بنجالور- الهند - وكالات
مسلسل الكوارث الجوية ما زال مستمرا ويأبى ألا يتوقف على مايبدو ليبعث إشارات من المخاوف والشكوك و يثير العديد من علامات الاستفهام حيال عامل السلامة والأمان في السفر جوا لاسيما في أعقاب كارثتي تحطم طائرة الركاب الأفغانية التي أودت بحياة 144 راكبا وقبلها تحطم الطائرة الليبيبة التي توفي جميع ركابها فيما عدا الطفل الهولندي الذي قدرت له النجاة من الحادث المروع. ثلاث كوارث جوية لا يكاد الفاصل الزمني بينها يتجاوز بضعة أيام فقط وهو الأمر الذي يلقي بظلال الشك والقلق حول الأسباب التي تكمن وراء تكرار هذا النوع من الحوادث.
الحلقة الجديدة في مسلسل الكوارث الجوية طالت هذه المرة طائرة تابعة لشركة "طيران الهند اكسبرس" التي اشتعلت فيها النيران بعد تجاوزها مدرج الهبوط في مدينة بنجالور بجنوب الهند أمس ما أدى إلى مقتل معظم الركاب على متنها وعددهم 166 شخصا. وبحسب آخر حصيلة قتل 159 شخصا في الحادث.
الشركة وهي فرع من الخطوط الجوية الهندية الرسمية أعلنت أن ثمانية أشخاص على الأقل نجوا من الحادث وتم انقاذهم من بين الحطام المشتعل لطائرة البوينج 737-800 التي كانت تقل 160 راكبا وستة من أفراد الطاقم والقادمة من رحلة من دبي. شهود عيان قالوا إن الطائرة هبطت على الأرض قبل أن تتجاوز نهاية المدرج وتنحرف إلى غابة صغيرة مجاورة وتشتعل فيها النيران عند الساعة 6:30 (01:00 ت.غ). وقال انوب شريفاستا مدير الموظفين في شركة "طيران الهند اكسبرس" في مؤتمر صحفي في مومباي "بحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإنه تم انقاذ ثمانية أشخاص ونقلهم إلى مستشفيات محلية في بنجالور لتلقي العلاج".
وأفادت الشرطة أن صبيا في السابعة من العمر توفي متأثرا بجروحه. بحسب شركة الطيران كان 137 راشدا بين الركاب الـ160 وتسعة أطفال وأربعة رضع.
ولم تعرف جنسياتهم على الفور لكن تم كشف هوية الطيار وهو البريطاني من أصل صربي زي جلوسيتشا الذي كان يعمل لحساب الشركة منذ عامين. الصور التي بثها التلفزيون أظهرت ثلاثة ناجين على الأقل في مستشفى قريب من مكان الحادث.
أحد هؤلاء الناجين قال لشبكة "إن دي تي في" من المستشفى أنه سمع صوتا قويا عند هبوط الطائرة مضيفا "اصطدمت الطائرة ببعض الأشجار على الجانب ثم تصاعد الدخان داخل الطائرة، لقد علقت بين بعض الأسلاك ثم تمكنت من الخروج". ويعتبر ذلك الحادث أول حادث طيران كبير يقع في الهند منذ حوالي عقدمن الزمن.
من جانب آخر ذكر أحد الشهود أن الطائرة اصطدمت ببرج رادار للمراقبة قبل تحطمها. وكان 61 شخصا قتلوا حين تحطمت طائرة بوينج 737 تابعة لشركة طيران محلية "اليانس اير" في منطقة سكنية قرب المطار في مدينة باتنا شرق الهند في 2000. ودعا وزير داخلية ولاية كارناتاكا في.اس. اشاريا إلى تعاون السكان المحليين في ما أسماه "ساعات الأزمة" وحثهم على البقاء بعيدين عن موقع تحطم الطائرة.
وقال أشاريا "يعتقد أن معظم الركاب قتلوا".ولم تتضح على الفور أسباب تحطم الطائرة. وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) في تقرير لها من الهند إنه تم العثور على الصندوق الأسود الخاص بطائرة شركة طيران إير إنديا وقال في.بي. أجراوال رئيس مصلحة الطيران الهندية للصحفيين في نيودلهي إن الطائرة لم توجه نداء استغاثة للاشارة إلى حصول عطل فني. وقال إن "مدى الرؤية كان 6 كلم حين اقتربت الطائرة من المدرج وهي تعتبر أكثر من كافية" للهبوط. وشركة "طيران الهند اكسبرس" تعمل بتعرفات رخيصة وتديرها شركة الخطوط الجوية الهندية. وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون أن الطائرة انشطرت جزئيا والدخان يتصاعد منها بينما كان رجال الإطفاء يحاولون إخماد النيران. ويقع المطار على بعد 20 كلم خارج مدينة بنجالور الساحلية. في غضون ذلك، وصل وزير الطيران المدني الهندي برافول باتيل إلى موقع تحطم الطائرة قادما من نيودلهي في وقت لاحق أمس.
ويعمل الكثير من الهنود المتحدرين من كارناتاكا وولايات أخرى في الجنوب في الخليج في مجال البناء والأعمال المنزلية ووظائف أخرى محدودة الدخل.
ويعودون إلى الهند عموما خلال إجازاتهم السنوية. وأعلنت شركة بوينج الأمريكية في بيان أنها سترسل فريقا من المحققين إلى الهند للمساعدة في توضيح أسباب الحادث.
وقالت الشركة على موقعها على الانترنت إن "بوينج توجه أخلص تعازيها لعائلات وأصدقاء الأشخاص الذين قتلوا في الحادث وتتمنى الشفاء السريع للجرحى".
وشهدت الهند أسوأ حادث طيران في العام 1996 حين اصطدمت طائرتا ركاب في الجو قرب نيودلهي ما أدى إلى مصرع كل الركاب على متن الطائرتين وبلغ عددهم 349 شخصا.
وحملت أنذاك المسؤولية طائرة تابعة لشركة الخطوط الكازاخستانية كانت تحلق على مستوى أدنى من الحد المسموح لها ما جعلها في وسط الممر الجوي لطائرة سعودية كانت اقلعت قبل دقائق من مطار العاصمة الهندية.