"المسرح" ليس وسيلة ترفيه ومرح فحسب أخبار الشبيبة

    • "المسرح" ليس وسيلة ترفيه ومرح فحسب أخبار الشبيبة

      * أكد ذلك احتفاء أقامه اتحاد أدباء وكتاب كربلاء تناول "علي الشيباني" أنموذجا

      كربلاء-ش

      قال الكاتب الدرامي والشاعر ممدوح عدوان : "إن ارتحالات النصوص التي تحدث عنها محمد بنيس لاشك تولد من رحم مؤلف جديد قادر على توظيف رؤاه وتجربته وعالمه ليصنع لنا منها حياة أخرى سواء على المسرح أو الشاشة ، وبهذه النظرة يمكن أن نتحدث عن تجربة الفنان علي الشيباني" . وأضاف المقدم القاص علي حسين عبيد انه يتمتع بأسلوب إخراجي فيه الكثير من الخبرات المتراكمة التي استلهمها من أساتذة أكفاء أمثال عوني كرومي وجاسم العبودي وسامي عبدالحميد و يوسف العاني وآخرين لم يألو جهدا في بناء مسرح عراقي جاد ومتفان في حمل الرسالة إلى أقصى بقعة في الوطن العربي ، ثم أشار إلى مساهمات المحاضر الفنية سواء في المسرح أو التلفاز قائلا: تجد فيها نكهة خاصة فيها نوع من التعبير الذي يحتاج إليه المشاهد أكثر من التمثيل ، ثم أكد في إضاءته حول الفنان : سبق و كتبت عنه قبل 28عاما خلت ، قلت حينها إنه مسرحي دؤوب ومثابر وحان الوقت ، حقيقة ، ليؤكد حضوره الأكاديمي من خلال نيله قبل أيام قليلة درجة ماجستير فنون مسرحية عن أطروحته الموسومة – المرجعيات المعرفية في نصوص الفريد فرج المسرحية- بعد ذلك قرأ على الحضور بإيجاز سيرة الفنان الذاتية

      ثم أفسح المجال للمحاضر الذي تناول عدة محاور مهمة في خارطة الدراما العراقية والعربية ، التي تتعلق بنشأة المسرح والمفاهيم والاصطلاح وتعدد الأساليب وموضوع التراث وقضية استلهام الموروث وركز كذلك عبر المحاور على نقطتين أساسيتين في شأن المسرح العربي وما زالتا مثار جدل مستمر وهما المسرح السياسي ومفهوم الحرية وغيرها من المحاور التي أسهمت في ثراء الأمسية ، مبينا إن عالم المسرح واسع الفضاء لم يحده حدود ، مرن الاتصال مع المعارف على مختلف أشكالها وألوانها وفنونها ومن هنا تبرز أهمية المسرح في معالم الحضارة والمعاصرة التي تتطلع إليها البلدان نحو حياة أفضل ، ثم ذكر المحاضر تجربة الفريد فرج 1929 -2005 قائلا عنها : لاننظر إلى المسرح بوصفه حكاية أو منظرا جميلا ورشيقا بل إن الوظيفة الأساسية لفن المسرح جدلية لأنها صراع أفكار ، وهكذا تبدو أساليب طرح المفاهيم عنده متنوعة ومتعددة ، ولذا تعددت الرؤى في مسرحياته وأنماط تشكلها كنصوص لها تأثير ووقع على المشاهد ، وفي هذا الشأن أيضا تحدث الباحث عن تعدد الأشكال الدرامية في النتاج المسرحي العربي ، معتقدا إن ذلك يعود إلى تنوع المرجعيات المعرفية – الفكرية ، الفنية – معطيا أمثلة عن هذا التأثير الذي حقق كينونته بعد ازدهار الترجمة وحركتها الحثيثة في عالمنا العربي حيث فهم المسرح الإغريقي والمسرح الشكسبيري ومسرح اللامعقول وفرضيات المسرح الملحمي وغيرها من المفاهيم التي لعبت دورا مهما في تشكلات الوعي الخلاق و بناء جسور معرفية وفكرية بين النص المسرحي والجمهور ، ثم تحدث عن الجانب التنظيري / واصفا من خلاله الصورة الأدبية التي يحملها النص المسرحي التي تتشكل من حجم التنوع بالتأثيرات ( فكرية ، أدبية ، فنية ) معتبرا ان الحياة العقلية والوجدانية تعرف هذا التنوع وتطلبه ولا تكتمل إلا به فالسينما والموسيقى والمعمار والمسرح والشعر وسائل الفنون هي كما يسميها الفريد فرج الماسة المتألقة للثقافة بكونها تؤشر للمكونات المعرفية أو تشكل مجسات فكرية / جمالية تتداخل فيها الرؤى والمعارف والأفكار .

      ثم تحدث عن علاقة النصوص ببعضها كالقصة والرواية والشعر كأجناس أدبية مرحلة إلى المسرح ، معتبرا أن لغة المسرح تعتمد عنصر التخاطب الذي هو بالطبع يختلف عن صياغة الخطاب المباشر ، أي أن النص المسرحي يندفع بإتجاه الحوار والشخوص كبنية توصيلية بينما الأدب بصورة عامة قائم على الصورة الذهنية وهنا تكمن الرؤية الإبداعية للمخرج هو كيفية استعادة الصورة الأصلية وإعادة خلقها من جديد على المسرح .

      ثم تناول الباحث مفهوم المسرح السياسي قائلا : إن المؤثرات الفكرية / الآيدولوجية التي رافقت المسرح شكلت انعطافة مهمة في إيجاد فضاءات جديدة في طرح أسئلة الإنسان المعزول ، المشرد ، المقصي ، المهمش ، الجائع ، وإلى ما غير ذلك من التسميات التي فقد من خلالها الإنسان آدميته وكرامته ، مثل هذه الأفكار إستطاعت نوعما أن تطرح بشكل جاد ومؤثر قراءة فنية / أدبية في طرح موضوعاتها ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فيما يشاع عن مفهوم المسرح السياسي وكأنه سلبا أو إيجابا يتحدث عن سلطة جائرة أو عادلة ، أو مسرح يسلط الضوء على مجتمع فقير جاهل متخلف حاثا إياه على تحقيق قفزة نوعية اقتصادية وحضارية ، الحقيقة ، إن المسرح كما يقال مرآة الأمة ، يخوض الصراع السياسي وغير السياسي كما أكد الناقد والكاتب علي عقلة عرسان قائلا :المسرح ليس وسيلة أعلام ولايمكن أن يكون راعيا لموضوع اللافتات والإعلانات لأنه في ذلك يفقد أهم عنصر من عناصره ألا وهو الرسالة والقضية لذا نقول المسرح بناء جوهري للوعي الخلاق الفاعل والمؤثر في ميزان المواجهة .

      ثم تحدث عن مفهوم الحرية وعلاقتها ببنية الثقافة مبينا بأنها مازالت تقع تحت تأثير وطأة التابوات / القاسم المشترك لعملية انتهاك وسيلة الفنان ، وخصوصا فيما يتعلق بالنصوص المسرحية التي تكشف مضامين الصراع عبر مايسمى ( المستور عنه ) في لغة النص ،ثم يعتقد الباحث أن الحرية ثقافة قبل أن تصبح سياسة ، وهي تتمثل في مجموعة أفكار تبحث عن وسيلة تعبير يناضل من أجلها الإنسان على مر العهود والعصور والأزمان ، ثم قال متسائلا أو متضامنا مع قول الفريد فرج : هل يكفي أن يكون المواطن حرا والإقرار بحقه في القول والفعل وهو لايملك القدرة على القول والفعل .

      وفي نهاية المحاضرة التي استمرت زهاء ساعتين ، فتح باب الحوار والنقاش وأجاب المحاضر عن تلك التساؤلات بالقول :

      المسرح عبر تاريخه الطويل لم يكن جماليا أو ترفا أو وسيلة للمتعة وتزجية للوقت فحسب ، بل كان ومازال يعيش في داخله ضمير الإنسان وملكوته وصيرورته ، إنه كل الأشياء التي تتخفى وراء السطور ، إنه عالم لايحده حدود في قول مايريد .


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions