"الليبرالية" حقيقتها وموقف الإسلام منها أ

    • "الليبرالية" حقيقتها وموقف الإسلام منها أ

      القاهرة- هيـثم صـلاح

      لا يزال مفهوم الليبرالية مثار جدل، حيث إنها لا تأبه لسلوك الفرد مادام لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، إلا أنها صارمة خارج ذلك الإطار، كما أن الفكر الليبرالي يرى أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات.. ومن هذا الفرد وحوله، تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً.

      حول حقيقة الليبرالية وماهيتها صدر عن مركز التأصيل للدراسات والبحوث كتاب: "حقيقة الليبرالية.. وموقف الإسلام منها" لمؤلفه الباحث عبد الرحيم بن صمايل السلمي.. جاء الكتاب عبارة عن أطروحة علمية أكاديمية، تربط بين الجانب الفكري والشرعي، في سياق متصل حول مذهب الليبرالية، من حيث حقيقته وموقف الإسلام منه. وقد تتبع د. صمايل الليبرالية من جذورها الأولى مروراً بالنهضة والتنوير إلى صعودها في القرن التاسع عشر ثم هبوطها في القرن العشرين ثم عودتها للصعود مرة أخرى.. موضحًا الأسس الفكرية المكونة لمفهومها.. مبيناً الحقيقة المركبة لمفهوم "الحرية والفردية والعقلانية".

      وتشتمل موضوعات هذا الكتاب على مقدمة وخمسة أبواب وخاتمة وتوصيات.

      جاءت مقدمة الكتاب في سبع صفحات متضمنة وجهة نظر الباحث في الدوافع وراء هذه الأطروحة.. قائلًا: أحببت أن ألقي الضوء على آخر الأفكار الوافدة على أهل هذه البلاد، وهي الليبرالية التي فتن بها بعض شبابنا، جهلًا منهم بخطورتها على دينهم الذي يتعارض معها، محذرًا وناصحًا وكاشفًا عن مخالفتها الصريحة لأحكام الشريعة بل ومناقضتها لها.

      فيما ابتدأ الباحث أطروحته بالتعرض لمفهوم الليبرالية.. موضحًا أنها تعني التحررية أو الحرية، وأنها مذهب فكري يركز على الحرية الفكرية، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين مثل حرية التفكير والتعبير والملكية الخاصة والحرية الشخصية، لذا خلص إلى أن هذا المذهب يسعى إلى وضع قيود على السلطة وتقليل دورها وإبعاد الحكومة عن السوق، وتوسيع الحريات المدنية.. حيث إنه مذهب قائم على أساس علماني يعظم الإنسان ويرى أنه مستقل بذاته في إدراك حاجياته.

      متناولًا عوامل نشأة الليبرالية في الغرب، التي قامت على الانحراف الديني والسياسي والتحولات الفكرية في أوروبا التي ارتبطت بالفكر التجريبي المادي.. موضحًا الدور الأكبر الذي لعبته الطبقة الوسطي في ظهور الليبرالية.اتجاهات وأسس

      وتحت عنوان "اتجاهات ليبرالية"، ذكر الباحث أهم تلك الاتجاهات التي انحصرت في: "الليبرالية الكلاسيكية"، و"الراديكالية الفلسفية"، و"الليبرالية الفكرية".. ثم تطرق د. صمايل إلى الأسس الفكرية الليبرالية.. موضحًا أنها تقوم على أسس لا يعد معتنق الليبرالية ليبراليًا دون اعترافه بها.. وقد قسم تلك الأسس إلى: "ذاتية مميزة لليبرالية عن غيرها من المذاهب"وهي تقوم على أساسين: "الحرية - الفردية".. و"أسس مشتركة بين الليبرالية وغيرها من المذاهب الفكرية" وهي تقوم علي أساس واحد هو: "العقلانية".

      ثم تعرض لاتجاهات الليبرالية و مدارسها المتنوعة، وأبرز المحرك الفاعل لهذه التنوع وهو: "الطبقة البرجوازية"، وهو ما جعل هذا المذهب يظهر بصور متعددة وأشكال مختلفة تصل إلى حد التناقض، وبهذا ظهرت الصورة المخادعة والمراوغة للفكر الليبرالي عبر التاريخ الغربي المعاصر، ثم تعرض لتطبيقات الليبرالية في المجال السياسي والاقتصادي.. مختتماً كل جانب بالأزمة الخانقة له في مجال التطبيق العملي.

      متناولًا نفوذ الليبرالية في العالم الإسلامي على مختلف الأصعدة: "الحكم والسياسة والمال والاقتصاد"، مبينًا تياراتها البارزة، كاشفًا عما يطلق عليه مصطلح: "الإسلام الليبرالي وتفصيلاته".

      * الليبرالية في العالم الإسلامي

      تحت هذا العنوان تطرق الباحث إلى عوامل ظهور الليبرالية في العالم الإسلامي مركزًا إياها في عدة أسباب: الانحراف العقدي، الاستبداد السياسي، الجمود والتقليد، والقوى الاستعمارية.. لافتًا إلى مظاهرها في العالم الإسلامي التي كان لها أكبر الأثر في جميع المجالات، ذكر منها: الليبرالية في الحكم والسياسة عبر محاور: "عهد التنظيمات، المنهج التوفيقي بين الإسلام والحضارة الغربية، الجمعيات والأحزاب السياسية، التحول الديمقراطي ومشروع الشرق الأوسط، وأخيرًا الليبرالية في المال والاقتصاد".

      أما عن موقف الإسلام من الحريات، والفرق بين الفكر الإسلامي والليبرالي حول مفهوم الحرية.. فقد أفرد له الباحث له بابًا تحت عنوان "الحكم الشرعي في الليبرالية.. لافتًا إلى أنها ليست نتاجًا إسلاميًا، كما أنها تنفي ارتباطها بالأديان كلها،حيث تعتبر جميع الأديان قيودًا ثقيله على الحريات.

      وقد أوضح أن محاولة التوفيق بين الليبرالية والإسلام تتطلب تغييرًا كليًا لمفهوم كل منهما،وتبدبل معناه ليخرج عن حقيقته ويصبح مفهومًا مشوهًا أو مسخًا مخالفًا لصريح أسس كل منهما.

      مفندًا الحكم من جميع جوانبه والتي تمركزت في عدة نقاط أهمها: "نواقض الإيمان في الليبرالية"، وتحت هذا العنوان أشار إلى أن الدارس لهذا المذهب يجد أنه دعوة للإلحاد ورفض الأديان، مرجعًا ذلك إلى أن هذا الفكر نما في أجواء رافضة للأديان، فأساسه قائم عليى تعظيم العقل الإنساني ومادياته.

      ثم تطرق – عبر تفنيده للحكم بمعاداة الليبرالية لصريح الدين – إلى : "قوادح الأخلاق في الليبرالية".. منوهًا إلى أن الليبرالية قامت على أساس مادي لا يرتبط بالقيم والأخلاق.. كما أن الأنانية واتباع الهوى وما يترتب عليهما من انعكاسات سلبية، أمور محمودة عند الليبراليين لأنها تحقق ذاتية الإنسان وفرديته، وبات مفهوم الإنسان الأخلاقي عند معتنقي هذا المذهب هو الإنسان المنتج، فالأخلاق هي العمل مهما كان تقويمه من الجودة والرداءة، مما دفع بالأخلاق إلى حيز اللاقيمة.ثم تطرق الباحث في ثنايا الفصل الأخير متناولًا بعض الشبهات التي يرددها الليبراليون، والرد عليها.. وهي أربع شبهات: شبهة التكفير، الليبرالية مجرد آلة وليست عقيدة، الليبرالية تشتمل على بعض الإيجابيات، زعمهم بتقييد الليبرالية بقيود شرعية".

      مختتمًا الكتاب بعرض فتاوى الشيخ صالح الفوزان – رحمه الله - عضو هيئة كبار العلماء عن الليبراليةمبينًا الحكم الشرعي في الليبرالية وعرض حقيقتها على أصول الإسلام ومحكماته الكبرى.

      الكتاب يعد فريداً في الجمع بين دراسة التصور الفلسفي لليبرالية مع تقويم تطبيقاتها في العالم الغربي والإسلامي.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions