هامبورج-سيلكه كاتنكامب

قامت الكلبة بيلا بأول عملية إنقاذ لحياة إنسان في الرابعة والنصف فجراً، وبيلا من فصيلة سبتيز الألمانية التي تتميز بفرائها الأبيض وآذانها المنتصبة وذيلها المعقوف، ويتذكر صاحبها فليكس موللر أن بيلا بدأت فجأة في الهياج بينما كان نائما في الفراش مع زوجته، ثم قامت بيلا بخدش ذراعي موللر وبطنه إلى أن شعر بالألم.

وشعر موللر في البداية بالضيق من كلبته الأليفة، وحيث أنه مريض بالسكر فقد قام فور استيقاظه بقياس معدل السكر في الدم، واكتشف أن هذا المعدل منخفض بشكل خطير وأنه معرض لخطر فقدان الوعي.

وبفضل إشارة الإنذار المبكر التي أصدرتها بيلا تمكن موللر من حقن جسمه بالجلوكوز في الوقت المناسب، ويقول عن هذه التجربة إنه لو كان قد استمر في نومه لما استطاع أن يلاحظ الانخفاض في مستوى السكر، وإنه من المرجح أن تكون بيلا قد أنقذت حياته.

وتعد بيلا من الكلاب المدربة على إرسال إشارة إنذار في حالة تغير مستوى السكر في دم الإنسان على حد وصف الخبراء، ويمكنها أن تشم حدوث انخفاض أو ارتفاع في معدل السكر في مجرى دم الشخص، وأشارت دراسة أجرتها جامعة كوين في بلفاست العام الماضي إلى أن ثلثي الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة وعددهم 212 وكانوا يعانون من مرض السكر قالوا إن ردود فعل كلابهم الأليفة عند انخفاض مستويات السكر في الدم كنت تتمثل في النباح أو لعقهم.

ويعاني موللر من النوع الأول من مرض السكر منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره، وفي هذا النوع لا ينتج الجسم هرمون الأنسولين المهم، وأصبح يتعين على موللر أن يحقن نفسه بالأنسولين طوال ما تبقى له من عمر وأن يقيس مستوى السكر في دمه عدة مرات كل يوم.

وإذا أساء قراءة نتيجة القياس أو لم يتمكن من معرفة أعراض نقص السكر في الوقت المناسب فقد يتعرض للإغماء أو في أسوأ الحالات قد يدخل في غيبوبة، ويقول موللر إنه يشعر بالخوف طوال الوقت من أن يتعرض لمثل هذه الحالات.

وتم منذ سنوات تدريب الكلاب في الولايات المتحدة على إصدار إشارة تحذير في حالة تعرض أصحابها للخطر، غير أن مثل هذا التدريب لا يزال في مراحله الأولى في الدول الأوروبية مثل ألمانيا، ومن المقرر أن يكمل عشرون كلبا دورة تدريبية بحلول الصيف المقبل لإصدار إشارة تحذير من انخفاض السكر بالدم وذلك في مدرسة تدريب بمدينة أوسنابروك.

وحيث أن إرسال كلب للتدريب في أوسنابروك يعد مكلفا بالنسبة للزوجين موللر فقد قررا أن يدربا كلبتهما الأليفة في مركز بمدينة أولسبي بالشمال الألماني، ويعتزم الزوجان الآن مساعدة مرضى السكر الآخرين على تدريب كلابهم المنزلية.

وتوضح الزوجة آنا صوفي موللر أن برنامج التدريب يماثل برنامج تدريب الكلاب على رصد المخدرات، فعندما يتغير معدل السكر بالدم تتغير أيضا رائحة العرق والتنفس، ويتم تدريب الكلاب على القيام برد فعل إزاء هذا الاختلاف في الرائحة.

وتضيف إنهما احتفظا بالملابس التي كان الزوج يرتديها عندما ينخفض مستوى السكر في دمه، وتم وضعها مرارا تحت أنف الكلبة بيلا، وبعد ذلك تعلمت بيلا أن تتعرف على الرائحة وتصدر إشارة تحذيرية، وعندما تبدأ مرحلة الخطر تأخذ في خدش زوجها.

غير أنه لا يسمح لبيلا عادة أن تمارس الخدش، ويثق موللر في كلبته تماما وهي تنام بالقرب منه كل ليلة، كما أنها تصاحبه مرارا لمقر عمله، ويقول موللر إن الكلبة تمنحه إحساسا عميقا بالأمان.

ولدى الزوجين كواس بمدينة شورين في الشمال الشرقي من ألمانيا قصة مماثلة، فإبنهما ارنولد الذي يبلغ الثامنة من العمر يعاني من النوع الأول من مرض السكر منذ أن بلغ الثانية من عمره، وتقول أمه السيدة بيريت إنها كانت معتادة على الاستيقاظ من نومها كل ليلة لتقيس مستوى السكر في دم إبنها.

واليوم يمكن لبريت كواس أن تنام ملء جفونها حيث أن الكلبة لولو وهي من فصيلة كلاب الصيد المعروفة بإسم لابرادور أصبحت تعتني بالإبن أرنولد منذ نحو عام، وهذه الكلبة التي تبلغ من العمر 18 شهرا تتلقى حاليا دورة تدريبية في أوسنابروك بتكلفة 23 ألف دولار سيدفعها الزوجان.

وتقول الأم إن لولو تنام بجوار فراش أرنولد وتصدر إشارة تحذيرية عندما ينخفض مستوى السكر في دمه، كما صارت مهمة لأرنولد فقد كانت الأم في السابق لا تترك الإبن بمفرده أما الآن فيمكنه أن يذهب إلى دار السينما أو يزور أصدقاءه بينما تجلس الأم في منزلها دون أن تشعر بالقلق لأن لولو ترعاه. (د ب أ)