يا من أسره الهوى فما يستطيع له فكاكاً
يا غافلاً عن التلف وقد أدركه إدراكاً
يا مغرورا بسلامته وقد نصب له الموت أشراكاً
تفكر في ارتحالك وانت على حالك فإن لم تبك فتباك.
بكيت فما تبكي شباب صباك
كفاك نذير الشيب فيك كفاك
ألم تر أن الشيب قد قام ناعيا
مكان الشباب الغض ثم نعاكا
ألم تر يوماً مر إلا كأنه
بإهلاكه للهالكين عناكاً
ألا أيها الفاني وقد حان حينه
أتطمع أن تبقى فلست هناكا
ستمضي ويبقى ما تراه كما ترى
فينساك ما خلفته هو ذاكا
تموت كما مات الذين نسيتهم
وتنسى ويهوى الحي بعد هواكا
كانك قد أقصيت بعد تقرب
إليك وإن باك عليك بكاكا
كأن الذي يحثو عليك من الثرى
يريد بما يحثو عليك رضاكا
كأن خطوب الدهر لم تجر ساعة
عليك إذا الخطب الجليل أتاكا
ترى الارض كم فيها رهون دفينة
غلقن فلم يقبل لهن فكاكا