" البنت الكبرى " .. تضحيات لمن بعدها أخبار الشبيبة

    • " البنت الكبرى " .. تضحيات لمن بعدها أخبار الشبيبة

      * غالبا العنوسة وتأخر سن الزواج ضريبة تدفعها لأبويها وأشقائها وشقيقاتها .

      * كل طرف ينتظر من الأخر أن يعوضة بعصا سحرية عن سنوات عمره الطويلة الماضية التي عانى خلالها الكثير.

      القاهرة- وكالة الصحافة العربية

      الكثير من الفتيات يقدمن تضحيات من أجل أسرهن وإخوانهن الصغار . هذه الحالة داعبت خيالي قبل أن أخوض هذا الموضوع الشائك الذي طالما عانته الكثيرات من بنات جنسي. في السطور التالية نماذج لتضحيات بعض الفتيات من أجل أسرهن. بداية قالت نبيلة 48 سنة وهي من أسرة بسيطة جدا إن مداركها قد تفتحت على الحياة لتجد نفسها الشقيقة الكبرى لخمس بنات، وأبوها يعمل في مخبز ووالدتها ربة منزل.. وظلت سفينة الحياة تسير إلى أن حصلت على الثانوية العامة، وكانت تأمل استكمال دراستها التي كانت تمثل لها الحلم الكبير. ولأن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، أصيب والدها بضعف شديد جدا في نظره نتيجة تعرضه بصفة دائمة للحرارة العالية مما جعله مقعداً.وتقول نبيلة: لم يكن هناك حل آخر فقد تخليت عن آمالي وطموحاتي في الوصول إلى المرحلة الجامعية واكتفيت بحصولي على الثانوية العامة التي لم أجد عملا يقبلني بها سوى مربية بإحدى الحضانات التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية. وظللت على هذه الحالة لسنوات طويلة أعول فيها أسرتي فأنا الأخت الكبرى و أصبحت بين عشية وضحاها بمثابة رجل البيت وكنت مضطرة لذلك وإن كنت لا أخفي سعادتي وفخري بما حققته لأسرتي المتواضعة، فقد تزوجت شقيقاتي الواحدة تلو الأخرى.وكنت دائما أشعر وكأني أمّهُن ولست شقيقتهن الكبرى ففي كل مرة كانت تتزوج فيها إحداهن كنت أبكي ويظن الآخرون أنها دموع الألم والحسرة على حالي أما أنا فقد كنت بالفعل أشعر بمشاعر الأم التي ترسل ابنتها إلى بيت زوجها، فقد نسيت نفسي تماما بالفعل حيث قررت أن أنحي عواطفي جانباً إلى أن أتمم واجبي كاملا نحو أسرتي، فكنت اعتذر لمعظم من يتقدمون لي بحجة أنني لا أستطيع الزواج قبل الانتهاء من مهمتي والاطمئنان على مستقبل إخواتي البنات، وحتى في المرتين الوحيدتين اللتين وافقت فيهما على الزواج جاء الرفض بعد ذلك من الطرف الآخر لعدم تحمله فكرة إنفاق جزء من راتبي على أهلي. وأعترف أن ذلك كان في منتهى القسوة علي خاصة أنني لا أملك قدرة على تغيير ظروفي فإذا بي أسأل نفسي إلى متى سأظل على هذا الحال ؟

      وواصلت حديثها قائلة: مرت السنون وتزوجت جميع شقيقاتي وتوفي أبي وجدت نفسي وحيدة أعيش مع والدتي المسنة، واستسلمت بالفعل لحياتي التي اعتدت عليها، إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان وتقدم لخطبتي أحد الجيران وهو رجل له مثل ظروفي لم يتزوج لتربية إخوته ونسي نفسه إلى أن وجد نفسه وحيدا مثلي فجمعتنا الظروف رغم أننا نعرف بعضنا البعض منذ زمن بعيد ولم يخطر ببال أحدنا أن يوما ما سيأتي ويتزوج أحدنا الآخر ولكنني أعتقد أن الله لا يظلم أحدًا بل أنه يدخر له السعادة حتى إن جاءت متأخرة فقد عوضني الله بزوجي الذي يملك أحد المقاهي فهو يراعي مخافة الله تعالى في والدتي التي تعيش معنا ويحاول جاهدا العمل على إسعادي بجميع الطرق الممكنة رغم أننا قد واجهنا بعض الصعوبات عند بداية زواجنا منذ نحو ثلاث سنوات لاختلاف الطباع وأسلوب المعيشة التي اعتاد كل منا عليها لسنوات طويلة فقد كنت وقتها في الخامسة والأربعين أما هو فقد كان في الثانية والخمسين من عمره، إلا أننا عزمنا على النجاح في حياتنا الجديدة فلابد من تقديم تنازلات بدلا من أن يواجه كل منا قسوة الوحدة بمفرده . أما عن المهر والشبكة فقالت نبيلة: "الحقيقة أن زوجي لم يبخل علي في هذه المسألة بل كان كريما للغاية حتى إنني لم أكن أتوقع ذلك فشعرت بالتالي بفرحة غامرة لا من أجل المبلغ الكبير الذي دفعه كمهر لي ولكن لشعوري أخيرا بأن هناك من يقدرني ويضحي من أجلي بكل غال وثمين. إنه حقا شعور لا يوصف". أما د. فادية فقد تزوجت من طبيب مثلها أرمل وهي في سن الرابعة والأربعين بينما هو في سن السادسة والخمسين وعند سؤالها عن موافقتها على الزواج بعد كل هذه السنوات من أرمل. أجابت مندهشة : وفيها إيه؟! ثم أوضحت قائلة: مشكلة مجتمعنا أنه ينظر إلى المطلق والأرمل نظرة عار ولكنني أرى أنه لا ذنب لأحد في مثل هذه الظروف أما عن ظروف زواجي فقد ظللت مخطوبة بالفعل لمدة سنة كاملة من شاب في مثل سني في مرحلة العشرينيات لكننا لم نوفق لظروف ما، وبعدها قررت التفرغ لدراستي لأثبت لنفسي قبل غيري أنني قادرة على أن أكون أفضل من ألف رجل خاصة أن خطيبي السابق كان يغار من نجاحي وكنت أشعر دائما أن هناك ملامح من الغضب تكسو وجهه وقلبه كلما علم بنجاحي في مجال دراستي أو عملي لذا فقد لازمني الإصرار على تحقيق ذاتي بل اعترف إن الأمر أصبح بمثابة "العناد" بالنسبة لي إلى أن وصلت بفضل الله تعالى إلى ما وصلت إليه الآن. ولكن من الطبيعي أنني كطبيبة ناجحة ليس من المعقول أن ارتبط بمن هو أقل مني علميا أو ماديا أو اجتماعيا لذلك فلم أجد بالفعل من يناسبني طوال السنوات الماضية إلى أن قابلت خلال أحد المؤتمرات الطبية زوجي الحالي الذي بهرني بعلمه وأسلوبه ولباقته فوجدت نفسي أنا الطبيبة المتعلمة الواثقة من نفسي أشعر بضآلة الفكر بجانبه وهو الشعور الذي كنت دائما أتمناه وأفتقده في كل من يتقدم لخطبتي. فالفتاة دائما ترجو من فتى أحلامها أن يشعرها بأنه الأقوى والقادر على تحمل مسؤوليتها ومسؤولية بيته مع شعورها برومانسيته ومشاعره الدافئة الرقيقة في ذات الوقت .ثم توجهنا بالسؤال إلى ليلى (52 سنة) التي قالت عن تجربتها:" أعمل مدرسة لغة فرنسية بإحدى المدارس الخاصة، تزوجت منذ نحو أربع سنوات فقط أي أن عمري وقتها كان قد تجاوز الخامسة والأربعين وكنت أرفض الزواج طوال السنوات السابقة لمعرفتي بسر خطير كان يعكر علي صفو حياتي أنا وأسرتي فعندما بلغت سن المراهقة وجدت نفسي مختلفة عن زميلاتي البنات فإلى سن متأخرة نسبياً لم يأتن الحيض مثلهن، فذهبت بي والدتي إلى الطبيب الذي صارحنا بعد الكشف الدقيق وصور الأشعة المختلفة بأنني قد ولدت بعيب خلقي في الرحم حيث أنه من النوع الطفولي أي أنه صغير جدا لا يستطيع أن يستوعب جنينا. وبالتالي علمت أنني لن أستطيع الحمل أو الإنجاب، لهذا السبب كنت أعفي دائما نفسي ومن يتقدم لخطبتي من أي حرج، فلم أكن أوافق بصفة دائمة متعللة بعدم شعوري تجاه أحد منهم بأية مشاعر خلاف المشاعر الأخوية. إلى أن تقدمت بي السن، وكنت أراقب زهرة شبابي وهي تذبل في حين أن صديقاتي وحتى من هن أصغر مني سناً تزوجن جميعا الواحدة تلو الأخرى. وفي كل مرة كنت أحضر فيها زفاف إحداهن كنت أشعر بعدها بفترة طويلة من الاكتئاب والحزن. إلى أن تقدم لخطبتي أحد أصدقاء أخي الأكبر وهو يكبرني بأربعة أعوام فقط وهو أرمل وله ابنتان في المرحلة الإعدادية والابتدائية وطلب مني أن أكون أمينة على أولاده ولا أسعى إلى الإنجاب فوجدت فيه ضالتي ووافقت على الفور فكنت سعيدة بأولاده اكثر من ساعدتي بزواجي منه، لأنني شعرت أن الله تعالى أراد أن يعوضني عن إحساسي السابق بالنقص عن غيري من النساء فقد شعرت لأول مرة بمشاعر الأمومة تتحرك في داخلي".

      فلسفة أخرى وتعلق أستاذة علم النفس د. هبة عيسوي على هذه الظاهرة قائلة: "إن فكرة الزواج في حد ذاتها هي تكوين أسرة وبيت وأطفال. ولكن الزواج في هذه الحالة يفقد أحد عناصره فعنصر الأطفال غالبا لا يكون موجودا لذلك لابد أن هناك فلسفة أخرى يفكر بها الطرفان في هذه الحالة وهي بالطبع فلسفة العشرة والمعايشة ولكن المشكلة ليست في الزواج المتأخر ولكنها في الإحراج الذي تشعر به العروس في مثل هذه السن. فهي تشعر بأنها مختلفة وأن لها ظروفا خاصة لذلك فهي ترفض رفضا قاطعا ارتداء فستان الزفاف وإقامة احتفال كبير بأحد الأندية أو الفنادق وذلك بالطبع لأنها تشعر برغبتها في التواري عن عيون الآخرين. والمشكلة في هذه الحالة لا تكون في الزفاف نفسه بقدر ما تكون في مرحلة ما بعد الزواج، حيث أن الطرفين يضعان توقعات مستقبلية فكل طرف ينتظر من الآخر أن يعوضه بعصا سحرية عن سنوات عمره الطويلة الماضية التي عانى خلالها الكثير. ولكن الحقيقة أن الفلسفة التي يجب اتباعها لنجاح مثل هذا الزواج هو تقبل الآخر كما هو فكل طرف قد تعود لسنوات عديدة جدا على أسلوب حياة معين يصعب عليه تغييره فالزوجات في هذه الحالة يفتقدن إلى المرونة والتغيير من أجل الآخر، فإذا وعي الطرفان هذه الحقيقة يتحقق بذلك جزء كبير جداً من النجاح في حياتهما الزوجية، كما أنهما يجب أن يتفقا قبل الزواج على أسلوب حياة مشترك. أما النقطة الأهم فهي ترك كليهما للآخر مساحة للحرية كافية فلا يجبر الزوج زوجته مثلا على الاستيقاظ معه في ساعة مبكرة جداً من النهار أو تحاول هي إجباره على الجلوس لساعات دون حراك أمام التلفاز".


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions