نواكشوط ـ أحمد ولد سيدي

قام هواة موريتانيون بدبلجة مقاطع من الفيلم الأمريكي الشهير "300" إلى "الحسانية" (اللهجة العامية لدى الموريتانيين) عابثين بسيناريو الفيلم ومستبدلين شخصياته بأسماء من عالم الإجرام في موريتانيا.

وقام الهواة الذين أطلقوا على أنفسهم "موفايريم" بنشر المقتطفات التي تناهز مدتها ربع ساعة مدبلجة بلغة شبابية موريتانية على موقع "الفيسبوك" التفاعلي وأيضا على موقع "اليوتوب".

ويحكي الفيلم في الأصل ، وهو من إخراج "زاك سنايدر" وبطولة "جيرار بولتر"، حرب "ترموبيلاس" التي وقعت بين الإمبراطور الفارسي "جرجس" وملك أسبرطه الإغريقي ليونيداس في القرن الخامس قبل الميلاد وهزم فيها الإغريق هزيمة نكراء غير أنهم أبانوا عن مقاومة بطولية حيث لم ينج من مقاتليهم غير واحد من أصل ثلاثمائة من خيرة رجال أسبرطه، و700 من حلفائهم.

وفي المشهد الذي يستقبل فيه الملك الإغريقي رسولا من الفرس لطلب الجزية ويرميه وحراسه في بئر بدل الخضوع لطلباته، قلب الهواة الموريتانيون المضمون رأسا على عقب ليحولوه إلى حوار متشنج بين مجموعة من الشباب المعروفين محليا باسم "جينكات" وهم (الشباب المنحرفين ثقافيا وأخلاقيا) ينتهي بإلقاء زميلهم، "إبراهيم 19" كما سماه الهواة، "القادم من الميناء (إحدى مقاطعات العاصمة نواكشوط) سيرا على الأقدام" في قعر البئر "لكي يحترم نفسه مستقبلا"!

أما في الجزء من الفيلم الذي توصي فيه الملكة الإغريقية زوجها ليونيداس بالثبات في المعركة وتعطيه قلادتها في إشارة وفاء، فقد عبث الشبان الموريتانيون بالحوار لتبدو الملكة، التي تؤدي دورها الممثلة البريطانية لينا هالدي، وكأنها تطلب من زوجها، "الأحرش" كما أطلق عليه الهواة، أن يبيع القلادة في سوق كلينيك أو سوق "كبتال (أسواق وسط نواكشوط)"!

وسيراً على نفس المنوال لعب الشبان الموريتانيون بأحد مشاهد استعدادات الجيش الإغريقي وأظهروا الملك الذي كان يتحدث إلى جنوده، كما لو كان رئيس شلة من الشباب يستعدون للذهاب إلى رياضة "اتكسكادي" ويطلبون منه إعارة سيارات تلائم المهمة!

وأظهر الهواة براعة كبيرة في تركيب الأصوات الحسانية على الحوار في الفيلم الأمريكي الشهير، وضمنوا نسختهم العديد من المواقف المضحكة التي نالت إعجاب رواد الإنترنت، لكن الحوار تضمن "في نسخته الحسانية" الكثير من العبارات السوقية التي انتقدها المتصفحون.