لا تكن زجاجة أو جونيةً في عُمان ..
كن نخلةً فقط ..
ملاحظة: احذروا ثمة عسق من الطراز الثقيل هُنا !!!! وجب التنويه ..
هل ستعرفون قصدي لو قلت لكم أنني أمرُّ بحالةِ انبطاطٍ نفسيةٍ شديدة؟ هل تتخيَّلون أن النفس تنبطُّ؟ الفكرة بسيطة للغاية، النفسُ مثل الجونية، وهذه الجونية تُدخلُ أشياء بداخلها. ومن الذي يقوم بعملية الإدخال؟ بالطبع أنتم؟ وما هي صفة الأشياء المُدخلَة، على ضوء هذا التشبيه [الجونية] ستكون هذه الأفكار والمشاعر التي تدخل للنفس مالئة للجونية الداخلية. هل حدث وأن قرأ أحدكم تلك الكتب الفارطة التي يحب الأمريكان قراءتها دائما؟ الكتب على شاكلة [كيف تتعرفين إلى الرجل بداخلك ــ المرأة بداخل كل إنسان ــ مرآتك الداخلية ــ بركة الروح] كلها تلعب على التشبيه نفسِه، ولذلك ربما كعمانيين نحتاج إلى [الجونية] كي نصفَ هذا التداخل النفسي الشرس الذي نشعرُ فيه ولا نجيد التعبير عنه أحياناً.
أعني في عُمان يقولون لك [لا تفكر واجد] لأن التفكير بالنسبة لهم جالب للهم، والهم شيء سيء لأن الإنسان عليه ألا يكون مهموما وفي السماء رزقه وما يوعد، إذن عليه أن يسلِّم، والتسليم بسيط للغاية عليك أن تسلمَ نفسَك وعقلك وبالتالي ذاتَك وعائلتك وأولادك ومن وما تحب إلى آخرين يقومون هم بعمليات التفكير نيابةً عنك، هم الذي يملأون الجونية الداخلية التي بكَ لأنَّه يعتقدون أن جوانيهم فاضت عن حاجتهم وإذا بهم يجاهدون الوقت والجهدَ ويعملون لملء جونيتك بالأفكار والمَشاعر، الأفكار تُقال وتهضم كما يبدو وتصبح جزءا من تفاعل دماغك، والمشاعر كما يبدو الطاقة الحرارية الناتجة عن تفاعل الأفكار داخل الجونية، وبين الفكرة والشعور تصبح أنتَ السلوك. كل هذا على افتراض أنَّك أو أنَّ نفسَك تحديد [جونية] تتضارب الفئران بداخلها فتصدر صوتا وتتحرك، ولكن ماذا لو لم تكن النفس جونية؟ ماذا لو كانت زجاجة؟
&&&
لو كانت النفس زجاجةً ستختلف اللعبة قليلاً، أعني سيدخل في الموضوع عامل الرؤية. سيقولون لك ثمة كائن شفَّاف، إذن بالضرورة ثمَّة كائن معتم. يعني الآن الأشياء ليست محفوظة في جونية بداخلك، والنفس ليست جونية ولكنها [غرشة] يمكن أن تكون كبيرة أو صغيرة، ربما نسقط على النفس [الجونية] صفةً من صفاتِ العتمة تلقائيا على افتراض أن الجواني لا تظهر ما بداخلها، ولكن الناس قد يفعلون ذلك، إذن الجونية ليست قراراً حكيماً عليك أن تقول أن نفسَك [غرشة]، ولكن أيضاً سنفقد عاملاً آخر من العوامل الموجودة في الجونية.
الغرشة مثلا لا يمكنها تمرير السوائل، ولكن الجونية تفعل، والغرشة تنكسر ولا يمكن أن ترقع بينما الجونية يمكنك أن ترقعها إذا انشرخت عليك بسبب ثقلها، كما أنَّ بعض الأفكار والمشاعر يمكن أن تتسرب على هيئة سوائل، وبذلك أنت تلعب هذه اللعبة، هذا سائل وهذا صلب وهذا كبير وهذا صغير، حسناً أنتَ تلعب اللعبة بشكل مريض، عليك أن تعرف إن كنت زجاجياً أو كنت جونيةً وبالتحديد في عُمان اللعبة خطرة جداً.
&&&
نلعب هذه اللعبة الخطرة علينا في عُمان كلَّ يوم، والمرات كثيرة ولا تعد ولا تحصى. بدءا من فلان الذي قرر قلبه أن يكون [أبيض] إلى فلان [الذي في رأسِه سوء]، ثمة شيء يجب أن يكونَ فيك وفي رأسِك لكي تكون بخير، أو تكون سيئا أو جيداً. القاعدة الرئيسية في عمان أن تلعب اللعبة بطريقة المجتمع العُماني، المجتمع الذي يحلو له أن يلعن نهاراً ما يمارسه ليلاً، حسنا ليس بالضرورة هو أحيانا يلعن ليلا من يضاجعه نهارا، أو يلعن نهارا من يضاجعها ليلاً، أو يضاجع ليلا من يلعنها نهاراً المسألة متفاوتة وقابلة للقراءة من كلِّ جانب.
اللعبة الخطرة التي أقصدها هي انفلاتنا من القيد العقلي الذي نمارسه على هذا اللعن، يمكنك في عُمان أن تكون ما شئت، ولكن عليك أن تحترم اللعبة، كُن ما شئت ولكن لا تقل ما تشاء، هذه القاعدة الأولى، والقاعدة الثانية أن الليل يستر كلَّ شيء والله أمر بالستر لذلك عليك ألا تفضح سوءات الآخرين، وكما أنَّ البكاء مكروه في الرجل فإنَّ المرأة محرَّم عليها النواح، ولكن لا بأس أن يغمض الرجال آذانهم [كيف يغمضون آذانهم سأقول لكم لاحقا] عن نواح امرأة فقدت أعصابَها، فالأصل أنها امرأة أصيلة لا تفقد أعصابها ولكنها في ذلك اليوم في التحديد عندما مات الرجل الوحيد الذي ضاجعته منذ عشرين سنة ولم تفكر بغيره فقدت أعصابها، وعلى الرجال [الأصيلين مثلها] التغاضي عن ذلك.
&&&
أن تكون زجاجياً سيرى الناس ما بداخلك، وهذا خطأ كبير، وأن تكون جونية يعني أن تكون لك سعة يمكنك أن تنشرخَ ولا أنسى أن الذين ينشرخون في عُمان لا يشفون من انشراخهم ولذلك عليك أن تفكر ألف مرة قبل أن تنشرخ، أقصد تنشرخ كجونية لو شئت أن تنشرخ كشيء آخر فذلك شأنك الشخصي.
أنت لستَ الموضوع، الموضوع هو هم؟
تبدو العبارة غريبة أليس كذلك؟ حسناً الموضوع هو هم، لأنَّ هذه الدنيا لا يمكنها أن تسير وفقَ هواك. عليك أن تكون قوةً كاسحةً ذات قدرة فعلية وموضوعية على التأثير وقابلية بسيطة نسبية للتأثر لكي تسيِّر مجموعة كبيرة من البشر وفق هواك، حتى لو كنت رئيس أمريكا فأنت محدود للغاية، يمكنك أن تكون أوباما زمانك ولا يمنع ذلك أن يسخر العالم منك، لقد رحبوا بك خير ترحيب ولم تفعل شيئا كل ذلك لأنك واحد خال، بالأحرى نصف خال ولكن الناس في خضم انسياقهم الأعمى للترحيب بسيد البيض الأبيض الأسود [يالسخرية الجملة] نسوا سيدة البيت الأبيض السوداء فعلا، والبنات ربع السوداوات، ويقولون لنا في عُمان أننا نحن العنصريين وأعداء السامية وهم أولاد الكلب أكثر عنصريةً منا.
حسناً هل يبدو خروجي مقيتاً، لا بأس من كيل بعض الكراهية للبلد الذي أحب، أعني من عساه أن يقول أنهم مخطئون؟ ولكن من يرى العراق وفلسطين أيمكنه أن يقول أنهم مصيبون هم مصائب مصيبة للأسف دون قصد في الجناس.
&&&
هذا التداعي له نهاية، أعني يمكنكم أن تصبروا معي أو تفعلوا كما فعلَ أحدهم، يقرأ نصف سطر ويفتي في الطالعة والنازلة. الأهمية لا تكمن في قراءتكم، أنا الذي أسجل الأهمية بطريقتي، أعني أنا الذي أفعل هُنا ولكن ما أفعله لا يكون شيئا دون أن يقرأ لذلك فالأهمية لا تكون في أن تقرؤوا، وإنما في أن يقرأ ما أكتب. يبدو أنني عدت للشخصانية، ويجب أن أبترَ هذا التداعي قبل أن يستفحلَ في باقي النص، اللعنة، يستفحل كما لو كان سرطاناً وكما لو كان النص جسداً، النص ليس كذلك والتداعي ليس سرطاناً يجب أن أكون أكثر لطفاً تجاه هذه الحروف الإلكترونية.
&&&
من المؤكد أن منكم قراء أذكياء يعرفون ما وراء السطور، قراء حتى هذه اللحظة يتساءلون تو هذا المخلوق متى سيهجع؟ أنا نفسي أتساءل هذا التساؤل ولكن هل تسمحون لي أن أقول لكم شيئا؟ على صعيد الكتابة أشعر أنني ضائع تَماماً. لا يمر يومٌ أكتشفُ فيه شيئا عن عُمان إلا وأجد أن كل ما يحاول ويُدعى إليه اليوم قد [كيف تكون صيغة المبني للمجهول من حاول؟؟ حوووِل؟؟] من قبل، تخلف الأشكال والمضمون واحدُ، الكتلة الحجرية الضخمة التي تسكن فيها كائنات بكتيرية تسبغ خصوصيتها على البشر، خصوصية متعبة وصعبة للغاية بدءا من الخصوصية الجيلوجية التي قررت أن يظهر قاع المحيط على قمم الجبال في عُمان، والخصوصية الإلهية التي يقول بها الشيخ الخليلي، والخصوصية السياسية التي أوقفت النزيف، والخصوصية التنموية وأخيرا خصوصية الكائن العُماني الذي يقضي 12 سنةً في المدارس لينتهي به المطاف أستاذا في علوم الطيران وهو الذي لم ينهِ في حياتِه فصلا من فصول [كيف تخرج مرآتك الداخلية] أو لم يتعلم في يومٍ من الأيام [كيف تنظم وقتَك] ثمة شيء خصوصية، خصوصية تسبغها الأرض والماء والهواء والطقس والجو والمحل والنخلة، تنعكس بشكل فادح علينا كعُمانيين، خصوصية لا أعرف ولا أجيد ولم أعرف ولم أجد لمسَها أو تنفسها أو حتى شرب مائها لأنها عصية وبعيدة وتلعب لعبتها معي وداخلي وبي وتوجهني وتضرب بي يمينا ويساراً، خصوصية لعينة تأبى أن تكونَ عامَّة وكونية وشاملة وإنما تفضل أن تكون عُمانية حجرية صلبة تتوقع الأسوأ وتدرك أن الغيظ قد يكون كافياً، والنفافة تكفي لإسالة نفاف العيون، فنحن من الماء وإليه ومن الحجر وإليه ومن النخلة وإليها.
&&&
لسببٍ ما يظهر لي أن الفارق الجلي بين الشماليين والظفاريين هو الفارق بين البعير والنخلة، لا أعرف البعير ولا يعرف هو النخلة. أعرفُ الأفلاج والبيذام وسرقة الموز واللمبا من لمباة المسجد وهو لا يعرفُ ذلك، لديه ألعابه الشعبية الكثيرة التي يحاكي فيها آباءه وأجداده، مع ذلك يخرجُ اثنان هذا من الحمراء، وذلك من ظلكوت أو أي مكان آخر ويلتقيان في أمريكا ويشعران لسبب ما أنهما عُمانيان حتى النخاع، بل ويوغلان في عُمانيتهما حتى يضيق من حولهم ذرعاً بهما. يقولون لك [العُمانيون شعب مهذب] هل لأنهم فقراء؟ أم لأن الحياة لم تجد عليهم بالكثير؟ أعني حتى النفط الذي يخرج من الأراضي العُمانية يكلف الكثير.
مع ذلك يخرج بعض السفلة من الشمال لكي يلغوا الجنوب ويخرج بعض السفلة من الجنوب كي يلغوا الشمال، هل يزعجكم أن أقول هذا بصوتٍ عالٍ، كل من يمسُّ الوحدة الوطنية سافل ويستحق أن يؤدب. حسنا ها قد قلتها بصوتٍ عالٍ، فقد يبقى علينا أن نحدد الآن ماهية هذه الوحدة، وإن كانت ثقافية أو تاريخية أو سياسية ومن أين اكتسبت شرعيتها؟ هل أصبح الحديث صعبا، نعم دائما صعب فالشيطان ولد الحرام دائما ما يكمن في التفاصيل كما قال لي معلمي ذات يوم.
&&&
عندما تكون نخلة عليك أن تتغاضي مؤقتا عن عقدك الشرقية، فعندما تكون نخلة يجب أن تكون أنثى فالفحلُ ليست له أهمية غذائية. يجب أن تكون نخلةً شهيرة وأن تكون [عوَّاناً] أي طويلاً كما نقول في عُمان. النخلة تسجل التاريخ على كربِها، تقول لك في العام الفلاني كان الجفاف ويظهر ذلك من خلال الكرب، وتسجل لك متى اعتنيت بها ومتى أهملت، ولا تتسامح عندما لا تحدَّر ولا تشرط فهي كائن مزاجي شرسٌ أيضا، وعندما تكون نخلة يعني أن تكون قوياً وثابتاً إلا أنك منتقم وشرس لا تغفر بسهولة، وموسم الجفاف الذي يمر عليك يجعلك قابلا للتعويد على مواسم أخرى. يمكنك إفساد النخيل بكثرة الري، افعل ذلك وستكون لديك نخلة [دلوعة] سوف تذيقك سوء الرطب إن لم تعتن بها، ولكن إن عودتها على الري بين فترة وأخرى فسوف تتعود. هل يشبه العُمانيون نخيلَهم؟ أم هي اللعبة الأزلية ذات المحور المتعاكس، الأفكار تؤدي إلى سلوك، السلوك تؤدي إلى أفكار والحياة تكمن وتحدث في هذا المحور؟؟ هل هذا الذي يحدث؟؟؟ اللعنة سينفجر رأسي بشدة.
&&&
الخصوصية الخصوصية:
أعتقد أن درويش قال [تلك خصوصيتي اللغوية]. سأستعير منه هذه الخصوصية لألبسها على عُمان، عُمان هذا البلد الغريب الهادئ الذي يقف على قنبلة موقوتة لا أحد يعرف ما وراءها. لا يقول العُمانيون بصوتٍ عالٍ كم هم قلقون على أنفسهم بعد السلطان قابوس، أعني كالعادة العُمانيون يلعبون اللعبة صامتين، يكتفون ببناء الأسوار العالية وشراء البنادق سرا لعل العهد الجديد لن يكون آمنا كما هو العهد السابق الذي هو الآن عهدٌ حالي. بدأت هبَّات العيد الأربعين بالهطول، مائتا مليون من أجل الطلبات السكنية، الطلبات التي سجلها الفقراء في عصر النفط، النفط الذي لا نعرف إن كان لعنةً أو كان نعمةً. استبشرا البشر خيراً، واليوم أتم نعمته السلطانُ واكتملت اللوحة التي يواصل بناءها منذ أربعين عاماً. والكلام الذي يجب أن يقال لا يجب أن يخرج عن هذا السياق، سياق الرضى والشكر، أما القلق الوجودي العاصف والخوف على المستقبل والأبناء فماكثٌ في الصدور، وبداخل كل امرئ خط رجعة، وكما يشتري الوزراء لأنفسهم المباني خارج عُمان يخطط هذا للذهاب للإمارات في حال ساءت الأحوال، وهذا يدعو الله ويبني بيتاً له سورٌ كبير، وذاك يحدد النسل، وتلك تبيع الأرض من أجل تدريس أولادِها، هم يحبون ما يحدث ولكنهم لا يثقون به، هكذا انفلتَ العُمانيون من هذه الأرض التي أسبغت عليها صفاتها الحجرية على هذا الشعب الذي أصبح معقدا في بساطته، ومتآلفا في تناقضاته.
&&&
على ماذا تُراهن؟
كنتُ أقول قبل سنتين أن التغيير يكمنُ في رفع مستوى الخطاب إلى خطاب متحدَّث فيه، أعني التحول من خطاب مسكوتٍ عنه إلى مفكَّر فيه. كنت أفترض ذلك ــ ويالجمال الافتراض الحلو ــ وخلال كان الوهم يكبر أن الدعوة إلى التغيير سوف تبدأ من الداخل. أعني جاءت عريضة اليحيائي كفكرة ولكنها ــ وفق رأيي الشخصي ــ لم تخل من العجلة ومن التعاطي معَها بطريقة إعلامية أكثر مما هي فعلية، كيف تجعلون من شخصٍ يتهمه الناس بالتعامل مع أمريكا قائدا لعريضة من أجل دستور في عُمان والعراق كمِّين كيلو متر عنَّا، والوافدون من العراق يعيشون بيننا ويخبروننا ما حدث؟؟ أعني المسكين حاول ألف مرة أن يقول أنه ليس كذلك ولكن من أين يمكن إقناع العُمانيين؟ يا لطيف الألطاف أشعر أنني قسوت عليه كثيراً في انقلاباتي النفسية، لم يكن علي وأنا كائن يميني أن أوقع على عريضة دستورية، كيف يمكن أن يكون دستور في دولة شعبها غارق في خطاب أرجوك مولاي نريد إجازة العيد أسبوع؟؟؟
أخبرني صديق أن مجموعة من نشطاء النت بدأوا بالاعتقاد أنني [موجَّه] بالطبع أحيي هذا التفكير وأتمنى أن يشيع فالاعتقاد أنني موجَّه ألطف من الاعتقاد أنني مجنون. من عساه أن يوجهني؟؟ همم دعوني أفكر؟؟ أو بالأحرى دعوني لا أفكر هُنا بالذات. الفكرة ليست في مدح أو قدح الحكومة، الحكومة دبَّابة قوية تسير بقضها وقضيضها، والسلطان قابوس في أوج قوَّته وله سمعة عالمية شهيرة، وحتى مع المداعبات الأمريكية بتقاريرها العنجهية هُنا وهُناك يمكن اعتبار عُمان [لولا الفقر قليلا] وجهةً يمكنها أن تنافس غيرها من الجارات الخاليات من البشر. الفكرة ليست في الحكومة وليست معَها، الحكومة نفسها جزء من السياق العُماني الذي يحكم نفسَه بنفسه ويختار الطريقة التي يحقن فيها دماءَه. لا يحتاج السياق العُماني إلى ود غباش كي يحدد له تاريخه واتجاهه، إنَّه يحدث فقط، يحدث ويتكوَّن ويتبلور ويحدث، لا أجد كلمة تصفه غير كلمة [يحدث] ويستمر بالحدوث بشكل فادحٍ وضمن قرقعات هذه العجلة الحجرية ينسحق بعضنا دون أن يعبأ بنا هذا السياق الضخم.
يمكنني أن أبدأ الحديث عن عبد الله عباس، أو عن جمعة آل جمعة، أو عن خميس العلوي، أو عن غيرِهم من الذين يتكلم الناس عنهم في عُمان. هل يتكلمون بالخير أو بالشر؟؟ لا يمكنني أن أحدد نصحني وكيل الادعاء العام بعدم إسناد واقعة إلا بعد التأكد من صحتها، ولو قلت لهم عمارة قشعت على الشارع العام لما استطعت أن أؤكد صحة إسناد هذه الواقعة.
يمكن أيضا الحديث عن علي بن ماجد، أو عن مكي وهنا يكون الحديث [ساخناً] وحلواً وجَميلا فالناس يحلو لهم قراءة الكلام عنهما، ويصعدون تلقائيا، وحسنا حتى الكتابة الحذرة لا تنقذ المرء من بعض الملكيين الأكثر من الملك والذين سيدافعون عن الحكومة كم لو كانت مكونة من ملائكة لا يخطئون، حسنا يمكنني أن أقول أن علي بن ماجد بشر ويخطئ، ويمكنني أن أقول أن مكي بشر ويخطئ ولكن هل أجد الشجاعة في إسناد واقعة كبيرة، مثلا، مثلا حكاية بيع الغاز التي لم أفهمها حتى الآن؟؟؟ همم لا أعتقد أن الموضوع بحاجة إلى شجاعة بقدر ما هو بحاجة إلى احترام عقل البشر، أعني فليخرج اقتصادي مُقنع كي يقول لنا الحكاية؟ هل الحكاية تُقال في المنتديات؟؟ نعم تُقال !! هل أصبحت مسكوتاً عنه؟ لا لم تعد مسكوتاً عنه؟ أو بالأحرى مسكوتاً عنها لأنها قضية وليس بها قراقر، ولكن هل ثمة قراءة مُقنعة لما حدث؟ هل قال أحدهم كلمة ومضت وانسلت؟ هل اقتنعنا أن أحدهم يبيع ويشتري في المال العام وأن ثمة شك كبير؟ هذا الكلام يحتاج إلى رجال يعرفون ما يفعلون ويعرفون ما يقولون ولا تأخذهم في الوطن لومة لائم، يحتاج إلى أناس لديهم الشجاعة أن يقولوا بوضوح ما البنود في الاتفاقية التي بيننا وبين كوريا أو أم الصروم. يحتاج إلى الكثير، ولا يحتاج إلى تبن أعمى للفكرة، تقولون الفساد موجود؟ يا جماعة السلطان قال الفساد موجود الفكرة ليست في أن [نتكلم عن الفساد] ولكن [كيف نغيره]، كيف نأمن على أنفسنا أن موظفا لن يسرق مليون ريال، وأن وزارة بأكملها لن تكون مستقنعا قبليا مذهبياً، وأن المتردية والنطيحة لن يمسكوا الشؤون العامَّة ومصائر البشر. انطلت اللعبة ونجحت تَماماً، ولا يزالون من نطلق عليهم [الشرفاء] في أماكنهم صامتين يشاهدون ما يحدث بمرارة.
&&&
كن زجاجةً، أو جونيةً، أو نخلةً .. كن أرضا جافة تنتظر هطول الأمطار، أو كن هاموراً لا يشبع، أو كن تاجراً يسعدك أن ترى البشر يدفعون أعمارهم من أجل الإسمنت الذي تبيعه، أو كن طالب علم طوال حياتك، أو كن مدوناً لم يستطع أن يفهم ما يحدث، أو كن أكاديميا يدخل في ألف سياق، أو شرطياً يدخلُ في سياقٍ بعيد، أو طبيباً يعزف الساكفون، أو معمرياً يكتب عن الحكومة، أو رواحيا ليس مع شيء أو ضد شيء، أو رجلا إيجابيا أو سلبياً أو امرأةً إن شئتَ. كن ما تريد، ولكن ما سوف يكون لست أنت المعني بتحديده حاول أن تشفي نفسك من الهم الذي أرهقتَ به نفسَك وحاول أن تبدأ بنفسك إن استطعت، حاول وإن فشلت فلا فرقَ، فكل شيء هادئ في الجبهة الشرقية.
المصدر : مدونة معاوية الرواحي
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions