محمد الدرمكي ـ قريات
يعاني سكان قرية "المعلاة" بقريات من أضرار بيئية وصحية ونفسية وذلك جراء أعمال الشركة القريبة من مناطق سكنهم والعاملة في مجال استخراج الحجر الجيري ومعالجته حيث إنها تقوم بتفجيرات وتتسبب هذا التفجيرات في عدة مشاكل منها: الإزعاج والضوضاء وتشقق المنازل وأضرار صحية كمشاكل التنفس وحساسية العيون أثناء انتشار الإسمنت الأبيض في الموقع ومنها مشاكل نفسية كإثارة الذعر والخوف في الناس, ولا يفصل بين الشركة العاملة وبين منازل الأهالي المتضررين سوى ممر للوادي يبلغ عدة كيلومترات, والشركة تقوم بتفجيرات مستمرة ومع أنها تبلغ سكان القرى القريبة بموعد التفجيرات إلا أن هذه التفجيرات تتفاوت في قوتها وعددها كما تكون هنالك تفجيرات كل ثلاثة أسابيع وفي بعض الأحيان كل شهر وتتواصل في بعض الأوقات عدة تفجيرات في آن واحد, كما أن موقع عمل الشركة على جبال القرية، وفي الجهة المقابلة هنالك قرية مأهولة بالسكان ناشدت الجهات المعنية بالتدخل وإيجاد حلول لاستقرار المعيشة بالقرية.
ويروي لنا سكان " المعلاة" معاناتهم حيث يقول ناصر بن خلفان التمتمي: إن التفجيرات التي تحدثها الشركة العاملة تتسبب في تلوث بيئي وصحي من خلال تطاير حبيبات الجير وصولا إلى أطفال القرى القريبة من المصنع, كذلك فقد ظهرت أمراض عديدة مثل الربو وحساسية النظر وغيرها نتيجة لهذه الحبيبات المتطايرة.
ويضيف محمد التمتمي: إن هذه التفجيرات قد تسبب أضرارا نفسية لأن التفجيرات تتفاوت في قوتها بحيث تتسبب بذعر وخوف شديد في التفجيرات القوية وذكر لنا التمتمي حادثة وقعت في أحد الأيام حيث كان ذلك اليوم يوم إجازته وهو بالمنزل في فترة الصباح وجميع من في المنزل ما زالوا نائمين عدا رب الأسرة وهو الراوي للحادثة حيث سمع صوت انفجار قوي ومن شدة الصوت شعر بهزة قوية بمنزله واستيقظ كل من في البيت في آن واحد والذعر كان يهيمن على كل منهم سواء الأطفال أو الكبار وذلك لحظة سماع الانفجار حتى من قوة اهتزاز البيت انفجرت إحدى نقاط توصيلات الكهرباء بالمنزل وخرجت من موقعها, ويقول: خرجنا أنا وعائلتي من المنزل خوفا من أي سوء قد يلحق بنا, وهذه إحدى الحوادث التي تقع أثناء التفجير كما أن هناك مسنين لا يتحملون سماع تلك التفجيرات والأصوات المزعجة.
ويقول راشد بن سعيد بن سالم أحد أصحاب المنازل المتأثرة بتشققات تفجيرات الشركة المستمرة: إنه قد تقدم بشكوى للجهات المعنية بالولاية وتمت معاينة الموقع وعمل تفجير تجريبي من قبل الشركة للتأكد من حجم وقوة الهزات التي تسببها التفجيرات وبحضور عدد من المسؤولين ولكننا تفاجأنا عند تجربة التفجيرات بأنها ليست بقوة تلك التفجيرات التي تقوم بها الشركة ونسمعها في السابق, أي أن التفجيرات التي طبقت للاختبار التجريبي تبين أنها حسب المواصفات الدولية وقانونية حسب إفادة المعنيين، ويتساءل المواطن كيف يكون هذا ونحن نشاهد نوافذ منازلنا والأبواب تتأثر بهزات من التفجيرات وتسمع أصوات التفجير من قرى عديدة وفي آخر المطاف يقال بأن التفجيرات هي مطابقة للمواصفات الدولية والقانونية؟
ولم تمض سوى أيام على الاختبار التجريبي حتى عادت التفجيرات العالية من جديد لتزداد تشققات منازلنا وفي تزايد مستمر لا نعلم ماذا ستكون نهايته .
فأصحاب المنازل وبخاصة الحديثة منها التي تأثرت بالتفجيرات يعانون من خطر تزايد الشقوق في منازلهم بخاصة الفئة التي قد لجأت للبنوك من أجل بناء منزل وبعد السكن تلاحظ بأن المنازل تتأثر بقوة التفجيرات التي تعملها الشركة, وهنالك كذلك فئة من أصحاب الأراضي في تلك القرية وما زالوا غير قادرين على بنيانها بسبب تخوفهم من تأثر المنازل وبالتالي قد تؤدي التشققات إلى تقليل مدة عمر المنزل.
من هنا يناشد أهالي القرية بقريات الجهات المعنية بالتحرك وإيجاد حلول مناسبة كوقف هذه التفجيرات بأسرع وقت, أو البحث عن البدائل الأخرى لاستكمال أعمال الشركة لقص تلك الصخور الجبلية, وذلك لما تسببه من أضرار جسيمة سواء على السكان أو المباني والأضرار الأخرى البيئية أوالصحية أوالنفسية.
ويطالب الأهالي المتضررين من التفجيرات بتعويضات مادية وبخاصة الأضرار التي لحقت بالمباني والتشققات التي هي في تزايد مستمر سواء على الأسوار الخارجية أو الحيطان بداخل المنزل. رد الشركة
وجاء رد الشركة العاملة في مجال استخراج وصناعة الحجر الجيري ومعالجته على لسان رئيس اللجنة التنفيذية بالشركة نبيل بن عيسى الحسني حيث قال: فيما يتعلق بموضوع الغبار فإن الشركة تعمل دائما على الحد من انتشار الغبار, كما تعمل حاليا على الانتهاء من تركيب محطة شفط للغبار على جميع نقاط الانبعاث الرئيسية بالمصنع التي سوف يتم تشغيلها قريبا, وذلك للحد قدر الإمكان من انبعاث الغبار والتقليل منه والتي كلفت الشركة 62 ألف ريال عماني مع أن الغبار الذي يظهر للعيان في الوقت الحالي ليس مصدره أعمال المصنع بشكل كلي وإنما مشاريع أخرى قائمة في المنطقة بمزاولة أعمال أخرى.
وفيما يتعلق بتفادي الإزعاج الصوتي الذي لا يذكر وهو في حقيقة الأمر لا يتجاوز أكثر من ثلاث ثوانٍ بمعدل مرتين في الشهر, فإن الشركة تبحث في آليات للتقليل من الصوت الصادر عن عمليات التفجير والذي لا يذكر في المستقبل القريب، أما من حيث تأثير الاهتزاز الناتج عن عمليات التفجير فقد تقدم أحد المواطنين في الفترة الفائتة بشكوى للجهات الرسمية وقد حضرت هذه الجهات لمعاينة فحوى الشكوى ولم يتم رصد أية تأثيرات سلبية نتيجة أعمال التفجير.