. مسقط-ش
دشنت وزارة التربية مؤخراً مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة وهو عبارة عن نظام تعليمي متكامل يهدف إلى إشباع حاجات تدريبية محددة لدى مستخدميها، حيث جاءت فكرة الحقيبة التدريبية المتلفزة لمساعدة العاملين في الحقل التربوي من المعلمين والمشرفين والإداريين على تطوير الأساليب التدريسية، بجانب تقديم أمثلة عملية على كيفية معالجة الصعوبات التي قد تواجه العاملين في الحقل التربوي بأسلوب تعليمي جديد وممنهج.
هدف الشروع
يهدف مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة إلى زيادة وعي المعلمين بالاستراتيجيات التدريسية وطرق التقويم الحديثة وتدريبهم عليها، بجانب الاستفادة من مخرجات البرامج التأهيلية من الماجستير والدكتوراه، واقتصاد الوقت والجهد والمال للمدرب وللمتدرب، والتغلب على النقص في الكفاءات الفنية لدى المدربين، وإتاحة الفرصة لأعداد كبيرة من المتدربين لاستخدام الحقيبة التدريبية والاستفادة منها، بجانب إمكانية التحكم في وقت ومكان وعدد مرات استخدام الحقيبة التدريبية ،وسرعة وصول المادة التدريبية إلى جميع المتدربين في مواقعهم، وعرض نماذج تطبيقية حية للمادة التدريبية والتي من خلالها يتم الربط بين الجانب النظري والجانب التطبيقي، والتغلب على مشكلة صعوبة تفرّغ المتدربين لحضور التدريب في مراكز التدريب، بالإضافة إلى تنويع صيغ الإنماء المهني في الحقل التربوي، ومواكبة التطورات الحديثة في ظل التطور التربوي الذي تشهده وزارة التربية والتعليم.
مراحل المشروع
جاء مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة ليستهدف المعلمين، والمشرفين التربويين، وشمل أربعة تخصصات وهي العلوم،واللغة العربية، والدراسات الاجتماعية، والتقويم التربوي، وتم إعداد محتوى الحقيبة التدريبية من قبل مجموعة من الخبراء في وزارة التربية والتعليم، وجامعة السلطان قابوس.
وعن المراحل التي مر بها مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة، حدثتنا رئيسة قسم تدريب المعلمين بدائرة التدريب والتأهيل بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم،والمنسقة المتابعة للحقائب التدريبية زهية بنت ناصر الشكيلية قائلة :" ظهرت فكرة مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة في شهر ابريل 2004، وبعد الموافقة على تصور المشروع تمت مخاطبة الجهات المقترحة لإعداد مادة الحقيبة التدريبية، وتشكيل فرق العمل، وبصدور القرار الوزاري رقم ( 83/ 2005) بشأن مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة، تم توزيع استبانات تحديد الاحتياجات التدريبية على المناطق التعليمية، حيث استهدفت هذه الاستبانات معلمين، ومعلمين أوائل ،ومشرفين تربويين، ومشرفين أوائل في مدراس الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي، عقب ذلك تم تحليل الاستبانات الواردة من المناطق التعليمية، وبناءً على نتائجها تم توزيع الأعمال بين أعضاء فرق معدي الحقائب التدريبية، والبالغ عددهم (24) معداً، تلاها تقديم مرحلة تدريبية قدم من خلالها مجموعة من البرامج التدريبية لفرق العمل."
وأضافت زهية الشكيلية :"لقد استمرت فترة إعداد محتوى الحقائب التدريبية المتلفزة ومراجعة المادة العلمية حتى نهاية عام 2007، ثم بدأت مرحلة تلفزة الحقائب التدريبية، واختيار المعلمين والمدارس المشاركة لتصوير المواقف التعليمية، ومونتاجها، وقد بلغ عدد المعلمين المشاركين في تصوير المواقف التعليمية (19) معلماً ومعلمة، لتخرج الحقيبة التدريبية في صورتها النهائية في فبراير 2009، وتم توزعيها على المناطق التعليمية في شهر مايو 2009. "
الخطة المستقبلية
وعن الجديد الذي سيضاف لهذا المشروع، أجاب مدير مركز التدريب الرئيسي بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية:" فيما يتعلق بالخطط المستقبلية لهذا المشروع فنحن نسعى إلى تطوير المرحلة الأولى منه من خلال التغذية الراجعة من الحقل التربوي، بجانب إدراج الحقائب التدريبية على موقع البوابة التعليمية، والبدء في المرحلة الثانية من المشروع ليضم الى مواد الحقيبة التدريبية ثلاث مواد أخرى وهي الثقافة الإسلامية، والرياضيات، واللغة الإنجليزية."
إعداد محتوى الحقيبة
الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي أستاذ مشارك بقسم مناهج وطرق تدريس العلوم في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس ،ورئيس فريق حقائب العلوم، تحدث عن الخطوات التي قام بها الفريق لإعداد محتوى الحقيبة التدريبية المتلفزة :" بعد صدور القرار الوزاري الخاص بهذا المشروع، وزع الفريق استبيانا لمعلمي العلوم والمشرفين في عدد من المناطق التعليمية لتحديد الحاجات التدريبية فيما يتعلق بطرائق تدريس العلوم، عقبها جاءت عملية تحليل الاستبانات، وتحديد الطرق التدريسية التي حصلت على أعلى تكرار، ثم حضور برنامج تدريبي في مجال إعداد الحقائب التدريبية، والبدء في إعداد المادة العلمية بالحقائب التدريبية، عقبتها مرحلة المراجعة والتحكيم من قبل محكمين مختصين من خارج جامعة السلطان قابوس، وتجهيز الحقائب بصورتها النهائية، ثم حضور برنامج تدريبي لإعداد السيناريو التعليمي، عقبها البدء في مرحلة تلفزة الحقيبة، واختيار وتجهيز الدروس التي سيتم تصويرها، واختيار المعلمين الذين سيقومون بتصوير المواقف التعليمية، والمدارس التي سيتم التصوير بها، ثم الاجتماع بهؤلاء المعلمين، والقيام بزيارات ميدانية لهم للتأكد من قدرتهم على تنفيذ الدروس المختارة، ثم التصوير الفعلي للمواقف التعليمية، ومتابعة مونتاج الدروس، وإعطاء وجهات النظر في التصميم المقترح للحقائب."
وحول العناصر والأدوات التي اشتملت عليها الحقيبة التدريبية المتلفزة، قال مدرب اللغة العربية بمركز التدريب الرئيسي بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم، ورئيس فريق حقائب اللغة العربية د.محمد أحمد الحمد العقلة :" تضمنت كلّ حقيبة من هذه الحقائب المختلفة على جانبين، وهما المادة العلمية لاستراتيجيات تدريس المادة، بجانب دليل الحقيبة وإرشادات استخدامها، والمواد العلمية والأنشطة التدريبية الذاتية، والخطة الإجرائية الخاصة بتنفيذ الموقف الصّفي، والأنشطة التطبيقية، وصحائف الأعمال وبطاقات التصحيح اللازمة للموقف الصّفي، والنشرات الإرشادية والإثرائية، وملحق الاختبار الذاتي لقياس مستوى التحصيل والفهم لمستخدم الحقيبة، وبطاقة التقويم الذاتي للمعلم، وبطاقة تقويم الطلبة في أثناء تطبيق الاستراتيجية، وجانب تطبيقي مصور تلفزيونياً على أشرطة DVD والذي يتضمن تطبيقا شاملا لخطوات ومراحل وأشكال كلّ استراتيجية، وفيما يتعلق بحقيبة اللغة العربية فقد شملت مادتها العلمية على استراتيجيات تعلم اللغة العربية وهي (التعلّم التعاوني، والعمل في مجموعات، والتعلّم باللعب، وتحليل المضمون، والعصف الذهني، والمنظمات المعرفية)."الاستراتيجية المثلى
وحول الاستراتيجية المثلى التي تمكن المعلم من تحقيق الهدف التعليمي يضيف د. العقله قائلا :" جميع الاستراتيجيات مهمة دون استثناء، ويمكن أن يختار المعلّم الاستراتيجية التي تحقق أهداف موقفه التعليمي، والتي تتناسب وأهداف الدرس، ولابد للمعلم أن يحرص على تنويع أساليب وطرق التدريس ليثير التفكير عند الطلبة ويزيد من دافعيتهم للتعلّم ."ومن جهته يقول أستاذ مساعد بقسم المناهج والتدريس في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس ، ورئيس فريق حقائب الدراسات الاجتماعية د. أحمد بن حمد الربعاني :" لا توجد استراتيجية مثالية تصلح لكل الموضوعات، وإنما هنالك استراتيجيات تنمي مهارات معينة أكثر من غيرها، فعلى سبيل المثال العصف الذهني، وحل المشكلات، والتفكير ما وراء المعرفي، وبرنامج كورت، والاستقصاء، هي استراتيجيات في تدريس الدراسات الاجتماعية تسهم بشكل كبير في تنمية مهارات التفكير، والنظرة المتزنة لمعالجة القضايا، بينما تسهم طرق أخرى كالمناقشة والحوار بشكل أكبر في تنمية اتجاهات المتعلم وقيمه ومعتقداته ومهارات الاتصال لديه، وهنا لابد للمعلم من تحديد الجوانب التي يسعى إلى تحقيقها أو التركيز عليها في كل حصة دراسية، وبناء عليه يتم اختيار الطرق الأكثر ملاءمة."مناخ تعليمي أكثر تفاعلاً
ناصر بن خميس الغداني، مشرف مادة التربية والثقافة الإسلامية بالمديرية العامة للمدارس الخاصة تحدث عن استفادته من مشروع الحقيبة التدريبية قائلا:" إن تطبيقي للطرق الموجودة في الحقيبة التدريبية قدم لي استفادة كبيرة تصب في صميم عملي كمشرف تربوي، فكما تعلمون بأن المشرف التربوي معني بصورة مباشرة بالجانب العملي التطبيقي كونه ينقل الأثر التدريبي ويقدمه لزملائه المعلمين، وأرى أن المعلم بقدر ما يكتسب من مهارات تدريبية متنوعة بقدر ما ينعكس ذلك على تفاعل الطلبة معه في الموقف التعليمي، فالمتعلم متى ما شعر بأن هنالك تنوعا في طرق التدريس كلما كانت استجابته جيدة للدرس وهذا ما لاحظته عن كثب أثناء تطبيقي لاستراتيجيات الحقيبة التدريبية المتلفزة، وبالتالي ساهمت الحقيبة وبشكل كبير في إيجاد جو تعليمي مناسب وبدا ذلك جلياً من خلال المشاركة المتميزة والتفاعل الإيجابي من الطلبة في الموقف التعليمي، وأرجو متابعة تطبيق المشروع في مواد أخرى، والاستفادة من التغذية الراجعة من الحقل التربوي في تطوير هذا المشروع الجيد."
وأشار داوود بن سليمان الكندي معلم أول في الدراسات الاجتماعية تخصص تاريخ إلى أهمية تنوع طرق التدريس وتعددها قائلاً:" كل ما تعددت طرق وأساليب التدريس، كلما كان لذلك الأثر الأكبر في تفاعل الطلبة وتحبيبهم في محتوى الدرس، وهذا ما قدمته الحقيبة المتلفزة، حيث أوجدت مناخاً تعليمياً تفاعليا يكون الطالب فيه جزءا من الحصة، وبأسلوب تربوي جديد، بعيداً عن التلقين، ومواكبة للنهضة التربوية التي يشهدها العالم المعاصر، كما ومن خلال المادة العلمية والمواقف التعليمية التي حوتها الحقيبة المتلفزة زال اللبس الذي كان يصيب المعلم في السابق في طريقة تطبيقه لطرق تدريس مادة الدراسات الاجتماعية، وهذا بدوره أكسب المعلم مهارات ومعارف جديدة وقدم له مجالاً واسعا للتدريب والتعلم الذاتي، وأتمنى مواصلة العمل في هذا المشروع وتعميمه على باقي المواد الدراسية. "
ومن جهتها تحدثت منى بنت سالم الكلبانية، معلمة أولى مجال ثاني علوم ورياضيات عن الفائدة التي حصدتها من مرحلة التدريب على الحقيبة قائلة :" إن مرحلة التدريب المباشر من قبل معدي الحقائب والتي تمت بتنسيق مع مركز التدريب الرئيسي أدت إلى إكسابي الكثير من المهارات الخاصة باستراتيجيات الحقيبة التدريبية، والتي قمت بتطبيق بعضها في غرفة الصف، وأضافت لي طرقا وأساليب تدريس جديدة، مما انعكس أثره على الطلبة والذين ازدادت لديهم الرغبة والدافعية نحو التعلم، وأتمنى تفعيل استخدام هذه الاستراتيجيات في مواد أخرى، وتوسع هذا المشروع ليشمل مرحلة التعليم قبل المدرسي ويتم تصوير مواقف تعليمية خاصة بهم لما لهذه المرحلة من أهمية في حياة الطالب."
أما سيف بن مبارك العميري، معلم لغة عربية فقد أكد على الفائدة التي قدمها هذا المشروع للمعلم قائلاً:" إن المادة المقدمة في الحقيبة المتلفزة تخدم بالدرجة الأولى المعلم في مسيرة عمله التربوي، وتقدم له أساليب تعليمية جديدة، وكوني معلم لغة عربية فإن استفادتي تكمن في التعرف على أساليب تدريسية حديثة في طرق تدريس النصوص الأدبية والتعبير والمطالعة وغيرها من مواضيع اللغة العربية، ولقد لمست تفاعل الطلبة مع الحصة عند استخدامي للحقيبة المتلفزة، حيث يشعر الطالب بأنه جزء لا يتجزأ من هذه الحصة، يشارك ويتفاعل، وليس مجرد متلقٍ للمعلومة، مما جعل رغبته نحو التعلم أفضل، كما وحرصت بدوري وبالتنسيق مع المشرف التربوي بالمدرسة على نقل أثر التدريب من خلال الحلقات والمشاغل التدريبية لزملائي المعلمين وتعريفهم بهذا المشروع ومدى فائدته للمعلم والطالب على حد سواء، ثم متابعة تنفيذ الطرق التدريسية عمليا مع زملائي المعلمين داخل الغرفة الصفية وتقييم أدائهم، وهذا منحني ثقة بالنفس ورغبة قوية في التعريف بهذا المشروع الرائد."
تقييم المشروع
وحول مرحلة تقييم هذا المشروع حدثتنا نائبة مدير دائرة تقييم العائد التدريبي بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم هيفاء بنت محسن اللواتية :" هناك مجموعة من البيانات الوصفية التي تم تجمعيها من المناطق التعليمية حول مدى استفادة المعلمين من هذا المشروع، وأشار المشرفون التربويون بالمناطق التعليمية إلى أن هذه الحقائب كان لها دور واضح في تفاعل المعلمين مع المنهاج، وأسهمت في تطور مستوى الأداء والوعي بمتطلبات المستجدات التربوية بشكل ملحوظ، كما أسهمت في زيادة حافزية المعلمين للبحث عن مصادر بديلة للمعلومات والاطلاع، ومع بداية العام الدراسي الحالي تم تنظيم مجموعة من البرامج التدريبية التي هدفت إلى التعريف بالحقائب التدريبية وكيفية استخدامها، وتم إعداد استمارات متابعة خاصة بالمدارس تهدف إلى قياس مستوى استخدام المعلمين للحقائب المتلفزة في المدرسة، ومستوى تطبيقهم للطرق التدريسية في الغرفة الصفية، وتمت مراجعتها مع المشرفين التربويين والمعلمين الأوائل الذين حضروا التدريب من المناطق التعليمية المختلفة، وتم تعميم هذه الاستمارة على جميع المدارس بالسلطنة، وستقوم الدائرة بتحليل نتائج هذه الاستمارات؛ لتوفير بيانات كمية دقيقة."
تقديم النموذج العملي، وفلسفة التدريب الذاتي
وحول أهمية هذا المشروع والفائدة التي قدمها لفرق عمل معدي الحقائب التدريبية، تحدث الدكتور أحمد الربعاني مؤكدا :"لا شك أن هذا المشروع أكسبنا كفريق عمل واحد عدة مهارات متعلقة بإعداد الحقائب ككتابة سيناريو تلفزيوني، وتجربة التصوير التلفزيوني ومتطلباته، وكذلك التعرف على احتياجات الميدان التربوي في مجال طرق واستراتيجيات التدريس، ويعد المشروع جيداً نظراً لكون فكرته جديدة في الحقل التربوي ،والذي اعتاد على تقديم طرق واستراتيجيات التدريس في قالب نظري، ويأتي هذا المشروع ليقدم نموذجا عملياً ظل يطالب به المعلمون منذ زمن وهو إعطائهم نماذج لكيفية تطبيق طرائق التدريس بدلا من تقديم معلومات نظرية تعتمد على وصف الخطوات العملية ."
ومن جهته قال عضو فني قياس وتقويم بالمديرية العامة للتقويم التربوي بوزارة التربية والتعليم، ورئيس فريق حقائب التقويم التربوي خليل بن ياسر البطاشي، قائلا :" المشروع خطوة في بداية طريق طويل، يتبنى فلسفة التدريب الذاتي للكوادر التربوية بعيدا عن التدريب المباشر الذي يكلف الكثير من الجهد والوقت ،فضلا عن كثرة الفاقد التدريبي فيه، ولقد علمتني مشاركتي في هذه التجربة مبدأ مهما، وهو أن الإنسان ينبغي عليه أن يبحث عن الحلول في أصعب الظروف ولا يغرق في التفكير في الصعوبات والمشكلات، فالحقائب بديل ناجح لحل مشكلات قلة الوقت، وغزارة المعرفة التي تواجه عملية تدريب المعلمين، فهي تقدم البديل التدريبي وتضعه بين أيديهم."تلافي الصعوبات للمرحلة القادمة
وأشار الدكتور عبدالله أمبوسعيدي إلى الصعوبات التي واجهت معدي الحقائب خلال عملهم في هذا المشروع:" كتجربة أولى لا بدّ من وجود بعض المصاعب كان من أهمها قلة خبرة أعضاء الفريق بمجال إعداد الحقائب وكتابة السيناريو التعليمي، وعدم وجود عمل مماثل للحقيبة المتلفزة يمكن الاستهداء به، والسير على خطاه، بجانب عدم تفرغ أعضاء فرق إعداد مادة الحقيبة التدريبية مما أدى الى انقطاع العمل بين فترة وأخرى، إلا إن جهود معدي الفريق، ورغبتهم في إنجاز هذا المشروع بجانب التعاون والدعم الذي حصده المشروع من وزارة التربية والتعليم ،مكننا من تخطي الصعاب وإظهار المشروع بصورته الحالية، وأرجو من معدي الحقائب للمرحلة القادمة تكثيف القراءة في كيفية إعداد الحقائب، والحرص على أن يكون العمل مستمرا في إعداد الحقائب ولا يترك لفترات طويلة، وتكثيف الزيارات للمعلمين الذين يقومون بتنفيذ الدروس، والاستفادة من معدي الحقائب التدريبية السابقة."
أما د. محمد أحمد العقلة فقد وجه النصح لمعدي الحقائب للمرحلة القادمة بضرورة الاستفادة من المنهجية والشكل الذي بُنيت عليه عناصر الحقائب الحالية في التصميم والتنظيم، باعتبارها نماذج حية أصبحت بين أيديهم، مما يوفر لهم الكثير من الجهد والوقت، بجانب الاستفادة من الخبرات التي نفذت المرحلة الأولى، وتناول استراتيجيات تدريس جديدة لتحقيق مبدأ التكامل وتوفير أكبر قدر ممكن من حقائب التدريب الذاتي للعاملين في الحقل التربوي، والعمل بروح الفريق، واختيار المعلمين المطبقين للمواقف الصفية بعناية فائقة، ومن ذوي الخبرة والرغبة.
ومن جهته يؤكد خليل بن ياسر البطاشي على ضرورة مواصلة المشروع وتطبيقه في مواد أخرى، مع التركيز على أحدث الطرق التدريسية خاصة التي تركز على دور الطالب في التعلم ، وحاجات المعلمين من الأدوات التي تعينهم في أداء مهامهم التدريسية، بالإضافة إلى طرح حلول عملية للإشكالات التدريسية الحالية في كل مادة دراسية .
دشنت وزارة التربية مؤخراً مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة وهو عبارة عن نظام تعليمي متكامل يهدف إلى إشباع حاجات تدريبية محددة لدى مستخدميها، حيث جاءت فكرة الحقيبة التدريبية المتلفزة لمساعدة العاملين في الحقل التربوي من المعلمين والمشرفين والإداريين على تطوير الأساليب التدريسية، بجانب تقديم أمثلة عملية على كيفية معالجة الصعوبات التي قد تواجه العاملين في الحقل التربوي بأسلوب تعليمي جديد وممنهج.
هدف الشروع
يهدف مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة إلى زيادة وعي المعلمين بالاستراتيجيات التدريسية وطرق التقويم الحديثة وتدريبهم عليها، بجانب الاستفادة من مخرجات البرامج التأهيلية من الماجستير والدكتوراه، واقتصاد الوقت والجهد والمال للمدرب وللمتدرب، والتغلب على النقص في الكفاءات الفنية لدى المدربين، وإتاحة الفرصة لأعداد كبيرة من المتدربين لاستخدام الحقيبة التدريبية والاستفادة منها، بجانب إمكانية التحكم في وقت ومكان وعدد مرات استخدام الحقيبة التدريبية ،وسرعة وصول المادة التدريبية إلى جميع المتدربين في مواقعهم، وعرض نماذج تطبيقية حية للمادة التدريبية والتي من خلالها يتم الربط بين الجانب النظري والجانب التطبيقي، والتغلب على مشكلة صعوبة تفرّغ المتدربين لحضور التدريب في مراكز التدريب، بالإضافة إلى تنويع صيغ الإنماء المهني في الحقل التربوي، ومواكبة التطورات الحديثة في ظل التطور التربوي الذي تشهده وزارة التربية والتعليم.
مراحل المشروع
جاء مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة ليستهدف المعلمين، والمشرفين التربويين، وشمل أربعة تخصصات وهي العلوم،واللغة العربية، والدراسات الاجتماعية، والتقويم التربوي، وتم إعداد محتوى الحقيبة التدريبية من قبل مجموعة من الخبراء في وزارة التربية والتعليم، وجامعة السلطان قابوس.
وعن المراحل التي مر بها مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة، حدثتنا رئيسة قسم تدريب المعلمين بدائرة التدريب والتأهيل بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم،والمنسقة المتابعة للحقائب التدريبية زهية بنت ناصر الشكيلية قائلة :" ظهرت فكرة مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة في شهر ابريل 2004، وبعد الموافقة على تصور المشروع تمت مخاطبة الجهات المقترحة لإعداد مادة الحقيبة التدريبية، وتشكيل فرق العمل، وبصدور القرار الوزاري رقم ( 83/ 2005) بشأن مشروع الحقيبة التدريبية المتلفزة، تم توزيع استبانات تحديد الاحتياجات التدريبية على المناطق التعليمية، حيث استهدفت هذه الاستبانات معلمين، ومعلمين أوائل ،ومشرفين تربويين، ومشرفين أوائل في مدراس الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي، عقب ذلك تم تحليل الاستبانات الواردة من المناطق التعليمية، وبناءً على نتائجها تم توزيع الأعمال بين أعضاء فرق معدي الحقائب التدريبية، والبالغ عددهم (24) معداً، تلاها تقديم مرحلة تدريبية قدم من خلالها مجموعة من البرامج التدريبية لفرق العمل."
وأضافت زهية الشكيلية :"لقد استمرت فترة إعداد محتوى الحقائب التدريبية المتلفزة ومراجعة المادة العلمية حتى نهاية عام 2007، ثم بدأت مرحلة تلفزة الحقائب التدريبية، واختيار المعلمين والمدارس المشاركة لتصوير المواقف التعليمية، ومونتاجها، وقد بلغ عدد المعلمين المشاركين في تصوير المواقف التعليمية (19) معلماً ومعلمة، لتخرج الحقيبة التدريبية في صورتها النهائية في فبراير 2009، وتم توزعيها على المناطق التعليمية في شهر مايو 2009. "
الخطة المستقبلية
وعن الجديد الذي سيضاف لهذا المشروع، أجاب مدير مركز التدريب الرئيسي بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية:" فيما يتعلق بالخطط المستقبلية لهذا المشروع فنحن نسعى إلى تطوير المرحلة الأولى منه من خلال التغذية الراجعة من الحقل التربوي، بجانب إدراج الحقائب التدريبية على موقع البوابة التعليمية، والبدء في المرحلة الثانية من المشروع ليضم الى مواد الحقيبة التدريبية ثلاث مواد أخرى وهي الثقافة الإسلامية، والرياضيات، واللغة الإنجليزية."
إعداد محتوى الحقيبة
الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي أستاذ مشارك بقسم مناهج وطرق تدريس العلوم في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس ،ورئيس فريق حقائب العلوم، تحدث عن الخطوات التي قام بها الفريق لإعداد محتوى الحقيبة التدريبية المتلفزة :" بعد صدور القرار الوزاري الخاص بهذا المشروع، وزع الفريق استبيانا لمعلمي العلوم والمشرفين في عدد من المناطق التعليمية لتحديد الحاجات التدريبية فيما يتعلق بطرائق تدريس العلوم، عقبها جاءت عملية تحليل الاستبانات، وتحديد الطرق التدريسية التي حصلت على أعلى تكرار، ثم حضور برنامج تدريبي في مجال إعداد الحقائب التدريبية، والبدء في إعداد المادة العلمية بالحقائب التدريبية، عقبتها مرحلة المراجعة والتحكيم من قبل محكمين مختصين من خارج جامعة السلطان قابوس، وتجهيز الحقائب بصورتها النهائية، ثم حضور برنامج تدريبي لإعداد السيناريو التعليمي، عقبها البدء في مرحلة تلفزة الحقيبة، واختيار وتجهيز الدروس التي سيتم تصويرها، واختيار المعلمين الذين سيقومون بتصوير المواقف التعليمية، والمدارس التي سيتم التصوير بها، ثم الاجتماع بهؤلاء المعلمين، والقيام بزيارات ميدانية لهم للتأكد من قدرتهم على تنفيذ الدروس المختارة، ثم التصوير الفعلي للمواقف التعليمية، ومتابعة مونتاج الدروس، وإعطاء وجهات النظر في التصميم المقترح للحقائب."
وحول العناصر والأدوات التي اشتملت عليها الحقيبة التدريبية المتلفزة، قال مدرب اللغة العربية بمركز التدريب الرئيسي بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم، ورئيس فريق حقائب اللغة العربية د.محمد أحمد الحمد العقلة :" تضمنت كلّ حقيبة من هذه الحقائب المختلفة على جانبين، وهما المادة العلمية لاستراتيجيات تدريس المادة، بجانب دليل الحقيبة وإرشادات استخدامها، والمواد العلمية والأنشطة التدريبية الذاتية، والخطة الإجرائية الخاصة بتنفيذ الموقف الصّفي، والأنشطة التطبيقية، وصحائف الأعمال وبطاقات التصحيح اللازمة للموقف الصّفي، والنشرات الإرشادية والإثرائية، وملحق الاختبار الذاتي لقياس مستوى التحصيل والفهم لمستخدم الحقيبة، وبطاقة التقويم الذاتي للمعلم، وبطاقة تقويم الطلبة في أثناء تطبيق الاستراتيجية، وجانب تطبيقي مصور تلفزيونياً على أشرطة DVD والذي يتضمن تطبيقا شاملا لخطوات ومراحل وأشكال كلّ استراتيجية، وفيما يتعلق بحقيبة اللغة العربية فقد شملت مادتها العلمية على استراتيجيات تعلم اللغة العربية وهي (التعلّم التعاوني، والعمل في مجموعات، والتعلّم باللعب، وتحليل المضمون، والعصف الذهني، والمنظمات المعرفية)."الاستراتيجية المثلى
وحول الاستراتيجية المثلى التي تمكن المعلم من تحقيق الهدف التعليمي يضيف د. العقله قائلا :" جميع الاستراتيجيات مهمة دون استثناء، ويمكن أن يختار المعلّم الاستراتيجية التي تحقق أهداف موقفه التعليمي، والتي تتناسب وأهداف الدرس، ولابد للمعلم أن يحرص على تنويع أساليب وطرق التدريس ليثير التفكير عند الطلبة ويزيد من دافعيتهم للتعلّم ."ومن جهته يقول أستاذ مساعد بقسم المناهج والتدريس في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس ، ورئيس فريق حقائب الدراسات الاجتماعية د. أحمد بن حمد الربعاني :" لا توجد استراتيجية مثالية تصلح لكل الموضوعات، وإنما هنالك استراتيجيات تنمي مهارات معينة أكثر من غيرها، فعلى سبيل المثال العصف الذهني، وحل المشكلات، والتفكير ما وراء المعرفي، وبرنامج كورت، والاستقصاء، هي استراتيجيات في تدريس الدراسات الاجتماعية تسهم بشكل كبير في تنمية مهارات التفكير، والنظرة المتزنة لمعالجة القضايا، بينما تسهم طرق أخرى كالمناقشة والحوار بشكل أكبر في تنمية اتجاهات المتعلم وقيمه ومعتقداته ومهارات الاتصال لديه، وهنا لابد للمعلم من تحديد الجوانب التي يسعى إلى تحقيقها أو التركيز عليها في كل حصة دراسية، وبناء عليه يتم اختيار الطرق الأكثر ملاءمة."مناخ تعليمي أكثر تفاعلاً
ناصر بن خميس الغداني، مشرف مادة التربية والثقافة الإسلامية بالمديرية العامة للمدارس الخاصة تحدث عن استفادته من مشروع الحقيبة التدريبية قائلا:" إن تطبيقي للطرق الموجودة في الحقيبة التدريبية قدم لي استفادة كبيرة تصب في صميم عملي كمشرف تربوي، فكما تعلمون بأن المشرف التربوي معني بصورة مباشرة بالجانب العملي التطبيقي كونه ينقل الأثر التدريبي ويقدمه لزملائه المعلمين، وأرى أن المعلم بقدر ما يكتسب من مهارات تدريبية متنوعة بقدر ما ينعكس ذلك على تفاعل الطلبة معه في الموقف التعليمي، فالمتعلم متى ما شعر بأن هنالك تنوعا في طرق التدريس كلما كانت استجابته جيدة للدرس وهذا ما لاحظته عن كثب أثناء تطبيقي لاستراتيجيات الحقيبة التدريبية المتلفزة، وبالتالي ساهمت الحقيبة وبشكل كبير في إيجاد جو تعليمي مناسب وبدا ذلك جلياً من خلال المشاركة المتميزة والتفاعل الإيجابي من الطلبة في الموقف التعليمي، وأرجو متابعة تطبيق المشروع في مواد أخرى، والاستفادة من التغذية الراجعة من الحقل التربوي في تطوير هذا المشروع الجيد."
وأشار داوود بن سليمان الكندي معلم أول في الدراسات الاجتماعية تخصص تاريخ إلى أهمية تنوع طرق التدريس وتعددها قائلاً:" كل ما تعددت طرق وأساليب التدريس، كلما كان لذلك الأثر الأكبر في تفاعل الطلبة وتحبيبهم في محتوى الدرس، وهذا ما قدمته الحقيبة المتلفزة، حيث أوجدت مناخاً تعليمياً تفاعليا يكون الطالب فيه جزءا من الحصة، وبأسلوب تربوي جديد، بعيداً عن التلقين، ومواكبة للنهضة التربوية التي يشهدها العالم المعاصر، كما ومن خلال المادة العلمية والمواقف التعليمية التي حوتها الحقيبة المتلفزة زال اللبس الذي كان يصيب المعلم في السابق في طريقة تطبيقه لطرق تدريس مادة الدراسات الاجتماعية، وهذا بدوره أكسب المعلم مهارات ومعارف جديدة وقدم له مجالاً واسعا للتدريب والتعلم الذاتي، وأتمنى مواصلة العمل في هذا المشروع وتعميمه على باقي المواد الدراسية. "
ومن جهتها تحدثت منى بنت سالم الكلبانية، معلمة أولى مجال ثاني علوم ورياضيات عن الفائدة التي حصدتها من مرحلة التدريب على الحقيبة قائلة :" إن مرحلة التدريب المباشر من قبل معدي الحقائب والتي تمت بتنسيق مع مركز التدريب الرئيسي أدت إلى إكسابي الكثير من المهارات الخاصة باستراتيجيات الحقيبة التدريبية، والتي قمت بتطبيق بعضها في غرفة الصف، وأضافت لي طرقا وأساليب تدريس جديدة، مما انعكس أثره على الطلبة والذين ازدادت لديهم الرغبة والدافعية نحو التعلم، وأتمنى تفعيل استخدام هذه الاستراتيجيات في مواد أخرى، وتوسع هذا المشروع ليشمل مرحلة التعليم قبل المدرسي ويتم تصوير مواقف تعليمية خاصة بهم لما لهذه المرحلة من أهمية في حياة الطالب."
أما سيف بن مبارك العميري، معلم لغة عربية فقد أكد على الفائدة التي قدمها هذا المشروع للمعلم قائلاً:" إن المادة المقدمة في الحقيبة المتلفزة تخدم بالدرجة الأولى المعلم في مسيرة عمله التربوي، وتقدم له أساليب تعليمية جديدة، وكوني معلم لغة عربية فإن استفادتي تكمن في التعرف على أساليب تدريسية حديثة في طرق تدريس النصوص الأدبية والتعبير والمطالعة وغيرها من مواضيع اللغة العربية، ولقد لمست تفاعل الطلبة مع الحصة عند استخدامي للحقيبة المتلفزة، حيث يشعر الطالب بأنه جزء لا يتجزأ من هذه الحصة، يشارك ويتفاعل، وليس مجرد متلقٍ للمعلومة، مما جعل رغبته نحو التعلم أفضل، كما وحرصت بدوري وبالتنسيق مع المشرف التربوي بالمدرسة على نقل أثر التدريب من خلال الحلقات والمشاغل التدريبية لزملائي المعلمين وتعريفهم بهذا المشروع ومدى فائدته للمعلم والطالب على حد سواء، ثم متابعة تنفيذ الطرق التدريسية عمليا مع زملائي المعلمين داخل الغرفة الصفية وتقييم أدائهم، وهذا منحني ثقة بالنفس ورغبة قوية في التعريف بهذا المشروع الرائد."
تقييم المشروع
وحول مرحلة تقييم هذا المشروع حدثتنا نائبة مدير دائرة تقييم العائد التدريبي بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم هيفاء بنت محسن اللواتية :" هناك مجموعة من البيانات الوصفية التي تم تجمعيها من المناطق التعليمية حول مدى استفادة المعلمين من هذا المشروع، وأشار المشرفون التربويون بالمناطق التعليمية إلى أن هذه الحقائب كان لها دور واضح في تفاعل المعلمين مع المنهاج، وأسهمت في تطور مستوى الأداء والوعي بمتطلبات المستجدات التربوية بشكل ملحوظ، كما أسهمت في زيادة حافزية المعلمين للبحث عن مصادر بديلة للمعلومات والاطلاع، ومع بداية العام الدراسي الحالي تم تنظيم مجموعة من البرامج التدريبية التي هدفت إلى التعريف بالحقائب التدريبية وكيفية استخدامها، وتم إعداد استمارات متابعة خاصة بالمدارس تهدف إلى قياس مستوى استخدام المعلمين للحقائب المتلفزة في المدرسة، ومستوى تطبيقهم للطرق التدريسية في الغرفة الصفية، وتمت مراجعتها مع المشرفين التربويين والمعلمين الأوائل الذين حضروا التدريب من المناطق التعليمية المختلفة، وتم تعميم هذه الاستمارة على جميع المدارس بالسلطنة، وستقوم الدائرة بتحليل نتائج هذه الاستمارات؛ لتوفير بيانات كمية دقيقة."
تقديم النموذج العملي، وفلسفة التدريب الذاتي
وحول أهمية هذا المشروع والفائدة التي قدمها لفرق عمل معدي الحقائب التدريبية، تحدث الدكتور أحمد الربعاني مؤكدا :"لا شك أن هذا المشروع أكسبنا كفريق عمل واحد عدة مهارات متعلقة بإعداد الحقائب ككتابة سيناريو تلفزيوني، وتجربة التصوير التلفزيوني ومتطلباته، وكذلك التعرف على احتياجات الميدان التربوي في مجال طرق واستراتيجيات التدريس، ويعد المشروع جيداً نظراً لكون فكرته جديدة في الحقل التربوي ،والذي اعتاد على تقديم طرق واستراتيجيات التدريس في قالب نظري، ويأتي هذا المشروع ليقدم نموذجا عملياً ظل يطالب به المعلمون منذ زمن وهو إعطائهم نماذج لكيفية تطبيق طرائق التدريس بدلا من تقديم معلومات نظرية تعتمد على وصف الخطوات العملية ."
ومن جهته قال عضو فني قياس وتقويم بالمديرية العامة للتقويم التربوي بوزارة التربية والتعليم، ورئيس فريق حقائب التقويم التربوي خليل بن ياسر البطاشي، قائلا :" المشروع خطوة في بداية طريق طويل، يتبنى فلسفة التدريب الذاتي للكوادر التربوية بعيدا عن التدريب المباشر الذي يكلف الكثير من الجهد والوقت ،فضلا عن كثرة الفاقد التدريبي فيه، ولقد علمتني مشاركتي في هذه التجربة مبدأ مهما، وهو أن الإنسان ينبغي عليه أن يبحث عن الحلول في أصعب الظروف ولا يغرق في التفكير في الصعوبات والمشكلات، فالحقائب بديل ناجح لحل مشكلات قلة الوقت، وغزارة المعرفة التي تواجه عملية تدريب المعلمين، فهي تقدم البديل التدريبي وتضعه بين أيديهم."تلافي الصعوبات للمرحلة القادمة
وأشار الدكتور عبدالله أمبوسعيدي إلى الصعوبات التي واجهت معدي الحقائب خلال عملهم في هذا المشروع:" كتجربة أولى لا بدّ من وجود بعض المصاعب كان من أهمها قلة خبرة أعضاء الفريق بمجال إعداد الحقائب وكتابة السيناريو التعليمي، وعدم وجود عمل مماثل للحقيبة المتلفزة يمكن الاستهداء به، والسير على خطاه، بجانب عدم تفرغ أعضاء فرق إعداد مادة الحقيبة التدريبية مما أدى الى انقطاع العمل بين فترة وأخرى، إلا إن جهود معدي الفريق، ورغبتهم في إنجاز هذا المشروع بجانب التعاون والدعم الذي حصده المشروع من وزارة التربية والتعليم ،مكننا من تخطي الصعاب وإظهار المشروع بصورته الحالية، وأرجو من معدي الحقائب للمرحلة القادمة تكثيف القراءة في كيفية إعداد الحقائب، والحرص على أن يكون العمل مستمرا في إعداد الحقائب ولا يترك لفترات طويلة، وتكثيف الزيارات للمعلمين الذين يقومون بتنفيذ الدروس، والاستفادة من معدي الحقائب التدريبية السابقة."
أما د. محمد أحمد العقلة فقد وجه النصح لمعدي الحقائب للمرحلة القادمة بضرورة الاستفادة من المنهجية والشكل الذي بُنيت عليه عناصر الحقائب الحالية في التصميم والتنظيم، باعتبارها نماذج حية أصبحت بين أيديهم، مما يوفر لهم الكثير من الجهد والوقت، بجانب الاستفادة من الخبرات التي نفذت المرحلة الأولى، وتناول استراتيجيات تدريس جديدة لتحقيق مبدأ التكامل وتوفير أكبر قدر ممكن من حقائب التدريب الذاتي للعاملين في الحقل التربوي، والعمل بروح الفريق، واختيار المعلمين المطبقين للمواقف الصفية بعناية فائقة، ومن ذوي الخبرة والرغبة.
ومن جهته يؤكد خليل بن ياسر البطاشي على ضرورة مواصلة المشروع وتطبيقه في مواد أخرى، مع التركيز على أحدث الطرق التدريسية خاصة التي تركز على دور الطالب في التعلم ، وحاجات المعلمين من الأدوات التي تعينهم في أداء مهامهم التدريسية، بالإضافة إلى طرح حلول عملية للإشكالات التدريسية الحالية في كل مادة دراسية .
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions