

مهارات شخصية/ الشعور بالخوف هو شعور طبيعي يصيب كل من يقبل على إلقاء محاضرة أو خطبة لأول مرة, وهذا الخوف له عدة أسباب مختلفة, وهذا الخوف قد يؤثر بالسلب إذا لم يستطع الشخص التعامل معه بالطريقة الصحيحة والاستفادة منه لتجنب الأخطاء. وسوف نعترض بعض من هذه الأسباب مع توضيح طرق التعامل مع كل منها:
1- الخوف من انتقاد الآخرين:
هذا النوع من الخوف أشبه ما يكون بالعذاب حتى أنه يمنع بعض الأشخاص من مجرد المحاولة, لأنهم يعتقدون أنهم مهما فعلوا فلن يكون ذلك كافيا. يحمل هذا النوع من الخوف البعض الآخر على المبالغة في الإعداد والتحضير دون عفوية.
فمهما كان البحث عن الأمر الذي يعوقنا صعبا فإنه لن يستغرق منا سنوات حتى نجده ونتغلب عليه. لا يوجد أي نوع من المعوقات, ولا حتى الخوف من انتقاد الآخرين, لا يمكن التغلب عليه, بما في ذلك الخوف, ولكن علينا أن نبدأ.
2- الخوف من النسيان:
لهذا الخوف عدة أسباب, بعضها سهل المعالجة, بينما بعضها الآخر أكثر تعقيدا, ويتطلب بحثا ومقاربة أدق حتى يتم علاجه.
على سبيل المثال, عندما يبالغ أحدنا في القلق حيال نسيانه ما عليه أن يقول في محاضرة أو مقابلة عمل, فإن تركيزه يتشتت ويزداد بذلك احتمال حدوث ما يخشى حدوثه. علينا أن نركز –وفقط على – التحضير والتدريب, إ ن ما يسبب حالة النسيان التي قد نقع فيها هو نقص تركيزنا على أحد هذين الأمرين أو كليهما.
3- الخوف من الإحراج:
آخر ما يتمناه أي واحد منا هو أن يضع نفسه في موقف يعرضه للإحراج أمام الآخرين. إنه من الأمور التي يحاول الجميع تجنبها. إن الخوف من التعرض للإحراج قد يكون ذا تأثير سلبي أحيانا. يعيش المتكلمون المتمرسون والمحاضرون ذو الخبرة مع هذا النوع من الخوف, لكنهم يتجنبون آثاره السلبية بالتحضير الجيد والمبكر وبالتسلح بخطة محكمة لكل ما قد يطرأ لهم خلف المنصة أو على خشبة المسرح أو خلف طاولة الاجتماع. سيمكنهم هذا من أداء مهمتهم الخطابية بكل ثقة, مدركين تماما أنهم سيتعاملون مع أي شيء يحدث بكل سهولة وكياسة. يعلمون علم اليقين أنهم بشر, وأن من طبيعة البشر أن يرتكبوا بعض الأخطاء, يؤمنون بالحكمة التي تقول: "أن تخطيء أو لا تخطيء ليست تلك القضية, بل القضية هي أن تعرف كيف تصلح خطأك عندما تقترفه", وهذا ما يجب علينا تعلمه.
4- الخوف من الفشل أو النجاح:
هذان النوعان من الخوف هما وجهان لعملة واحدة.
تخيلوا معي شابا على وشك التخرج من المرحلة الثانوية, أظهر براعة في لعب الكرة في فريق المدرسة. وقد شاهده أحد مستكشفي اللاعبين الجدد ودعاه ليجري اختبارا حتى ينضم إلى أحد الفرق المحترفة. والد هذا الشاب فخور جدا بما حققه ولده على الصعيد الرياضي في المدرسة, لكن هذا الابن لم يخبر والده عن أمر الاختبار. فهو الآن يخاف أن يفشل في اختبار القبول في الفريق في الفريق فيخيب ظن والده به, أو حتى أسوأ من ذلك فهو يخاف أن ينجح في الاختبار ويفشل في تحصيله الدراسي.
إنه يحتاج إلي أن يتعامل مع الأسباب الخفية التي قد تثنيه عن القيام بتحقيق حلمه أما إذا واصل توقفه نظرا لخوفه فإن سلوكه الانهزامي هذا سيكون سببا في تخليه عن الفرص التي قد تسنح له.
5- الخوف من المجهول:
في مواقف الخطابة وإلقاء الكلمات والمحاضرات فإن الخوف من المجهول يقود إلي الخوف من فقدان السيطرة. فنحن نظن أنه علينا وحتى نشعر بالأمان أن نحكم سيطرتنا على كل شيء. وهو كما تعلم أمر مستحيل. فالسيطرة على جميع نواحي مسألة ما أمر مستحيل. وبالمناسبة أقول, اسمع وع: السيطرة على خوفك من فقدان السيطرة أمر ممكن وممكن جدا.
6- الخوف من التجارب العاطفية السابقة السيئة:
إذا كنت قد أخفقت في المضي في مجال الخطابة, أو لم تنجح في مقابلة عمل ما وتعتقد أن فشلك سيتكرر ثانية, فالأغلب أن هذا ما سيحدث, والسبب في ذلك يكمن في أن الفكرة دائما تسبق الفعل. الأفكار السلبية التي تولدها مواقف ومشاعر سلبية لن تسفر إلا عن نتائج سلبية.
بكلمات أخري, إن كياناتنا تدرك وتعي أفكارنا فإن كانت الأخيرة سلبية تجاوبنا معها بالشكل الذي يوافقها.
ستسفر طريقة التفكير السلبية حتما عن نتائج سلبية. وهذه إحدى أهم القواعد التي يجب أن تؤخذ بعين افعتبار ليس في مجال الخطابة فحسب بل في كل نواحي الحياة, فإذا ظننت أنك قد تفشل, ستفشل فعلا. أما إذا كنت مصمما على عدم الفشل فإنك ستكون قادرا أكثر على اتخاذ إجراءات تبعدك عن الفشل.