تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم

    • تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم

      لسانك لاتذكر به عورة امرئ
      فكلك عورات وللناس ألسن
      وعينك إن أبدت إليك مساويا
      فصنها وقل ياعين للناس أعين

      قال الشاعر :

      لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

      وقد حذر الله من ذلك فقال تعالى : (( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )) سورة البقرة ،آية : 44 . وقال سبحانه : (( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) سورة الصف ، آية :3 .

      ان الله تعالى جعل اهتمام المرء بنفسه وتزكيتها قبل ان يلتفت الى الاخرين محورا للاصلاح حتى لا يكون الطعن فى سلوكه سبيلا وحجه للاخرين يتعذر بها عن عدم الانصياع للامر والنهى

      هل ما نكتبه في المنتديات يعكس واقعنا الشخصي؟؟

      هل عندما نكتُب في المنتديات ونحثُ الناس على صفة من الصفات الحميدة تكون هذه الصفة فعلاً موجود لدينا؟؟

      هل عندما نُطالبُ بالقضاء على "الواسطة" فهل نُحن فعلاً نحاربها في واقعنا الشخصي ولا نبحثُ عنها؟؟... البعض قد يبرر بحثه عن الواسطه بقوله أن الناس كُلهم هكذا وإن لم يكن لك واسطة فلن تتحصل على ما تُريد!!

      إذن كيف يتغير المجتمع للأفضل؟؟

      يجب أن نقوم بتطبيق ما نُطالبُ به أولاً ثم نحثُ الناس عليه ليكون إستقبالهم لها أفضل وأعمق... وإذا كانت فيك أحد الخصال غير الحميدة فهل من الأفضل لك أن لا تنصح الناس قبل أن ينصلح حالُك؟؟
    • شكرا أخي العزيز على الجهود الطيبة التي تبذلها فيما تدرجه من مواضيع قيمة في ساحة قضايا الشباب خاصة وفي مختلف ساحات هذا المنبر عامة بارك الله فيك .
      التعقيب / تختلف درجات الإيمان في قلوب بني البشر ، فنجد منهم المتدين والملتزم بمبادىء وقيم دينه الحنيف وكذلك بالأخلاق والقيم الرفيعه ، ونجده مصلحا ومرشدا فاهم جوانب الحياة المختلفة وقادرا على أن يتكييف مع ما يعترض حياته من أمور وقضايا سواء تخصه أو تخص من حوله ، البعض منا للأسف نجده ينهى عن فعل منكر وهو في نفس الوقت من الخفاء يقوم بفعله ، وقد يتخيل له أنه غير مكشوف إمره من قبل الآخرين لكن رب العباد مراقب كافة أعماله التي يقوم بها وتصرفاته ، لهذا فهذه الفئة به نقص من الإيمان في قلوبهم ـ، بمعنى أن الإيمان متذبذب وغير صادق متززع وفق ما يراه في نفسه أنه في صالحه السير فيه ، فنجدهم يأمرون الناس بالكف عن الشروع في أعمال نهى عنها الشرع الحنيف بينما هو يأتي بمثلها أو يقوم بمثلها بعيدا عن مرىء العامة ، وهذا لا يصح فكيف يجتمع الإصلاح والفساد في قلب واحد فهما متضادان في المعنى والتوجه ، لهذا فإن هذه الفئة إذا كان حالها كذلك وإنكشفت أمورها فإنها تبقى معزوله عن الآخرين ولا أحد يتقبلها حتى تشرع في تغيير حالها وتنير بصيرتها بما هو واجب عليها الأخذ به والكف عنه فكيف يكون الشخص مرشدا ومصلحا ـ وفي نفس الوقت فاسدا يقوم بأعمال غير طيبة . نسأل الله أن يبث قلوبنا على دينه وطاعته .