[B]التنافس في الحياة الزوجية
ومما لا شك فيه أن التنافس بين الزوجين حافز إيجابي ويساهم في الإبداع والإنتاج والتحصيل .. وهناك التنافس المقبول الإيجابي ولكن هناك التنافس المدمر والصراع الذي يمكن أن يكون عامل هدم في العلاقات الإنسانية عموماً وفي العلاقات الزوجية خصوصاً .. ولا بد من القول أن العصر الحديث وقيمه التي تشجع على الفردية والأنانية والتنافس .. لها دورها في زيادة حدة التنافس وإشعاله بين الأزواج ومن ثم ازدياد الاختلاف والصراع .. ولا يعني ذلك أن التنافس لم يكن موجوداً قديماً ولكن ربما كان بدرجات أقل أو أشكال مختلفة .
عقدة التفوق وأثرها المدمر في الحياة الزوجية
بواعث عقدة التفوق
من أجل البحث عن بواعث الحالات المرضية التي يصاب بها أحد الزوجين ومعرفة الأسباب التي تكمن وراءها أو الحد منها والتخفيف من آثارها على الطرف الآخر لابد من الإشارة إلى ما يلي:
أـ الغرور الفارغ
ربما تدفع المرء بعض الحالات الخاصة إلى الاحساس بالغرور الفارغ، فربما يحصل على ثروة أو يتسنم منصبا فيظن أن ذلك يجعل له حقا استثنائيا في استرقاق الآخرين، إذ يتصورهم أقل شأنا وأدنى إدراكا وفهما، وأن عليهم أن يكونوا تابعين له يسلمون لآرائه وأفكاره وخططه.
ب ـ حب السيطرة
من العادات الخاطئة التي تترسب في النفوس منذ أيام الطفولة وقد تمتد فتشمل العمر كله هي الدلال الذي يشعر به بعضهم فيصور له الآخرين مجرد خدم لا شغل لهم سوى تلبية طلباته. ومما يزيد الطين بلة هو استمرارها حتى بعد الزواج وتشكيل الأسرة، إذ يتصور أحدهم شريكه في الحياة كما لو كان خادما يجب عليه أن يلبي جميع طلباته، غافلا عن أن ذلك يعني هدرا لكرامة من يقاسمه هموم الحياة. وتعد هذه الحال مرضا نفسيا وظاهرة مدمرة تنسف أسس الحياة إذا لم تعالج في الوقت المناسب.
ج ـ النرجسية
من دواعي الأسف أن الكثير منا لا يزال أسيرا لهوى نفسه، يلهث وراء رغباتها، لا يرى شيئا ولا أحدا سوى نفسه فقط.
وإذا كان لهذا آثاره السلبية في الحياة الاجتماعية فإن له آثارا مدمرة في الحياة الزوجية، لأنه يتناقض تماما مع متطلبات الحياة المشتركة والاعتراف بحقوق الطرف الآخر ورؤاه، ولا يتوقف خطر ذلك على الزوج أو الزوجة، بل إن هذه الآثار تمتد لتشمل مصير الأطفال أيضا.
إن الأنانية والنرجسية تجعل الحياة ضيقة خانقة خاصة لمن يعانون ذلك، ثم يتحملون ـ لاعتبارات عديدة ـ كل هذه المساوئ الناجمة عن هذه الحال المرضية.
د ـ مركب النقص
يقف الشعور بالنقص وراء جنوح الإنسان للتكبر وذلك في محاولة للتعويض. فعندما نرى شخصا يسير في خيلاء مصعرا خده للآخرين لابد وأنه يعاني في أعماق نفسه خواء وشعورا مريرا بالحقارة.
وقد يكون للأزمات التي تعصف بحياة بعض الناس وعجزهم عن الدفاع والمقاومة دور في ظهور هذه العقد في نفوسهم تؤدي بهم في النهاية إلى الميل نحو التكبر والاستعلاء على الآخرين.
إن حلاوة الحياة المشتركة تكمن في تلك الألفة والمودة التي تربط الزوجين بوشائج متينة، حيث تذوب خلالها جميع الفروقات بينهما في اتحاد فريد؛ وعندما يبدأ الزوجان بالمقارنة بينهما عندها تقرأ الفاتحة عليها وعلى حياتهما معا.
ومن الخطأ الجسيم أن يحاول المرء توظيف موقعه مهما بلغ من العلو في علاقاته مع زوجه وشريك حياته، أو يسعى إلى تحقير الطرف الآخر الذي يجد نفسه مضطرا للبحث عن عيوبه، ومن ثم التشهير بها..
ضرورة التغيير
إن مصلحة الأسرة تتطلب من الزوجين البحث عن السبل التي تؤدي إلى اتحادهما وتضامنهما بروح من المحبة؛ يجدر بهما أن يلاحظا ذلك في أحاديثهما، في طريقة تفكيرهما ومواقفهما، ينبغي أن يكون سلوكهما باعثا على الأمل في الحياة والثقة بالمستقبل.
أية لذة يجنيها الزوج إذا حول زوجته إلى إنسانة تشعر بالمهانة والذل من أجل أن يروي ظمأه وتعطشه للتفوق والاستعلاء؛ وأي مجد سيحصل عليه إذا جعل من زوجته بوقا يسبح بحمده ليل نهار.
نعم إن الرجل سيد الأسرة ما في ذلك شك، ولكن عليه أن يعي مسؤوليته جيدا في إدارة الأسرة كهم كبير لا كمركز يستدعي التفاخر والاعتداد.
إن ثقافتنا كمسلمين تدعونا إلى ذلك.. تدعونا إلى أن نفكر في سعادة أسرنا.. أن ننأى بأنفسنا عن كل ألوان الأنانية، والعمل بكل ما من شأنه بناء مجتمعنا بلبنات متينة متماسكة، وهذا ما يجعل حياتنا جميعا بسيطة جميلة.
طريق الحياة
أن يتجمل الزوجان لبعضهما أمر حسن لا يحتاج إلى نقاش أو بحث، أو أن يكون أحدهما في نظر الآخر عزيزا غاليا هو الآخر لا غبار عليه، ومن وجهة نظر الإسلام كنظام اجتماعي فإنه يحث المرء على أن ينظر إلى زوجه وشريكه في الحياة على أنه المعشوق الوحيد في هذه الدنيا.
على أن هذا لا يستدعي التمثل والتظاهر، بل ينبغي أن تكون العلاقات صميمية يسودها الصفاء والسلام، ينبغي أن يكون هناك تعاون في كل شؤون الحياة.. أن تكون هناك مشاركة مخلصة بين الزوجين وتقاسم هموم الحياة بكل حلاوتها ومرارتها. لقد منح الله الإنسان العديد من النعم التي لا يمكن إحصاؤها ولا يليق بالإنسان كإنسان، أن يوظف تلك الهبات الإلهية في طريق الآثام.
وأخيرا يوصي الإسلام الزوجين بتعزيز أواصر الألفة بينهما، وأن لا يتوقفا عند مسألة هامشية كالذوق مثلا أو اختلاف الرؤية، بل عليهما أن يعملا ـ ما أمكنهما ـ على توحيد ذوقيهما وطريقة تفكيرهما بعيدا عن روح التفوق والسيطرة التي تتناقض مع مشاعر الحب الصادق والمودة العميقة.
ينبغي أن يكون عش الزوجية دافئا زاخرا بالحب والحنان لا معسكرا تدوي فيه صرخات الأوامر التي لا تقبل النقاش.
إن الإحساس بالغرور، والفظاظة في التعامل يجعلان الحياة الزوجية جحيما لا يطاق، ولذا فإن طريق السعادة الزوجية يتطلب الاعتدال والتسامح والتحمل، وإذا كان تفوق لأحد الزوجين على الآخر فإن ذلك يستدعي الشكر لله، لا أن يكون مدعاة لقمع من يعيشون معنا في ظلال الأسرة الوارفة.
ومما لا شك فيه أن التنافس بين الزوجين حافز إيجابي ويساهم في الإبداع والإنتاج والتحصيل .. وهناك التنافس المقبول الإيجابي ولكن هناك التنافس المدمر والصراع الذي يمكن أن يكون عامل هدم في العلاقات الإنسانية عموماً وفي العلاقات الزوجية خصوصاً .. ولا بد من القول أن العصر الحديث وقيمه التي تشجع على الفردية والأنانية والتنافس .. لها دورها في زيادة حدة التنافس وإشعاله بين الأزواج ومن ثم ازدياد الاختلاف والصراع .. ولا يعني ذلك أن التنافس لم يكن موجوداً قديماً ولكن ربما كان بدرجات أقل أو أشكال مختلفة .
عقدة التفوق وأثرها المدمر في الحياة الزوجية
بواعث عقدة التفوق
من أجل البحث عن بواعث الحالات المرضية التي يصاب بها أحد الزوجين ومعرفة الأسباب التي تكمن وراءها أو الحد منها والتخفيف من آثارها على الطرف الآخر لابد من الإشارة إلى ما يلي:
أـ الغرور الفارغ
ربما تدفع المرء بعض الحالات الخاصة إلى الاحساس بالغرور الفارغ، فربما يحصل على ثروة أو يتسنم منصبا فيظن أن ذلك يجعل له حقا استثنائيا في استرقاق الآخرين، إذ يتصورهم أقل شأنا وأدنى إدراكا وفهما، وأن عليهم أن يكونوا تابعين له يسلمون لآرائه وأفكاره وخططه.
ب ـ حب السيطرة
من العادات الخاطئة التي تترسب في النفوس منذ أيام الطفولة وقد تمتد فتشمل العمر كله هي الدلال الذي يشعر به بعضهم فيصور له الآخرين مجرد خدم لا شغل لهم سوى تلبية طلباته. ومما يزيد الطين بلة هو استمرارها حتى بعد الزواج وتشكيل الأسرة، إذ يتصور أحدهم شريكه في الحياة كما لو كان خادما يجب عليه أن يلبي جميع طلباته، غافلا عن أن ذلك يعني هدرا لكرامة من يقاسمه هموم الحياة. وتعد هذه الحال مرضا نفسيا وظاهرة مدمرة تنسف أسس الحياة إذا لم تعالج في الوقت المناسب.
ج ـ النرجسية
من دواعي الأسف أن الكثير منا لا يزال أسيرا لهوى نفسه، يلهث وراء رغباتها، لا يرى شيئا ولا أحدا سوى نفسه فقط.
وإذا كان لهذا آثاره السلبية في الحياة الاجتماعية فإن له آثارا مدمرة في الحياة الزوجية، لأنه يتناقض تماما مع متطلبات الحياة المشتركة والاعتراف بحقوق الطرف الآخر ورؤاه، ولا يتوقف خطر ذلك على الزوج أو الزوجة، بل إن هذه الآثار تمتد لتشمل مصير الأطفال أيضا.
إن الأنانية والنرجسية تجعل الحياة ضيقة خانقة خاصة لمن يعانون ذلك، ثم يتحملون ـ لاعتبارات عديدة ـ كل هذه المساوئ الناجمة عن هذه الحال المرضية.
د ـ مركب النقص
يقف الشعور بالنقص وراء جنوح الإنسان للتكبر وذلك في محاولة للتعويض. فعندما نرى شخصا يسير في خيلاء مصعرا خده للآخرين لابد وأنه يعاني في أعماق نفسه خواء وشعورا مريرا بالحقارة.
وقد يكون للأزمات التي تعصف بحياة بعض الناس وعجزهم عن الدفاع والمقاومة دور في ظهور هذه العقد في نفوسهم تؤدي بهم في النهاية إلى الميل نحو التكبر والاستعلاء على الآخرين.
إن حلاوة الحياة المشتركة تكمن في تلك الألفة والمودة التي تربط الزوجين بوشائج متينة، حيث تذوب خلالها جميع الفروقات بينهما في اتحاد فريد؛ وعندما يبدأ الزوجان بالمقارنة بينهما عندها تقرأ الفاتحة عليها وعلى حياتهما معا.
ومن الخطأ الجسيم أن يحاول المرء توظيف موقعه مهما بلغ من العلو في علاقاته مع زوجه وشريك حياته، أو يسعى إلى تحقير الطرف الآخر الذي يجد نفسه مضطرا للبحث عن عيوبه، ومن ثم التشهير بها..
ضرورة التغيير
إن مصلحة الأسرة تتطلب من الزوجين البحث عن السبل التي تؤدي إلى اتحادهما وتضامنهما بروح من المحبة؛ يجدر بهما أن يلاحظا ذلك في أحاديثهما، في طريقة تفكيرهما ومواقفهما، ينبغي أن يكون سلوكهما باعثا على الأمل في الحياة والثقة بالمستقبل.
أية لذة يجنيها الزوج إذا حول زوجته إلى إنسانة تشعر بالمهانة والذل من أجل أن يروي ظمأه وتعطشه للتفوق والاستعلاء؛ وأي مجد سيحصل عليه إذا جعل من زوجته بوقا يسبح بحمده ليل نهار.
نعم إن الرجل سيد الأسرة ما في ذلك شك، ولكن عليه أن يعي مسؤوليته جيدا في إدارة الأسرة كهم كبير لا كمركز يستدعي التفاخر والاعتداد.
إن ثقافتنا كمسلمين تدعونا إلى ذلك.. تدعونا إلى أن نفكر في سعادة أسرنا.. أن ننأى بأنفسنا عن كل ألوان الأنانية، والعمل بكل ما من شأنه بناء مجتمعنا بلبنات متينة متماسكة، وهذا ما يجعل حياتنا جميعا بسيطة جميلة.
طريق الحياة
أن يتجمل الزوجان لبعضهما أمر حسن لا يحتاج إلى نقاش أو بحث، أو أن يكون أحدهما في نظر الآخر عزيزا غاليا هو الآخر لا غبار عليه، ومن وجهة نظر الإسلام كنظام اجتماعي فإنه يحث المرء على أن ينظر إلى زوجه وشريكه في الحياة على أنه المعشوق الوحيد في هذه الدنيا.
على أن هذا لا يستدعي التمثل والتظاهر، بل ينبغي أن تكون العلاقات صميمية يسودها الصفاء والسلام، ينبغي أن يكون هناك تعاون في كل شؤون الحياة.. أن تكون هناك مشاركة مخلصة بين الزوجين وتقاسم هموم الحياة بكل حلاوتها ومرارتها. لقد منح الله الإنسان العديد من النعم التي لا يمكن إحصاؤها ولا يليق بالإنسان كإنسان، أن يوظف تلك الهبات الإلهية في طريق الآثام.
وأخيرا يوصي الإسلام الزوجين بتعزيز أواصر الألفة بينهما، وأن لا يتوقفا عند مسألة هامشية كالذوق مثلا أو اختلاف الرؤية، بل عليهما أن يعملا ـ ما أمكنهما ـ على توحيد ذوقيهما وطريقة تفكيرهما بعيدا عن روح التفوق والسيطرة التي تتناقض مع مشاعر الحب الصادق والمودة العميقة.
ينبغي أن يكون عش الزوجية دافئا زاخرا بالحب والحنان لا معسكرا تدوي فيه صرخات الأوامر التي لا تقبل النقاش.
إن الإحساس بالغرور، والفظاظة في التعامل يجعلان الحياة الزوجية جحيما لا يطاق، ولذا فإن طريق السعادة الزوجية يتطلب الاعتدال والتسامح والتحمل، وإذا كان تفوق لأحد الزوجين على الآخر فإن ذلك يستدعي الشكر لله، لا أن يكون مدعاة لقمع من يعيشون معنا في ظلال الأسرة الوارفة.
[/B]
