* تقوم بامتصاص ثاني أكسيد الكربون مع خلايا شمسية تمدها بطاقة كهربائية وتستغل الرياح لتشغيل المولدات.

شنجهاي - د ب أ

طرق مزدحمة ، هواء كثيف ، مدن مكتظة، هذه الصورة ستصبح في المستقبل من الأمور العادية على نحو متزايد. ويحذر لوتس إنجيلكا رئيس وكالة Triad في العاصمة الألمانية برلين من مخاطر التحضر وتطور المدن، قائلاً :"حتى الآن لا يوجد سوى 27 مدينة من المدن التي يُطلق عليها اسم المدن الكبيرة (Mega-Citys) والتي يعيش بها أكثر من خمسة ملايين نسمة. وفي الصين وحدها سينتقل 400 مليون شخص خلال الثلاثين عاماً القادمة للعيش في المدن". تجدر الإشارة إلى أن لوتس إنجيلكا هو من قام بتصميم جناح الكوكب المتحضر «Urban Planet» للمعرض العالمي إكسبو في شنجهاي (في الفترة من 1 /مايو الجاري حتى 31 /أكتوبر). وتماشياً مع شعار المعرض «مدينة أفضل – حياة أفضل» (Better City - Better Life)، تم عرض كيفية تجنب أو وضع حد للتكدسات المرورية ونهاية الموارد الطبيعية وتغيير المناخ وتلوث الهواء.

ويرى الخبراء بالنسبة لمجال السيارات أن الخلاص من كل ذلك يتمثل في الاعتماد على المحركات الكهربائية بصفة خاصة.

كما يتوقع مصمم الجناح أنه على الأقل في الصين ستصبح السيارات الكهربائية هي المعيار الأساسي في غضون عشر سنوات، بينما يرشد زوار المعرض خلال ما يعرف باسم طريق الحلول «Road of Solutions»، الذي يوجد به على سبيل المثال سيارة Smart يتم دفعها بالطاقة الكهربائية تهدى إلى طريق المستقبل للسيارات الصديقة للبيئة. وبالرغم من ذلك يتوقع لوتس إنجيلكا على المدى المتوسط أن يتم في الصين بصفة خاصة الاعتماد على سياسة "دكتاتورية" لحماية البيئة، حيث لن يُسمح للمركبات التقليدية بالسير في بعض المدن. ولكن إنجيلكا يعتقد أيضاً بأن تعديل السيارات التقليدية للتجهيز بمحركات كهربائية فقط لا يمثل الحل.

وبالتالي فإن إنجيلكا يتفق مع ما ذهب إليه كريستوفر بوروني بيرد مدير قسم التطوير المستقبلي لدى شركة جنرال موتورز، حين وضح :"إذا كنا نريد إنقاذ السيارات، يجب علينا اختراعها من جديد"، علاوة على أنه قدم خلال معرض إكسبو أولى سيارات الشبكة الإلكترونية (Electronic-Networked Vehicles) كتجربة للأفكار التصميمية الجديدة. وتبدو هذه السيارات الاختبارية الثلاث التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة سايك الصينية بمظهر غير تقليدي ومتفرد للغاية، كما أنها تحتاج كسيارة أحادية المحور ذاتية الموازنة إلى نصف المساحة فقط اللازمة للسيارات التقليدية. إلا أنه يمكن في المقام الأول قيادة السيارة بشكل ذاتي؛ حيث يجلس الراكب بالفعل على المكتب بينما تقوم سيارته بإحضار زميله إلى العمل أو تقوم بالبحث عن مكان للانتظار أو تقوم بشحن البطارية.

ولا تعد هذه التصاميم الأفكار المتفردة التي ظهرت في معرض إكسبو لهذ العام كرؤية لتطوير صناعة السيارات، بل أن شركة سايك قامت أيضاً بكشف النقاب عن السيارة المكشوفة ثنائية المقاعد Leaf «ورقة الشجر». فبدلاً من أن تقوم السيارة بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فقط، فإن هذه السيارة الكهربائية من المقرر لها أن تعمل مثل ورق الشجر، حيث تقوم بامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتقوم بتحويله إلى نوع من خلايا الوقود الحيوي الذي يستخدم لتوليد تيار كهربائي لدفع السيارة. وبالإضافة إلى ذلك يتم الاعتماد على السقف المزود بالخلايا الشمسية لإمداد السيارة بالطاقة الكهربائية كما يتم استخدام طاقة الرياح لتشغيل المولدات المروحية. وأضاف ليو تشي هوا المدير التقني بشركة سايك :"نأمل في أن يتوصل الإنسان والطبيعة حتى العام 2030 إلى التعايش بشكل متناغم".

وفي واقع الأمر يوضح الجناح الفرنسي أنه ليست كل شركات السيارات تنظر إلى المستقبل البعيد، حيث كشف شركة ستروين عن سيارتها الاختبارية Metropolis التي تقف شامخة في دائرة الضوء، كرؤية للسيارات الفاخرة الجديدة، والتي تأتي بطول يزيد على خمسة أمتار لتكون منافساً قوياً للموديلات الفاخرة مثل سيارة مرسيدس – بنز من الفئة S. ولكن على أية حال تقبع تحت غطاء المحرك منظومة دفع تشتمل على محرك هجين يعمل بتقنية Plug-in. وفي حين تتمهل شركات السيارات في طرح موديلاتها الكهربائية بشكل قياسي على الطرقات، أصبحت السيارات الكهربائية بمعرض إكسبو لهذا العام حقيقة واقعة بالفعل، حيث أوضح لوتس إنجيلكا :"هذا المعرض هو أول معرض عالمي يتم الاعتماد فيه على السيارات الكهربائية فقط"، حيث تعتمد خدمة التنقل في أرض المعرض على الحافلات الكهربائية، كما يستطيع الزوار قطع المسافات الطويلة باستخدام المترو المشغل بالطاقة الكهربائية، أما عند الرغبة في السير لمسافات قصيرة فتتوافر عربات الجولف المستقبلية التي تسير بالبطاريات بدلاً من البنزين.

وبالإضافة إلى ذلك فقد بدأت ملامح التغيير تظهر بالفعل خارج أرض المعرض أيضاً، حيث قامت شركتا جنرال موتورز وسايك بإنتاج 350 سيارة صالون من الفئة المتوسطة من نوع Buick LaCrosse كسيارات أجرة مُجهزة بمحرك هجين خصيصاً لمعرض إكسبو. كما أن فولكس فاجن شاركت هي الأخرى في هذا الحدث العالمي، حيث قدمت أكثر من عشرة أضعاف سيارات الأجرة المخصصة لمعرض إكسبو؛ حيث أعلنت الشركة الألمانية أنها قامت بإنتاج 4000 سيارة Touran تقريباً في الصين لكي يتم استخدامها في المعرض العالمي، ولكن مع الأسف فإن هذه السيارات مازالت مجهزة بمحركات بنزين تقليدية.