على الأرض والمراقبة لضمان إعطاء عملية السلام ما تستحق" في إشارة إلى ما يتردد عن موافقة إسرائيل سرا على وقف الاستيطان.

وأضاف "أن المحادثات مع الجانب الأمريكي بشأن إمكانية عملية السلام ما زالت مستمرة وحال استكمالها سنتوجه يوم السبت القادم إلى القاهرة حيث الاجتماع الوزاري للجنة المتابعة العربية لنضع أمامها نتائج المحادثات والمداولات التي جرت".

وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس وبعد اجتماعات القاهرة سيضع نتائج اجتماع القاهرة أمام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لاتخاذ القرار إزاء إمكانية إجراء مفاوضات مع إسرائيل.

وقال "عندما توقف إسرائيل كل النشاطات الاستيطانية سيصار إلى مفاوضات مباشرة معها وليس غير مباشرة" مشيرا إلى أن اقتراح إجراء مفاوضات غير مباشرة يعني أن السيناتور ميتشل سيقوم بالذهاب إليهم والقدوم إلينا كما فعل خلال الفترة الفائتة.

ووفق صحف إسرائيلية فقد رد نتانياهو على مطالب الرئيس باراك أوباما وقف الاستيطان في القدس "لم يكن لا لكنه أيضا لم يكن نعم إنما هو أقرب من تعليق البناء والذي طلب أن يكون الاتفاق بشأن تجميده سرا".

واعتبر عريقات أن من السابق إطلاق أحكام مبكرة بشأن جهود المبعوث ميتشل لاستئناف المفاوضات مشددا على أن المباحثات مع الجانب الأمريكي ما زالت مستمرة وحال معرفة كل التفاصيل سيصار إلى طرح الأمر على الشعب الفلسطيني.