سيارتان تسيران بسرعة 50 ميل في الساعة اصطدمتا، هل طاقة الاصطدام تساوي طاقة اصطدام سيارة واحدة بجدار على سرعة 100 ميل؟ في الماضي كنت أقول نعم، هذا منطقي، 50 + 50 = 100، حساب بسيط، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، قانون نيوتن الثالث الذي لم أفهمه في المدرسة ويمكنني فهمه الآن يقول: لكل فعل ردة فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه.
ماذا يعني ذلك، لنرى الأمر عملياً، برنامج Mythbusters الأمريكي والذي يعرض في قناة ديسكفري أجرى اختبارات لإثبات أو نفي مسئلة طاقة الاصطدام لسيارتين تسيران بنفس السرعة، وإليكم الحلقة في مقطعين:
شاهد المقطعين قبل أن تكمل قراءة الموضوع، لا أريد أن أفسد عليك متعة المشاهدة.
تبين لي بعد المشاهدة أنني على خطأ كما كان أحد مقدمي البرنامج، تبين ذلك في الاختبار المصغر قبل الاختبار الكامل على السيارات، ما الذي يحدث عندما تصطدمان سيارتان بنفس الحجم والوزن تقريباً؟ كل واحدة تلغي طاقة الثانية، هذا أمر أفهمه الآن لكنني لا أظن أنني أستطيع شرحه الآن، عندما تصطدم سيارة بجدار ثابت فهي تلقي بكل ثقلها في هذا الاصطدام وهي التي تتلقى كل هذه الطاقة.
بمعنى آخر، عندما تصطدم سيارتان تسيران بسرعة 50 ميل في الساعة فهذا يساوي اصطدام سيارة واحدة بجدار على سرعة 50 ميل في الساعة، يبدو الأمر غير منطقي لكن البيانات لا تكذب.
أنتهى الحديث عن التجربة ولنبدأ في الحديث عن قنوات الهشك بشك ورقصني يا جدع على وحدة ونص، إذا استطعت أن تشتري أقراص برنامج Mythbusters ففعل، شاهدها ثم اختر مقاطعاً منها لكي يراها أبنائك أو عائلتك أو أصدقائك، ابحث عن مقاطع البرنامج في يوتيوب وستجد الكثير منها وشاهدها بقدر ما تستطيع، متعة وعلم وانفجارات وتدمير لكثير من المعدات، باختصار ما يجب أن تكون عليه العملية التعليمية.
لا أطالب بتقليد هذا البرنامج عربياً، لا تفعلوا ذلك، التقليد لا يكفي، البرنامج أساسه التفكير العلمي والتجربة، المسائل أو الأساطير تطرح على مقدمي البرنامج فيختبرونها بأشكال مختلفة ويجمعون البيانات ثم يقررون ما إذا كانت الأسطورة صحيحة أم لا أم في حالة وسطى، هذا يتطلب جمع البيانات وتحليلها وتصميم الاختبارات بدقة لكي تكون البيانات دقيقة وحاسمة، البرنامج لا يخشى من الوقوع في الأخطاء ثم تصحيحها في حلقات تالية، لا يخشى مقدما البرنامج من الاعتراف بالخطأ والأهم من ذلك طرح التحديات والفرضيات المسبقة.
إن كان هناك شيء يميز البرنامج فهو هذا المنهج العلمي وشخصية مقدم البرنامج، من يريد تقليد البرنامج عربياً عليه أن يفعل نفس الشيء، منهج علمي ومقدم برنامج بشخصية لا تجعلك تريد قذف التلفاز بكرسي.
البرامج التي تقلد لدينا تفرخ مغنين ومغنيات والآن برنامج أتى أو سيأتي لعرض كل أنواع المواهب التي في الغالب لا نحتاجها، في حين أن ما هو علمي وثقافي ومفيد لا يعرض لدينا بالشكل الذي يجذب الناس ولا يعرض في أوقات مناسبة، شاهد قنوات التلفاز في الصباح الباكر جداً وستجد برامج علمية وثقافية - مترجمة غالباً - مفيدة وتستحق المشاهدة، لكن من يستيقظ في هذا الوقت لكي يشاهدها؟
سأكتفي بذلك، يمكنني أن أكتب كتاباً عن إعلامنا دون أن أشعر، كل يوم يزداد اشمئزازي مما أراه في إعلامنا لدرجة أتعجب فيها كيف يتمكن بعض الناس من أن يقولوا "ولكن ..." أو يحاولوا ذكر الإيجابيات أو وجود قنوات مفيدة، ليست المشكلة في عدم وجود قنوات طيبة، المشكلة في كثرة الخبيث وعدم تنوع الطيب.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري
ماذا يعني ذلك، لنرى الأمر عملياً، برنامج Mythbusters الأمريكي والذي يعرض في قناة ديسكفري أجرى اختبارات لإثبات أو نفي مسئلة طاقة الاصطدام لسيارتين تسيران بنفس السرعة، وإليكم الحلقة في مقطعين:
شاهد المقطعين قبل أن تكمل قراءة الموضوع، لا أريد أن أفسد عليك متعة المشاهدة.
تبين لي بعد المشاهدة أنني على خطأ كما كان أحد مقدمي البرنامج، تبين ذلك في الاختبار المصغر قبل الاختبار الكامل على السيارات، ما الذي يحدث عندما تصطدمان سيارتان بنفس الحجم والوزن تقريباً؟ كل واحدة تلغي طاقة الثانية، هذا أمر أفهمه الآن لكنني لا أظن أنني أستطيع شرحه الآن، عندما تصطدم سيارة بجدار ثابت فهي تلقي بكل ثقلها في هذا الاصطدام وهي التي تتلقى كل هذه الطاقة.
بمعنى آخر، عندما تصطدم سيارتان تسيران بسرعة 50 ميل في الساعة فهذا يساوي اصطدام سيارة واحدة بجدار على سرعة 50 ميل في الساعة، يبدو الأمر غير منطقي لكن البيانات لا تكذب.
أنتهى الحديث عن التجربة ولنبدأ في الحديث عن قنوات الهشك بشك ورقصني يا جدع على وحدة ونص، إذا استطعت أن تشتري أقراص برنامج Mythbusters ففعل، شاهدها ثم اختر مقاطعاً منها لكي يراها أبنائك أو عائلتك أو أصدقائك، ابحث عن مقاطع البرنامج في يوتيوب وستجد الكثير منها وشاهدها بقدر ما تستطيع، متعة وعلم وانفجارات وتدمير لكثير من المعدات، باختصار ما يجب أن تكون عليه العملية التعليمية.
لا أطالب بتقليد هذا البرنامج عربياً، لا تفعلوا ذلك، التقليد لا يكفي، البرنامج أساسه التفكير العلمي والتجربة، المسائل أو الأساطير تطرح على مقدمي البرنامج فيختبرونها بأشكال مختلفة ويجمعون البيانات ثم يقررون ما إذا كانت الأسطورة صحيحة أم لا أم في حالة وسطى، هذا يتطلب جمع البيانات وتحليلها وتصميم الاختبارات بدقة لكي تكون البيانات دقيقة وحاسمة، البرنامج لا يخشى من الوقوع في الأخطاء ثم تصحيحها في حلقات تالية، لا يخشى مقدما البرنامج من الاعتراف بالخطأ والأهم من ذلك طرح التحديات والفرضيات المسبقة.
إن كان هناك شيء يميز البرنامج فهو هذا المنهج العلمي وشخصية مقدم البرنامج، من يريد تقليد البرنامج عربياً عليه أن يفعل نفس الشيء، منهج علمي ومقدم برنامج بشخصية لا تجعلك تريد قذف التلفاز بكرسي.
البرامج التي تقلد لدينا تفرخ مغنين ومغنيات والآن برنامج أتى أو سيأتي لعرض كل أنواع المواهب التي في الغالب لا نحتاجها، في حين أن ما هو علمي وثقافي ومفيد لا يعرض لدينا بالشكل الذي يجذب الناس ولا يعرض في أوقات مناسبة، شاهد قنوات التلفاز في الصباح الباكر جداً وستجد برامج علمية وثقافية - مترجمة غالباً - مفيدة وتستحق المشاهدة، لكن من يستيقظ في هذا الوقت لكي يشاهدها؟
سأكتفي بذلك، يمكنني أن أكتب كتاباً عن إعلامنا دون أن أشعر، كل يوم يزداد اشمئزازي مما أراه في إعلامنا لدرجة أتعجب فيها كيف يتمكن بعض الناس من أن يقولوا "ولكن ..." أو يحاولوا ذكر الإيجابيات أو وجود قنوات مفيدة، ليست المشكلة في عدم وجود قنوات طيبة، المشكلة في كثرة الخبيث وعدم تنوع الطيب.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions