برلين -هيثم عياش
أكد وزير الداخلية الألماني الاتحادي توماس دو مازيير بأن الإسلام جزء لا يتجزأ من ألمانيا ومجتمعها وأنه أصبح واقعيا ولم يعد يقتصر على العمال والطلاب الضيوف في هذا البلد إذ لم يعد في ألمانيا عمال ضيوف. جاء ذلك بمؤتمر صحفي عقده ببرلين أمس الأول بعد اجتماعه مع بعض مديري المراكز الإسلامية في إطار (مؤتمر حوار الإسلام) الذي أطلقه وزير الداخلية السابق (وزير المالية الحالي) فولفجانج شويبله العام 2006 والذي يعقد مرتين في العام.
ووصف دو مازيير الاجتماع الذي عقد بأنه مفيد وناجح بعض الشيء إذ ستساهم الحكومة الألمانية بتلبية بعض مطالب المسلمين والتي تكمن بإنشاء معاهد لتدريب الأئمة وتقوية الاندماج الثقافي بين المسلمين وغير المسلمين في ألمانيا. وأشار دومازيير أن ألمانيا دولة علمانية إلا أنها ليست مثل النظام الفرنسي الذي يكمن بعدم علاقة الدولة مع الكنيسة وأن الحكومة الألمانية وحكومات الولايات الألمانية يريدون التعاون مع المسلمين مثل تعاون الحكومة وحوارها مع الكنيسة وعلى المسلمين التعاون مع الحكومة الألمانية والفعاليات السياسية والثقافية والأمنية بشكل تام للتمييز بين الإسلام والإسلاميين والأخذ بعين الاعتبار بأن الإسلاميين ليس لهم علاقة بتعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى السماح والتسامح والحوار.
ومن ناحيتها أعلنت وزير الدولة في وزارة الخارجية كورنيلا بيبر حرص الدبلوماسية الألمانية على دعم الحوار الإسلامي المسيحي لأنه يعتبر عاملا مهما للتعايش السلمي ونبذ سوء التفاهم القائم بينهما ذلك الخلاف الذي تفاقم بشكل خطير ما بعد حوادث 22 سبتمبر من العام 2001 وأن وزارة الخارجية ستبذل قصارى جهودها لدعم اقتراحات علماء الإسلام في هذا البلد تأسيس أقسام للدعوة الإسلامية وتدريب الأئمة في المعاهد الجامعية العليا في هذا البلد معربة في الوقت نفسه عن أسفها لغياب الفعاليات الإسلامية المهمة عن المؤتمر وترحيبها لمشاركة كبيرة لنساء مسلمات في مؤتمر هذا اليوم مضيفة أن الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي في هذا البلد يتطلب جهود المسلمين بحوارهم الجاد مع الحكومة الألمانية واعترافهم بشكل رسمي براءتهم من الجماعات الإسلامية التي تدعو إلى نبذ الديموقراطية على حد قولهما.
ويعتبر مؤتمر الإسلام الذي عقد أمس الأول فاشلا من وجهة نظر البعض جراء غياب مجلس التعاون الإسلامي الذي يضم إلى جوانبه مجلس المسلمين الأعلى ومنظمات إسلامية أخرى تضامنا مع منظمة المللي جوروش الذي فصلها وزير الداخلية عن حوار الحكومة الألمانية مع المسلمين، فمجلس المسلمين الأعلى يعتبر لدى الحكومة الألمانية شريك حوار.