إبراء-عبدالله الحارثي
تعد صناعة السجاد من الصناعات الزاخرة بأسرار التكوين والتركيب ولا يعرف تفاصيلها إلا عدد قليل من المهتمين بهذه الصناعة القديمة المتجددة، قديمة بنقوشها وخيوطها المصنوعة من الصوف والحرير وجديدة بطرازها ونماذجها العصرية وتداخل الألوان وتمازجها بخيوطها التركيبية وفنونها ،وتعد صناعة النسيج من الصناعات البيئية التي تستخدم الصوف النقي والطبيعي الذي يعتمد في تصنيعه في أغلب بلدان العالم على الخامات المحلية المتوفرة في كل بلد حيث تتم صناعته وفق رسومات وصور ونقوش يبدع فيها الحرفي فيصنع من خياله نسيجا تجتمع فيه الألوان والصور، وقد تم مؤخرا بولاية إبراء اختتام البرنامج التدريبي الخاص بدورة النسيج لصناعة السجاد اليدوي لعدد 50 متدربة من المواطنات من جميع ولايات المنطقة الشرقية وذلك برعاية معالي الشيخة عائشة بنت خلفان السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية وأقيمت بإشراف المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية وبتمويل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال حيث قام معهد مرج الزهور للتدريب بتنفيذ برنامج تدريب الفتيات لمدة ستة أشهر متتالية حيث انطلقت الدورة في 27 يونيو 2009م واستمرت لمدة ستة أشهر متتالية ووصلت التكلفة الإجمالية للبرنامج التدريبي 77 ألف ريال شاملة للأدوات والمعدات التدريبية والموصلات والمقر التدريبي وسكن للمتدربات من المناطق البعيدة بالإضافة إلى المنحة التدريبية وقام معهد مرج الزهور بمنح شهادات إتمام الدورة مصدقة من قبل وزارة القوى العاملة للمتدربات وذلك بعد انتهاء البرنامج التدريبي بنجاح ،وأتت هذه الدورة بهدف رفع المستوى الخاص للمشاركات وخاصة أسر الضمان الاجتماعي من خلال العمل وعدم الاتكالية وإيجاد مصادر دخل رديف لهن بالإضافة إلى رفع مستوى الفتيات في هذا المجال سواء الانضمام بعد ذلك في القطاعات العاملة في هذا المجال أو فتح مشاريع خاصة لهن في نفس هذا المجال حيث لم يسبق أن أقيمت مثل هذه الدورة فـــي ولايات المنطقة الشرقية ولأول مرة سيتم تدريب المشاركات على عمل السجاد الإيراني . وبعد انتهاء هذه الدورة طرحت المتدربات السؤال المهم ماذا بعد التخرج هل سيتم ضم هؤلاء الفتيات لبعض مصانع النسيج الموجودة بالسلطنة او هل سستتبنى وزارة التنمية إقامة مصنع للنسيج لإلحاق هؤلاء الفتيات فيه حيث يجب التخطيط من الآن لهؤلاء الخريجات خاصة أن الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال قدمت دعما آخر لهؤلاء المتدربات وصل الى 75 الف ريال
افتتاح مصنع
تحدثت المتدربة خالصة بنت عامر الغازية من ولاية إبراء : إن هذه الدورة فرصة لبنات المنطقة الشرقية كونها أقيمت لأول مرة والحمد لله حيث وجدت كل الدعم والتشجيع من قبل الأهل في المشاركة والتدريب على صناعة السجاد اليدوي كما توجد لدينا الرغبة الصادقة والأكيدة منذ الصغر لتعلم هذه المهنة وأتمنى افتتاح مصنع للسجاد اليدوي يضم بنات ولاية إبراء المشاركات بالدورة وأشجع جميع الفتيات باستغلال وقت فراغهن في تعلم مثل هذه الأعمال الحرفية العريقة، ونأمل من الجهات المختصة كالهيئة العامة للصناعات الحرفية مساندتنا بعد الدورة و افتتاح مشروع خاص بالمتدربات وعمل معرض خاص لعرض وبيع أعمالنا ، وأشكر جميع من وقف بجانبنا من سعادة والي إبراء والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال والمدربين وأتمنى لهم التوفيق والنجاح .
طموح
وأشارت المتدربة زكية بنت سلطان المرجبية من ولاية إبراء : من خلال علمي بإقامة دورة خاصة بصناعة السجاد اليدوي سارعت على الفور بالتسجيل حيث توجد لدي هواية الأعمال اليدوية حيث وجدت كل الدعم والتشجيع من الأهل للانضمام إلى هذه الدورة حيث تفاجأت بالاستفادة المتميزة خلال أول أسبوعين من الدورة ولم أتوقع هذا الاندماج والانخراط في هذه المهنة الممتعة حيث تلاشت جميع الصعوبات التي كنت أتوقعها والحمد لله جميع محاور الدورة سهلة بفضل الله سبحانه وتعالى والمدربين المتميزين وطموحي بعد اجتياز الدورة إقامة مشروع خاص لصناعة السجاد اليدوي وأتمنى أن نحصل على الدعم اللازم لذلك كما توجد لدي نية لنشر هذه المهنة بين أخواتي وصديقاتي واشكر جميع من وقفوا معنا لإقامة هذه الدورة التي نأمل منها الاستفادة بصورة اكبر .
تعليم الأجيال
وتناولت سليمة بنت خميس المعمرية من ولاية الكامل والوافي قصة دخولها في هذه الدورة حيث تقول : بعد انتهائي من إكمال الشهادة العامة وجدت نفسي متفرغة بصورة كاملة فكانت هذه الدورة فرصة ثمينة لايمكن تعويضها وفضلت الدخول فيها من أجل الاستفادة من صناعة السجاد اليدوي وساهم تشجيع الأهل في دخولي بهذه الدورة حيث وجدت استفادة واسعة من خلال معرفة طرق وأساليب صناعة السجاد اليدوي والمراحل التي يمر بها السجاد حتى اكتماله .وحول الصعوبات التي تواجهها خلال الفترة الحالية قالت المعمرية : الحمد لله لا توجد أية صعوبات بل وعلى العكس تم توفير جميع مقومات الراحة والرفاهية للمتدربات من مسكن ومأكل ووسائل نقل ونشكر كل من ساهم في إيجاد هذه الفرصة الثمينة لنا كما أطمح بعد اجتيازي الدورة إلى تدريب وتعليم الأجيال القادمة هذه المهنة المتميزة وأتمنى التوفيق والنجاح للجميع .
شكر وتقدير
كما التقينا بالمتدربة فتحية بنت سليمان البطاشية من ولاية دماء والطائيين حيث أعربت عن سعادتها بدخول هذه الدورة كونها أول دورة تقام على مستوى السلطنة وتقول : بادرت بالتسجيل والحمد لله وتم توفير جميع المستلزمات الأساسية لهذه الدورة وكذلك توفير سكن ووسائل نقل للمتدربات وبسبب الرغبة والإرادة والعزيمة والإصرار تمكنت من الانسجام مع هذه الدورة والاستفادة من جميع أطروحاتها القيمة واستوعبت جميع محاورها والآن أتمنى بعد اجتياز الدورة تدريب جميع الفتيات اللاتي أعرفهن حتى أنشر المعلومات التي استفدت منها لأكبر عدد ممكن لتعم الفائدة بصورة واسعة وأتمنى تخريج بنات أفضل مني حتى يعترفن بفضلي في تعليمهن هذه المهنة الرائعة فكل الشكر والتقدير لجميع من ساهم في إنجاح هذه الدورة .
السجاد العماني
المتدربة مياء بنت حمدان المالكية من ولاية إبراء قالت : تشجعت بالتسجيل في هذه الدورة عندما سمعت بإقامتها هنا في ولاية إبراء لإقامتي بالولاية وقربي من مكانها حيث حظيت بالتشجيع من قبل الأهل والحمد لله استفدنا خلال الأسبوعين الفائتين من الدورة وتعلمنا كيفية صناعة السجاد وطموحي يقودني إلى افتتاح مشروع خاص بي أحقق من خلاله جميع أحلامي بمنافسة العالم من خلال السجاد العماني كما أشجع جميع الفتيات على الانخراط في المهن الحرفية كصناعة السجاد والنسيج والتطريز وغيرها من المشغولات اليدوية التي تتلاءم مع الفتيات وأشكر وزارة التنمية الاجتماعية والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال على دعمهما الكبير لهذا البرنامج والشكر موصول لمكتب والي إبراء .
آفاق واسعة
المتدربة رحمة بنت سعود البطاشية من ولاية دماء والطائيين أشارت : إلى أن صناعة النسيج ليست بغريبة علينا نحن كعمانيين من حيث وجود صناعات مماثلة كان للآباء والأجداد تاريخ ضارب في هذه المهنة والحمد لله ومازال محافظ عليها من قبل الأبناء إلى يومنا هذا أما صناعة السجاد فتعتبر شيء جديد بالنسبة لنا من حيث طرق صناعته وأحببت هذه المهنة كثيرا بعد دخولي في هذه الدورة التي فتحت لي آفاقا واسعة نحو الإبداع والتميز وهذا بفضل تشجيع والدي وأخواتي وأتمنى من حكومتنا الرشيدة الاهتمام بهذه الفئة من المتدربات بعد اجتيازهن مراحل التدريب وذلك من خلال افتتاح مصانع لهذه المهنة يقمن بالعمل فيها لأن العديد من الأدوات الخاصة بهذه المهنة غير متوفرة بالسلطنة وتحتاج إلى جلبها من الخارج كما نعد بتقديم كل ماهو جديد من خلال عمل التصاميم الراقية والمتميزة بعد استفادتنا من الدورة وأيضا نحن على أتم الاستعداد لتدريب الفتيات على هذه المهنة الشريفة ونتمنى أن تكون هناك استمرارية لهذه الدورات وتشجيع افتتاح مشاريع خاصة لنا في هذا المجال وأشكر جميع من ساندنا ووقف بجانبنا في إنجاح هذه الدورة .