* الشركات تسعى إلى تحقيق فرص العمل للمواطنين لرفع مستوى المعيشة لدى الفرد وتحسين مستوى الدخل.

مسقط- يحيي الحضرمي

تساهم الشركات ومؤسسات القطاع الخاص في تشغيل عدد كبير من الشباب الباحثين عن عمل في مختلف المهن في سوق العمل واصبح العمل الحر والعمل في القطاع الخاص هدفا أساسيا يسعى إليه الشباب، وقد حققت جهود الحكومة نجاحا كبيرا في تحقيق سياسات التعمين من خلال الشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص، وهناك الكثير من أصحاب الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص التي تبنت سياسات التعمين واصبح العماني يشغل اغلب المهن والتخصصات فيها، حول هذا الموضوع التقينا مع مسؤولي الشركات العاملة بمنطقة نزوى الصناعية وتحدثوا عن التعمين وما شهده من تطورات في مجال العمل.

مدير الموارد البشرية بشركة الشرق الأوسط للأعمدة الأوربية هلال بن حمد البراشدي حدثنا قائلا: إن التعمين واجب وطني وأهميته تعود بالنفع على الوطن والمواطن حيث إن وزارة القوى العاملة تسير في المسار الصحيح في تشجيع برنامج التعمين في القطاع الخاص ومؤسساته ومنح الكادر الوطني فرصة إثبات تفوقه الإداري والفني وقدرته على العمل في الظروف الصعبة، وهذا من شأنه أن يساهم في رفد هذه المؤسسات وتنمية طاقات أفراد المجتمع البشرية وتأهيلهم وتدريبهم على مهارات جديدة واكتسابهم خبرات عالمية.. والشركة تنتهج مسارا واضحا حيث تعطي الأولية للمواطن في مجال التوظيف إذ يعد التعمين أحد أهدافها كما أن اهتمامها برعاية الكوادر الوطنية واستثمار الطاقات البشرية الكامنة في أفراد المجتمع العماني يقع ضمن استراتيجيتها، وفتح مجالات واسعة لهؤلاء الأفراد للانخراط في السلك العملي وبناء مجتمعهم من خلال ما يبذلونه من جهد وعطاء في سبيل تطوير العمل الإداري والفني.

وأوضح بأن الشركة حققت في فترة وجيزة نسبة عالية من برنامج التعمين بلغت 45% من مجموع عدد الموظفين، وتعد من النسب الجيدة، مشيرا إلى أن عملية توظيف الكوادر العمانية مستمرة على نطاق واسع سواء في الوظائف القيادية أو غيرها بهدف تحقيق الرؤية المثلى لبرامج التعمين في مؤسسات القطاع الخاص في السلطنة.

وأضاف مدير الموارد البشرية بالشركة قائلا: تقوم الشركة ضمن خطتها بتأهيل وتدريب الشباب العماني ليس داخل السلطنة بل في الخارج من خلال مراكز التدريب التابعة للشركة في ألمانيا، بالإضافة إلى أن الشركة تسعى إلى تعمين الوظائف القيادية من خلال برامجها التدريبية والتأهيلية وإيجاد قادة بالشركة، وأكد في نفس الوقت بأن شركة الشرق الأوسط للأعمدة الأوروبية تسعى دائما إلى تشغيل الفتاة العمانية في مختلف التخصصات، وإعطائها مسؤوليات قيادية لها حيث توجد فتيات عمانيات بنسبة وصلت 2%. كما أثنى على دور وزارة القوى العاملة وبما تقوم به من توجيه وإرشاد لجميع شرائح القوى العاملة الوطنية لغرض التثقيف ورفع معنوياتها لكي تكون قوى عاملة منتجة ومساهمة في تطوير كفاءات هذا البلد الغالي. وفي نهاية الحوار وجه البراشدي كلمة قال فيها: على العاملين أن يتحلوا بالصبر وبالجد والمثابرة لينالوا مبتغاهم وعلى الباحثين عن العمل أن يتقبلوا العمل مهما صغر فمكانته عند الله عظيمة.

رئيس الموارد البشرية بشركة نزوى للصناعات الغذائية إبراهيم بن سالم بن محمد الحوقاني قال عن التعمين: يعتبر العنصر البشري أينما كان أساسا للتنمية، وأوكل الله به مهمة عمارة أرضه، لذلك فالاهتمام بهذا العنصر يأتي في أولويات قائمة كل الدول. وأضاف الحوقاني: إن النظرة إلى العنصر البشري يجب أن تتركز على أنه استثمار، لذلك فلابد من الاهتمام برفع مستواه وتدريبه وتعليمه، لأنه في الأخير سيعود على المؤسسة التي يعمل بها وعلى الدولة بفائدة كبيرة.

وأشار مدير الموارد البشرية بشركة نزوى للصناعات الغذائية: انطلاقا من هذه النظرة ومن التأكيد على أنها الطريقة الصحيحة التي يجب أن تنظر بها الحكومة والقطاع الخاص إلى الإنسان العامل وهنا تحديدا العماني، فنظرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى تعمين الوظائف وإحلال القوى العاملة الوطنية محل القوى العاملة الوافدة فيها منذ سنين طويلة بدأت تتجلى اليوم.

وحول منهج الشركة في مجال التعمين أكد الحوقاني أن مجال التعمين يعد من المجالات المهمة التي تسعى الشركة إلى تحقيقها وذلك من خلال إيجاد فرص عمل للمواطنين وخاصة فئة الشباب ورفع مستوى المعيشة لدى الأفراد وتحسين مستوى الدخل، وتشجيع الشباب على المهارة المهنية.

كما أوضح ابراهيم الحوقاني قائلا: تولي الشركة اهتماما كبيرا بالتعمين، حيث تقوم بإعطاء الأولوية للكوادر الوطنية في شغل أية وظائف متاحة بالشركة، الأمر الذي يمنح الكوادر الوطنية فرصة التطور والتقدم بالشركة. وتقوم على الدوام بتأهيل وتدريب موظفيها من خلال البرامج والدورات التدريبية داخل الشركة، مضيفا ان النسبة الإجمالية المحققة من القوى العاملة الوطنية بالمنشأة تصل الى 50% وهي نسبة أعلى من النسبة المقررة حيث تصل نسبة الفتاة العمانية العاملة بالشركة مقارنة بالرجال إلى 70% وتعمل القوى العاملة الوطنية في مهن إدارية وإشرافية.

وحول خطط الشركة المستقبلية أكد مدير الموارد البشرية أن الشركة تسعى إلى زيادة الكوادر العمانية وترتكز هذه الزيادة على دعامتين أساسيتين الأولى: التدريب المستمر للكوادر الوطنية داخل الشركة بكل مستوياتها، والثانية تعميق قيمة العمل مهما كان وفي أي موقع باعتبار أن العمل هو المعبّر الحقيقي عن كرامة الإنسان وشرفه وهو قبل كل شيء واجب وطني تجاه بلده.

وفي الأخير وجه كلمة قال فيها: أنصح كل باحث عن العمل بالبحث المستمر للعمل وتحدي الصعاب وعدم التهاون وعدم اليأس لأن الحياة الحقيقية لا تتحقق إلا بتحدي الإنسان ومواجهة صعوبات الحياة من أجل الوصول إلى ما يريد وأنصح العاملين بالالتزام والتقيد بقوانين العمل داخل المؤسسة.

وتعد الشركة الخليجية الصينية لمشاريع الطاقة أهم المشاريع العملاقة في قطاع النفط إذ يسهم هذا المشروع الحيوي المهم بإيجابية في الناتج القومي للبلاد ودفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى جانب تحقيق العديد من الفرص الوظيفية للعمانيين وبخاصة الشباب منهم في مختلف المجالات والتخصصات بما يسهم في رفع مستوى الأيدي العاملة العمانية بالقطاع الخاص، وقد استطاع هذا المشروع الذي يتواصل العمل به حاليا في منطقة نزوى الصناعية أن يوفر أكثر من 116 فرصة عمل للشباب منذ بدايته بحسب إحصائية المديرية العامة للقوى العاملة بالمنطقة الداخلية التي تسعى جاهدة من خلال التنسيق مع شركات القطاع الخاص إلى تدريب وتأهيل وتوفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن من الشباب.

ويؤكد حمد بن سالم السيابي مشرف قاعدة بالشركة الخليجية الصينية لمشاريع الطاقة أن الاهتمام بموضوع توظيف الأيدي العاملة العمانية وزيادة نسبة التعمين كان من أهم الأولويات حيث ان التعمين مهم وضروري في جميع المجالات ولابد من اتخاذ التعمين وسيلة لرفع شأن القوى العاملة الوطنية.

وحول تنفيذ سياسة التعمين بالشركة، أفاد حمد السيابي: تحرص الشركة على تطوير قدرات المواطنين وزيادة خبراتهم ومهاراتهم، مع إتاحة المزيد من الفرص لهم ليتمكنوا من تحقيق الخير لأنفسهم ولأسرهم، والمساهمة في تنمية مجتمعهم بشكل فاعل. موضحا أن مجلس إدارة الشركة كان قد أقر عددا من الخطط الطموحة التي تهدف نحو توظيف المزيد من المواطنين خلال الأعوام القادمة وذلك تماشيا مع خطط الشركة التي تشهد توسعا مطردا في أنشطتها.

وأكد حمد السيابي في حديثه قائلا: إن الشركة الخليجية الصينية لمشاريع الطاقة ملتزمة بنسبة التعمين حيث وصلت قرابة 64%، حيث يعمل حوالي 116 عاملا من العمانيين في الشركة في مختلف التخصصات المهنية، وأضاف بأن أغلب التخصصات الإدارية والخدمية يشغلها عمانيون، وكذلك تخصصات الفنيين ومشغلي المعدات بلغت نسبة التعمين بها 100%، إلى جانب أن أكبر المناصب بالشركة يديرها عمانيون.

وأضاف قائلا: إن الشركة تقوم خطتها بتأهيل وتدريب الشباب العماني داخل السلطنة، بالإضافة إلى أن الشركة تسعى إلى تعمين الوظائف القيادية حيث يدير العامل العماني مناصب قيادية، على سبيل المثال منصب مدير تنفيذي ومشرفي أقسام وإداريين ومدير موارد بشرية ومدير محاسبة ومندوبين...، وأكد في نفس الوقت بأن الشركة الخليجية الصينية لمشاريع الطاقة تسعى دائما لتشغيل الفتاة العمانية في مختلف التخصصات، وإعطائها مسؤوليات قيادية حيث توجد فتيات عمانيات يعملن في الشركة بالمقر الرئيسي مسقط وهن يشكلن 6% وأثبتن جدارتهن، وسوف تعمل الشركة على زيادة فرصة المرأة من خلال فتح تخصصات جديدة تتناسب معها.. وأخيرا ناشد حمد السيابي مشرف قاعدة بالشركة فرع نزوى الباحثين عن عمل بالانخراط في جميع الأعمال حتى لو كان الدخل محدودا وذلك لكسب الخبرة وصقل الموهبة وعليهم بالجد والاجتهاد في العمل والتطلع إلى الرقي لوظيفة احسن وافضل.

وكان لنا لقاء مع مديرة الموارد البشرية بخدمات النفط المتكاملة المحدودة زوردة بنت سليمان بن ناصر العبرية حيث حدثتنا عن نسب التعمين في الشركة فقالت: نحن والحمد الله حققنا هذه النسبة من منطلق إدراكنا لأهمية تشغيل العمانيين وسنسعى لزيادة هذه النسبة مستقبلا وذلك من منطلق حرصنا على توظيف العمانيين في مختلف مجالات العمل بالشركة الى جانب ذلك قامت الشركة منذ تأسيسها بالعناية بجانب التعمين والعمل وفقا للمتطلبات الخاصة الموضوعة من قبل وزارة القوى العاملة في هذا الجانب.

ولقد قطعت الشركة شوطا كبيرا في التعمين حيث بلغت ما نسبته 85% من عدد العاملين في الشركة وما زالت الشركة تبذل كل الجهود لتعمل على تعمين باقي الوظائف التي يمكن تعمينها.

وأضافت مديرة الموارد بالشركة قائلة: يعتبر التعمين أحد أهم أهداف الشركة وتوليه اهتماما خاصا وذلك بإتاحة الفرص وتشجيع الكوادر العمانية الشابة على الانضمام إليها والعمل لدى منشآتها لإثبات قدراتهم في المجالات المختلفة سواء كانت إدارية أو فنية وتعمل الشركة جنبا إلى جنب مع وزارة القوى العاملة لتحقيق الأهداف والسياسات الخاصة في مجال التعمين ووضع خطة طموحة لتحقيق أعلى النسب في التعمين في كافة قطاعات الشركة، بالإضافة إلى برنامج تدريب الموظفين ورفع قدراتهم الفنية والإدارية والقيادية وإعطائهم الفرص حتى يتمكنوا في المستقبل بأن يحلوا محل القوى العاملة الوافدة.وتؤكد زوردة العبرية بان الشركة تقوم بتأهيل وتدريب العاملين لديها ضمن الموارد المتاحة حيث تقوم بتوفير الرعاية لهذه الكوادر من خلال تدريبها وصقل مواهبها وتأهيلها بحيث تكون قادرة على القيام بالدور المنوط إليها وتهيئتها لتحل محل القوى العاملة الوافدة بعد اكتسابها للخبرة الكافية للقيام بتلك الأعمال.

كما تقوم الشركة بتوجيه وإرشاد الكوادر الوطنية عن طريق إلحاقهم للعمل في المجالات المتخصصة تحت إشراف ومتابعة من هم أكثر خبرة سواء من المواطنين أو الوافدين الذين يقومون بدور الموجه أو المدرب في موقع العمل وذلك لمتابعتهم في أداء الأعمال على الوجه الصحيح وتقويمهم عن أية أخطاء قد يرتكبونها. بمعنى آخر فإن اكتساب الخبرة الميدانية وصقل مهارات العامل في موقع العمل هو أحد الوسائل المتبعة في إرشاد العامل وإكسابه الخبرات المختلفة، اضافة إلى ذلك فإنه يتم تدريب العامل بين الفترة والأخرى على الأمور النظرية عن طريق الدورات وحلقات العمل من أجل توسيع مجالات الفهم في العمل وتوسيع مداركهم، وتقوم الموارد البشرية بالتنسيق مع الدوائر المختلفة في الشركة للتأكد من التزامها في توجيه وإرشاد الكوادر وفهم احتياجاتهم من أجل تنمية وصقل مهاراتهم ومعرفة مواطن الضعف والعمل على تصحيحها ومواطن والقوة وتنميتها.

وحول خطط الشركة أوضحت مديرة الموارد البشرية بشركة خدمات النفط المتكاملة المحدودة أن خطة الشركة هي العمل على استيعاب خريجي وخريجات هيئات التعليم المختلفة من الكوادر وتوظيفها في المجالات المختلفة والعمل مع وزارة القوى العاملة لتشجيع وتطبيق سياسات التعمين في كافة القطاعات الخاصة وهذا بدوره سيقوم بتوفير مستوى المعيشة والدخل المناسبين للمواطن والعمل على تقليل القوى العاملة الوافدة وهذا بدوره سيساهم في التقليل من نسبة الباحثين عن العمل.

وحول نسبة المرأة العمانية العاملة بالشركة أشارت الى أن المرأة العمانية تحتل نسبة ضئيلة وهي ما تقارب 3% من مجموع العاملين بالشركة، وعن المهن والوظائف التي يشغلها العمانيون قالت: إن الوظائف القيادية والإدارية التي يمارسها العمانيون متعددة وهي الرئيس التنفيذي، المدير التقني والمبيعات، مسؤول الخدمات الميدانية ومهندسو المبيعات ومدير الموارد البشرية ومهن أخرى عديدة.

وفي نهاية الحوار وجهت مديرة الموارد البشرية بشركة خدمات النفط المحدودة كلمة قالت فيها: أدعو كل الشباب العمانيين والشابات إلى بذل قصارى جهدهم لمواجهة التحديات والصعاب في أماكن العمل لإثبات جدارتهم بأنهم أهل لتحمل المسؤولية في المهن المختلفة سواء كانت إدارية أو فنية، وان يعملوا باستمرار دون تهاون على تنمية مهاراتهم وخبراتهم مهنيا وثقافيا ليكون هدفنا الأسمى بناء عمان بسواعد عمانية نفتخر بهم داخل وخارج السلطنة.