بقلم:عيسى بن محمد الزدجالي
احتفل العالم أجمع وشاركته السلطنة في الأول من شهر مايو الجاري الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للعمال، وذلك تكريما لكل يد عاملة سواء أكانت من الرجال أو النساء، وعرفانا وثناءعلى العمال وما يبذلونه من جهد وعرق من أجل المساهمة بفاعلية في مسيرة التنمية المباركة التي تسير بخطى ثابتة ومدروسة في السلطنة.
وقد أقيم بهذه المناسبة احتفال بهيج وكبير بفندق جراند حياة برعاية المكرم محمد بن عبدالله بن مسعود الريامي رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ،وبحضور سعود بن علي الجابري رئيس الاتحاد العام لعمال السلطنة وعدد كبير من المسؤولين في القطاعات الثلاثة الحكومي والخاص والعمال ، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يحتفل فيها باليوم العالمي للعمال في السلطنة، وخصوصا بعد تأسيس الاتحاد العام للعمال،وانعقاد المؤتمر التأسيسي للاتحاد الذي شهد انتخابات حرة ونزيهة أكدت على مفهوم الشراكة الحقيقية في المجتمع العماني، والديمقراطية التي تعيشها السلطنة في مختلف المجالات.
كما تم خلال الاحتفال تسليم الجوائز التكريمية وشهادات الشكر والتقدير على المساهمين مع الاتحاد العام لعمال السلطنة في تنظيم المؤتمر التأسيسي للاتحاد الذي عقد في 15 فبراير الفائت،وكان من ضمنهم الدكتور يونس بن خلفان الأخزمي من وزارة القوى العالمة وسعود بن أحمد النهاري من مؤسسة خدمات الموانىء، وكذلك لممثلي الشركات المساهمة في الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للعمال وأعضاء اللجنة التأسيسية للاتحاد الذين ساهموا في تسيير أعمال الاتحاد حتى انعقاد المؤتمر التأسيسي وانتخاب أول مجلس إدارة.
ولقد ذكرت في مقال سابق في هذه الزاوية بتاريخ الأحد 21 فبراير 2010 أن عمال السلطنة حظوا باهتمام كبير من الحكومة الرشيدة منذ بواكير النهضة المباركة ، وتكلل هذا الاهتمام بالإعلان عن تأسيس الاتحاد العام للعمال،وأشدت في حينها بالحضور اللافت للنقابات العمالية عبر مشاركة (88) ممثلا عن جميع النقابات العمالية المعتمدة بالسلطنة والتي شكلت اللبنة الأولى في قيام اتحاد عمالي منتخب يتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة، وله الحق في ممارسة نشاطه بحرية كاملة من أجل رعاية مصالح جميع العاملين على أرض السلطنة من مواطنين ووافدين والدفاع عن حقوقهم التي كفلتها القوانين الدولية والمحلية، وتحسين أوضاعهم وتمثيلهم في جميع الأمور المتعلقة بشؤونهم وهم على رأس العمل. وبهذه المناسبة نعيد التأكيد على الدور الكبير الذي يلعبه الاتحاد العام لعمال السلطنة ومعه النقابات العمالية الموجودة في السلطنة في القيام بجهود التوعية اللازمة لكافة عمال السلطنة بالانخراط في العمل النقابي ، والعمل المستمر على تعزيز الكفاءة الانتاجية للعاملين والارتقاء بهم وتطويرهم، بالتوازي مع رعاية مصالحهم وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية لا سيما تلك المرتبطة بالأجور والإجازات والتأمينات الاجتماعية التي تشغل الحيز الأكبر من اهتمامات العمال.
ونؤكد كذلك على دور وزارة القوى العاملة ومشاركتها الرائدة بجهودها في مسيرة البناء والنماء التي تشهدها السلطنة بصفة عامة..وفي تعزيز ثقافة العمل النقابي ورعاية حقوق العمال كطرف أصيل في هذه المنظومة، ولا ننسى كذلك الدور الكبير لغرفة تجارة وصناعة عمان باعتبارها شريكا أساسيا وطرفا رئيسيا في كافة الأمور التي تخص أصحاب العمل والعمال.
ولقد سعدت بما ورد في كلمة رئيس اللجنة التنظيمية للاحتفال باليوم العالمي للعمال منصور القاسمي حيث أعلن عن شروع الاتحاد العام لعمال السلطنة في تشكيل مجموعة من اللجان الفنية، وتم تحديد اختصاصاتها وأهدافها في متابعة وتنفيذ أنشطة الاتحاد وبرامجه المختلفة، وهذه اللجان هي لجنة العلاقات العربية والدولية، ولجنة التدريب، ولجنة العضوية، ولجنة التسويق والاستثمار، ولجنة العلاقات العامة والإعلام، ولجنة الحقوق والواجبات، ولجنة المرأة العاملة..وقد وجه الدعوة باسم الاتحاد إلى جميع أعضاء النقابات للانضمام لعضوية هذه اللجان والعمل يداً بيد مع مجلس إدارة الاتحاد في كل ما من شأنه تعزيز مقومات النجاح والارتقاء بالاتحاد العام لعمال السلطنة إلى مستوى الطموح.
وبهذه الخطوات والجهود الحثيثة التي تبذل من قبل كافة الجهات ذات الصلة بشؤون العمال، ومع وجود منظومة حديثة ومتطورة من القوانين واللوائح المتعلقة بالعمل والعمال في السلطنة، فإن الحاضر يعد مطمئنا، والمستقبل يبدو مشرقا بالنسبة للعمال والحفاظ على حقوقهم والعمل على رعايتهم مهنيا وصحيا مع الحرص على مراعاة الأبعاد الاجتماعية لكافة العاملين في القطاع الخاص من أجل تعزيز مساهماته البارزة في التنمية المستدامة.