"السجاد الشرقي" عراقة لا تزول أخبار الشبيبة

    • "السجاد الشرقي" عراقة لا تزول أخبار الشبيبة

      مسقط-ش:

      رغم التقدم التكنولوجي في صناعة و إنتاج السجاد بأشكال و ألوان و نماذج متنوعة و أسعار منخفضة إلا أن الجميع باختلاف قدراتهم المالية يتمنون اقتناء قطعة و لو صغيرة من السجاد اليدوي, حيث تضفي لمسة سحر على منازلهم و ترتقي بقيمة أثاثهم وهي في ذات الوقت استثمار جيد حيث تباع بأسعار تفوق كثيراً السعر المشتراة به إذ تتضاعف أسعار السجاد اليدوي القديم و النادر لتصل إلى أرقام خيالية و تقام له مزادات علنية يحضرها أثرياء العالم و المتخصصون بصنع السجاد اليدوي من الصوف الخالص أو القطن أو الحرير أو خليط منهما و يحدد سعر السجادة الخامة و الحجم و دقة التصنيع و الغرز و شكل التصميم و كلما كان الرسم دقيقاً يحمل تفاصيل متعددة و كانت عقد السجادة أكثر ارتفعت قيمتها المادية .

      وتصميم السجادة الشرقية إما يحوي رسومات هندسية معروفة كمربعات ومثلثات و معينات وهو أبسط أنواع التصميم , و إما مزين بالنباتات و هو الأكثر طلباً و يتطلب حرفية أعلى و معظم الأشكال بهذه السجاجيد لشجر السرو و الرمان و اللوز و الجوز و الورود .

      و موتيفات السجادة تقسم لثلاثة أنواع هي : موتيفات الوسط , موتيفات الحدود و أطراف السجادة و موتيفات الزينة و الخاصة بتكملة تزين منطقة ما بين وسط السجادة و حدودها .

      العقدة التركية وهي المستخدمة في تركيا و القوقاز, أما العقدة العجمية فتستخدم في إيران ( الصورة أدناه توضح الفرق بين العقدتين ) ففي العقدة التركية يلف الغزل مرتين حول خيطي طول متجاورين و يخرج طرف الغزل من الخيطين . بينما في العقدة العجمية يلتف الخيط مرة حول الخيط الطولي. يخرج طرفا الخيط من فوق العقدة التركية بينما في العقدة العجمية يخرج أحد الطرفين من فوق العقدة و الآخر من الجانب .

      تاريخ السجاد..

      وفي دراسة أعدها أحد المتخصصين في هذا المجال د.محمد النعسان وفريقه حول السجاد الشرقي ذكر أن أقدم نماذج للسجاد الشرقي الموجودة حالياً تعود للقرن السادس عشر الميلادي وما بعده ، ولكن كل الدراسات تشير إلى أن صناعة السجاد الشرقي كانت معروفة منذ العصور الغابرة، وقد جاء ذكر السجاد في الكتابات الإغريقية والإنجيل، وكذلك في كتابات العديد من الجغرافيين العرب كالياقوتي والمقدسي وابن الهيكل ، ومن الاكتشافات المثيرة والمهمة في تاريخ السجاد هو العثورعلى قطعة سجاد كبيرة في قبر أحد الملوك في وادي في بازويك الذي يقع قرب الحدود بين روسيا ومنغوليا ، فهي تعود للقرن الخامس ق.م ، وتعتبر أقدم سجادة في العالم ، وعثر عليها في العام 1449وهي بحالة جيدة بفضل طبقة كثيفة من الجليد كانت تغطيها ، وتتألف هذه السجادة من نقش هندسي يبدو في الإطار الأساسي بشكل فرسان واحد مترجل والآخر ممتط صهوة جواده وعدد الفرسان سبعة في كل جزء من الإطار كما يحتوي الإطار الثانوي الخارجي على مربعات صغيرة ، في مركز كل منها حيوان أو طير أسطوري يشبه الصقر. وقد نسج هذه السجادة على ما يبدو شعب السيت ( Sythes ) وهو شعب قريب للهندي الأوروبي وكان يقطن السفوح الشمالية لجبال إيران وأفغانستان العليا ولا تزال بقية منه تقطن غرب وشمال إيران في مدينة ساقز ( Saquez ) ويُستنتج من الدراسات أيضاً أن بلاد فارس كانت دائماً مركزاً مهماً لصناعة السجاد عبر التاريخ ، وأقدم نموذج موجود للسجاد الفارسي يعود إلى فترة حكم الصفويين الذي بدأ في العام 1501 ومن أشهر هذه القطع سجادة ( أردبي ) التي صنعت خصيصاً لتغطية قبر الشاه إسماعيل أحد أفراد الأسرة الصوفية الحاكمة ، وهذه السجادة معروضة حالياً في متحف فكتوريا و ألبرت في لندن .

      أما صناعة السجاد في بلاد الأناضول وما يسمى بالأناضول حالياً فقد بدأ مع غزو السلجوقيين لهذه البلاد وعند استلام العثمانيين الحكم وتأسيسهم الإمبراطورية العثمانية التي كانت تسيطر على بلاد الفرس والشرق الأوسط ومصر ، واعتناقهم للدين الإسلامي حصل تغير جذري على تصاميم السجاد التي كان يستعملها السلجوقيون ، وذلك بتطبيق تعاليم الدين الإسلامي بتحريم رسم المخلوقات الحية أو الخرافية لذلك تم ترك التصاميم القديمة واستبدالها بأشكال هندسية وصور للزهور والأشجار ، وظهرت كذلك كتابات وآيات قرآنية على السجاد التركي ، وازدهرت كذلك صناعة سجاد الصلاة والتي تظهر عليها صورة المحراب عادة .

      وعرفت صناعة السجاد أيضاً في بلاد أرمينيا والقوقاز ، ويتصف السجاد المصنوع في هذه البلدان بأنه مصنوع من الصوف الخالص وتصاميمه مكونة من أشكال هندسية تظهر فيها أحياناً صور بشرية أو حيوانية.

      أما السجاد الأرمني فيكون عادة طويلاً وغير عريض ، ومن التصاميم الشائعة فيها صور التنين وطائر الرخ الخرافي ، وما زالت صناعة السجاد رائجة الآن في أرمينيا ويتركز إنتاجه في العاصمة ( أريفان ) ، أما السجاد المصنوع في آسيا الوسطى فإنه يتصف بأنه قطع صغيرة ، و يعد جزءاً مهماً من أساس سكان تلك المناطق ، وذلك لكونه مصدراً مهماً للدفء والزينة ، ولكون تلك المناطق أبعد من أن تجذب انتباه التجار الأوروبيين لذلك لم يكن لاعتبارات التصدير تأثير على تقنية وتصاميم السجاد المصنوع في آسيا الوسطى ، ومن أشهر السجاد المصنوع فيها سجاد ( بخارى ) .

      أما السجاد القادم من الصين فإنه يصنع في مقاطعة ( سنك يانج ) ، ويدعى بسجاد ( سمرقند ) ولا يتصف سجاد سمرقند بجودة عالية لأن خيوط النسيج تحاك بشكل مفكك ، كما أن العقد تكون قليلة الكثافة ، وشهرة سجاد سمرقند تأتي من ألوانه البراقة وتصاميمه الجميلة .

      أما في الهند وباكستان فإن تاريخ صنع السجاد فيها يعود إلى عهد المغول الذين غزوا شمال الهند في العام 1510 ، والذين أدخلوا معهم صناعة السجاد إلى الهند ، وجلبوا معهم عمالاً ماهرين لهذا الغرض من بلاد فارس ، وظهرت مصانع حياكة السجاد حول مدن ( لاهور و أكرا ) ، وظهرت تصاميم تحمل طابعاً هندياً على السجاد المصنوع في هذه المناطق ، ومن التصاميم الشائعة فيها مناظر الزهور والحدائق والصيد ، وظهرت كذلك صور الأشخاص وحيوانات خرافية على السجاد الهندي ، و ذكر بأن السجاد الحريري المصنوع في تلك الفترة فاق السجاد الفارسي من ناحية الجودة .

      أما صناعة السجاد في باكستان فبنيت على أساس تجاري ، وتلقى رعاية من قبل الحكومة ، وهي عادة صناعة يدوية تصنع بدقة كبيرة بحيث يصعب تمييزها عن الصناعة الميكانيكية .


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions